أنتظر يدك لأمشي!

أنتظر يدك لأمشي!

Jun 09 2020

برجاف|روشن خان أغاسي
نصوص من بطن الزمن..
بالرغم الزمن الكافي، لم يمد لي يده، ثلاثة أعوام كانت كافية لأنتظر ، ام انتظر قبضة الريح، فقط لتمد لي يدك لأمشي..
ام سعد الزمن يخفي ما فعلت، وان اخفيته، فالزمن بان الشخص الثالث بيننا وادرك انه أخبرك كيف كنت أبكيك، وأذرف دموعاً، وأشكيك كما السنبلة عندما تنحني للأرض والسماء في لحظة الاخيرة من موسم القمح.
وسرعان ما طغى شمس الصيف وعاد ثانية، لأحترق مرة أخرى لا أموت في حرارة أيامها، ومن يدري ربما لأحيا من النار من جديد.
الشهادة في زمن الانتظار..
وما أن عكفت في مفارق الزمن وأنتظر تباشير السماء حتى طرقت الشهادة باب العمر . اسبوع واحد كان كافياً للولوج الى قائمة الخلود، ولم يدم الزمن لبرهة حتى استشهدت هنا، في مفرق التاريخ والازمان.
ما هو العجيب هنا، ان شهادتي لا تشبه كل الشهداء، ..كانت شهادة فكل الدلائل تشهد على ذلك، ما هو المختلف انّ الشهادة على مطية الزمن ليس كما يستشهد ويقارع الزمن. الجامع بين لونين التضحية.
الصلاة ما بعد الشهادة..
حيث كانت الساعة تلوح اي الرابعة فجراً ، وهو وقت الصلاة، الكل يصلون في هذا التوقيت الصعب، توقيت النيام ، وبينما كنت اصلي تنبأت على أن يأت أحدهم ويرمي بي سكينه، وطعنني بظهري في لحظة كنت أخاطب الله ...قلت: لم أكن أريد أن ارى الجاني لم أكن بحاجة إلى ذلك !
أتدري لماذا؟
حينما كنت أصلي كانت صورة أبي ترتسم عند موضع جبهتي، و حين ركوعي، شاهدت كيف يمد والدي يده لي كي أمشي..
وما برح وفي الصباح أكاد لم اخرج من الحلم وهو مكاني الذي ما لبث صار بوح لسر أيام أبي، وحين أتى أحد لم اعلم إن كان ملاك الخير أم الشر ليأخذني لأنه كان مقنّعا بائسا وكل ثانية كان يلعن أمه وأباه وسماه وأرضه.
ما يثير اي الامر هو ان الناس ربما رآه ملاك الخير وشعروا بان لديه القدرة بتغير قناعه من الأسود للأبيض.
لم أبرح مكاني اخذت من غرفة طفلي بعض القوة وسكينا من المطبخ، ولأطعن ذالك القناع الذي يرتديه حيث الموت لم يشكل لي اي فارق كل ماكنت اريد معرفته ذاك المقنع الذي جاء ليأخذ روحي
اريد ان اتحقق من شهادتي
وفي يوم التالي رأيته اختفى واصبح دخانا أسودا ورمادا عند موطئ أيامي.
هنا علمت أنني لم أمت وكانت روحي تصارع فحسب أما عن الشهادة فكلنا شهداء هذا الزمن بطريقة أو أخرى !
عصارة النص تفيد: ما زلنا نعكف في بطن الزمن..الحلم!




ما هو سر الإخوان في واشنطن؟..

ما هو سر الإخوان في واشنطن؟..

