الرئيس مسعود بارزاني يوجه تهنئة الى مسلمي العالم ومسلمي كوردستان بشكل خاص بمناسبة عيد الفطر المبارك

الرئيس مسعود بارزاني يوجه تهنئة الى مسلمي العالم ومسلمي كوردستان بشكل خاص بمناسبة عيد الفطر المبارك

May 23 2020

وجه الرئيس مسعود بارزاني رسالة تهنئة الى مسلمي العالم والعراق عامة ومسلمي كوردستان بشكل خاص بمناسبة قدوم عيد الفطر السعيد، دعا فيها الشعب الكوردستاني والأطراف السياسية الى الوئام والتأخي ووحدة الصف في سبيل مواجهة التحديات وتجاوز المرحلة الحالية غير الطبيعية .

نص رسالة الرئيس مسعود بارزاني:

بسم الله الرحمن الرحيم

بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، نوجه أحر التهاني إلى مسلمي العالم والعراق عامة ومسلمي كوردستان بشكل خاص. كما نهنىء عوائل الشهداء الكرام وبيشمركة كوردستان الأبطال، وجميع منتسبي المؤسسات الأمنية والصحية في كوردستان وكافة الجهات ذات العلاقة التي بذلت الكثير من الجهود وسهرت الليالي خلال الأشهر السابقة من أجل حماية سلامة المواطنين .

بسبب وباء كورونا والأزمات السياسية في العراق وسوء الأوضاع الإقتصادية المحلية والعالمية، يمر إقليم كوردستان، للأسف الشديد، بأوضاع حساسة وغير طبيعية ويواجه تحديات جديدة، لذلك ننتهز فرصة عيد الفطر المبارك لندعو الأطراف السياسية في إقليم كوردستان، أن يكونوا في مستوى تحمل المسؤوليات القومية والوطنية وأن يختاروا طريق الوئام والتأخي ووحدة الصف في سبيل مواجهة التحديات وتجاوز المرحلة الحالية غير الطبيعية.

كما ندعو جميع الجهات السياسية الى التضامن فيما بينهم والعمل في سبيل معالجة مشكلات المواطنين وإزالة العقبات والعراقيل أمام شعب كوردستان، بدلا من محاولة صنع الخلافات البينية وإسقاط الآخرين. علماً أن شعب كوردستان ينتظر ذلك بشغف منهم، ولأنه على يقين بأن كافة مكتسبات شعب كوردستان تحققت وتجسدت في ظل وحدة الصف والشعور بالمسؤولية. ونحن على ثقة بأن شعب كوردستان، وبالإتكال على الله العظيم سيتجاوز بشموخ كافة المصاعب والأزمات.

بهذه المناسبة المباركة، نتمنى السعادة والسرور لعموم المواطنين الأعزاء في كوردستان، ونبتهل إلى الله العظيم أن يتقبل عبادات وصيام جميع المسلمين، وأن يصبح هذا العيد مناسبة لانتهاء الإرهاب والمعاناة وعودة الأمان والهدوء إلى الإنسانية جمعاء.

مسعود بارزاني
30/ رمضان/ 1441هجري
23/ آيار / 2020ميلادي




دور منظمات المجتمع المدني في تطوير السياسات العامة*

دور منظمات المجتمع المدني في تطوير السياسات العامة*

May 23 2020

د.باسم حتاحت
بداية يجب التفريق بين السياسة العامة (Policy Public) و بين السياسة (Politics ) , من الممكن ان نعرف السياسة بانها فن او علم للوصول الى السلطة و الحفاظ عليها و ممارستها و هي ميدان الاحزاب السياسة بالدرجة الاولى , اما السياسة العامة فهي نظام او دليل مبادئ ينعكس على جميع القرارات و التشريعات التي تخص قضية معينة من القضايا العامة , هذا يعني ان السياسة العامة تهم عموم الناس اكثر من السياسة نفسها لان السياسات العامة تؤثر بشكل مباشر في حياة الناس جماعات او افراد و يحاول هؤلاء الناس صياغة او تشكيل السياسات العامة التي تعتمدها الحكومة او البرلمان بطريقة تزيل المشاكل التي تواجههم في حياتهم اليومية او بما يتفق مع ارائهم و معتقداتهم و رؤاهم .
نسمع كثيرا عن سياسات عامة لقضايا مهمة مثل السياسة المالية , سياسة ضريبية , سياسة الحد من الفقر , سياسة الخصخصة ...الخ , كل هذه الميادين المهمة لها سياسات عامة وضعتها الحكومة او البرلمان و تقوم بتنفيذها و تلزم القضاء ايضا بتنفيذها من خلال التشريعات استنادا الى الدستور و من المؤكد ان النخب السياسة الحاكمة هي التي تصوغ هذه السياسات العامة طبقا لرؤاها و أيدولوجيتها و مصالحها.
اذا اردنا ان نسقط مفهوم السياسة العامة على الحالة السورية في الوقت الحاضر في ظل انعدام الحكومة المركزية او الدولة المستقرة سنجد ان هناك عدد من هذه السياسات العامة التي ترسخت في سوريا او قياداتها السياسية والعسكرية في المهجر ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
1- سياسة توزيع المناصب و الوظائف بالمحاصصة الحزبية ( سياسة المحاصصة ).
2- سياسة الاعتماد الكامل على المنح للدول المؤثرة او المنح المقدمة من دول أصدقاء سوريا .
3- سياسة العمل مع المنظمات الدولية .
و هناك سياسات عامة معلنة و لكنها لا تطبق لعدم وجود أجهزة منفذ وصاحبة تأثير و منها على سبيل المثال لا الحصر :
1- سياسات مكافحة الفساد.
2- سياسات الحد من الفقر.
3- سياسة حماية الصحفيين و الاعلاميين و حماية حق التعبير عن الرأي.
٤- سياسة مكافحة التهريب والتجارة غير المعلنة
٥- سياسة حماية اللاجيئين
٦- سياسات التعليم والشهادات
٧- سياسات الأوراق الرسمية ( جوازات السفر ،شهادات الميلاد والزواج والطلاق والوفاة ... )
ان ترك صياغة و تنفيذ السياسات العامة للكيانات السياسة او العسكرية و ممثليها في الخارج والداخل او المجالس المحلية سوف يؤدي الى نتيجة واحدة اكيدة و هي تغليب المصالح الحزبية و الفئوية و الشخصية على المصالح العليا للشعب و البلد وهذا ما شهدناه طيلة السنوات الماضية للثورة و هناك امثلة كثيرة عليه .
هنا يأتي دور مؤسسات المجتمع المدني في سوريا او السورية في المهجر , هذا الدور يتمثل بالتالي :
1- دراسة المشاكل التي تهم المواطن السوري في مختلف المحافظات او دول المهجر و ترتيبها حسب الاولوية و محاولة وضع الحلول الممكنة لها.
2- تقديم هذه الحلول الى مختلف اصحاب المصلحة مثل المواطنين و السياسيين والتجار و الاعلاميين و غيرهم على ان يحدد دور كل فئة من هذه الفئات و مدى تاثرها و تأثيرها في المشكلة محل البحث و مقدار مساهمة كل فئة حاليا في حل المشكلة او تعقيدها و كيف يمكن تغيير هذا الواقع مستقبلا لتحقيق الحلول التي قدمناها .
3- في اغلب الحالات نحتاج كمؤسسات مجتمع مدني الى التخطيط لحملات مدافعة لتحقيق التأثير المطلوب في تطوير السياسات العامة المستهدفة.
هنا نعرف الفرق بين مراكز الابحاث بمختلف انواعها و بين مؤسسات المجتمع المدني و العلاقة التبادلية التي يمكن ان تنشا بين الاثنين , فمراكز الابحاث think tank (policy institute, research institute, etc.) مهمتها الرئيسية هي كتابة اوراق السياسات العامة و تقديم البحوث و نشرها و لكن ليس من مهمتها الرئيسية تنظيم و تنفيذ حملات المدافعة و تحشيد الجمهور و ما الى ذلك و لكن نجد ان مؤسسات المجتمع المدني تلعب في كثير من الاحيان دورين هما دور مركز الابحاث و دور منظم حملات المدافعة و يمكن ان تتفق مؤسسة المجتمع المدني مع باحث او مع مركز ابحاث متخصص لكتابة ورقة سياسات عامة حول موضوع معين ثم تتبنى هذه الورقة و تنظم حملتها بناء على هذه الورقة و ما تحتويها من حلول مقترحة او تصورات و توصيات.
من الضروري ان تلتفت مؤسسات المجتمع المدني السورية لموضوع اوراق السياسات العامة و تركز عليها لتفعيل الشراكة بينها وبين ممثليها في الوقت الحاضر من السياسيين والعسكريين و كذلك مع الدول المؤثرة في الواقع السوري و بدون هذه الاوراق لن يكون تغير حقيقي في الواقع المأسوي السوري بل من المتوقع ان تتفاقم المشاكل الى مستويات أشد خطرا مما هي عليه الآن.
*دراسة مقدمة من د. باسم حتاحت
بروكسل 02/11/2016




