انطلاق اعمال منتدى مجلس المرأة السورية في عامودا بمشاركة 100 عضوة من مختلف المناطق

انطلاق اعمال منتدى مجلس المرأة السورية في عامودا بمشاركة 100 عضوة من مختلف المناطق

Mar 05 2020

برجاف| عامودا

انطلقت في مدينة عامودا في منتجع بيلسان صباح اليوم أعمال منتدى مجلس المرأة السورية بمشاركة 100 عضوة من مختلف المناطق السورية وذلك لبحث قضايا المرأة في ظل الأزمة السورية.

وشاركت في المنتدى شخصيات من النخبة من السياسيات والحقوقيات والباحثات وممثّلات عن الإدارة الذاتية والمنظمات والأحزاب السياسية بالإضافة لشخصيات مستقلة من مختلف مكونات المجتمع السوري في شمال وشرق سوريا.

وبحسب المنسقة العامة لمجلس المرأة السورية لينا بركات أن انعاد هذا المنتدى يأتي بالتزامن مع اقتراب الأزمة السورية عامها العاشر وإنهن سيناقشن في هذا المنتدى وضع المرأة في ظل الوضع الراهن وخاصة خلال تسعة أعوام من الأزمة السورية التي مضت في مختلف المجالات "التداعيات ، المقاومة والآفاق".

وتطرق المنتدى للحديث عن تداعيات الأزمة السورية على المرأة بأبعادها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والحقوقية.

كما وتم عرض سنفزيون خلال المنتدى تناول الانتهاكات التي ارتكبت بحق المرأة السورية خلال الأزمة السورية، والمقاومة التي أبدتها المرأة حيال تلك الانتهاكات وأهم الانتصارات التي حققتها.

ويناقش المنتدى أيضاً محاور عدة سيتطرق المحور الأول: المقاومة التي أبدتها المرأة كخيار استراتيجي في مواجهة الأزمة السورية وتداعياتها، (الاستراتيجية والعقيدة العسكرية التي اتبعتها وحدات حماية المرأة في حربها على العدوان). وضرورة استمراريتها وتطويرها كخيار استراتيجي للحفاظ على مكتسباتها وتحقيق المزيد من المكتسبات.

المحور الثاني: مقاومات ونضالات المرأة السياسية حيال عدوان، والبحث في الخيارات والتي ينبغي على المرأة سياسياً تناولها وطرحها وتطويرها بالتزامن مع التطورات التي تشهدها المنطقة والعالم.

محور الثالث: كيفية العمل على إعادة تأهيل النساء وخاصة اللواتي يعانين من اضطرابات نفسية ودمجهن بالمجتمع وتنمية قدراتهن للإسهام في المجتمع بفعالية أكبر.

محور الرابع: كيفية حماية والحفاظ على المرأة من الناحية الحقوقية والقانونية في ظل الفوضى العارمة وعدم وضوح معالم نهاية الأزمة وبالإضافة إلى الحفاظ على حقوقها دستورياً في المستقبل المنظور.

يذكر أن مجلس المرأة السورية تأسس في أيلول/سبتمبر عام 2017 بمدينة منبج بمشاركة أكثر من 200 امرأة من مختلف المناطق السوريّة وذلك بهدف توحيد صفوف المرأة وطاقاتها في الداخل والخارج.