Jun 09 2020

لم يتسابق مع هذا اللوبي الضخم إلا كتلة الضغط المؤيدة للنظام الإيراني الأصغر حجماً في الثمانينيات
وليد فارس*
يتساءل مراقبون ومحللون في العواصم الغربية، وأصحاب قرار في الشرق الأوسط، عن سر نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في واشنطن وقدرتها على التأثير في السياسة الأميركية إمّا إيجابا أو سلباً تجاه مختلف الجبهات في العالم العربي التي تفجرت منذ بداية الربيع العربي.
ويربط المحللون تقدم الإخوان في ليبيا وشمال سوريا واليمن بقدرة تأثير الجماعة في الموقف الأميركي لمدة سنوات في وقت ظن كثيرون في واشنطن أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو (أيار) 2017 إلى الرياض قد رسمت خطوط التحالف بين الولايات المتحدة والتحالف العربي بقيادة السعودية ومصر.
وطالما يسألني الإعلاميون ويسألون آخرين من المحللين في واشنطن عن سبب قدرة التحالف القطري- التركي- الإخوان في العاصمة الأميركية بالتأثير في مختلف السياسات الأميركية حيال شركائها العرب، كالسعودية والإمارات ومصر وحتى إسرائيل.
الأسباب العميقة نتركها للمؤرخين، وهي بدأت مع نهاية الستينيات وبداية السبعينيات إثر هجرة عدد من كوادر الإخوان من الشرق الأوسط عموماً ومصر والسعودية وفلسطين والأردن خصوصاً إلى المدن والجامعات الأميركية. بالتالي، فإن طبقة من المهنيين الذين تأثروا بجيل كامل من الكوادر الآتية من المنطقة قد انتشروا عبر المواقع الأكاديمية والفكرية والإدارية وفي نهاية المطاف تحولوا إلى جسم استشاري له امتداداته في مراكز التفكير الأميركية لعقود.
بفضل هذه الهجرة للتيار الإسلاموي خصوصاً في الحرب الباردة فإن تموضع أعضائه لأجيال متعددة في المؤسسات التي تعنى بالسياسة الخارجية والدفاع سبق وجود أي كتلة ضغط عربية مرتبطة بالتحالف العربي، وكما كنا قد كتبنا سابقاً في هذا العمود، إن الحرب الباردة ساعدت الكوادر الإخوانية لأنها كانت تجابه الشيوعيين والاتحاد السوفياتي ونالت ثقة أوساط قيادية في الخارجية والأمن والدفاع. وبناء عليه، فإن الدول العربية المحافظة التي تحالفت مع الولايات المتحدة ضد السوفيات كانت تعتمد على هذه النخب المثقفة لبناء علاقاتها مع واشنطن. والمفارقة أن الحلقات المتأثرة بالإخوان استفادت من دعم الدول العربية التي انتفضت ضدها في ما بعد.
من هنا، وبشكل ملخص، باتت الحلقة الإخوانية ممراً إلزاميّاً في أي تفكير استراتيجي في ما يتعلق بالعالم العربي والإسلامي والشرق الأوسط. ومن موقعهم الأكاديمي والسياسي المميز أثر هؤلاء في نظرة الإعلام الأميركي تجاه المنطقة أيضاً، فباتوا تقريباً بلا منازع في عملية دراسة المنطقة وتقديم الاقتراحات وترجمة الأفكار للحكومات الأميركية والمراكز الفكرية. ومما عزز رصيدهم دعم الدول العربية لهم من موقع تحولهم إلى منصات تفيد العالم العربي ككل، وتساعد في الدفاع عن صورته في القضايا الكبرى القديمة، كالمسألة الفلسطينية، وبعد ذلك موضوع الإسلاموفوبيا.
ولم يتسابق مع هذا اللوبي الضخم إلا كتلة الضغط المؤيدة للنظام الإيراني الأصغر حجماً في الثمانينيات، وتطورت في ما بعد حتى تحولت إلى كتلة مؤثرة ولكنها لم تصل إلى مستوى التأثير الإخواني. ضف إلى ذلك، أنه منذ منتصف التسعينيات قامت الحكومات القطرية بدعم هذه الحلقات إعلاميا، ما منحها قدرات غير مسبوقة وأضفت مشروعية أكبر عبر تغطية تحركات ومواقف وتنظيرات هذه النخب على هواء قناة "الجزيرة".
ولعبت مجموعات الضغط الإخوانية دوراً كبيراً في مجابهة حملتي إدارة جورج بوش في أفغانستان والعراق لسنوات عدة. فإزاء الأولى ضغطت هذه الشبكات الأكاديمية الإعلامية على مراكز القرار في واشنطن لتمنع أي عمل استراتيجي يعجل في التغيير السياسي الاجتماعي في كابول من أجل تجفيف حواضن طالبان الشعبية. ما أثّر في قدرة إدارة بوش وبعدها ترمب في الخروج من أفغانستان بعد تسليمها لمؤسسات وطنية قادرة على إدارة البلد.
وأدى نجاح باراك أوباما في 2008 إلى تحالف بين إدارته وقوى اللوبي الإخواني على مدى 8 سنوات، كانت حاسمة في تجذر هذه الكتلة في المؤسسات الأميركية وبناء نفوذ في السياسة الخارجية في ما يتعلق بملفات الدول العربية. وظهر ذلك بوضوح مع بداية ما يسمى الربيع العربي. ورأينا تأثير الإخوان في وزارة الخارجية وإدارة أوباما من خلال تأييد واشنطن مشاريع الإخوان في مصر وليبيا وتونس وسوريا. وكانت عملية إسقاط الرؤساء حسني مبارك وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي، بدعم من سياسة الرئيس أوباما التي خضعت لتأثير الإخوان الذين وعدوا بإقامة دول إسلامية معتدلة.
تم تظهير هذا الاتفاق مع زيارة أوباما إلى القاهرة وخطابه الشهير في جامعتها، غير أن صعود الإخوان السريع في عهده أدى إلى زعزعة السلطات العربية وفجر صراعاً بين القوى المؤيدة للإخوان، كالنهضة في تونس والجماعات الإسلامية في ليبيا وإخوان مصر وغيرهم في المنطقة، مع مختلف الحكومات المعتدلة. وربطت القوى الإسلامية في المنطقة عبر قطر بقوة إقليمية كبرى في تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية الذي وصل إلى الحكم في عام 2002.
وبدأت الحملة المضادة من المنطقة تحاول وقف مد الإخوان في دول عدة، أولها الإمارات التي أصدرت أكبر لائحة للجماعات الإرهابية في تاريخ المنطقة، وكان نصيب الإخوان والتنظيمات المؤيدة لإيران حصة الأسد منها. وبعدها جاءت ثورة مصر في حزيران 2013، إذ خرج 33 مليون مصري ضد نظام محمد مرسي، ولعبت القوات المسلحة المصرية دوراً في بناء المؤسسات وتأمين الانتخابات ومواجهة الإرهابيين. وفي تونس، عاد التيار العلماني الشعبي ليفرض توازناً مع النهضة حتى المرحلة الأخيرة. أما في ليبيا، فقد انطلق الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر في 2014 عبر عملية الكرامة من أجل مواجهة جماعات القاعدة وداعش، وبعد ذلك حاول تجريد الميليشيات الإخوانية من سلاحها في طرابلس ومصراتة.
استمرت السياسة الأميركية في وقوفها مع أجندة الإخوان، بالتالي انتقادها مصر والجيش الليبي وبشكل غير مباشر الإمارات، ووضعت ضغطاً على السعودية كي لا تواجه التنظيم الإسلامي. ورافقت الصحافة الأميركية، لا سيما المنصات الكبرى مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"سي أن أن"، هذه السياسة وقامت بتوجيه انتقادات شديدة لخصوم الإخوان.
ومع انتخاب ترمب الذي أعلن أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية أنه سيضع التنظيم على لائحة الإرهاب، وكان حاسماً في مواجهته الجماعات المتطرفة، غير أن التطورات السياسية التي عصفت بإدارته لم تمكنه من مواجهة هذا الملف. ولكن ظاهرة أخرى ساعدت على استمرار نفوذ الإخوان، تجسدت في قيام تركيا وقطر بالتعاقد مع أكبر اللوبيات السياسية وشركات الإعلام والترويج. وقامت هذه الأخيرة بشكل علني بالتأثير في الرأي العام من ناحية وفي الإدارة بشكل خاص، من أجل عدم مواجهة الأجندة الإخوانية في مختلف الدول العربية. ويذكر الجميع في خريف 2018 كيف أن الإعلام الأميركي وعدداً من السياسيين قاموا بشن حملة ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعد مقتل جمال خاشقجي، واستمرت الحملة على السعودية بتناغم واضح بين "الجزيرة" والصحافة الأميركية وانتقاد دورها في اليمن ومعارضة علاقتها المميزة مع واشنطن.
واستمر هذا التناغم الإخواني وعدد من الصحف الأميركية بانتقاد دور الإمارات في اليمن وليبيا، إضافة إلى التركيز على شن حملات متتالية ضد الجيش الليبي وقائده خليفة حفتر. هذه القدرة سمحت للتيار الإخواني والدول التي تدعمه في تحقيق نقاط في مواقع عدة، فمثلاً نجحت الميليشيات الإخوانية في شمال سوريا في الدفع بالأكراد الموجودين على الحدود مع تركيا إلى الداخل السوري، ما يسبب بخسارة استراتيجية لقوات سوريا الديمقراطية. وفي الملف اليمني، لعب الضغط الإخواني في واشنطن ونيويورك دوراً مهماً في مواجهة الجنوبيين عبر دعم "حزب الإصلاح" للتمركز في مواقع متعددة في جنوب اليمن، مانعاً الجنوبيين من القيام بتنفيذ الإدارة الذاتية التي كانوا يطمحون إليها. وفي ليبيا، دخلت تركيا بكل قوتها إلى الغرب وتمكنت عبر قدراتها العسكرية الأطلسية بدفع الجيش الليبي في اتجاه الشرق. وهذا لم يكن ممكناً لولا وجود قبول أميركي سياسي يعود إلى التأثير الإخواني في العاصمة الأميركية.
لذلك، فإن المراقبين والمحللين لم يتمكنوا من فهم السياسة الأميركية تجاه عدد من دول المنطقة إلا عبر دور اللوبي الإخواني القوي والمنظم في واشنطن. بالتالي، حتى مع التزام الرئيس ترمب بمواجهة الحركات الإسلامية، فإن الاتفاق مع طالبان وتطور الأوضاع في ليييا وتركيا وشمال سوريا، إن دل على شيء فإنه يدل على نجاح هذه الجماعات والأنظمة التي تدعمها في إمرار ملفاتها ضمن إدارة أميركية منهمكة في الصراعات السياسية الداخلية من التحقيق الروسي إلى كورونا والتظاهرات.
*الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية
المصدر: اندبندنت عربية