 7 تطورات ومفاجآت تعيد سوريا إلى الواجهة

7 تطورات ومفاجآت تعيد سوريا إلى الواجهة

May 22 2020

عاد الملف السوري إلى تصدر الأوراق البحثية لمراكز التفكير الغربية والعربية إلى حد يذكر نسبياً بأجواء 2012. وذهبت وسائل إعلام ومنصات التواصل الاجتماعي إلى الحديث عن سيناريوهات سياسية وعسكرية لمستقبل البلاد. وأطل مسؤولون واقتصاديون سوريون حاليون وسابقون من بوابات مختلفة لتقديم «أوراق الاعتماد». كما أدلى مسؤولون غربيون بمواقفهم وطموحاتهم لمستقبل البلاد. وانتشر عسكريون في أجواء سوريا وأراضيها في تموضع جيوسياسي في مناطق النفوذ الثلاث.

عودة الملف السوري إلى الواجهة رغم انشغال العالم بوباء «كورونا» مرتبط بسبعة تطورات، هي:

1 - رامي مخلوف. لعقدين من الزمان كان هو الواجهة الاقتصادية وصاحب القرار الاقتصادي الرئيسي في سوريا، لكن منذ صيف العام الماضي، بدأت الأمور تنقلب عليه. انطلقت حملة لتفكيك جميع مؤسساته الاقتصادية وشبكاته العسكرية والإنسانية والسياسية. وعلى عكس جميع التجارب السورية، جاء مخلوف بتصرفات لا تنتمي إلى «القاموس السوري». تحدى بلغة دبلوماسية، وراح يوزع بيانات وفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي. رفض ثم قبل شروط الحكومة لسداد شركته «سيريتل» مبلغ 185 مليون دولار.

أين روسيا وإيران من مخلوف؟ ماذا يعني هذا على بنية النظام؟ ولماذا الآن؟ وهل هناك جهة خارجية وراءه؟ هل يحصل في سوريا ما يحصل في كل الحروب الأهلية بأن التغييرات السياسية تأتي عندما يسعى «أمراء الحرب» إلى شرعنة أعمالهم؟

- توضيح بعد صمت

2 - الحملة الروسية. بعد زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى دمشق في مارس (آذار) الماضي وطلبه من الرئيس بشار الأسد التزام اتفاق روسيا وتركيا حول إدلب وإثارته ملفات اقتصادية تتعلق بالإعمار، اندلعت فجأة حملة إعلامية من منصات بحثية وإعلامية قريبة من الكرملين. بقيت موسكو صامتة لبضعة أسابيع، لكنها عادت في الأيام الأخيرة وشنت حملة مضادة. مسؤول عسكري روسي جال في دمشق قبل أيام للتأكيد أنه «لا تغيير في موقف الرئيس فلاديمير بوتين من الأسد». وأجرى السفير الروسي في دمشق الكسندر يفيموف مقابلة مع صحيفة سورية أمس، ليقول بأن العلاقات بين موسكو ودمشق «تتميز بالطابع الصديق والاستراتيجي... والذين يصرون على قراءة التعاون بطريقة الكذب يقومون بعملية تخريب إعلامي فقط لا غير».