أسباب قوة بوتين وضعف إردوغان

أسباب قوة بوتين وضعف إردوغان

Mar 05 2020

رمزي عز الدين رمزي*
تتجه الأنظار إلى القمة المرتقبة اليوم (الخميس)، في موسكو، بين الرئيسين بوتين وإردوغان، وبصفة خاصة إلى من سيستطيع تحقيق أكبر قدر من النجاح بالمقارنة بالآخر.
في تقديري أنَّه سيكون الرئيس بوتين، ليس فقط لأنَّه في الموقف الأقوى، وإنَّما لأنَّ الرئيس إردوغان لم يبقَ لديه إلا عدد قليل من الحلفاء والأصدقاء الذين لن يتعدَّى دعمهم له، سوى إصدار البيانات وتقديم التعاون الاستخباراتي، وحتى ذلك ليس بهدف إحداث تغيير نوعي على الأوضاع في إدلب، وإنما لمجرد تعقيد الأمور أمام دمشق وموسكو، إضافةً إلى ذلك لم تعد أحلام إردوغان التوسعية العثمانية الجديدة في الشرق الأوسط تسيطر على مخيلة غالبية الشعب التركي، خصوصاً بعد تلاشي هدف فرض نظام في دمشق.
كذلك يبدو أن إردوغان استنفد مناوراته لتدعيم موقفه من خلال التلاعب بكلٍّ روسيا والولايات المتحدة، الأمر الذي لم يترك أمامه سوى خيار التصعيد العسكري في سوريا، مع الحرص على عدم استعداء روسيا. وفي ذات الوقت، أخفق إردوغان في الحصول على دعم ملموس من أطراف أخرى مثل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وكذلك من كلٍّ من الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشارة الألمانية ميركل، عندما دعا إلى قمة رباعية (تركية - روسية - ألمانية - فرنسية)، الأمر الذي رفضته موسكو وأصرت في المقابل على أن يأتي بمفرده إلى موسكو.
أمام هذا الموقف، بعثت روسيا برسائل إلى تركيا تشير إلى أن صبرها أوشك أن ينفد، فأظهرت تأييدها السياسي والعسكري للحكومة السورية بشكل واضح وعملي، وكان من ضمن ذلك سماحها بعودة ظهور وكلاء إيران في مناطق العمليات العسكرية على الحدود بين محافظتي حلب وإدلب، الأمر الذي يفتح إمكانية مواجهة بين تركيا وإيران.
هذا وتستمر روسيا في سياستها الثابتة في الموازنة بين كل من دمشق وأنقرة، موضحة لكليهما أنَّ أياً منها لن يستطيع تحقيق كل أهدافه، مع طرح حلول في شكل ترتيبات مؤقتة مثل مناطق خفض التصعيد التي اضطرت كلتا الدولتين قبولها على مضض. ولا شك أن هذه السياسة خدمت المصالح الروسية منذ عام 2016، عندما نجحت موسكو في عقد صفقة مع تركيا سمحت للحكومة السورية بأن تعيدَ سيطرتها على الجزء الشرقي من مدينة حلب.
إضافةً إلى ذلك، فإنَّ موسكو تؤكد دوماً أنَّ اتفاقية أضنة الموقَّعة بين سوريا وتركيا عام 1998 هي السبيل الأمثل لضمان المصالح الأمنية لكلٍّ من دمشق وأنقرة. وأعتقد أنه في نهاية الأمر سيتم التوصل إلى نسخة معدلة من هذا الاتفاق.
لكن إلى أن يتحقق ذلك فثمة حاجة إلى ترتيبات مؤقتة تحقق الأهداف قصيرة الأجل لكلٍّ من دمشق وأنقرة، وفي الوقت نفسه تخدم المصالح الاستراتيجية لروسيا. ومن أجل التوصل إلى تصور بشأن تلك الترتيبات، يتعيَّن تحديد الأهداف قصيرة وطويلة الأجل لكلٍّ من موسكو ودمشق وأنقرة. وهنا يجدر التنويه إلى أن إيران ليست طرفاً أساسياً في هذا السياق على الرغم من أنها عنصر مؤثر على الساحة السورية.