سعر صرف الليرة السورية وقانون قيصر

سعر صرف الليرة السورية وقانون قيصر

Jun 07 2020

د.عارف دليلة*
هناك ضبابية واختلاف رأي كبير حول قانون قيصر الاميريكي . فالسوريون الامريكيون ، الذين بذلوا جهودا كبيرة على اخراج القانون ، على مدى اكثر من اربع سنوات بعد المعرض الذي اقيم في مبنى الكونغرس لعرض صور سيزر الشائنة التي لامثيل لها الا في محارق الحرب العالمية الثانية ، يصورون ان هذا القانون انجاز غير مسبوق في التاريخ ( وهو ، في الحقيقة ، كذلك ، من حيث نصوصه التفصيلية المحكمة التي لم تترك متنفسا ، لا للسلطة ورجالها فقط ، بل وللاقتصاد الوطني ككل ، مما يشمل ، رغم استثنائها بصريح العبارة في نص القانون ، الحاجات الانتاجية ، كالاسمدة والالات التي تلزم الزراعة والصناعة للقطاع الخاص ولا تلزم السلطة ولا تخدمها ابدا ، وكذلك للحاجات الاستهلاكية وحتى الدوائية !
اني اكاد اسمع اصواتا تتهمني بالتخريف وعدم قراءة نص القانون الذي صيغ ، والحق يقال ، بطريقة بالغة الدقة والحصافة ، بحيث انه استثنى الحاجات الضرورية الحياتية للمواطنين من الخضوع للعقوبات والقيود ، بينما ركز بشكل بالغ الدقة على محاصرة المؤسسات والاشخاص الموسومين بارتكاب الجرائم ضد الانسانية ، مع كل من يدعمهم ، باي شكل ، في كل حركاتهم ، من سوريين وغير سوريين ،
لكن المشكلة ليست في النصوص ، بل بآثارها التطبيقية ، وحتى بعد سقوط او تغيير النظام . فهذا نظام صدام حسين قد مضى على سقوطه سبعة عشر عاما ، ماتكفي لظهور جيل جديد لم يعش في ظل صدام ، ولكنه ليتمناه ، على فظاعته ، بديلا عن خلفائه ، الذين يعرفهم جيدا ، ولذلك يخرج متظاهرا ضدهم ، ومع ذلك فان العقوبات لم تلغ عن العراق بعد ، هذا والعراق تحكمه تحديدا القوى التي نصبها وائتمنها المحتلون الاميريكيون انفسهم ! والان ، بعد سبعة عشر عاما اهدر وسرق خلالها الف مليار دولار ،دمر العراق عن بكرة ابيه خلالها ولم يبن فيه محطة كهرباء واحدة او مصنع جديد او اعادة تاهيل محطات او مصانع ضخمة سابقة ، ومع ذلك نسمع عن تحديد موعد اجتماع اميركي _ عراقي قريبا للاتفاق على المسائل الستراتيجية ! واية مسائل استراتيجية ؟
فانصار القانون يتجاهلون ، اولا ، حقيقة ان كل تجارب الحصار والعقوبات في العالم خلال حوالي قرن لم تسقط نظاما واحدا ولو استمرت عشرات السنين ، وانما تسببت فقط بافقار عامة الشعب والتضييق على المواطنين في كل شؤونهم الحياتية باعطاء الحجج لحكامهم بالتشديد عليهم ، ليس اقل مما يفعلون لو تركوا لوحدهم بدون عقوبات . ولست هنا لاطلب او اتمنى الرحمة بهم بعد كل ما ارتكبوه ، وانما اضع هذه القضية بيد اولياء الدم ، لا بيد من كانوا ، مع النظام ، يستهدفون لسورية هذا المصير الاسود ، اذ انه بعد العقوبات تصبح الانظمة المحاصرة آمنة من اي رد فعل شعبي ضدها ، مما كانوا سيواجهونه لو كان المحكومون يتمتعون بشيء من قواهم الطبيعية . وثانيا ، مادام النظام قائما ، فلن يقع احد من المطلوبين في شباك العدالة ، اللهم الا بالصدفة او ربما نتيجة سوء تقدير للمطلوبين انفسهم ، وثالثا ، هناك دائما فرص كبيرة للافلات من الحصار ومن العقاب يتجول داخلها المعاقبون وثرواتهم المنهوبة براحة وامان ؛ ورابعا ، وهو ان من يقع في الشباك ضحية للقيود والحصارات والعقوبات هم الاقتصاد الشعبي ومجموع الناس العاديين البريئين غير المطالبين بشي من قبل احد !
مع بدء سريان قانون سيزر اخبرني احد الاصدقاء من احدى الدول الاوربية ان باكورة تطبيقات القانون هي ان التحويلات البسيطة التي كان يرسلها للاهل ليستمروا في استهلاك ابسط الضروريات المعيشية ويتمكنوا من البقاء في البلد ولا يتركوا ارضهم وبيوتهم للموات والنهب ، اصبحت ممنوعة وتخضع للعقاب . وقبل ذلك بسنوات ، وبناء على عقوبات سابقة على سورية ، ابلغت بعض البنوك الاوربية اصحاب الحسابات لديها من السوريين المقيمين شرعا ومنذ عشرات السنين على اراضيها ودون اي اشكالات عليهم تجعلهم مشمولين باي عقوبات ، ان حساباتهم قد اغلقت، فقط لانهم سوريون !
