عشاء في منزل آل مخلوف

عشاء في منزل آل مخلوف

May 05 2020

روبرت فورد*
وجَّه رامي مخلوف الدعوة إليَّ وزوجتي لعشاء استثنائي داخل منزله في دمشق في مارس (آذار) 2011. وكان منزله على درجة من الضخامة، لدرجة أننا مضينا خمس دقائق بالسيارة على سرعة 20 كيلومتراً في الساعة، لقطع المسافة ما بين البوابة الخارجية والمنزل. ونجح مصمم المنزل في بناء ما يشبه بيت أحلام في كاليفورنيا على أرض ريف دمشق.
بدت زوجة مخلوف أنيقة؛ لكنها لم تنطق حرفاً واحداً طوال الأمسية. وكان والد رامي حاضراً، وطلب معرفة تاريخ ميلادي أنا وزوجتي، وذكر تكهنات بخصوص مستقبل كل منا بناءً على تسلسل الأرقام، وكيف أن الإجماليات المختلفة للأرقام تشي بأحداث مستقبلية معينة. (ومع هذا، فإنه لم يتوقع انتقادي لقمع الحكومة السورية للانتفاضة السورية).
كان الطعام ممتازاً وشهياً للغاية، مثلما هي العادة مع المطبخ السوري؛ لكن كان هناك طبق صغير فحسب، وعلى خلاف جميع مآدب العشاء التي حضرتها على مدار 30 عاماً قضيتها في العالم العربي، لم يعرض المضيف علينا مزيداً من الطعام. وكان رامي مهذباً، ولم يستفسر عن العقوبات التي تفرضها الحكومة الأميركية ضده منذ عام 2008، وامتنعت أنا أيضاً عن إثارة هذه المسألة.
بعد شهرين، وخلال مقابلة مع الصحافي الرائع لدى صحيفة «ذي نيويورك تايمز» أنطوني شديد، حذر رامي المتظاهرين السوريين والغرب، من أن الصفوة الحاكمة في دمشق ستقاتل، ولن ترضخ للتغيير. وفي مطلع مايو (أيار)، في وقت اجتذبت مظاهرات الشوارع الناس من مختلف الفئات داخل سوريا، شدد مخلوف على أن الحكومة السورية «تقاتل في مواجهة تمرد يسيطر عليه سلفيون». وجاءت رسالته مختلفة عن تلك التي أخبرني بها (وزير الخارجية) وليد المعلم و(المستشارة الرئاسية) بثينة شعبان، والتي دارت حول التزام الرئيس بشار الأسد بـ«الإصلاح ووقف العنف». وأكدت بثينة لي أن «الرئيس غير راضٍ عن مخلوف»؛ لكن التاريخ يثبت أن الكلمات التي أطلقها رامي كانت دقيقة.
اليوم، وبعد مرور تسع سنوات، عاد رامي للحديث من جديد؛ لكن هذه المرة عبر «فيسبوك»، ليخبرنا أنه اكتشف أن «الجهاز الأمني يعتدي على الناس وينتهك حرياتهم». يا له من أمر مروّع! واكتشف أن الحكومة تحتجز وتهدد مواطنين مخلصين. هذا أمر غير إنساني! واكتشف أن هناك فساداً داخل الحكومة السورية، قائلاً إنه يرفض سداد الضرائب؛ لأنه لا يرغب في انتقال الأموال إلى جيوب آخرين. تخيلوا أن هناك لصوصاً في دمشق! واعترف بأن عائدات شركاته ساعدت في تمويل الجهاز الأمني، وبأنه كان الراعي الأكبر لهذا الجهاز، وبأنه شعر بصدمة لدى علمه أن جهاز المخابرات الآن يلقي القبض على مديرين بشركاته. الحقيقة أن من يزرع الريح يحصد العواصف.
بطبيعة الحال، هناك آراء متباينة إزاء السبب وراء الانقسامات داخل النظام السوري الغامض. واللافت أن بعض المحللين والشركات الروسية اكتشفوا هم أيضاً وجود فساد في دمشق ويشكون منه اليوم. أو بمعنى آخر أنهم كانوا يعلمون بوجود الفساد من قبل؛ لكنهم اليوم يطالبون بسداد قروض من خزانة الأسد الفارغة، ولذلك تحول الأسد بعينيه نحو أموال نجل خاله. وتبعاً لما ذكره أحد المحللين السوريين، فإن أسماء الأسد ورامي يقاتلان من أجل السيطرة على الاقتصاد السوري. وينبغي لنا هنا أن نتذكر أن أسماء الأسد كانت مديرة في بنك «جيه بي مورغان» الاستثماري بلندن، قبل زواجها من بشار، وبالتالي فإنها قادرة على استيعاب ألاعيب رامي. واطلعت على تحليل سوري آخر يشير إلى أن رجل الأعمال خضر الطاهر، أحد أفراد حاشية الجنرال ماهر الأسد، يحاول الآن منافسة رامي مخلوف في بعض القطاعات الاقتصادية. وفي وقت قريب، أدلى مسؤول أميركي رفيع بتصريحات لـ«الشرق الأوسط» ذكر فيها أن العقوبات الأميركية تستهدف الإضرار بالنخبة السورية، من أجل إقناعهم بقبول الانتقال السياسي.
جدير بالذكر أن الليرة السورية انهارت إلى مستوى 1300 مقابل الدولار (كانت 50 مقابل الدولار عام 2011). ولا تقتصر المعاناة اليوم على النخبة السورية. في الواقع، يكابد جميع السوريين المعاناة.
من جانبي، لا أتوقع أن تسهم الانقسامات داخل النخبة السورية الحاكمة في تحقيق انتقال سياسي قريباً. لقد كنت طالباً في القاهرة عام 1984، عندما حاول رفعت الأسد الانقلاب ضد شقيقه حافظ. في ذلك الوقت، لم يتدخل الروس، ونجح حافظ في الإبقاء على مقاليد السلطة بيده.
وكان شقيق رامي، حافظ مخلوف، مسؤولاً رفيعاً في جهاز الأمن العام؛ لكنه غادر البلاد عام 2014 بعد خلاف مع آل الأسد. ويعتقد كثيرون أن التفجير الذي وقع عام 2012، وقتل عدداً من كبار المسؤولين السوريين، بينهم وزير الدفاع وزوج شقيقة بشار، آصف شوكت، كان مدبراً من قبل مجموعة داخل النظام مناوئة لمجموعة آصف. لا أعلم الحقيقة؛ لكن أرملة شوكت وشقيقة الأسد، بشرى، فرت إلى دبي. ومع هذا، وعبر كل ذلك ظل آل الأسد في سدة الحكم. الأهم من ذلك، أن جهاز الأمن ظل موالياً لبشار. ويوحي حديث رامي عبر «فيسبوك» بأن بشار يعي أنه يجب عليه الاحتفاظ برضا أوغاد المخابرات.
*السفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن
المصدر:الشرق الاوسط