أما فيما يخص الأهداف الاستراتيجية لتركيا في سوريا، فأصبحت الآن تنحصر في أمرين: حماية حدودها الممتدة مع سوريا ممّا تعدّه تهديداً كردياً، وأن يكون لها دور في أي تسوية سياسية.
أما الأهداف قصيرة الأجل، فتتمحور حول منع الجيش السوري من الوصول إلى حدودها للحيلولة دون تدفق أعداد إضافية من اللاجئين إلى داخل الأراضي التركية، وحماية حلفائها من الجماعات السورية المسلحة التي ستحتاج إليها لضمان استتباب الأمن في منطقة الحدود. وهذا ما يفسر حرص أنقرة على إقرار ترتيبات طويلة الأمد بالاتفاق مع موسكو، تسمح لها بالتدخل العسكري في سوريا.
أما الحكومة السورية فهدفها الاستراتيجي الذي لن تحيد عنه، هو ممارسة كامل سيادتها على الأراضي السورية كافة، ولذلك لن تقبل بأي ترتيب طويل الأجل يقنن الوجود التركي داخل الأراضي السورية. مع ذلك فليس من المستبعد أن تقبل دمشق بترتيب مؤقت في إدلب، مثلما هو الحال ضمنياً في شمال شرقي البلاد، ولكن على أن يحقق الأهداف الملحّة لدمشق في السيطرة على الطريقين الاستراتيجيين M4 وM5 والمنطقة المتاخمة لهما، من أجل تنشيط الدورة الاقتصادية وتأمين مدينتي حلب واللاذقية من هجمات الجماعات المسلحة، الذي كان أحد أهداف دمشق من قبول الاتفاق الموقّع في سبتمبر (أيلول) 2018 بين الرئيسين التركي والروسي بإنشاء منطقة خفض التصعيد في إدلب.
في ضوء ما تقدم، فإنه على موسكو العمل على الموازنة بين الأهداف قصيرة الأجل لكل من دمشق وأنقرة، في إطار تحقيق مصالحها الاستراتيجية التي تتمثل في: أن تظلَّ أهم قوى خارجية فاعلة في سوريا، الأمر الذي من شأنه دعم مكانتها في المنطقة، والحفاظ على وجودها العسكري في قاعدة «حميميم» الجوية وقاعدة «طرطوس» البحرية، وذلك إلى جانب تعزيز علاقاتها مع تركيا.
وفي إطار تحقيق تلك المصالح، تسعى روسيا نحو تحقيق أهداف قصيرة الأمد، تتمثل في الحفاظ على الدولة السورية والعمل على إيجاد حل سياسي يحظى بموافقة دولية، وفي الوقت ذاته حماية قاعدتها الجوية في «حميميم» التي لا تزال عرضة لهجمات من طائرات مسيّرة تنطلق من إدلب إلى جانب مكافحة الإرهاب الدولي، من خلال القضاء على المقاتلين الوافدين من روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
أما فيما يخص الاتفاق الجديد حول الترتيبات المؤقتة في إدلب، فمن الممكن أن يأخذ الشكل الآتي: وقف إطلاق نار مع سيطرة الحكومة السورية على طريقي M4 وM5، ولكن دون دخول مدينة إدلب، وإنشاء منطقة آمنة لحماية اللاجئين على طول الحدود السورية - التركية في إدلب تمتد إلى مدينة إدلب مع إيجاد ترتيبات تسمح باستمرار العمليات ضد الإرهابيين، وأخيراً التوصل في فترة لاحقة إلى تفاهم لتحديث اتفاقية أضنة.
ولا شك أن التوصل إلى اتفاقية أضنة معدلة يأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية لكل من تركيا وسوريا بشكل متوازن، ويتعامل مع البعد الكردي للأزمة، من شأنه تعزيز مكانة روسيا كقوة كبرى ونافذة في الشرق الأوسط.
*سفير مصري ومسؤول أممي سابق
المصدر الشرق الاوسط