.ولنقارن التعامل الدولي مع سورية ومع العراق . فبخصوص العراق ، بعد احتلال صدام المجنون للكويت وتدميرها وبعد اخراجه منها عام ١٩٩١ ، بعد تدمير جيشه ، الذي كان يوصف بانه " الجيش الرابع في العالم "، اتفق جميع اعضاء مجلس الامن على اصدار قرار ينص على انشاء صندوق "النفط مقابل الغذاء" ، فكان ثمن صادرات النفط العراقي يوضع في صندوق تديره الامم المتحدة وتشتري بامواله جميع الحاجات الاساسية الضرورية وتوزعها على شكل سلل غذائية لكل الاسر العراقية مجانا ، لمواجهة المجاعة بسبب الارتفاع الفاحش للاسعار وانهيار القوة الشرائية للرواتب والاجور و مداخيل ذوي الدخل المحدود مع انهيار سعر صرف الدينار العراقي وانحطاط قيمة الراتب الشهري الى بضعة دولارات ، وهو تماما ما يسير اليه الحال في سوريا في السنوات والايام الاخيرة . وعند سقوط النظام العراقي كان مازال في هذا الصندوق فائض مقداره ١٨ مليار دولار ، (لاحقا ، بعد احتلال العراق عام ٢٠٠٣، سرقها المحتلون وزبانيتهم !) . بينما جميع اعضاء مجلس الامن ، بعد احتلالهم المشترك لسورية ، نجدهم صامتين عن سرقة النفط والغاز السوري ، ارضاء ، وبالقايضة ، لعضو واحد من بينهم يقوم بهذه السرقة وهو الولايات المتحدة ، بعد ان تترك لزبانيتها المحليين ، الذين يشتغلون حراسا لها ، فتاتا من هذه الثروة ، دون ان يهتم احد بتامين الشعب السوري من حاجاته الاساسية من المواد الغذائية والحاجات المنزلية والوقود والدواء التي تقيه من الموت جوعا ، والسؤال هو : لماذا بادر اعضاء مجلس الامن بانفسهم الى اصدار قانون " النفط مقابل الغذاء " ، بينما لم يخطر ببال واضعي نص قانون سيزر الاميريكي ، ومن بينهم النشطاء السوريون الاميريكيون مثل هذا الاجراء ؟
هذا الكلام لم يقله احد ، وللاسف ، حى الان ، بينما القانون له صفة الديمومة ، رغم النص على حق الرئيس الاميريكي بوقف العمل به كليا او جزئيا لاحقا ، ليبقى كالعصا المرفوعة للابتزاز كلما لزم الامر ! فهل كان السوريون الاميريكيون الذين جاهدوا لاصدار هذا القانون قد فكروا باهلهم في سورية او في الشتات وحاجتهم ل " قانون النفط مقابل الغذاء " بدلا عن مؤتمرات دولية لاستجداء الغذاء بلا نتيجة ، فهل فكروا بشعبهم ، بل وباهلهم الذين سيكونون ايضا من ضحايا هذا القانون ؟ هذا في الوقت الذي لن تشعر السلطة يوما ، بسبب هذا القانون ، باي تضييق يستحيل الالتفاف عليه ، ليس بشان تامين حاجاتها الاساسية كسلطة قمعية نهابة ، بل ولا بشان تامين ملذاتها وهداياها الباهرة وحصادها من المليارات ، وتسديد الاموال للمحتلين " الضامنين " ؟
فالاهم ليس النصوص ، وانما التطبيق والآثار الفعلية على الارض وعلى مستقبل الدولة ومستقبل الابناء ، بل والنيات المختبئة خلف النصوص البراقة للقانون . فلماذا لم يصدر هذا القانون منذ اربع سنوات او خلالها ، مثلا ؟ ليصدر قبل ستة اشهر ، مربوطا ، بعجالة تصبح موضع تفاخر ؛ بقانون اكبر ميزانية لوزارة الدفاع الاميريكية ؟ اليس الجواب على هذا السؤال يكمن في ان الاحتلال الاميريكي للجزبرة السورية ، ارض النفط والغاز والثروات الزراعية اللازمة للشعب السوري ، لم يكن قد تم بعد ؟
ومع بدايات ظهور تباشير تطبيقات هذا القانون ، والتي هي اكبر من ان تحصر الان ، وبالطبع ليس من بينها قطع يد سراقي خبز الشعب السوري وشفاطي ثرواته ، رغم النصوص التي تسميهم ، وبالاحرى اعادة فلس واحد من هذه المسروقات لاصحابها الشرعيين ، والعراق ولبنان وغيرهما اوضح مثال على ذلك ، اليست هذه التباشير ، والكثير المقبل الاخطر منها ، ولا نعني بالطبع سقوط النظام وقدوم بدائله او شركائه المجهزين ، على ان هذا القانون يضر الشعب الجائع فقط ويضمن عدم قيام سورية الموحدة ، ولن تتضرر منه السلطة التي يتفاخرون بانهم خنقوها به !
وهناك كلام كثير يجب ان يقال لتوضيح هذه الحقيقة ، ولكن بدلا من ان يصل هذا الكلام الى الآلاف من خلال هذا المقال والندوات التي تعقد على النت ، كان يجب ان يصل الى الملايين عبر السؤال الذي وجه لي المساء الفائت على شاشة " الحدث " والذي لم تسعفني الدقائق القليلة المخصصة للجواب على استكمال هذا الجواب ، كما هو الان على هذه الصفحة ،
واخيرا ، لم يبق امام السوريين ، جميع السوريين ، الا إدراك حقيقة ان مصيرهم مرتبط باجتماعهم وبعودتهم الى الذات !
*(المصدر :من صفحة الدكتور عارف الفيسبوكية )