هل غيرت موسكو موقفها؟ هل تقصدت الصمت على الحملة بحيث تصل الرسالة إلى دمشق ثم تتراجع؟ ما هو حد التغيير في موسكو: الضغط على الأسد أم تغيير الأسد؟ للإصلاح أم للتغيير؟ هل فعلا، لا تريد روسيا الغرق في المستنقع السوري... اقتصاديا؟ وهل وصل النفوذ الروسي في المنطقة إلى الجدار ويحتاج إلى قفزة؟

3 - الحوار الروسي - الأميركي. تحدث مسؤولون أميركيون عن رغبة موسكو باستئناف الحوار الثنائي. اللافت أن المبعوث الأميركي جيمس جيفري قال لـ«الشرق الأوسط» بأن بلاده لا تمانع في بقاء روسيا عسكريا في سوريا، لكنها تريد خروج إيران. وقال المبعوث الأممي غير بيدرسن لمجلس الأمن: «أؤمن أن للحوار الروسي – الأميركي دوراً رئيسياً، وأشجع الطرفين على مواصلته».
وطرح دبلو ماسيون: لماذا تريد موسكو الحوار حاليا؟ إلى أي حد غير مواقفها؟ وهل يمكن الوصول إلى اتفاق قبل الانتخابات الأميركية؟ هل فعلا «بوتين غاضب من الأسد» أم أنها مناورة «قيصرية» جديدة؟

- انسحاب تكتيكي

4 - الانسحاب الإيراني: أكد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن إيران «انسحبت تكتيكيا» من سوريا. جاء هذا بعد شن إسرائيل غارات مكثفة على مواقع إيرانية من دمشق إلى حلب إلى دير الزور. لكن هذا تزامن مع أمرين: الأول، إعلان «المرشد» الإيراني علي خامنئي ومسؤولين آخرين بقاء قوات إيران في سوريا والتمسك بـ«الدكتور بشار الأسد رئيسا شرعيا». الثاني، قيام إيران بتشجيع فصائل موالية لها لاستعجال العودة إلى جنوب سوريا قرب الجولان، بما ناقض الاتفاق الروسي - الأميركي - الأردني - الإسرائيلي في بداية 2018، بإبعاد «القوات غير السورية»، أي الإيرانية إلى أكثر من 80 كلم من الحدود والخطوط الجنوبية. هنا، لم تتردد روسيا بإرسال قواتها لإخراج الإيرانيين من ريف درعا في الأيام الأخيرة. واللافت هنا، قول مسؤول إيراني بأن بلاده دفعت بين 20 و30 مليار دولار لدعم دمشق، وتريد استرجاع المبلغ.

ماذا تريد إيران من الانسحاب وإعادة التموضع؟ هل هذا مرتبط بأزمتها الاقتصادية بسبب العقوبات و«كورونا» أم ضغوطات روسية تلبية لمطالب إسرائيلية؟ لماذا فتحت المستحقات المالية من دمشق؟ لماذا عادت واشنطن وتل أبيب للتركيز على الوجود الإيراني؟

5 - هدنة إدلب: رغم خروق كثيرة في هدنة إدلب التي بدأ تنفيذها في 5 مارس (آذار) الماضي، تواصل روسيا وتركيا التزامهما وتسيير دوريات مشتركة. إحدى الدوريات وصلت إلى عمق إدلب باتجاه اللاذقية. تركيا أقامت قاعدة في قمة جبل استراتيجية، هي الأعلى في جبل الزاوية. ورغم التوتر والصدام بين الطرفين في ليبيا بسبب دعم طرفين مختلفين وإرسال كل منهما مرتزقة سوريين لدعم فريقه، لا تزال أنقرة وموسكو تعملان سوية في إدلب وشرق الفرات. هذا طرح أسئلة حول مستقبل هدنة إدلب وديموميتها؟ وتأثير الحدث الليبي سوريا؟ ومصير المتطرفين في إدلب وموعد نفاد صبر روسيا؟

- بوابة التغيير

6 - الانتخابات السورية: تأجلت الانتخابات البرلمانية إلى يوليو (تموز) بسبب «كورونا»، لكن الأعين تتجه إلى الانتخابات الرئاسية في منتصف العام المقبل. يتحدث مسؤولون غربيون عن دعم مرشح معارض، وعادت أميركا لدعم المعارضة ماديا. وقام بعض المعارضين بالمبادرة في ترشيح أنفسهم. بل إن باحثا إسرائيليا سمى مرشح تل أبيب للرئاسة. وقال بيدرسون: «هذه الانتخابات ستعقد وفقاً للترتيبات الدستورية القائمة. فالأمم المتحدة ليس لديها ولاية محددة ولم يُطلب منها الانخراط في هذه الانتخابات. إن تركيزي لا يزال منصباً، في سياق الميسر للقرار 2254. على العمل من أجل انتخابات حرة ونزيهة تُجرى عملاً بدستور جديد وتُدار تحت إشراف الأمم المتحدة».

هل تصل أميركا، التي ستخوض انتخابات رئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) ، وروسيا بتوافق إقليمي إلى تفاهمات كي تشكل الانتخابات السورية بوابة التغيير، للوصول إلى تفاهمات تخص الإعمار والعقوبات والوجود الإيراني والعملية السياسية؟ هل هذا مخرج لروسيا التي ترفض مبدأ «تغيير الأنظمة»؟

7 - العقوبات والمساعدات: فتحت أميركا ملف بوابة اليعربية بين العراق وشرق الفرات لإرسال مساعدات بعدما لاحظت أن روسيا لم تنفذ التزاماتها بإيصال المساعدات من دمشق بعد التوافق على قرار خاص بالمساعدات بداية العام. هناك توقعات بمواجهة دبلوماسية روسية - غربية جديدة في مجلس الأمن. وهناك مواجهة قائمة إزاء العقوبات. موسكو تحمل العقوبات الأميركية والأوروبية مسؤولية عدم قدرة دمشق على مواجهة «كورونا» والمعيشية. واشنطن وبروكسل خرجتا عن صمتهما وشنتا حملة إعلامية للقول بأن العقوبات لم تعرقل وصول الأدوات الطبية أو الإنسانية إلى سوريا. عليه، هل يشكل الملفان بوابة جديدة لتفاهمات خطوة مقابل خطوة أم منعطف الافتراق؟

ليس سهلاً الجزم بأي اتجاه تنتهي مآلات التحركات في سوريا وحولها، لكن لا شك هذه التطورات تطرح أسئلة كبيرة يحاول كل طرف محلي وخارجي أن يجير إجاباتها إلى ضفته، في وقت يبدو الجميع في حالة اللايقين.
المصدر:الشرق الاوسط