تركيا تلجأ مجدداً إلى سيناريو حرب المياه وتتسبب في قطع الكهرباء عن شمال شرق سوريا

تركيا تلجأ مجدداً إلى سيناريو حرب المياه وتتسبب في قطع الكهرباء عن شمال شرق سوريا

May 04 2020

برجاف| الطبقة
خففت تركيا من ضخ مياه نهر الفرات الأمر الذي صار سبباً مباشراً لقطع الكهرباء المتكرر عن عدد من المناطق ومنها كُوباني وريفها.
واعتبر الخبير القانوني لبرجاف بإنّه بهذا الخيار "تخترق الدولة التركية القوانين والمواثيق الدولية، واستمرار الاعتداء على مصادر الحياة في شمال شرق سوريا
بقطع مياه نهر الفرات والتلاعب بمنسوبه، في خطوة منها للضغط على دول الجوار عبر السياسة المائية".
الإداري في السد الفرات محمد طربوش أكد لـ"برجاف_FM: بان تركيا بدأت بقطع المياه الوراد منتصف شهر نيسان من العام الجاري ولتاريخه".
ووصلت قيم الوارد المائي الى قيمٍ غير مسبوقة حيث وصل الوارد المائي الى 160م3 / ثا، مقابل 500م3/ثا ( حسب المسؤول الاداري).
وأوضح طربوش ان هدف السلطات التركية معروف وهو حرب معلنة على شمال شرق سوريا بأشكال مختلفة ومنها حرب المياه سواء بقطع مياه الشرب عن مدينة الحسكة وحدث عدة مرات من خلال ايقاف محطة ضخ علوك والتي هي حالياً تحت الاحتلال التركي او بقطع متكرر لنهر الفرات"
ويشكل الفرات الشريان الاساسي لشمال شرق سوريا في مجالات الطاقة والري ومياه الشرب.
وعن الآثار الناجمة عن نقص المياه الواردة من تركيا، قال طربوش: ‘‘اولاُ في مجال الزراعة، حيث العمود الفقري الاساسي لشمال شرق سوريا هي الزراعة وهناك آلاف الهكتارات مزروعة على سرير الفرات في محافظتي الرقة ودير الزور هذه المزارع تعتمد على مياه بحيرة الفرات للري وعلى الطاقة المولدة في السدود لأجل عمليات الضخ". وتابع " بنتيجة انخفاض منسوب البحيرات سيؤثر على هذه المحاصيل سلباً لأن انخفاض المناسيب سيخرج السدود (الفرات وروج افا "تشرين سابقاً"، وسد الحرية عن دورها في انتاج الطاقة الكهربائية وضخ المياه’’.
وحول الاجراءات التي ستتخذها إدارة السدود هي تقليل ساعات التشغيل للعنفات للحفاظ على المخزون المائي والذي سيتناقص بسرعة في حال استمر انقطاع المياه وتقليل ساعات التشغيل سيترتب تقنين على انارة كافة المدن والأرياف في شمال شرق سوريا.
وقال الخبير القانوني ان السلطات التركية اوقفت تدفق المياه تماماً مرات عدة كما حصل خلال اعوام 2017، و2018، حيث نزل الوارد الوسطي الى ما يقارب الـ200م3/ ثا.
ويعتبر الفرات نهراً دولياً، ينبع من تركيا ويمر بسوريا ومنها الى العراق، وتتحكم بحصة كل من البلدان الثلاثة اتفاقيات لتقاسم مياه النهر.
وتطابق ذلك مع ما ذكره المحامي وليد ايبو لبرجاف ان دمشق ابرمت بموجب بروتوكول عام 1987 اتفاقًا مع تركيا "، وتابع ايبو "ويحق لجميع هذه الدول الاستفادة منه بالتساوي"، وأضاف ان "الكمية المتفق عليها بين سوريا والعراق وتركيا هي 500م3/ثا، تستهلك 200في سوريا ويمر 300للعراق".




جيفري: روسيا تعرف طبيعة حليفها السوري... وعقوباتنا تضغط على «الحلقة الضيقة»

جيفري: روسيا تعرف طبيعة حليفها السوري... وعقوباتنا تضغط على «الحلقة الضيقة»

May 02 2020

قال المبعوث الأميركي ومسؤول الملف السوري جيمس جيفري، إن بلاده تدعم «في كل الطرق الممكنة»، دبلوماسياً ولوجيستياً، الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا، لافتاً إلى وجوب خروج جميع القوات الأجنبية التي لم تكن موجودة قبل 2011 بما فيها التركية والإيرانية والأميركية عدا الروسية.

وقال جيفري في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن الاعتقاد أن الانخراط مع دمشق يُبعدها عن طهران «فكرة جنونية. بادئ ذي بدء، تملك إيران مواطئ أقدام شديدة الرسوخ في الدولة السورية وداخل المجتمع السوري»، لافتاً إلى أن دولاً عربية كثيرة «لن تكون على وفاق أبداً مع رجل مثل (الرئيس بشار) الأسد. يمكنهم الزعم بأنهم يستطيعون النأي به بعيداً عن المدار الإيراني، لكنني أرى أن هذا غير ممكن على الإطلاق».

وأكد المبعوث الأميركي أن بلاده ستواصل فرض العقوبات على دمشق، و«نؤيد سريان العقوبات على النظام السوري حتى قبوله بالحل السياسي»، موضحاً: «العقوبات الاقتصادية تزيد من سوء الأوضاع على دائرة الشخصيات المقربة للغاية من رئيس النظام، وهذا ما نحاول على الدوام الوصول إليه. ونريد أن نوضح لتلك الشخصيات الأمر بأنه لا مستقبل واضحاً أمامهم إذا استمروا في دعم وتأييد الأسد. وحري بهم ممارسة الضغوط من أجل الانتقال السياسي».