رئيس بلدية كُوباني: سنبقى الى جانب نبض الشارع

رئيس بلدية كُوباني: سنبقى الى جانب نبض الشارع

Jun 07 2020

برجاف|زوزان بركل-كُوباني
قال فارس عطي، رئيس بلدية كُوباني، ان البلدية لا تقصر في تقديم الخدمة للناس، وفي ظرف كورونا، كان موظفو البلدية على استعداد تام للاستجابة الوقائية.
هذا وقال لبرجاف أثناء زيارة فارس عطي، رئيس البلدية، ومحمد خان الى برجاف، وتناول مع اسرة برجاف قضايا التي تهم الناس في كُوباني، ومناطق روجافا وشمال شرق سوريا.
ودار حديث مطول حول تداعيات "سيزر"، وما المطلوب فعله سواء على مستوى البلدية أو منظمات المجتمع المدني.
ولفت محمد خان الى ان الناس بحاجة الى برامج سبل العيش، فيما سلط الضوء عطي على المشاريع قيد الانجاز والمشاريع المرسومة، وقال" همنا مساعدة الناس، وانجاز ما يمكن انجازه".
وكان لاراضي املاك العامة نصيب كافي في النقاش الى جانب الحديث عن طريق كُوباني الشيوخ، واعتبر عطي ان الطريق يعتبر من اهم الطرق، حيث يوصل مناطق تعتبر السلة الغذائية (غرب كُوباني) بالنسبة للناس في كُوباني.
وتحدث المدير التنفيذي لبرجاف عن تحديات، واحتياجات الناس، وما يجب فعله في عمليات الاستجابة.




النساء، أكثر تعرضاً لكورونا

النساء، أكثر تعرضاً لكورونا

Jun 07 2020

برجاف|ناز علي الحسين-كُوباني
تناقلت صفحات السوشيال ميديا خبراً مفاده أن أحدهم أصيب بفيروس كورونا(كوفيد-١٩)، وهذا الخبر الذي لم نستطع تأكيده من عدمه، ولم يحدد فيما إذا كان المصاب امرأة "أو"رجل"؟
زميلة تعمل في إحدى المؤسسات المدنية، قالت إنّ الخبر غير صحيح، حتى وإن كان الخبر صحيحاً فإنه من المتوقع أن تكون"امرأة"!
وقد لا يبدو جواب الزميلة غريباً، ولعل من يفكر بعمق بهذا الأمر يصل إلى نتيجةٍ مفادها" أنّ النساء هنَّ الشريحة الأكثر تعرضاً للفيروس"! ولعل السبب لأن النساء لا يستطعن تطبيق سبل "التباعد الاجتماعي".
ومع أنّه من المفترض أن يكون الرجال أكثر عرضةً للإصابة بحكم أنهم يتجولون خارج المنزل، ويتعاملون بشكل مفتوح مع العامة غريباً أو قريباً إلا أنهم التزموا ببعض الأنماط التي فُرضت في زمن كورونا، كـ"التباعد الاجتماعي" ومسألة " المصافحة"..في وقت إنّ النساء لم يعزفن من التقارب الاجتماعي، ولم يغيرن من أنماط معيشتهنّ، وهنّ ما زلن يمارسن حياتهنّ كما لو إنّه لم يحدث شيئاً.
امرأة من العقد الخمسيني تدعي جميلة. س قالت" دعيني من كل هذا الكلام، التباعد الاجتماعي لا يقتل الفيروس"، وتابعت" فوق كل هذا كيف لا أقبل ابنتي التي لم ألتقي بها ما يقارب الشهرين ؟".
وشاطرت أمينة قائلة " لم أغير شيء بحياتي، فالسوق هو مكان الفيروس فأنا لم أتردد إلى السوق بعد"!
وتجدر الإشارة، أنّ النساء في المجتمعات الريفية لم يقبلن على أنفسن الالتزام بـ"التباعد الاجتماعي"، إضافة لذلك أنهنّ يمارسن حياتهن بمعرض عما يحدث من الكوارث نتيجة تفشي الفيروس!