هي الروح

هي الروح

Mar 03 2020

جنار حسن

الوانها وكل احاسيسها ،هي الحكاية ،تُحكى رغماً عنا
الخزلان أمر محتوم به الانسان
لن يختار
بل سينحاز لخزلانه وهو مكتفي بالتبرير لروحه
كلماتي لاتعبر عن فكرة بقدر ما تعبر عن حكاية لم تُكتب بعد
سبب الموجود ،اللا موجود
في صميم الوهم
وكإنهُ إيمان في كينونة الروح
..لا إنتهاء،مذنب لا محالة
مجرم بحق القول او عدم القول
لا تنتهي مهما حاولت ،فأنت المكان والزمان في اللعبة ،عصيان او تمرد ،أو مغامرة
آختار لك العنوان ،كلها سيان ،مجازفة العمر
بين نعم ولا ،امر محتوم
سأفعل ما أرُيد
...........
بثقة ،ستفعل
ربما تجتاز المجهول
ولكن عائدا لا محالة ،لا معرفة
بدون مجهول
مجهول ،وتمرد…
تختار أن تغامر
تجهز ،فكلها محاولات ،تجتاح الروح
لتوكد انك اخترت الموجود ،وتنبهت الى اللا موجود
كن أنت في لحظة التجرد ،وتعرف بكل انانية متجردة على انا الروح في صميم المجهول
لا تخاف كلنا مجهولون بالنسبة الئ بحر المعرفة
انت او انا او هم او نحن كلها سيان
.........
صعبة كقصيدة شعر جاهلية
هادئة هدوء الليلة الباردة
فراشة بصفائها
صديقة النرجس
تحاكي الروح بجمالها
تجافيني الحياة بصخبها وصمتها ،لحظة… ..
تراودني تفاصيلك ،لتعود بي إلى الصبا اياما
كنت فيها ذو تمرد وحياة
الوانك والياسمين العتيق من عطرك فائح الهوئ ،ملونا
الكتابة لكِ امتياز حصلتُ على حقوق النشرِ فيه بعد معانأة
وامتهنتُ الابداع بالكتابة ،سالتُ نفسي هل هي من اخذت سر الروح
فردت علي بكل ثقة وفخر نعم وبجدارة
الان اريد سؤالك ِهل وصلنا للحب ام اجتزنا المرحلة إلى العشق
ام اجتزنا العشق لنعلن اسماً اخر خاصاً بمشاعرنا
اعرف الان ستعلنين الصمتَ بنظرة ستهز الروح لتقولي لازال امامك الكثير
يا متيم فانا حكاية اخرى تفاصيلها من المستحيلِ خُلقت
حاول الوصول اليها الكثير من المغامرين بصفات الجنون
لتسألي انتَ من يا عزيزي هل مغامرً ام عاشق اصابهُ الهيام ام مجنون مشاعر ولحظة
لن اختار الصمتَ انا بل ساقولها بسرعة نبضات القلب
أن اسير تلك التفاصيل المستحيلة
انا الذي بدأت دراسة العشق
لاقوم بحل احجية التفاصيل المستحيل والنظرة الساحرة
والصمت المهيب




تقرير عن جليلة حبش

Mar 03 2020


المجلس الوطني يحيي الذكرى الـ41 لرحيل القائد الخالد ملا مصطفى بارزاني

المجلس الوطني يحيي الذكرى الـ41 لرحيل القائد الخالد ملا مصطفى بارزاني

Mar 01 2020

برجاف |كوباني

احيا المجلس الوطني الكُردي في كوباني الذكرى الحادية والأربعين على رحيل القائد الخالد ملا مصطفى برزاني، وذلك في صالة المنتزه (روني وار) في كوباني.

واحتضنت الصالة حضوراً لافتاً من الشخصيات السياسية والنخبوية والثقافية والمستقلين، وعدد من العائلات للمشاركة في إحياء ذكرى رحيل القائد.

والقيت كلمات عدة تطرقت إلى شخصية القائد القائد ملا مصطفى برزاني البارزة وترك بصماته في النضال السياسي وكفاحه مدافعاً عن أرضه من اجل قضايا شعبه الكردي.

وبحسب رئيس المحلي لمجلس الوطني الكردي في كوباني الدكتور يشار حج علي الذي صرح لـ"برجاف_"FM: ‘‘المناسبة التي قمنا بإحيائها هي ذكرى مرور واحد واربعين عاماً على رحيل القائد برزاني ، دعونا كمجلس الوطني الكردي في كوباني دعوة عامة لأهالي كوباني لنحيي سوياً ذكرى رحيله ونتذكر مآثر اقواله وافعاله، وتأثيره على الثورات اللاحقة، واستمرار الثورات والنضال في سبيل تحقيق الحقوق القومية للشعب الكردي، وأننا كمجلس وطني نقوم بإحياء ذكرى رحيل القائد كل عام ولكن هذا العام كان بشكل اوسع’’.