وأشار إلى أن الحملة الإعلامية الروسية الأخيرة على دمشق دليل على أن موسكو تدرك أيضاً أي نوع من الحلفاء موالون لها في سوريا في الآونة الراهنة. وعدّ إدلب «قلعة المعارضة» ولن تعود إلى سلطة دمشق قريباً.

وهنا نص الحديث الذي أجرته «الشرق الأوسط» هاتفياً مساء أول من أمس (الخميس):


> دعنا نبدأ بالسؤال عن فيروس «كورونا»... هل يمكن أن نعرف تقديرك للوضع في سوريا؟ أيضاً، رفض الجانب الروسي في مجلس الأمن مجدداً مطلب إعادة فتح معبر اليعربية بين العراق وسوريا لإيصال مساعدات إنسانية، ما تقييمكم لذلك أيضاً؟

- بدايةً، نحن نتابع تطورات انتشار وباء «كورونا» في جميع أرجاء سوريا. ونتابع الموقف من ثلاث زوايا مختلفة، في الشمال الشرقي من البلاد حيث نستطيع رصد الموقف عن كثب، وفي الشمال الغربي كذلك، حيث نعتمد على المعلومات التركية، وبالطبع في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام التي لا نحصل منها على المعلومات أو التقارير الوافية أو الكافية. ليست لدينا بيانات كاملة عن مناطق النظام فيما يتصل بالوباء. ونعتقد أن هناك أعداداً كبيرة من حالات الإصابة، لكنها خارج معايير القياس المعروفة، ولا نرى انتشاراً كبيراً للوباء في مناطق الشمال الغربي من البلاد في الآونة الراهنة، لكن مع الكثير من الناس المختلطين معاً، وفي ظل الدعم الطبي المتهالك للغاية، لا سيما أن القوات الروسية والسورية تعمدت قصف أغلب المستشفيات والمراكز والمنشآت الطبية في المنطقة، أصبحت الأمور هناك من أكبر بواعث القلق لدينا.

سمعنا بإصابتين في المنطقة الشمالية الشرقية في سوريا، لكننا لم نشهد حتى الآن انتشاراً كبيراً للوباء، حيث تُفرض معها قيود على السفر والتنقل داخل وخارج البلاد، على خلاف الإيرانيين الذين نعتقد أن وجودهم في مناطق النظام الحاكم كان حاضراً منذ البداية. لذلك فإن آثار الانتشار هناك. ويساور الأمم المتحدة القلق بشأن تلك الأوضاع، وكذلك منظمة الصحة العالمية، فضلاً عن القلق الذي يعترينا بشأنها أيضاً.

وتفرض القوات الروسية والنظامية أوضاعاً أسوأ للغاية من خلال منع نقل ووصول الإمدادات الطبية المهمة إلى المناطق المتضررة. إنه خطأ الأسد، إنها جريمته في تدمير بلاده وعدم الاهتمام بشعبه، وهو أكثر خطأ في ذلك على الرغم من أن بعض الأراضي ليست تحت سيطرته راهناً، فهو يرفض التعاون والمساعدة.

> هل تعتقدون أن شيوع الوباء الراهن من شأنه تهيئة الأجواء لتجديد قرار مجلس الأمن الخاص بالمساعدات عبر الحدود الذي صوّتت ضده الصين وروسيا نهاية العام؟

- في 24 أو 25 يوليو (تموز) المقبل لا بد من تجديد القرار. ونحن نأمل أن يتم التجديد في الموعد على أقل تقدير ممكن. ونحن نصرّ بشدة على ذلك، ونودّ أيضاً افتتاح معبر جديد لخدمة الجهة الشمالية الشرقية، لأنكم تعلمون أن المعبر الوحيد الذي جرى إغلاقه جاء بقرار حثّ عليه الجانبان الروسي والصيني ضمنياً.

- العقوبات

> كما تعلمون خلال الأسابيع، ومنذ بداية انتشار الوباء في البلاد، تلوم دمشق وموسكو العقوبات الأميركية والأوروبية إزاء عدم توفير المواد الإنسانية والطبية؟

- لا علاقة لانهيار النظام المالي في لبنان بالعقوبات الصادرة عن الحكومة الأميركية، ولا بد أن ذلك الانهيار كان له أبلغ الأثر على نظام بشار الأسد. ثانياً، بكل صراحة، فإن سوء إدارته الواضحة هي السبب الثاني في تردي الأوضاع الاقتصادية على النحو المشاهَد في سوريا. وثالثاً، هناك حقيقة مفادها أن سوريا لا تزال في حالة حرب أهلية مفتوحة، وحقيقة أخرى أن بعض المناطق المعروفة بالإنتاج الزراعي ومنتجات الطاقة لم تعد خاضعة لسيطرة النظام في الآونة الراهنة. وهذا هو الوضع الحالي، وسيستمر، ما لم يقبل الأسد بالتسوية السياسية. وهذا هو السبب الحقيقي في الكم الهائل من الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها. والعقوبات الاقتصادية لا يتم فرضها أبداً على المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، إذ يمكن الوصول إليها بكل حرية، كما أن حزم العقوبات المفروضة ذات طبيعة انتقائية، وتستهدف رموز النظام الحاكم وليس المواطن السوري العادي.

> في الشهر المقبل، موعد تجديد الاتحاد الأوروبي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق، ماذا قلتم للأوروبيين؟

- نؤيد هذه القرارات بشدة، ونؤيد سريان العقوبات على النظام السوري حتى قبوله بالحل السياسي. ونرى في الأفق بصيصاً من الأمل في قرار وقف إطلاق النار على المدى الطويل في محافظة إدلب، وقبول النظام السوري شروط اللجنة الدستورية السورية في جنيف. ولم يكن لذلك أن يحدث من دون جهود المحافظة على استمرار فرض العقوبات على النظام السوري. ولذلك، فإننا سعداء للغاية بمداومة الاتحاد الأوروبي على فرض العقوبات من جانبه.

> لكنّ هناك سوريين يلومون العقوبات لمعاناتهم؟

- لا يمكنني مساعدة أي شخص بعد مرور 10 سنوات من التعرض المستمر لإرهاب النظام ونظامه الحاكم بأن يستمر في تصديق وتأييد الأسد وتكذيب المجتمع الدولي بأسره.