تقرير عن آثار النزاع المسلح في سوريا واقتراح مقاربات بديلة لتجاوز النزاع

تقرير عن آثار النزاع المسلح في سوريا واقتراح مقاربات بديلة لتجاوز النزاع

Jun 05 2020

برجاف|كوباني
اطلق المركز السوري لبحوث السياسات تقريراً عن آثار النزاع المسلح في سوريا، بعنوان "سوريا: العدلة لتجاوز النزاع"، في السابع والعشرين من الشهر الفائت.
وبحسب المركز يعد هذا التقرير سلسلة من التقارير التي تناولت تحليلات متعددة الأبعاد لآثار النزع المسلح في سوريا، خلال الفترة الواقعة بين عامي 2011و2019 في ضوء دراسة الوضعين الاجتماعي والاقتصادي، والاداء المؤسساتي في سوريا.
وأعتبر التقرير ان تفاقم الظلم هو احد الجذور الرئيسية للنزاع السوري، وخاصة الاقصاء السياسي، وانتهاك الحقوق المدنية، وانعدام المساءلة، واستخدام القوة لإلغاء صوت المواطنين وتمثيلهم.
ويقدّر التقرير الخسائر الاقتصادية للنزاع السوري حتى نهاية عام 2019بحوالي 530،1 مليار دولار امريكي، بالمقارنة بالسيناريو الاستمراري، وهو ما يعادل 9،7 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لعام 2010 بالأسعار الثابتة، ووفقاً للتقرير تتكون هذه الخسارة الإجمالية من الخسارة في الناتج المحلي الإجمالي التي تعادل 420،9 مليار دولار أمريكي، والزيادرة في الإنفاق العسكري بحوالي 37،8 مليار دولار أمريكي، والأضرار التي لحقت بمخزون رأس المال تقدّر بحوالي 64،6 مليار دولار أمريكي، فضلاً عن الانتاج غير الرسمي للنفظ والغاز، والذي يقدّر بـ9،9مليار دولار أمريكي خلال الفترة الواقعة بين 2011و2019.
كما وسلط التقرير الضوء على العوائل الرئيسية المسببة لتدهور العملة السورية، وذلك بهيمنة المؤسسات المرتبطة بالنزاع وديناميكيات الاقتصادات ذات الصلة به، والأضرار الكبيرة التي لحقت بمقومات الاقتصاد، وتراجع أداء المؤسسات العامة، وتقلص تدفقات الدعم الخارجي الذي تفاقم مؤخراً بفعل عقوبات امريكية والازمة الاقتصادية في لبنان، وفقاً للتقرير.
واشار الى انهيار البنى الاجتماعية اللازمة للتمكين وبناء القدرات، حيث حرم الناس من الحصول على خدمات الغذاء والصحة والتعليم، مبيناً إلى فقدان السوريين ملايين السنيين من التعليم، إذ بلغ عدد الأطفال ممن يتراوح عمرهم بين 5 أعوام و17 عاماً ممن هم خارج المدرسة حوالي 2،4 مليون طفل في عام 2019.
وبيّن المركز السوري لبحوث السياسات أن النظام العالمي فشل في حماية المدنيين في سوريا، وتفعيل دور القانون الدولي الانساني، الذي كان خجولاً ما أعاق تخفيف معاناة المدنيين، واسس لنزاع طويل الأمد.
واقترح التقرير مقاربات بديلة لبدء عملية تجاوز النزاع وهي: ( التوافقات الاجتماعية وفق نهج تشاركي، أي الاقتصاد السياسي للمؤسسات المتمحورة حول السلم، وتفكيك اقتصاديات النزاع، استراتيجية مراكز التلاقي التنموية، والعدال للأطفال).