نساء الريف.. ونساء المدينة

نساء الريف.. ونساء المدينة

May 21 2020

برجاف|زوزان بركل
لا يبدو بأنّ حال النساء الريفيات يشبه حال نساء المدينة.
وقد تُعتبر المدينة مساحة للترفيه والتي لم تتاح الفرصة لتعيشها المرأة الريفية.
ويبدو إنّ المكان يلعب دوراً في الأقدار، وقدر النساء الريفيات العيش في ظروفٍ معيشيةٍ قاسية.
في إحدى المجالس أنصتُ لحديثٍ فيه شيءٌ من الحزن، حيث المقارنة بين معيشة النساء اللواتي في المدن والريف.
ومع إنّ هناك الفارق بين أنماط المعيشة في المساحتين (الريف، المدينة) ،إلّا إن الواقع الوظيفي والأدوار ما زالت تترك أثرها البالغ فيما تعيشه المرأة الريفية.
فمثلاً، إذا كانت المرأة في المدينة تجد العيد فرصةً للقيام بالرحلات، والزيارات، بينما هذه الفرصة غير متوفرة بالنسبة لنساء الريف.
ولا تستغرب وكوننا نعيش في فترة المواسم قد نجد النساء في الحقول في ثاني يوم بالعيد ، وهذا ما لا ينطبق على المدينة.
الفوارق المعيشية للنساء في مساحتي الريف والمدينة، قد تشكل عبئاً على نفسية النساء، ما يضع الجميع أمام مسؤولية التفكير بأضعف الإيمان بالواقع التنموي في الريف وحتى في المدينة.
ومن يدري، ربما بإعارة الاهتمام قليلاً ،وذلك بقيام الإدارات والمنظمات بالتنمية تحقق شيئاً من العدالة المعيشية.
وتجدر الاشارة إنّ هذه المشكلة تحتاج إلى دراسات وأبحاث واقتراحات لإزالة الفوارق وتحقيق نوع من التكامل على مستوياتٍ عدة، وربما يشكل المستوى المعيشي أولها، أليس " المعيشة تحدد الإدراك"!؟
(الصورة تعبيرية من الإنترنت)




العيد..والنساء أكثر الحائرات

العيد..والنساء أكثر الحائرات

May 20 2020

برجاف|زوزان بركل
صحيحٌ إنّ كل الأنظار تترقّب العيد(النساء والرجال،وربما الأطفال أكثر)، إلّا إنّ النساء هنّ الأكثر حيرةً، ولعلّ السبب،لأنّ النساء هنّ من يحضرّن للعيد ، ويؤمنّ كل اللوازم أكثر من الرجال.
وهنّ من يخترن ألبسة اطفالهنّ، وفي الكثير من الأحيان يؤمنّ المصاريف، خاصة المعيلات في بيوتهن.
وربما ذلك ينطبق على النساء اللواتي مرّ على زواجهنّ عدة سنين ولديهنّ أطفال،و يتحملن مسؤولية البيت والأطفال.
والنساء اللواتي تزوجن للتو يحترن أكثر، وبينهن ّ من يفتقدن لعائلاتهن، حيث إنّ الكثير من العائلات معلقة في دول الجوار، أو أوربا، أو إنّ هنّ قريباتٌ عن الأب والأم إلّا إنّ ظروف الحجر ومنع التنقل بين المحافظات يمنع من زيارة أهلهنّ في العيد أول أو الثاني بعد زواجهن.
والحال، إنّ النساء يتلهفن في القيام بالزيارات العائلية على عكس الرجال، والزيارات في هذه الأيام أكثر تكلفةً من الأيام الماضية.
وتجدر الإشارة، إنّه إذا كان العيد هو يوم الجمع للعائلة، وأساسها النساء، فإنّ لسان حالهنّ يفصح مدى حيرتهن في هذا الزمن الصعب.