> هناك سوريون يلومون العقوبات وهناك دول عربية بدأت بالانفتاح على دمشق وعدّت «كورونا» مدخلاً لذلك. ما موقف أميركا؟

- هذا سؤال يكتنفه الكثير من الغموض بسبب عدم تحديد البلدان العربية المقصودة. وبعيداً من البلدان العربية التي أفكر فيها، ولا أريد الإفصاح علناً حيث إننا نعرف من هي تحديداً، فإننا على تواصل مستمر معهم. وأعتقد أنه قبل كل شيء لن يكون هناك تأثير كبير من وراء ذلك. وهم لن ينالوا أي شيء من الأسد. لقد أعادت الإمارات الاعتراف الدبلوماسي، ولم تحصل على شيء في المقابل من جانب الأسد. وأعتقد أنه بالكاد أعرب عن امتنانه وشكره لهم. وأعلم تماماً أنهم لن يتمكنوا من تغيير دفة سياساته ولا التأثير على سياساتنا حياله.

واعتقد أن بعض الشخصيات في المنطقة يحملون أفكاراً مغلوطة، ورغم وجودي المستمر عبر مختلف المنافذ الإعلامية الرسمية، فضلاً عن أحاديث الرئيس دونالد ترمب، ووزير الخارجية مايك بومبيو، المستمرة حول الأزمة السورية وإدلب، يظنون أنه ربما هناك سياسة أميركية أخرى لا أعرفها تجعلنا نبدو كما لو كنا أصدقاء لنظام بشار الأسد. لا وجود لمثل هذه السياسة على الإطلاق. ولن يكون هناك مجال لوجودها من الأساس. ولم يكن هناك وجود لمثل هذه السياسة حتى في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما السابقة.

> في هذا الصدد، ما الذي تتوقعونه من القمة العربية المقبلة، إذ يعمل الجانب الجزائري الآن على قدم وساق لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية؟

- هذا السؤال يتعلق بما قد تغير من الأمور. عندما اتخذت الجامعة العربية قراراها تجميد عضوية الحكومة السورية في عام 2012، هل سقط عدد أقل من القتلى؟ نعتقد أنه بحلول ذلك التاريخ سقط قرابة نصف المليون مواطن في سوريا. وهذا ليس من الأمور المشجّعة على دعوتهم مجدداً للانضمام إلى الجامعة العربية، حيث إن النظام الحاكم في سوريا لم يمتثل أبداً لدعوات الأمم المتحدة بشأن المصالحة والتسوية، أليس كذلك؟

ما النسبة المئوية الفعلية للسكان السوريين الذين جرى طردهم من منازلهم أو هم اضطروا إلى الفرار منها بسبب قمع النظام في عام 2012 عندما اتخذت الجامعة العربية قرارها المشار إليه؟ ربما بلغت النسبة 5 إلى 10% من إجمال تعداد السكان في سوريا، لكن، كم تبلغ النسبة الآن؟ لقد وصلت إلى 50%. حريٌّ بالجامعة العربية أن تطرح على نفسها سؤالاً: هل هناك متحدث رسمي باسم الدولة أم هناك متحدث رسمي باسم شعب الدولة؟ لقد برهن الشعب السوري على شجاعة فائقة ومنقطعة النظير بفرار نصف السكان من تحت عباءة النظام.

- إيران

> يعتقد بعض البلدان العربية أنه من خلال عودة الحكومة السورية إلى عضوية الجامعة ربما يؤدي ذلك إلى إبعاد سوريا عن إيران، فما رأيكم في ذلك؟

- يا لها من فكرة جنونية. بادئ ذي بدء، تملك إيران مواطئ أقدام شديدة الرسوخ في الدولة السورية وداخل المجتمع السوري. وهي ليست بمثل السوء الذي يمثله «حزب الله» في لبنان أو الميليشيات الشيعية في العراق، لكنني أعلم بمجريات المثالين المضروبين تماماً لا سيما الحالة العراقية، لكنه أمر مثير للكثير من القلق. وليس لدينا نحن فحسب، وإنما نعلم أنه يثير بواعث القلق لدى النظام السوري والجانب الروسي كذلك. هناك ميليشيات جرى تشكيلها، وتمويلها، وتجهيزها من الحكومة الإيرانية وتتلقى أوامرها المباشرة من طهران لجهود للتشييع في سوريا.

والأمر الآخر الذي يستحق تفكير الناس وتأملهم أن النظام في حد ذاته هو نظام وحشي فيما يتعلق بمعاملة الشعب الإيراني وهو الأسوأ على مستوى العالم في ذلك، حتى عند مقارنته بما يجري في فنزويلا أو كوريا الشمالية. ولا يعرف النظام إلا وسيلة واحدة فقط، وهي ذبحُ شعبه وإرهابُه، لا سيما المواطنين السنة من أبناء الشعب السوري. فهل يعتقد أحد أنه سيغيّر من سياساته أو وسائله؟ أو أن الشعب السوري سيقبل بهذا الرئيس من جديد؟ ذلك الرئيس الجلاد والقاتل لأبناء شعبه؟ كلّا البتة. إنه يحكم دولة شمولية وحشية ومروعة للغاية. وأين هي الدولة التي على استعداد لإقامة الشراكة مع نظام وحشي مثل النظام السوري؟ ليس هناك سوى روسيا وإيران. ونحن لا نعتقد أن دول الخليج العربي والبلدان العربية الأخرى ستكون على وفاق أبداً مع رجل مثل الأسد. يمكنهم الزعم أنهم يستطيعون النأي به بعيداً عن المدار الإيراني، لكنني أرى أن هذا غير ممكن على الإطلاق. ستواصل إيران توفير الدعم المستمر لـ«حزب الله» والميليشيات الشيعية لمحاربة قوى المعارضة السورية. فهل ستتقبل البلدان العربية هذا النظام الحاكم على هذه الوضعية؟ كلا، إنهم لن يقبلوا بأمر كهذا أبداً، ولن يتحملوا مسؤوليته. وأعتقد أنه ينبغي على إيران وروسيا القيام بذلك أيضاً.