أهداف روسيا من إقامة موطئ قدم في ليبيا

أهداف روسيا من إقامة موطئ قدم في ليبيا

Jun 05 2020

رمزي عز الدين رمزي*
على مدار فترة طويلة، وقفت كل من روسيا وتركيا مع طرفين متصارعين في ليبيا، حيث تدعم روسيا «الجيش الوطني» الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، بينما تدعم تركيا حكومة «الوفاق الوطني» برئاسة السيد فائز السراج المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
كان ذلك يحدث في وقت يتعاون فيه البلدان في سوريا، سواء من خلال عملية آستانة، ثم بعد ذلك من خلال اتفاقات ثنائية؛ الأولى حول منطقة شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ثم اتفاقية إدلب في مارس (آذار) الماضي.
كي نفسر هذا التناقض، من المفيد استرجاع تاريخ العلاقة الروسية - التركية، إذ إن العلاقات بينهما تتسم بالتعقيد، من حيث إنها مرت بتقلبات على مدار قرون طويلة، فشهدت فترات من الود والوئام، لكن فترات أطول من العداء والتنافس. فقد خاض البلدان حروباً عديدة خلال الفترة بين القرن 16 وحتى مطلع القرن 20. ثم طرأ تحسن على العلاقات في عهد روسيا السوفياتية، لكن سرعان ما تردت العلاقات من جديد أثناء الحرب الباردة حين انضمت تركيا إلى حلف «الناتو» في مواجهة الاتحاد السوفياتي. هذا بالإضافة إلى وجود خلاف آيديولوجي، الأول بسبب الشيوعية ثم الآن بسبب الإسلام السياسي. باختصار، ثمة قلق وريبة عميقان بين البلدين، لكنهما دائماً ما يجدان صيغة للتعايش تحافظ على مصالحهما.
في التاريخ المعاصر، بدأت العلاقات تتحسن مرة أخرى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991. فبينما ظلت تركيا عضواً في حلف «الناتو»، بدأت تقترب أكثر فأكثر من روسيا بدافع المصالح الاقتصادية، التي ترتكز على الطاقة والتجارة والسياحة. ورغم أنهما وقفتا على جانبين متعارضين من الصراع الدائر في سوريا، فإن ذلك لم يؤثر على رغبة الدولتين في تدعيم علاقاتهما. ولا شك أن الموقف الذي اتخذته موسكو من الانقلاب الفاشل ضد رجب طيب إردوغان كان له تأثير مهم على دعم توجه الرئيس التركي. فإذا كانت أنقرة ترى مصلحة في تطوير علاقاتها مع موسكو، فإن الأخيرة تنظر إلى أن توثيق العلاقة مع تركيا يساعد في تحقيق هدف أساسي لروسيا، وهو تعقيد الأمور داخل حلف «الناتو».
وكان يمكن لحادث إسقاط تركيا لطائرة روسية فوق سوريا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 أن يؤدي إلى عرقلة التطور الإيجابي للعلاقات، غير أن ذلك لم يحدث، بل على العكس، استغلت موسكو الحادث في اجتذاب أنقرة أكثر نحوها. فبعد وقوع هذا الحادث بفترة قصيرة، تمكنت روسيا من دفع تركيا إلى التعاون للموافقة على ترتيبات لوقف إطلاق النار في سوريا في إطار عملية آستانة. وبذلك أصبح هناك مستوى غير مسبوق من التعاون العسكري بين روسيا وعضو في حلف «الناتو».
أما في ليبيا، ورغم وقوف البلدين على جانبين متعارضين مرة أخرى، يبدو أنهما قررا أن يستفيدا من تجربتهما في سوريا، بما في ذلك عملية آستانة من حيث إنه رغم تعارض مصالحهما، فإن ذلك لا يمنعهما من إدارة خلافاتهما بشكل مرضٍ للطرفين.
فيما يخص تركيا، يتعلق الأمر بدعم حليفها المدعوم من الجماعات الإسلامية عبر البحر المتوسط، ومحاولة كسر العزلة الإقليمية النسبية التي تعانيها، مع التطلع إلى أن يكون لها دور في أي ترتيبات مستقبلية في مجال الطاقة في شرق المتوسط. وعلى الجانب الآخر، تتعامل روسيا مع الأمور من منظور تحقيق هدف استراتيجي الذي يتمثل في أن تكون لاعباً كبيراً، إن لم تكن اللاعب الأكبر في مجال الطاقة في شرق المتوسط. ولذلك، فإن إيجاد موطئ قدم في ليبيا يعدّ خطوة مهمة نحو تحقيق ذلك. اللافت أنه رغم احتدام القتال في ليبيا قامت شركة «تافنت» الروسية بتوقيع عقد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للتنقيب عن النفط في حوض غدامس غرب ليبيا.
وحتى يمكن لروسيا إيجاد موطئ قدم في ليبيا، كان أمامها بديلان يمكن أن تسلكهما؛ أولهما كان دعم الجيش الوطني الليبي في السيطرة على طرابلس. وهو ما يبدو أن قامت به موسكو بالفعل، ولكن ليس بشكل مباشر وواضح. ولو كان الجيش الوطني الليبي تمكن من السيطرة على طرابلس، لكان لدى موسكو نظام حاكم صديق في ليبيا. إلا أن هذه السبيل لم تؤدِّ بعد إلى النتيجة المرجوة بسبب عدد من العوامل، ربما الأهم منها كان التدخل العسكري التركي المباشر لدعم حكومة الوفاق الوطني.
يبدو الآن أن حفتر سحب قواته من قاعدة الوطية الجوية باتجاه ترهونة بعدما انسحب مقاتلو شركة «فاغنر» من الخطوط الأمامية للقتال. والمثير للانتباه أن تركيا لم تتعقب القوات المنسحبة بما يوحي بوجود تفاهم محتمل بين موسكو وأنقرة.
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما العناصر التي يمكن أن يتألف منها مثل هذا التفاهم؟ في المرحلة الحالية، يمكن لتركيا الاستمتاع بنجاحها في حماية حكومة الوفاق الوطني، وأنه أصبح لديها موطئ قدم في شمال أفريقيا، الأمر الذي يعزز مكانتها الإقليمية والدولية، ويمكنها كذلك أن تحلم بالحصول على نصيب من ثروات ليبيا النفطية. وهي كلها مسائل يمكن لموسكو التعايش معها مرحلياً. ولكن في الوقت نفسه من المنتظر أن تبذل روسيا أقصى ما باستطاعتها لعدم السماح لحكومة إسلامية بالهيمنة على كامل ليبيا. وأن يظل الهلال النفطي تحت سيطرة من يحكم بنغازي، أي تحت الحماية الروسية. وربما ما تردد حول وصول طائرات روسية حربية متقدمة إلى ليبيا مؤشر على أن موسكو تنوي حماية مصالحها بشكل أكثر وضوحاً. وأعتقد أن الدول الداعمة للجيش الوطني الليبي يمكن أن تتعايش مع مثل هذا الترتيب، غير أنه بالتأكيد لن يروق لأي من الفرنسيين أو البريطانيين أو الإيطاليين أو الأميركيين.
وبمجرد تثبيت الأمر الواقع لمثل هذا الترتيب، يمكن حينها إعادة إحياء العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، لكن هذة المرة مع اضطلاع روسيا بدور بارز. وما دام أن القتال متوقف ويستأنف تصدير النفط، سيكون بإمكان العالم التعايش مع هذا الوضع. أما الأمر الذي لم يتضح بعد فهو كيف سيتم إيجاد سبيل لضمان التشارك في عائدات النفط بين حكومة الوفاق الوطني والسلطات في الشرق. وكانت مثل هذه الترتيبات ممكنة في الماضي، فما الذي يمنع التوصل إلى ترتيب مماثل خصوصاً في بيئة يمكن أن تكون أكثر استقراراً. وبالنظر إلى وضع السوق النفطية في المرحلة الحالية، فإن العالم يستطيع الاستغناء عن النفط الليبي لشهور مقبلة، بما يوفر فرصة للتوصل إلى ترتيب جديد.
ما تقدم يبدو أنه في كثير من جوانبه شبيه باتفاقات آستانة والاتفاقين التركي - الروسي بخصوص شمال غربي وشمال شرقي سوريا، حيث تتعاون موسكو وأنقرة في فتح وحماية الطريقين السريعين الاستراتيجيين M4 وM5، في الوقت نفسه تعمل كل منهما على تقليص إمكانية إقدام حلفائها على القيام بأي نشاط عسكري من شأنه تقويض الترتيبات الروسية - التركية المشتركة. ولا شك أن باستطاعة أنقرة تعقيد الأمور مثلما تفعل في إدلب، ولكن ستبقى اليد العليا لموسكو. وعلى المدى البعيد، يمكن التوصل إلى تسوية شاملة في كل من سوريا وليبيا عبر عملية برعاية الأمم المتحدة مدعومة بتحركات روسية نشطة. فمن المؤكد أن امتلاك موسكو مفاتيح التسوية في كل من سوريا وليبيا، سيعزز من قدراتها التفاوضية حول أوكرانيا أمام الغرب.
*سفير مصري ومسؤول أممي سابق
المصدر: الشرق الأوسط




لا يتأسس المجتمع المدني من بئر التقوقع!

لا يتأسس المجتمع المدني من بئر التقوقع!