استطلاع لآراء الناس في اسواق كوباني

May 20 2020


مثقّف النظام السوري وسيرورة الانهيار

مثقّف النظام السوري وسيرورة الانهيار

May 20 2020

حازم صاغية
يخطئ من يقرأ الماضي بعين الحاضر مثلما يخطئ من يقرأ الحاضر بعين الماضي. فهو قد يظنّ، استناداً إلى الدور الحالي لبهجت سليمان أو بثينة شعبان، أنّ حزب البعث في سوريّا لم يقرب المثقّفين أبداً ولم يقربوه.
هذا ليس صحيحاً. فالحزب الذي أسّسه أستاذا مدرسة (ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار)، وادّعى أبوّتَه أستاذ ثالث (زكي الأرسوزي)، ضمّ مثقّفين كثيرين. جمال أتاسي، وعبد الله عبد الدائم، وبديع الكسم، وسامي الجندي، وسامي الدروبي، وعبد الكريم زهور، ومطاع صفدي وإلياس فرح، وسواهم بدأوا حياتهم العامّة بعثيين. مثقّفون أعلى كعباً، كياسين الحافظ وجورج طرابيشي، وجدوا، في هذه الفترة أو تلك، أنّ في وسعهم أن ينضمّوا إلى حزب البعث. هؤلاء جميعاً كانوا جزءاً من لوحة الثقافة السورية والعربيّة ومن تاريخها: درسوا إبّان الانتداب الفرنسي الذي أتاح لهم أن يعارضوه. ورثوا تطلّعات آبائهم إلى وحدة عربيّة ما، لكنّهم أيضاً تأثّروا، إلى هذا الحدّ أو ذاك، باتّجاهات الفكر المعاصر حينها، كالماركسيّة والفوضويّة ومدارس كانت رائجة في الفلسفة وعلم النفس والنقد الأدبيّ...
هذا ما كفّ بشكل تدريجي عن الوجود. من يتذكّر محنة المثقّفين والمبدعين الشيوعيين الروس في علاقتهم بحزبهم بعد بلوغه السلطة، يدرك سبب قطيعة كتلك: المثقّف لا تتّسع له دولة الحزب الواحد. أفكاره نفسها، والتي استقى معظمَها من حزبه، تغدو أحلاماً ممنوعة، تطاردها الرقابة، ثمّ السجن وربّما المَصحّ.
في سوريّا، حصل شيء إضافيّ. الحزب نفسه، كجسم، لم يعد موجوداً. العلاقات الزبائنيّة، على أساس الولاء العائلي والطائفيّ، ابتلعته تماماً ولم تترك منه إلا الاسم. في عراق صدّام أيضاً، حصل شيء من هذا، لكنّ اضمحلال الحزب هناك كان أبطأ منه في سوريّا. مع ذلك، لم يعد البعثي بعثيّاً في البلدين. «الرفيق» علي حسن المجيد هجم على الشيعة في جنوب العراق وهو يرفع على دباباته شعار «لا شيعة بعد اليوم»، وقبله هجم «الرفيق» رفعت الأسد على سنّة حماة لأنّه رأى فيهم سنّيّة تهدّد الموقع العلوي في السلطة.
البعث، هنا وهناك، بقي منه، فضلاً عن الاسم، اثنان: الجماعة الأهليّة والجهاز الأمنيّ. المثقّف لزوم ما لا يلزم.
لماذا التذكير بهذا الواقع الذي يعرفه السوريّون جيّداً؟
لقد شهد الأسبوع الماضي حدثاً غير مألوف بالمرّة، لكنّه، بالقدر نفسه، شديد الدلالة.
رجل الأمن بهجت سليمان تقدّمَ مئات «الإعلاميين والمثقّفين» السوريين (والعرب) في توجيه رسالة مفتوحة إلى وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف وإلى مسؤولين إعلاميين في موسكو. المُرسِل سيّئ بما فيه الكفاية، وكذلك المُرسَل إليه، لكنّ الرسالة تبقى الأسوأ. فما أعلنه هؤلاء «الإعلاميّون والمثقّفون» هو انزعاجهم من أنّ وسائل إعلام روسيّة وجّهت «إساءات وافتراءات» استهدفت الرئيس بشّار الأسد بشكل شخصيّ. موقّعو الرسالة – البيان احتاطوا بأن أكّدوا أنّهم لا يدعون الروس إلى كمّ الأفواه وتعطيل الحرّيّة، فهم «إعلاميّون ومثقّفون» لا يفعلون ذلك. لكنّهم في الحقيقة لم يفعلوا غير ذلك. لقد طالبوا حلفاءهم الكبار بـ«ضرورة عدم تكرار ما حدث، وتجنّب سوء استخدام منابركم من قبل البعض (...) والتهجّم على الرئيس الأسد دون غيره من الزعماء العرب».
ربّما كانت هذه أكبر مداخلة رسميّة سورية في المجال الثقافي منذ سنوات طويلة: اقمعوا أيّها الرفاق الروس! مع هذا، وفضلاً عن خيانة الرسالة أصلَها «الثقافي – الإعلاميّ» المفتَرَض ونطقها بلسان أمني فصيح، فإنّها تضلّ طريقها: ذاك أنّ نظام الرئيس فلاديمير بوتين ليس في حاجة إلى من يوصيه بفوائد القمع، وسجلُّه مع الصحافة الروسيّة ذائع الصيت. لقد باع «الإعلاميّون والمثقّفون» السوريّون والعرب ماءهم في «حارة السقايين»، بعدما سمحت لهم الحذلقة بأن يعرّفوا بوتين إلى مصلحته!
والحال، وهذا بديهي كما يُفترض، أنّ الحسابات السياسيّة لموسكو هي الموضوع، وهذا ما كان ينبغي أن ينصبّ عليه جهد الرفاق السوريين. حتّى مسألة الفساد تبقى حمّالة أوجه بحيث يستحيل الحكم عليها بذاتها وفي معزل عن الخيارات السياسيّة العميقة لموسكو. بلغة أخرى، حتّى اتّهام الأسد بالفساد قابل للتفسير، في ظلّ ظروف سياسيّة ملائمة، بأنّه مديح، أو على الأقلّ بأنّه سبب تخفيفيّ. فإن يوصف المتسبب بموت جزء معتبر من شعبه، وباقتلاع نصف السوريين تقريباً، إمّا من بيوتهم أو من بلدهم، بأنّه «فاسد»، فهذا لطف مبالغ فيه (يشبه اللطف الذي ينطوي عليه «نقد» الأسد بوصفه «نيوليبراليّاً»).
وهذا، على العموم، يردّنا إلى واقع مؤلم هو أنّ موقّعي الرسالة – البيان ليسوا بعثيين وليسوا مثقّفين ولا إعلاميين، لكنّهم أيضاً، وقبل هذا كلّه، لا يعرفون شيئاً من شيء وإلا لما ارتكبوا تلك الرسالة – البيان أصلاً. إنّها النتيجة الطبيعيّة لثقافة تخدم نظاماً كهذا، بعدما شهدنا، في دمار سوريّا الحاليّ، النتيجة الطبيعيّة لنظام يخدم ثقافة كهذه.
المصدر :الشرق الأوسط




المدن السّوريّة المستباحة تحت السّلطة التّركيّة

المدن السّوريّة المستباحة تحت السّلطة التّركيّة

May 19 2020

تركيا مستمرّةٌ في استقطاب المقاتلين السّوريّين وتوسيع الشّرخ بين السّوريّين العرب والكرد

"تركيا لا تحارب فصيلاً سياسيّاً محدّداً إنّما تحارب الهواء الّذي يتنفسه الكرديّ أينما كان"

" هل يوجد أقسى من هذا المشهد، هل فعلتها ثورةٌ في التّاريخ ما تفعله الفصائل في المناطق الكرديّة"

حشدت تركيا العديد من الفصائل السّوريّة المسلّحة تحت مسمّى "الجيش الوطنيّ السّوريّ" للقتال إلى جانبها في عمليّتها العسكريّة الّتي خاضتها ضدّ المناطق الكرديّة في شمال سوريا.

شنّت تركيا في 20 كانون الثّاني/ يناير 2018، هجوماً عسكريّاً على منطقة عفرين ذات الغالبية الكرديّة شمال محافظة حلب، والّتي كانت خاضعة لسيطرة الإدارة الذّاتيّة الّديمقراطية، وذلك بحجة حماية أمنها القوميّ، ومحاربة وحدات حماية الشّعب (YPG)، الّتي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستانيّ (PKK). أدّى القتال إلى نزوح 137 ألف شخصٍ على الأقلّ وفقا للأمم المتّحدة. وانتشرت تقاريرٌ عن قيام مقاتلي فصائل "الجيش الوطنيّ السّوريّ" بعمليات نهبٍ وسرقةٍ وقتلٍ للمدنيّين في عفرين.