هذا وكان قد افتتح مكتب المجلس الوطني الكردي في كوباني مجدداً في الخامس من شباط بعد إغلاق استمر لثلاث سنوات، بقرار من الإدارة الذاتية بإغلاق المكتب وعدم مزاولة المجلس لعمله في كوباني، وجاء افتتاح المكتب خاصة بعد المبادرة الفرنسية والقائد القام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لإعادة افتتاح المكتب ومزاولة العمل بكل حرية.




10 عقبات أمام بوتين وإردوغان في إدلب

10 عقبات أمام بوتين وإردوغان في إدلب

Feb 29 2020

تقف 10 عقبات أمام وصول موسكو وأنقرة إلى اتفاق جديد في إدلب، في وقت يتبادل الرئيسيان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، «رسائل الضغط» لتحسين شروط أي تفاهم بينهما في شمال غربي سوريا مع استمرار المفاوضات وقرب انتهاء المهلة التي حددها إردوغان لشن عملية وإعادة قوات الحكومة السورية إلى وراء خطوط اتفاق سوتشي لعام 2018.

وكان بوتين قد قرر خلال اتصاله بإردوغان بعد مقتل 33 جندياً تركياً في قصف سوري في ريف إدلب، إرسال وفده إلى أنقرة لإجراء جلسة عاجلة من المفاوضات. وإذ أبدى الوفد العسكري والاستخباراتي والدبلوماسي الروسي «مرونة في طروحاته»، فإنها لم تصل بعد إلى سقف المطالب التركية.

هناك دفع روسي إلى اتفاق جديد. هناك حَذرٌ تركي من ذلك كي لا تتكرر «سياسة القضم الروسية». بينهما حرص بوتين وإردوغان على «حفظ ماء الوجه» من تعرض كل منهما لـ«ضربة موجعة» في إدلب. وأظهرت مائدة المفاوضات وجود 10 «عُقد» بين الطرفين، هي:

1- المساحة: يصر الجانب التركي على قيام روسيا بإبعاد قوات الحكومة إلى وراء نقاط المراقبة التركية المنتشرة في شمال حماة وجنوب إدلب بموجب اتفاق سوتشي الموقّع في سبتمبر (أيلول) 2018. عدل الجانب الروسي موقفه في الجلسة الأخيرة، إذ إنه لم يقدم خريطة تنص فقط على انتشار الجيش التركي والفصائل في شريط حدودي بعمق بين 5 و10 كيلومترات، كما حصل سابقاً. لكنه لا يزال يرفض الطلب التركي، ما يفتح المجال لاحتمال الحل الوسط الذي قد تقدمه موسكو في الساعات المقبلة قبل انتهاء المهلة، بموجب قرار بوتين.

2- المدة: تريد موسكو أن يكون الاتفاق «موقتاً لفترة معينة» والتزام بند رئيسي في اتفاق سوتشي والقرار 2254 بـ«احترام سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية»، فيما تطالب أنقرة بأن يكون الاتفاق «دائماً وألا يتم خرقه لاحقاً». هنا، قد يفتح الجانب الروسي موضوع تضمين أي تفاهم جديد باتفاق أضنة بين دمشق وأنقرة لعام 1998 الذي سمح «شرعياً للجيش التركي بملاحقة الإرهابيين بعمق 5 كلم شمال سوريا». في حال تم هذا، يعني «شرعنة الوجود التركي» بضمانة روسية.