- غارات إسرائيل

> في الآونة الأخيرة، شنت إسرائيل الكثير من الغارات الجوية حول دمشق، وعلى طريق دمشق – بيروت السريع في تدمر. فما رأيكم في ذلك؟

- تدعم الولايات المتحدة الجهود الإسرائيلية في تأمين الدفاع عن الذات. إذ تواجه إسرائيل تهديداً وجودياً مستمراً من جانب إيران. ولقد قلنا مراراً وتكراراً في غير مناسبة إن مهمة إيران الأولى هي تدمير إسرائيل. ويمرر الجانب الإيراني أسلحة بعيدة المدى إلى «حزب الله» تستخدم في تهديد أمن إسرائيل. ونعرف على الأرجح العناصر الموالية لإيران داخل سوريا، ولدى إسرائيل الحق في اتخاذ ما يلزم من إجراءات إزاء ذلك، مع توخي العناية والحذر من الخسائر البشرية السورية، وهو الأمر الذي تراعيه إسرائيل، ومن ثم، فإننا نواصل دعمهم وتأييدهم بأي طريقة ممكنة.

> ما نوع الدعم المقدم لإسرائيل من طرفكم؟ هل هو سياسي أم لوجيستي؟ عبر قاعدة التنف العسكرية قرب حدود العراق؟

- إننا نوفر الدعم المطلوب لكي تتخذ إسرائيل التدابير الفعالة للدفاع عن نفسها، ولجميع البلدان المجاورة لبشار الأسد، مثل الأردن، وتركيا، والعراق، ولبنان.

> صرح وزير الدفاع الإسرائيلي مؤخراً بأن هدف الجهود الإسرائيلية هو إنهاء وليس تقليص النفوذ الإيراني داخل سوريا. فهل تعتقدون بإمكانية تحقيق هذا الهدف؟

- تتمحور سياستنا حول مغادرة القوات الإيرانية للأراضي السورية كافة، جنبا إلى جنب مع كل القوات العسكرية الأجنبية الأخرى التي دخلت البلاد في أعقاب عام 2011، وهذا يشمل قواتنا، والقوات الإسرائيلية، والقوات التركية كذلك.

> وماذا عن القوات الروسية؟

- دخلت القوات الروسية الأراضي السورية قبل عام 2011، وبالتالي، فإنهم مستثنون من ذلك. لقد دخلوا البلاد بعد اندلاع الحرب الأهلية. فإذا كان هناك حل سياسي على أساس زوال التهديدات التي تواجهها كل من إسرائيل وتركيا من الأوضاع الراهنة في سوريا، سيكونان على استعداد لمغادرة البلاد وعودة الأمور إلى طبيعتها، وهذا يعني مغادرة القوات الموالية لإيران من الأراضي السورية كذلك.


- تغيير السلوك

> قلتم في وقت سابق إن العقوبات الأميركية قيد العمل والتنفيذ، وإن هناك مؤشرات تثبت ذلك، فما تلك المؤشرات؟

- على اعتبار عدم الكفاءة الإدارية التي يتسم بها النظام الذي يمتاز بامتصاص الدماء حرفياً ومجازياً فيما يتعلق بسحب الأموال من جيوب الشعب السوري مع إدارة نظام مالي واقتصادي بالغ السوء والفساد، فإنهم لا يجيدون المحافظة على وحدة البلاد ومن ثم جذب الاستثمارات الأجنبية إليها. فمن يرغب في استثمار أمواله في بلاد يحكمها؟ لقد مارس النظام حرباً أهلية شعواء أسفرت عن انهيار البنية التحتية الداخلية تماماً. ومن الصعب الحكم على الأوضاع هناك مع النظر إلى الهبوط غير المحدود للعملة السورية (بلغت 1300 مقابل الدولار الأميركي) مع النظر إلى ما كنا نعتقد أنه اقتصاد محلي وافر، وهؤلاء هم الناس الذين يدعمون النظام الكاذب الذي يزعم أنهم اشتروا سلعاً وبضائع بما قيمته 244 مليار دولار أي ما يساوي 4 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي السوري بأكمله، وذلك بسبب الحرب.

ومن الصعب أيضاً القول ما الذي يتعلق بتصرفات النظام السوري التلقائية وما يتصل منها بالعقوبات الدولية المفروضة عليه. وأستطيع القول بصفة عامة إنه فيما يتعلق بالاقتصاد السوري فإن الأمر يرجع بالكامل إلى النظام الحاكم نفسه. إن العقوبات الاقتصادية تزيد من سوء الأوضاع على دائرة الشخصيات المقربة للغاية من رئيس النظام، وهذا ما نحاول على الدوام الوصول إليه. ونريد أن نوضح لتلك الشخصيات الأمر بأنه لا مستقبل واضحاً أمامهم إذا استمروا في دعم وتأييد الأسد. وحريٌّ بهم ممارسة الضغوط من أجل الانتقال السياسي في سوريا.

> قلتم من قبل إن العقوبات الدولية ستجبر النظام السوري الحاكم على تغيير سلوكياته. كيف؟

- نعتقد أن الأمر يتعلق بالجمع بين مختلف الأدوات والوسائل: نسبة الـ50% من الشعب السوري الذين غادروا البلاد، وحرمان الدولة من مواردها السكانية المهمة، والأقاليم والأراضي غير الخاضعة لسيطرة النظام الحاكم لن ترجع مرة أخرى تحت سيطرته بسبب القوى الخارجية الكبيرة والنافذة على الأرض، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، والهجمات المستمرة التي تستهدف الإيرانيين والسوريين من الجو (الغارات الجوية الإسرائيلية)، ونقص المساعدات الدولية في جهود إعادة الإعمال الداخلية، ونبذ وإقصاء النظام السوري من جانب جامعة الدول العربية ومن جانب الاتحاد الأوروبي كذلك... نحن نعتقد أن هذه الصيغة ستدفع النظام السوري في خاتمة المطاف إلى قبول التسوية المتفاوَض بشأنها بين مختلف الأطراف المعنية، عوضاً عن الاستمرار في السعي وراء الانتصار العسكري الموهوم.

- إدلب

> قلت من قبل إن إبقاء النظام بعيداً عن إدلب هو من الأهداف الاستراتيجية، أليس كذلك؟

- بلى، هذا صحيح تماماً.

> وقلتم أيضاً إنكم تريدون من تركيا محاربة الجماعات المتطرفة في إدلب؟

- أجل، نريد ذلك فعلاً. ونرى إشارات على ذلك أيضاً.