وبحسب تقريرٍ (لهئية الإذاعة البريطانيّة BBC) هنالك أكثر من 30 مجموعةً مسلّحةً تنضوي تحت مسمّى "الجيش الوطنيّ السّوريّ"، والّتي اعتمدت عليها تركيا في عملياتها العسكريّة في شمال سوريا،" درع الفرات، غصن الزّيتون، ونبع السلام" ومن بين تلك الفصائل يوجد أربعة فصائل كبيرةٍ. اثنان منهم من المقاتلين التّركمان السّوريّين وهما: كتائب السّلطان مراد وكتائب السّلطان محمد الفاتح.

أما المجموعتان الكبيرتان الأخريتان فهما كتائب حمزة والمنتصر باللّه. وقد سُلّحتا ودُرّبتا على أيدي مجموعةٍ مشتركةٍ من الجنود الأتراك والأمريكيّين في عام 2015. بالإضافة إلى مجموعاتٍ أخرى صغيرةٍ.

وقبل بدء الهجوم التّركيّ على شرقيّ الفرات، قامت تركيا بضمّ "الجيش الوطنيّ السّوريّ" مع "جبهة التّحرير الوطنيّ" في إدلب، والّتي كانت تضمّ11 فصيلًا ممّا كان يعرف بـ "الجيش الحرّ"، وضمّت كلًا من "فيلق الشّام"، و"جيش إدلب الحرّ"، و"الفرقة السّاحلية الأولى"، و"الفرقة السّاحلية الثّانية"، و"الفرقة الأولى مشاة" بالإضافة إلى "الجيش الثّاني"، و"جيش النّخبة"، و"جيش النّصر"، و"لواء شهداء الإسلام في داريا"، و"لواء الحرّية"، و"الفرقة 23".

لا يوجد إحصائيّةٌ رسميّةٌ لتعداد هذا الجيش وعتاده، لكن هيئة الإذاعة التّركيّة العامّة TRT تقول: إنّ مجموعةً من نحو 60 ألف مقاتلٍ. بحسب ما ورد في تقرير (BBC)

تسيطر تركيا على عدّة مناطق في شمال سوريا تضمّ عدّة مدنٍ مثل جرابلس وإعزاز والباب وكامل منطقة عفرين، بالاضافة إلى سيطرتها على مدينتي تلّ أبيض ورأس العين عبر عمليّةٍ عسكريّةٍ أطلقت عليها "نبع السّلام" في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ومع توسيع تركيا سيطرتها في شمال سوريا ازدادت حاجتها إلى تجنيد المزيد من المقاتلين السّوريّين للقتال إلى جانبها في كلٍّ من سوريا وليبيا حيث بدأت بإرسال دفعاتٍ من هؤلاء المقاتلين إلى ليبيا.

تركيا تستقطب المقاتلين السّوريّين بالإغراءات الماديّة

استقطبت تركيا المقاتلين السّوريّين الّذين تمّ تجنيدهم ضمن فصائل "الجيش الوطنيّ" من خلال دفع رواتب مغريةٍ لهم في ظلّ الوضع الاقتصاديّ والمعيشيّ السّيء الّذي يعيشه أغلب السّوريّين بالإضافة إلى امتيازاتٍ أخرى مثل منح جنسيتها لبعضهم وتوفير المساكن لعوائلهم، كما أنّها تركت لهم حرّية التّصرف والقيام بالاستيلاء ونهب ممتلكات الأهالي من سكّان المناطق الّتي تخضع لسيطرتها.

عن تلك الإغراءات التّركيّة يكشف مصطفى سيجري رئيس المكتب السّياسيّ للواء المعتصم عبر تغريدةٍ على حسابه في تويتر بتاريخ 13 آذار/مارس 2018 عن قراراتٍ صادرةٍ عن الحكومة التّركيّة تمثّلت بتقديم منحٍ لعناصر "الجيش السّوريّ الحرّ".

لميزات والمنح الّتي تمنحها تركيا لذوي وعائلات القتلى والجرحى من عناصر الفصائل السّوريّة الّتي تقاتل إلى جانبها في عمليّتها العسكريّة في شمال سوريا بحسب السّيجري تتمثّل في "منح الجنسية التّركيّة لزوجة وأبناء كلّ مقاتلٍ سوريٍّ يقتل في المعارك، أما غير المتزوج فتمنح الجنسية لوالديه، وبالنّسبة للمقاتلين أصحاب الإعاقة الدّائمة فسوف يحصلون على الجنسية التّركيّة، كما أنّها ستمنح عائلة "الشّهيد" شقةً سكنيّةً مجانيةً، إضافةً إلى مبلغٍ ماليٍّ وقدره 30 ألف ليرةٍ تركيّةٍ، أي حوالي (7500 دولارٍ) ، بالإضافة لمنح أصحاب الإعاقة الدّائمة مبلغاً وقدره 15 ألف ليرةٍ تركيّةٍ".

الرّواتب والمنح التّركيّة استقطبت أعداداً من الشّبّان السّوريّين المقيمين في تركيا والمناطق الّتي تسيطر عليها المعارضة السّوريّة بالإضافة إلى العديد من الفصائل المسلّحة الّتي انضمت فيما بعد إلى "الجيش الوطنيّ السّوريّ".

انضمام صهيب السّليم (25عاماً) لصفوف فصيلٍ عسكريٍّ مشاركٍ بالعمليات العسكريّة التّركيّة شمالي سوريا بعد الإغراءات الّتي قدّمتها الحكومة التّركيّة للمشاركين بهذه العمليات، فهو يطمح بمردودٍ ماديٍّ جيدٍ في ظلّ ما تعيشه البلاد من حربٍ وغلاءٍ وقلّة فرص العمل.

يقول صهيب وهو من ريف إدلب مبرّراً انضمامه لصفوف المقاتلين في الجيش الوطنيّ "انضممت للثوار منذ بداية الثّورة السّوريّة المسلّحة، غير أن الفصائل في ريف إدلب راحوا يقاتلون بعضهم، ناسين قضيتهم الأساسيّة، وهو ما دفعني لتركهم والانضمام للجيش الوطنيّ"، لا يُنكر صهيب بأنّ الإغراءات التّركيّة كانت إحدى دوافع انضمامه، ولكنّه بالوقت نفسه مقتنعٌ بالمعارك التّركيّة أكثر بكثيرٍ من أسباب قتال الفصائل لبعضها البعض.