Jun 04 2020

فاروق حجي مصطفى
من الصعب أن نتوافق نحن السوريون ومن المجتمع المدني على صيغةٍ ما، ومن الأصعب أن نغضّ النظر عن البعض، ونبقى غير متواصلين!
الكثير من الفاعلين في حقل المجتمع المدني ينتمون من حيث المصدر والمرجع إلى بيئةٍ غير مؤهلةٍ ليكونوا هذا الفاعل الحر، ولعل حرية هذا الفاعل تقف في حدود التفاعل مع البيئات المجتمعية الأخرى.
في حالة النقاش حول مؤتمر بروكسيل، من الصعب أن تتوافق على صيغةٍ معبرةٍ عن الجميع، ولعلّ السبب إنّ المجتمع المدني الذي يعمل لا يعمل كونه مجتمع مدني، بل يعمل كونه جزء متمم من واقع سياسي ما؟
ونعتقد إنّنا ننسى ،بعد ما توافقنا نحن -المجتمع المدني- في المؤتمر الثاني حول رسالة معبرة عن الجميع ، سرعان ما تراجع الكثيرون عن فحوى الرسالة.
والحال، فإنّنا أمام معضلة فهمنا للمجتمع المدني، والكثير من هذا الحيّز يعتبر نفسه من المجتمع المدني فور ما اشتغل في منظمة ؛ بيد إنّ ما لا يدّركه هذا "الزميل" هو إنّ المجتمع المدني يُعرف من خلال مدى تمسكه بالقيم وليس بمكان التواجد!
بقي القول، إنّه، ويبدو أمامنا طريقٌ طويل، ومثلما قال جورج ديمتروف "فتسلّوا يا رفاق إنّ درب النضال طويل"، وعلينا أن نعيد النظر في الفاعل والعامل في حقل المجتمع المدني.
أسّس القيم أولاً، فإنّ القيّم هي من تسحبك إلى الموقع الصحيح الموقع الذي تحمل شيئاً من أخلاقه.




النساء...و

النساء...و"گولمت درآفي ميا نه"!

Jun 03 2020

برجاف| زوزان بركل
بداية أعتذر ، ربما تكون مقالتي نسوية إلى درجةٍ مبالغ فيها بعض الشيء ، كوني فتاة في بداية عمري، اعتقد بأنّ التعمّق في هويتي والتمسك بها أمرٌ مسموحٌ لي.
انا التي انتمي إلى النصف الثاني من المجتمع، وأفضل بأن يكون هذا النصف الثاني هو النص الأول أي أن نكون النصف الأول.
قبل ايام تجالسنا وكان هناك عنوانٌ للنقاش حول مفردة"ميدوقراطية"، بمعنى إن هناك من يكونوا "ميدوقراطيين" أي يقبلون أن يكونوا من الدرجة الثانية، فاذا كانوا في الطائرة يقبلون أن يكونوا في مقاعد "بيزنس" اي في مقاعد الدرجة الثانية، وليس مقاعد الدرجة الأولى "رجال الاعمال".
وهذا ما ترك اثراً في نفسي، لماذا نحن النساء في الدرجة الثانية؟
ومع إنّ كل امرأة هي بالفطرة تنطبق عليها المثل الكُردي "گولمت درآفي ميا نه"، أي إنّ الكل بحاجة إلى النساء، إلّا إنّهنّ ما زلنّ يعانين من النظرة إليها على إنّها في الصف الثاني.
النساء يقدمنّ كل شيء، العناية، الرعاية، سبب للتواصل المجتمعي، بمعنى العشائر والقبائل وكل المجتمعات المتنوعة سبب تواصلها النساء من خلال التزاوج، وبالرغم من ذلك فإنّهن يعانين من الإهمال والكثير من الأمور يفضل الرجل عن مشاورتها..
وما أريد قوله لا تنسوا يا معشر الرجال إن النساء" گولمت.. درآڤي ميا نه"!؟




سيزر.. وماذا على الناس فعله

سيزر.. وماذا على الناس فعله

Jun 03 2020

برجاف| مروى حسين-كُوباني
الناس يتخوفون كثيراً في هذه الأيام، خاصة وإنّ آثار "سيزر" طغت على المشهد قبل "سيزر" نفسه.
دخلنا عمليّاً إلى شهر حزيران، هذا الشهر الذي سيجلب على السوريين أزمةً لا تشبه كل الأزمات.
والحق إنّ أزمة المعيشة أكثرة وطأة من أية أزمة.
ومن الطبيعي إن لـ" سيزر" سيكون له علاقة مباشرة بالحالة المعيشية للناس.
لا نكلف أنفسنا ونذهب بعيداً، فلوحة الأسعار أمام كل محلٍ للصاغة تخيفك أكثر ، وما أن تجد كل دولار يعادل الفي ليرة سورية حتى ترتعش!
تُرى ماذا على الناس فعله، وهذا السؤال هو لكل شخصٍ يعيش في بلده.
لم يكن هناك إيذاءاً مسبقاً، حتى لو كنا في زمن الحرب؛
وللحروب وصمتها وصدمتها، وآثارها الموجعة؛ بيد إنّ ما سنشهده أكثر عمقاً وألماً.
أحد المحللين الإقتصاديين أشار في مقالٍ له في إحدى الصحف العربية إلى الأزمة العميقة، وبرأيه إن الأزمة الاقتصادية-المالية ستكون عنوان المرحلة، وربما هذا العنوان سيطغى على كل العناوين.
لا يثير الناس اإى من يوجه"سيزر" أنيابه بقدر ما يهمه نصيبهم من هذا "سيزر".
مرة قرأت نصاً يفيد بأن العقوبات الإقتصادية لا تسقط الأنظمة، وإنّ صدام حسين لم يسقطه العقوبات ، وكما إنّ ايران ما زالت تقوم كما تريد مع وجود العقوبات عليها، وكذلك تركيا.
ما يثير التساؤل هو ، هل هناك آلية محدده تعزل الناس عن آثار "قانون سيزر"؟
حتى الآن لا يلوح في الأفق أية حلول غير كابوس "سيزر"، ولهذا وحتى يصبح "سيزر" واقعاً يكون الناس قد خسروا ما لم يخسروه طيلة فترة الحرب.
ولسان حال الناس يقول، لا يهمنا ماذا على سيزر فعله سياسياً إنّما يهمّنا ماذا على الدول أو المنظمات فعله للناس وسد رمقهم فيما لو فُرض "سيزر" على الحكومة السورية؟!




Pages