> كيف يمكنكم الجمع بين هذين الهدفين في الوقت نفسه؛ إبقاء إدلب خارج سيطرة النظام السوري مع محاربة الجماعات المتطرفة هناك؟ وما رأيكم في الاتفاق التركي - الروسي بشأن إدلب؟

- أعتقد أن الاتفاق قائم، سيما مع الضغوط التركية المستمرة على «هيئة تحرير الشام». ولا تشكل تلك «الهيئة» تهديداً مباشراً للقوات الروسية في سوريا كما يزعمون، بل إنها تشكّل تهديداً لنا جميعاً نظراً لأنها جماعة إرهابية، وهي تهديد أيضاً لقوى المعارضة السورية المعتدلة في إدلب. ولا نرى من سبب أو عذر أو مبرر لشن هذا الهجوم (هجوم النظام السوري على إدلب) أو لكي يبدأ مرة أخرى. وعلى نحو مستقل، فإننا نرحب بالتعامل التركي المستقل مع الأمر برمّته. وهم ملتزمون بذلك اعتباراً من سبتمبر (أيلول) 2018، وكذلك في الاتفاق الجديد المشار إليه، وهذا أمر جيد.

> وهل تعتقدون أن الاتفاق لا يزال قائماً؟

- أعتقد أنه سيكون مستمراً خلال الشهور القليلة المقبلة على أقل تقدير.

- شرق الفرات

> دعنا ننتقل بالحوار إلى شمال شرقي سوريا حيث توجد القوات الأميركية. لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة أن الجانب الروسي يرسل المزيد من القوات العسكرية إلى هناك، وأنهم سيطروا على قاعدة القامشلي العسكرية، ويواصلون الاقتراب من المواقع العسكرية الأميركية هناك. فما تقديركم للأوضاع في تلك المنطقة؟

- لدى الجانب الروسي قوات الشرطة العسكرية. وهم يواصلون الانتقال في دوريات من 3 أو 4 أو 5 مركبات، وأحياناً ما يذهبون إلى هنا أو إلى هناك، ولكن لا وجود لقوات عسكرية روسية حقيقية وكبيرة على الأرض. وليس هناك ما يسمى الاحتلال الروسي، وينسحب الأمر نفسه على الحكومة السورية، باستثناء بعض القواعد العسكرية القليلة في القامشلي، ومدينة دير الزور حيث ليس لهم وجود حقيقي على الأرض هناك. بل إن القوات المنتشرة على الأرض هي «قوات سوريا الديمقراطية»، وهم حلفاؤنا في مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي.

> في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تحدث الرئيس دونالد ترمب عن سحب القوات العسكرية الأميركية من شمال شرقي سوريا، ولا تزال القوات الأميركية منتشرة هناك حتى اليوم. فإلى أي وقت أنتم باقون؟

- سيستمر وجودنا هناك حتى الانتهاء تماماً من مهمتنا العسكرية إلحاق الهزيمة الكاملة بتنظيم «داعش».

> هل يمكننا القول إنها مهمة عسكرية مفتوحة هناك؟

- لا يمكنني تأكيد عبارة «مفتوحة المدة»، ولكن أود تأكيد فقط ما ذكرته آنفاً.

> ما الذي سوف تقولونه لحلفائكم من «قوات سوريا الديمقراطية» مقدماً قبل الانسحاب؟

- الانسحاب الكامل ليس على جدول أعمالنا راهناً، ذلك لأننا لم نشهد حتى الآن الهزيمة الدائمة لتنظيم «داعش».

- روسيا

> بالعودة إلى العلاقات الحالية بين واشنطن وموسكو. هناك محادثات متداولة بين بعض المسؤولين الأميركيين والروس في كل من واشنطن وموسكو وفيينا. فأين نحن من هذا السياق؟ وهل مقاربة «خطوة - خطوة» لا تزال قائمة والتنفيذ؟

- كما تعلمون، لدينا مستويات متعددة من المحادثات مع الجانب الروسي. ونحن نلتقي بصفة عامة. ولقد سافر الوزير بومبيو إلى منتجع سوتشي الروسي للاجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، ومع الرئيس فلاديمير بوتين، وللمناقشة بشأن الأوضاع في سوريا، وللحديث حول التسوية السياسية هناك. ولقد عقدنا مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع السيد لافروف، وكل هذه المجريات معروفة ومسجلة.

> ماذا عن الانتقادات الإعلامية الروسية الموجهة ضد دمشق؟

- نعتقد أن روسيا تدرك جيداً ما يجري في سوريا. ونعتقد أن روسيا تدرك أيضاً أي نوع من الحلفاء موالون لها في سوريا في الآونة الراهنة. فتلك الأمور تتحدث عن نفسها.

> هل تعتقدون أن هناك ما يعكر صفو الأجواء بين موسكو ودمشق؟

- أعتقد أن الأوضاع تتحدث عن نفسها كما قلت آنفاً. أنت صحافي، وعندما تكتب مقالات فأنت تريد من الناس قراءة ما كتبت، أليس كذلك؟

> هل تصدق ما يُكتب؟

- إذن، صدّق ما هو مكتوب في الصحف.

> هل تواصَل الجانب الروسي معكم بشأن نفس الأمور؟

- نحن لا نشارك تفاصيل المداولات والمبادلات الدبلوماسية مع محاورينا.

- انتخابات

> نعلم أن التقرير الصادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وجّه اللوم إلى النظام في دمشق بشأن هجوم على اللطامنة في ريف حماة في عام 2017، ونعلم كذلك أن دمشق نفت علاقتها بهذا الهجوم. فما هي في رأيكم الخطوة التالية على هذا المسار؟

- تعد تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ذات طبيعة مجردة ومحايدة، وتنسب الأفعال إلى أعلى مستويات في الحكومة السورية، وهي مسؤولة أمام مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة. وكما ذكرتم أنتم وفريق الأمم المتحدة المكلف أن النظام السوري والجانب الروسي قد استهدفا المنشآت التابعة لإشراف الأمم المتحدة والمعروف إدراجها على قائمة عدم الاستهداف عسكرياً. ونحن نرى الأمم المتحدة تتحدث عن المعابر الحدودية المختلفة، وفشل نظام نقل وتوزيع المساعدات الإنسانية في تلك المناطق. كما نرى محاكمات تخص التعذيب السوري الممنهج في ألمانيا، فضلاً عن أن الحالات لا تزال مفتوحة للتحقيق. وهذا مجرد غيض من فيض المساءلة. ونحن، مع الأمم المتحدة، ووسائل الإعلام المختلفة، نبذل قصارى جهدنا في الكشف عن الإفلاس الأخلاقي الصارخ الذي يتسم به النظام السوري الحاكم، وتلك الجهات وثيقة الصلة به.