عاصم الحلبي (30سنةً) عنصرٌ في "الجيش الوطنيّ السّوريّ" وأحد المشاركين بالعمليّة التّركيّة “نبع السّلام" يرى بأنّ أهداف العمليّة مشتركةٌ بين الطّرفين سواءً الجانب التّركيّ أم "الجيش السّوريّ الحرّ" ويقول" هو منع الأكراد من إقامة دويلةٍ لهم في الشّمال السّوريّ، والّذي إذا حدث لكان من شأنه تقسيم سوريا إلى دويلاتٍ" ويؤكّد "الأشقاء الأتراك لا يرغبون بالسّيطرة على المناطق الحدوديّة وإنّما تسليمها للجيش السّوريّ الحرّ بعد نجاح العمليّة".

يقرّ بلال العمر (23سنةً) بأنه ثمّة ما هو أهمّ بكثيرٍ من عمليّة نبع السّلام و قتال الكرد السّوريّين، حيث يقول "أهلنا في ريف إدلب الجنوبيّ يقتلون على مرأى العالم أجمع، أليس كان أولى بجيشنا الحرّ والمشارك بعمليّة نبع السّلام التّوجّه إلى هنالك لتخليص أهلنا وتخفيف الضّغوط والمجازر الّتي يرتكبها الأسد وحليفه الرّوسيّ ضدّ المدنيّين والأبرياء".

وبالرّغم ممّا يعتقده العمر إلّا أنّه انضم للعمليّة التّركيّة العسكريّة في شرق الفرات والسّبب كما يبيّنه "لأنّني عاجزٌ عن فعل شيءٍ بمفردي، فضلت الانضمام لعمليّة نبع السّلام، على الأقلّ أساهم بمنع تقسيم سوريا، وبالوقت نفسه أتقاضى راتباً يغنيني وعائلتي الحاجة".

يحصل العمر وزملاؤه من عناصر الفصائل المسلّحة السّوريّة من الحكومة التّركيّة على راتبٍ شهريٍّ يعادل الـ ٧٥ دولاراً أمريكيّاً، أيّ ما يقارب ٨٠ ألف ليرةٍ سوريّةٍ وهو "أفضل راتبٍ شهريٍّ يمكن أن يحصل عليه مقاتلٌ سوريٌّ حتّى اللّحظة" بحسب تعبيره.

تقارير المنظّمات الحقوقيّة تكشف الانتهاكات والجرائم

ما يحصل من انتهاكاتٍ في المناطق الّتي سيطر عليها الجيش التّركيّ وفصائل "الجيش الوطنيّ السّوريّ" يناقض الحجج والشّعارات الّتي ترفعها تركيا وتلك الفصائل.

فتقارير المنظّمات الحقوقيّة المحليّة والدّوليّة تكشف جوانب من السّياسات التّركيّة في شمال سوريا بشكلٍ خاصٍّ في المناطق الكرديّة، والّتي يعتقد الكرد أنّها عمليّة تغييرٍ ديمغرافيٍ عبر دعم بعض الفصائل المتطرفة السّوريّة، الّتي أعادت إحياء ثقافة التّشدّد في المنطقة وارتكبت انتهاكاتٍ، وهجّرت سكّان الكرد في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

قالت منظّمة هيومن رايتس في تقريرها الصّادر في 27 تشرين الثّاني/نوفمبر 2019: إنّ فصائل "الجيش الوطنيّ السّوريّ"، في شمال شرق سوريا، نفذت إعداماتٍ خارج القانون بحقّ المدنيّين ومنعت عودة العائلات الكرديّة النّازحة جرّاء العمليات العسكريّة التّركيّة، ونهبت ممتلكاتها واستولت عليها أو احتلتها بصورةٍ غير قانونيّةٍ.

وقالت هيومن رايتس ووتش: إنّها وثّقت إعدام النّاشطة السّياسيّة الكرديّة هفرين خلف، وما حدث لثلاثة عمال إغاثةٍ تابعين لـ "الهلال الأحمر الكرديّ" فُقِدوا في مناطق سيطرة الجيش الوطنيّ السّوريّ، وإنّها قابلت خمسة مدنيّين أكراد قالوا: إنّ قوّات الجماعة المسلّحة كانت تحتل منازلهم وممتلكاتٍ أخرى، ومنعتهم هم أو عائلاتهم تعسّفيّاً من العودة.

قالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشّرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش:" تتغاضى تركيا عن السّلوك المشيّن الّذي تُظهره الفصائل الّتي تسلّحها. طالما تسيطر تركيا على هذه المناطق، عليها تحمُّل مسؤوليّة التّحقيق في هذه الانتهاكات ووقفها".

علي عيسو مدير مؤسّسة إيزدينا وهي مؤسّسةٌ إعلاميّةٌ حقوقيّةٌ ترصد الانتهاكات تنشر كلّ ما يتعلّق بإيزيديّ سوريا يقول: "منذ عامين ونحن نرصد جرائم هذه القوى ضدّ المدنيّين في عفرين، وفي كلّ يومٍ كانت الجرائم تزداد دون أيّ رادعٍ من الحكومة التّركيّة الّتي التزمت الصّمت رغم نداءات منظّماتٍ حقوقيّةٍ دوليّةٍ طالبتها بفتح تحقيقٍ عادلٍ وشفافٍ بالجرائم الّتي تمارسها القوى العسكريّة السّوريّة المواليّة للجيش التّركيّ".

ويسرد علي جرائم الخطف والقتل بحقّ النّساء والفتيات الكرديات الإيزيديات في عفرين من قبل فصائل الجيش الوطنيّ السّوريّ قائلاً " فقط في غضون 11 يومًا بين شهري شباط وآذار المنصرم، قام المتطرفون المدعومون من الجيش التّركيّ، باختطاف فتاتين إيزيدتيين وأرملةٍ إيزيديةٍ، وأسمائهم: آرين حسن، غزالة بطال، كوله حسن، ولا يزال مصيرهم مجهولًا رغم نداءاتٍ حقوقيّةٍ أطلقناها للإفراج عنهم".

ويضيف "هناك فتياتٌ قتلنّ في عفرين بشكلٍ مباشرٍ من قبل متطرفي الجيش التّركيّ وما يسمّى بالجيش الوطنيّ السّوريّ، وهما نرجس دادو الّتي قتلت في نوفمبر 2019 بأكثر من عشر رصاصاتٍ حاقدةٍ على جسدها، وفاطمة حمكي الّتي سبقتها حيث قتلت داخل منزلها في حزيران 2018.