3- الإرهابيون: أبلغ الجانب الروسي بحق قوات الحكومة السورية «ملاحقة الإرهابيين المصنفين بقرار مجلس الأمن الدولي». يوافق الجانب التركي على «تحييد الإرهابيين وفصلهم عن المعتدلين»، لكنه يلفت إلى أن إدلب تضم أكثر من 3.5 مليون مدني و«ليسوا كلهم إرهابيين، ما يتطلب ضرورة معالجة ملف الإرهاب بطريقة دقيقة».

4- آلية الرقابة: لا تزال موسكو متمسكة بأن تتم مراقبة أي اتفاق بين الطرفين من روسيا وتركيا من دون ممانعة انضمام إيران، الشريكة في رعاية عمليتي آستانة وسوتشي (هناك اعتراض غربي على دور طهران). لكنّ الجانب التركي يطالب برقابة دولية أوسع. هناك طموح تركي إلى أن يتم ذلك عبر قرار أممي، لكنّ الإمكانية السياسية غير متوفرة بسبب وجود روسيا والصين في مجلس الأمن، صاحبتي حق النقض (فيتو). بين الأفكار انضمام ألمانيا أو فرنسا، لذلك كان اقتراح عقد قمة «روسية - تركية - ألمانية - فرنسية»، غير أن الرئيس بوتين غير متحمس لهذا الاقتراح ويفضل «الاستفراد» بإردوغان.

5- الطريقان الرئيسيان: تريد موسكو إعادة فتح وتشغيل طريقي «حلب – دمشق» و«حلب – اللاذقية». وكانت قوات الحكومة السورية قد فتحت الطريق الثاني، لكن فصائل تدعمها أنقرة عادت وقطعته نارياً في نقطتين أو ثلاث، ولا تزال الفصائل تسيطر على الطريق الأول بين سراقب وجسر الشغور.

6- الدوريات المشتركة: كان الطرفان قد اتفقا على تسيير دوريات متزامنة في «المنطقة العازلة» في مناطق اتفاق خفض التصعيد. لكنّ الحديث يجري حالياً عن تسيير دوريات على جانبي الطريقين الرئيسيين، بحيث تضمن الروسية جانب قوات الحكومة وإيران، والتركية مناطق فصائل المعارضة. يمكن تكرار تجربة الدوريات الروسية - التركية على الطريق الدولي شرق الفرات - سوريا التي لا تزال مستمرة رغم التوتر غرب سوريا.

7- سراقب: تدعم موسكو محاولات دمشق استعادة مدينة سراقب الاستراتيجية من فصائل معارضة والجيش التركي. قد يكون أحد الحلول تحويل هذه المدينة إلى مقر روسي - تركي لمراقبة أي اتفاق جديد وتشغيل الطريقين الرئيسيين لحركة المدنيين والتجارة.

8- جبل الزاوية: تضغط موسكو لقضم قوات الحكومة جبل الزاوية للوصول إلى طريق «حلب - جسر الشغور - اللاذقية»، فيما تهاجم فصائل معارضة وتركيا لإعادة قوات الحكومة في جبل الزاوية وجنوب إدلب، واستعادت اليوم (السبت)، بلدة كفرعويد المهمة، وتخطط للتوغل باتجاه مناطق أبعد نحو معرة النعمان وخان شيخون.

9- الجيش التركي: تتمسك أنقرة ببقاء جيشها وعتاده وعناصره في شمال غربي سوريا وفي النقاط (قد تصل إلى 50 نقطة) في أرياف حلب وحماة وإدلب، فيما لا تمانع موسكو الإبقاء على نقاط المراقبة لفترة أطول من دون الوجود العسكري الدائم.