> ماذا عن عملية السلام تحت إشراف الأمم المتحدة؟ سمعنا غير بيدرسن –المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا– يقول إنه قد تمكن من إبرام اتفاق بين الحكومة والمعارضة بشأن جدول أعمال اللجنة الدستورية السورية؟

- أدلى السيد بيدرسن بدلوه في ذلك. ونحن ندعم جهوده بلا أدنى شك، كما نؤيد دعوته لإطلاق النار على الصعيد السوري بأكمله. ونؤيد أيضاً جهوده المستمرة في البناء على الاتفاق وفقاً لجدول الأعمال المتفق عليه. وهي من الخطوات الصغيرة، ولكنها تحظى بدعم كبير من جانبنا.

> هل تعتقدون أنه من الواقعي في الآونة الراهنة الحديث عن إجراء الانتخابات الرئاسية الجديدة في سوريا تحت رعاية وإشراف منظمة الأمم المتحدة في عام 2021 المقبل؟

- نحن نعتقد أن الانتخابات هي من الأمور الصحيحة. وإذا عقد الأسد الانتخابات الرئاسية خلال العام الجاري أو في العام القادم، فلن يحظى بأي مصداقية دولية تُذكر. وستُقابل بالرفض التام من جانب المجتمع الدولي. ومن شأن المجتمع الدولي مضاعفة جهوده لإجراء الانتخابات التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة. وهذا هو الطريق الوحيد إلى الأمام على هذا المسار. وهذا ما تؤيده حكومة الولايات المتحدة الأميركية. إن السياسة التي نتبعها ثابتة ولن يطرأ عليها أي تغيير. وإنني أتطلع إلى العمل مع مختلف الجهات الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط من أجل الدعوة لإنهاء أعمال العنف والقتال داخل سوريا.

> هل ترون الانتخابات الرئاسية أمراً واقعياً؟

- يعتقد بعض الناس أنه أمر لا يتسم بالواقعية. بعض الناس كانوا يفكرون قبل عامين ماضيين أن القلعة الأخيرة من قلاع المعارضة السورية في محافظة إدلب لن تصمد وتستمر لفترة طويلة من الوقت. وهذا هو حالها بعد مرور العامين المذكورين (هي صامدة) واعتقد بعض الناس أنه من المحال إجراء المحادثات بين الحكومة السورية وممثلي قوى المعارضة في جنيف. ولقد أجريت المحادثات المشتركة بينهم بالفعل. لماذا لا تثقون بأننا نصوغ السياسات التي تحقق النجاحات حتى لو على المدى الطويل، وأنها تملك الإمكانات لتحقيق نجاحات أكبر في المستقبل؟
المصدر:الشرق الاوسط




لجنة الكادحين توزع مبلغ رمزي على العمال بمناسبة عيدهم العالمي

لجنة الكادحين توزع مبلغ رمزي على العمال بمناسبة عيدهم العالمي

May 02 2020

برجاف|كوباني
وزعت لجنة الكادحين في اقليم الفرات مبلغاً رمزياً على عمال كوباني، تقديراً لجهودهم وتعبهم، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للعمال، بالإضافة إلى توزبع المبلغ على عمال فرن الحياة ،بلدية كوباني ، مطحنة روفي والفرن الآلي.
وهنأ اتحاد الكادحين جميع العمال في شمال وشرق سوريا وسوريا عموماً وجميع العمال والكادحين في العالم، وذلك من خلال قراءة بيان أمام مطحنة كوباني.
وجاء في البيان الذي قُرىء أمام عمال المطحنة: "إن اتحاد كادحي إقليم الفرات مع الطبقة العاملة في كل مكان للدفاع عن مصالح ومكتسبات العمال والكادحين وتطويرها لتشمل كل نواحي الحياة".




تقرير عن زراعة البساتين

May 02 2020


تقرير عن تحضيرات رمضان

May 02 2020


تقرير عن زراعة البساتين

May 02 2020


تقرير عن تحضيرات رمضان

May 02 2020


الرئيس بارزاني يهنئ العمال بمناسبة عيد العمال العالمي ويقيم انجازاتهم عالياً

الرئيس بارزاني يهنئ العمال بمناسبة عيد العمال العالمي ويقيم انجازاتهم عالياً

May 01 2020

قال الرئيس مسعود بارزاني الجمعة إن الإنجازات التي يقوم بها العمال في العالم لها قيمة كبيرة للبشرية جمعاء.
وكتب الرئيس بارزاني على حسابه في تويتر "أتقدم بأحر التهاني والتبريكات لجميع العمال في إقليم كوردستان والعراق والعالم برمته بمناسبة يوم العمال العالمي".

وتابع "بالتأكيد إن لإنجازاتهم قيمة كبيرة للبشرية"
ويوافق اليوم عيد العمال العالمي، والذي عادة ما يحتفل به كثيرون في إقليم كوردستان، إلا أن تلك المظاهر التقليدية اُلغيت بسبب تفشي فيروس كورونا الذي أودى بحياة خمسة أشخاص وأصاب 380 شخصاً على الأقل وترك تداعيات اقتصادية في الإقليم.