ويبيّن علي عيسو أن لدى مؤسّسة أيزدينا شهاداتٍ لأطفالٍ تعرّضوا للتحرش، وكذلك التّعذيب على يد هذه الفصائل، لكن المؤسّسة امتنعت عن نشر تفاصيلها حفاظًا على أرواح الّذين تضرّروا واكتفت بوضع منظّمات حقوقيّة دوليّة في صورة هذه الجرائم وتحديداً لجنة التّحقيق الدّوليّة المستقلة للأمم المتّحدة.

اعتقالاتٌ وخطفٌ بهدف الحصول على فديةٍ

نشرت منظّمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة تقريراً في 10 كانون الثاني/ يناير وثّقت فيه اعتقال ما لا يقلّ 506 شخصٍ بينهم 30 امرأةً و8 أطفالٍ من قبل القوّات التّركيّة، والفصائل السّوريّة التّابعة للحكومة السّوريّة المؤقتة والائتلاف السّوريّ في منطقة عفرين ذات الغالبية الكرديّة، وذلك خلال النّصف الثّاني من عام 2019 بتهمٍ وأسبابٍ مختلفةٍ.
المصدر:مجلة صور




والنساء يُراقبنّ الذهب.. في سقوط الليرة السورية ..

والنساء يُراقبنّ الذهب.. في سقوط الليرة السورية ..

May 17 2020

برجاف|زوزان بركل
ما أن تمرّ النساء في الأسواق، وتقع أعينهن على واجهات محلات الصياغة، حتى تبطئنّ من خطواتهنّ، وتتأخرنّ عن رفيقاتهن لتتمعنّ أكثر في لائحة الأسعار التي تُحدّث كل ساعة
_ تقول إحداهن لصديقتها التي تتمعن في ثياب الأطفال: غرام الذهب ب 81.5 ألف ليرة.
فارتفاع أسعار غرام الذهب بات همّ أساسي لدى النساء.
حيث تقول زليخة ٣٥ عاماً: "لم أكن مهتمة بالذهب إلا أنّ زوجة أخي وحديثها الدائم عن الذهب، دفعني إإلى زيارة السوق لمعرفة الأسعار، وتابعت" كانت لدي مائة ألف، وكنت أنوي شراء خاتم"، وأضافت وهي مندهشة، كما يبدو من احمرار وجهها وعيناها: "عدت بلا خاتم".
سعر الذهب في ارتفاع كل ساعة، وكلما هبطت قيمة الليرة السورية كلما ارتفع سعر الذهب.
عائشة ج، امرأة مسنة، لم تتحدث عن سعر الذهب للغرض نفسه، إنما تحدثت لبرجاف بوجع".. كيف بِدنَا نشتري ٧٥ غرام ذهب؟"، وتابعت "وعدنا أهل عروستنا"، وأضافت" قلبي على ابني المسكين الذي دبر مهر عروسته بألف ويل وويل".
ويبدو أن الكثير من النساء قد خبئن مبالغ مالية إلى حين ،ليسهل عليهنّ ما يحتجن، ومع ارتفاع سعر الذهب، لجأن لشراء الذهب.
قالت مزكين ع، ٢٢ عاماً لبرجاف" : والدتي لم تفكر بشراء الذهب، وإنما كان همها دائماً شراء حوائج البيت، إلّا إنّ فقدان الليرة السورية قيمتها جعلت أمي لا تتردد في شراء الذهب"، وتابعت " اختيار الذهب فقط للحفاظ على ما تمتلك من المال"، وأضافت " الذهب هو مفتاح الأمان لأمي".
وتجدر الإشارة، إن هبوط الليرة السورية مقابل الدولار هو حديث اليوم في كل المجالس، وأغلب الذين يتعاملون بالليرة السورية، لم يفكروا قط بتحويل ما يملكونه إلى دولار، لذلك خيار النساء هو الخيار الأنضج برأي البعض الآخر!




من هو الصحفي؟

من هو الصحفي؟

May 17 2020

فاروق حجي مصطفى
قيل إنّ "السوشيال ميديا" أنهت زمن الصحافة، بمعنى الصحافي انتهى مع ظهور "السوشيال ميديا".
صحيح أن منصات "السوشيال ميديا " مفتوحة للجميع، وبوسع الجميع الكتابة والتعبير عن الرأي، وحتى بوسع الجميع الخوض في هذا المضمار، لكن ما هو الصحيح أن الجميع ليس صحافيّاً، والصحافة ليست فقط نقل الخبر فحسب بقدر ما أنها نقل الخبر وكيفية صياغته، وما هو المحتوى/ المنتج الذي تقدمه.
نعتقد انّ الصحافي وحده يعرف كيف ينقل الخبر من حيث الصيغة والمحتوى؛ والانسان العادي لا يمكنه نقل خبر يؤسس للرأي العام أو ينشر خبراً مؤثراً.
ثمة من شبه الخبر الخام بسبيكة من ذهب، والصحافي ذلك الصائغ الذي يصنع قطع ذهب بالطريقة الماهرة بحيث يعجز أي انسان عادي عن صياغته.
نعتقد انّ هناك الكُثر من المتلقين يعرفون أن الشرط الأول لتكون صحافياً هو أن تملك "الموهبة"، ولذلك لا تستغرب عندما تسمع كلاماً من نوع "ليس كل من يدرس الاعلام هو اعلامي"، ونحن نعرف أكثر من مجاز صحافي عاجز عن كتابة تقرير خبري، وليس مقال.
والحال، انّ الواقع الصحفي أمام استحقاق، ولعل الاستحقاق هو فرز بين ما هو صحافي وما هو غير صحافي؟!
بقي القول إنّ ما يجري في المشهد الصحافي ليس أمر جديد في تاريخ الصحافة، فمحاولات التعبير عن رأيك عبر الكتابة لم تقف يوماً، ولذلك كنا نرى في كل صحيفة ورقية "بريد القراء"، وهي الزاوية التي كانت تنشر نصوص لم ترتق بعد إلى مستوى المقال.
ومن هنا يجب على الصحافي أو -واقع الحال-ألا يشكو بأن الكل باتوا صحافيين بقدر من أن على الصحافي العمل بجد للتميّز، وفرز نفسه عما هو غير صحافي وذلك من خلال أدوات العمل الصحفي: اختيار الزاوية، صنارة، اختيار للمواضيع، مصادر وهكذا...!




Pages