الدول العربية وأزمة القيادة

الدول العربية وأزمة القيادة

Apr 30 2020

د.شفيق ناظم الغبرا
لازال النظام العربي يستند على ممارسات لم تعد مناسبة للقيادة لا في عصرنا هذا ولا في العصور القادمة.
لقد تأخر قادة العالم العربي في التعامل مع المتغيرات التي تتطلب عملا دؤوبا لبناء الأوطان وتطوير قدراتها من خلال التركيز على الإنسان وحقوقه. في الحالة العربية الدولة تعجز عن الصمود أمام ضغوط الدول الكبرى أو حتى الدول الإقليمية، ولا هي قادرة على تلبية مصالح مجتمعها والحد من الظلم ومنع تمركز المال بيد الأقلية على حساب الأغلبية. لكن بنفس الوقت لم تنجح الدول العربية في التعامل مع قضية الحريات والتعبير، أو مع قضايا حقوق الإنسان والتعليم والصحة وتنوع الهويات في المجتمع الواحد، كما لم تنجح في التصدي للفساد، الذي أصبح وباء حقيقيا على الدولة العربية.
لقد تحولت الدول العربية في السنوات العشر الماضية لأرض تتحكم فيها قيم العنف والسيطرة وقيم القساوة والفساد. وقد أدى هذا لإضعاف القوة الناعمة العربية التي تنتج لنا الأدب والفكر والسينما والمسرح والتناغم الوطني والاعتدال، بسبب أنماط القيادة الفاشلة هاجرت القوة الناعمة العربية نحو عوالم أخرى مما جرد الوطن العربي من عمقه وإبداعه.
ويتضح الفشل القيادي في العالم العربي عبر ضعف قيم العدالة. العدالة قيمة أخلاقية يقع أساسها في حق الإنسان في الحياة والمعاملة المنصفة والكرامة والمساواة أمام القانون. وتتناقض العدالة مع الظلم والتجني والاستقواء ومصادرة الحقوق والاضطهاد. إن قصص الظلم منتشرة في طول وعرض المنطقة العربية، ولا يوجد ما يبشر بقرب تحقيق العدالة. بل هناك ما يؤكد بأن قضايا الظلم وتآكل العدالة الاجتماعية وانتشار الفساد سوف تتكثف في المرحلة القادمة خاصة بعد زوال فيروس كورونا. لهذا يبرز السؤال: كيف سيحافظ من تختمر قاعدته السكانية بكل أنواع الظلم على الاستقرار والتنمية والوحدة بين الناس؟
ويقال دائما في وصف القيادة: لا يوجد جنود فاشلون بل قادة فاشلون. والملاحظ في العالم العربي بأن مسـؤولية كل فشل توضع على الجنود وبسطاء الناس وصغار الموظفين وقلما على صناع القرار الأساسيين. وهذا يترافق في عالمنا العربي مع غياب النموذج واختفاء دور الشعوب العربية في اختيار القادة. وبطبيعة الحال في ظل نقص قيم القيادة المرتبطة بالإنجاز والعدالة والمساءلة لا توجد تنمية حقيقية، ولا ازدهار حقيقي (سوى في حالات استثنائية)، ولا يوجد بنفس الوقت مشروع وطني جامع يعزز مكانة الإنسان والتعليم والبحث والعلاج والاستقلال والاقتصاد.

إن أراد الحاكم يستطيع أن يبطش بمن ينتقده متوسعا في بناء السجون لاستقبال أعداد أكبر من الشعب. في العالم العربي قلما يخضع القادة لقانون فاعل يحمي الأفراد والمؤسسات من ميولهم

مع غياب النموذج في العالم العربي نكتشف أننا لا ننتمي عمليا للنموذج الغربي أو حتى الصيني أو الروسي او غيره. لقد بنينا في منطقتنا نموذج اللانموذج، فقلما ننجح خارج منظومات تكرس القمع والأمن والنهي والفرض والفوقية. عالمنا في حالة ضياع، لأنه يرفع شعار الأمن منذ عشرات السنين، لكن هذا الأمن في تراجع وضياع بسبب غياب العدالة ونقص الحريات، وانتهاك الحقوق، وطرق القيادة البليدة.
قيادات العرب تجيد لغة الغرب والحداثة التي تعظم قيم الحرية، لكنها في الممارسة ضد حرية الإعلام إلا اذا شيطن التيارات النقدية السياسية أكانت ذات منشأ إسلامي أو حقوقي. الحالة القيادية العربية تعيش انفصاما متداخلا بين خطابها للغرب وممارساتها ضمن مجتمعاتها، فهي في خطابها للغرب مع المرأة ومع الحريات الشخصية وتبدو بأنها تؤمن بالتعايش بين الديانات، بل وتؤمن بالتطبيع مع إسرائيل على أمل أن تقدم رسالة تسامح مشوهة تعطيها الحرية في قمع مجتمعاتها بالصورة التي تجدها مناسبة. بل تبدو الحالة العربية مستعدة لتقديم نموذج لليبرالية شكلية مفرغة من معظم شروط العدالة والليبرالية ذات المنشأ السياسي. إن قيم العدالة وقيم الليبرالية لا تتشكل الا في أبعادها السياسية والنقدية والإصلاحية. فالحريات الحقيقية هي بالأساس حريات سياسية قبل أن تكون حريات شخصية. أزمة القيادة ستكون في المرحلة القادمة أخطر نقاط ضعف النظام العربي.
وتتضح مشكلة العرب عبر طريقة انتقال السلطة بعد موت القائد، ففي عملية الانتقال لا مكان للشعب أو للمجتمع بكل فئاته، ومع انتقال السلطة يستطيع الحاكم الجديد الاستفراد بالسلطة بصورة مطلقة إن قرر ذلك، فلا توجد مؤسسات تحد من سلطاته، ولا قوانين تمنع الاستفراد، ولا حريات صحافية تسمح بالنقد، ولا برلمانات تضع حدودا. وإن أراد الحاكم يستطيع أن يبطش بمن ينتقده متوسعا في بناء السجون لاستقبال اعداد أكبر من الشعب. في العالم العربي قلما يخضع القادة لقانون فاعل يحمي الأفراد والمؤسسات من ميولهم (القذافي نموذجا).
ويعيش العالم العربي مع فراغ القيادة. لكن المدخل للتعامل مع هذا الفراغ مرتبط بمقدرة الشعوب على ابتكار حراكات تتعامل مع تلك العلاقة المتوترة بين الشعب وسلطاته السياسية. إن الجانب الثاني من أزمة القيادة العربية يتطلب نمطا من القادة ممن يتمتعون بالحكمة والتوازن والصدق وحسن الإدارة والتسامح والمقدرة على تحفيز المجتمع والناس نحو برامج وأهداف ملموسة. قيادة المجتمعات كما وإدارة الدول تتطلب القدرة على تجسيد الرؤية والحرص على الناس في ظل المقدرة على استيعاب الأحداث والاستعداد للمستقبل.

استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
المصدر :القدس العربي




Pages