10- الحظر الجوي: يطالب الجانب التركي بأن يكون أي اتفاق جديد يتضمن حظراً جوياً للطائرات السورية والروسية وأن تتم مراقبته بطائرات استطلاع أو «درون» بتفاهم بين أنقرة وموسكو وضغط غربي (كما هو الحال في مناطق «درع الفرات» و«غصن الزيتون» و«نبع السلام»)، الأمر الذي لم يوافق عليه إلى الآن الوفد الروسي.
المصدر :الشرق الأوسط




رقيب السلطة الرابعة

رقيب السلطة الرابعة

Feb 26 2020

سوسن جميل حسن
يبقى السؤال عن فضاء الحريات مفتوحًا على الزمن في بلداننا، وخصوصا حرية الرأي والتعبير، ويصير طرحه ضرورةً قصوى في وقتنا الراهن، بعد عشر سنوات من انتفاضات شعوبنا في غالبية منطقتنا المسمّاة الوطن العربي، والتي كان جوهرها إسقاط كل أنواع الطغيان، ومحاولة الانقلاب على الواقع بشكل جذري، فالواقع الراهن لشعوبنا صار يحشر المواطنين في حالةٍ من الاستنقاع والركود، تنتهك كرامتهم وهويتهم الإنسانية. ولكن هل تقييد حرية التعبير والرأي هو فقط متمثل في السلطة السياسية في الدرجة الأولى، ثم الدينية والاجتماعية، مع عدم غفلان مدى الارتباط بينها، فكلما ازداد الطغيان السياسي، وأحكمت الأنظمة الحاكمة قبضتها على الشعوب، وحاصرت حرياتهم، انتعش الطغيان الآخر بمباركة وتشجيع منها؟ أكثر أنواع الرقابات وضوحًا ربما هي رقابة الدولة، فهي تتذرع بالقوانين والدساتير، وتضع الضوابط ذات الصيغ المطاطة والبعيدة عن التعيين مستندةً إلى ما يدغدغ مفاهيم لها علاقة بالقيم التي تحولت، مع أزمان الاستبداد، إلى شعارات فارغة، فموضوع المسّ بأمن الوطن وإضعاف الشعور القومي والارتباط أو الارتهان إلى الخارج وتنفيذ مخططاته وتآمره على البلاد كلها ذرائع يمكن أن توصل الكاتب إلى مصيرٍ أسود، فيما لو تخطى عتباتٍ معينةً ليرى نفسه مطوّقًا بهذه الأحكام الجائرة، ومرميًا في خانة النكران الاجتماعي والوطني،
"الواقع الراهن لشعوبنا صار يحشر المواطنين في حالةٍ من الاستنقاع والركود، تنتهك كرامتهم وهويتهم الإنسانية"بتهمة التطاول على هيبة الدولة، والتحريض على بث الشائعات التي تشق الصفوف، وتضلل الوعي العام، وهذا كله يصبّ في مصلحة الأعداء.
ليست الرقابة ومحاصرة ضمير الكاتب ناجمة فقط عن تلك الرقابات، فهناك ما هو مهم أيضًا، وله التأثير الأكبر والأوسع في الوعي، خصوصا في وقتنا الحالي، عصر الخبر السريع والصورة الذكية والآنية في مواكبة الحدث، والكثرة والوفرة الزائدة في المنابر والوسائط المتعدّدة. إنه الميديا، وهنا الحديث بشكل أساسي عن الصحف والمواقع التي تنشر المقالات والدراسات، وجميعها صار لها مواقع إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل، فكتابٌ كثيرون، ومنهم الأدباء خصوصا، ينشرون مقالاتهم في مواقع أو صحف متنوعة، وهذا طبيعي للكاتب، خصوصا إذا ما لحظنا وضع الأديب في بلادنا أو الشاعر اللذين لا يستطيعان الاعتماد على مردود كتابتهما الإبداعية، من أجل حياة كريمة بحدّها الأدنى، فيلجأون إلى الكتابة في الصحف أو المواقع أو المجلات والدوريات لقاء مكافأةٍ ما عن جهدهم الفكري. ولكن إلى أي حدّ يمكن للكاتب في هذه المواقع أن يتمتع بالحرية اللازمة لقول رأيه، والتعبير عنه، بشكل يرضي قناعته من دون تدخل الجهات المشرفة في الموقع؟ قليلة إن لم تكن نادرة المواقع التي تمنح الكاتب تلك الحرية، حتى لو كانت تشهر عناوين عريضة عن احترام الرأي وحرية التعبير، أو الرأي والرأي الآخر، أو موقعنا موجه إلى كل أفراد الشعب، أو منها ما يذيّل أي مقالة تنشر بعبارة إن ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس الصحيفة أو الموقع. وفي الواقع، لكل صحيفة أو موقع أجندتها الخاصة أو اصطفافها الخاص أو تبعيتها الخاصة، فليس هناك استقلال كامل في الصحافة لدينا، ولا حتى في كل العالم، إنما ما يصنع الاختلاف هو مدى تمكّن الديمقراطية من وعي الشعوب ومدى ممارستها الحريات، بما تسمح به الدساتير
"إلى أي حدّ يمكن للكاتب في المواقع الإلكترونية أن يتمتع بالحرية اللازمة لقول رأيه؟"والأنظمة في بعض الدول، والمعارضة السياسية الفاعلة يضمن الدستور وجودها وأداءها، لكن الإعلام والصحافة في بلداننا، مقيّدان بقوانين وأنظمة منها المعلن، ومنها المتواري، أو ما يمكن تسميتها سلطة الظل التي تصنع القرارات، وتدير العملية برمتها.
ولذلك أي كتابة تلامس القضايا الحارّة التي تعيشها منطقتنا، وخصوصا الوضع السوري، تلامس النار وتحترق أصابع صاحبها، أو صاحبتها، مرّات ومرّات، وهو يناور حتى يقدّم مادة يمكن أن تنشر، خصوصا عندما يكون شاغل المادة التي يقدّمها القضايا المهمة التي تعتبر رائز الضمير الجمعي، وحامل القدرة على العيش والتعايش مستقبلاً، والتي قبل كل شيء تحاول انتشال الوعي والضمير من حمأة السياسة ولجّتها الحارقة، الكتابات التي تمد يدها لتنشل ضمائر الناس، وتزيل الغمامة عن أعينهم، والملاط الذي تراكم على بصائرهم وأرواحهم أكثرها عرضة للرفض والمحاصرة، ومن أصحاب المواقع نفسها، فالإعلام والثقافة أيضًا في بلداننا انقسما بشكل فج وعميق إلى معارض وموالٍ. أما غير ذلك فالتهم جاهزة، والنعت أن أصحاب هذه الكتابة رماديون أو متزلفون أو مدسوسون، هي الأسهل والأسرع إلى إضفاء أحكام قيمة وتصنيف الكتاب من الجمهور المتابع، وغير مرحب بمقالاته غير الساخنة أو البارعة في الاستفزاز وكيل الشتائم، في تلك المواقع.
في زمن الانتفاضات الشعبية في منطقتنا، صار السلاح هو الذي يحكم السياسات ويصنعها، السلاح بمعنى الأقوى الذي يفرض شروطه، ويدير اللعب وفق مقتضيات مصلحته. وتراجع الزخم الشعبي الطامح إلى التغيير، وإلى تحقيق مطالبه التي ثار من أجلها. صارت اللعبة على المكشوف، حلبة صراع على السلطة، وتكسير العظم حتى لو قتل نصف الشعب في تقاطع النيران أو هُجّر وشُرّد. ولم تمنع الدماء المسفوحة، ولا الأداء المتخاذل لممثلي الشعب، ولا دمار الوطن وتشريد الشعب وجوع الباقين وإفقارهم في أي منطقة كانوا، لم تمنع تلك الأصوات المحرّضة على الكراهية والعنف، والداعية إلى القتال، حتى لو كانت النتيجة مزيدًا من قتل الأبرياء، ومزيدًا من تشريد الباقين، ومزيدًا من الجوع والفقر، ومزيدًا من الارتهان إلى الخارج وفقدان السيادة بكل ما تحمل من كرامةٍ تتوزع على الجميع. و،، ولا يحظى صاحبه بموطئ قدم في معظم المنابر، فالمطلوب قلمٌ مسيّس بارع في الإطلاق.
من الذي يستطيع أن يغمض عينيه عن بؤس المدنيين، وقدرهم الغاشم ومصيرهم الأسود الذي
"الإعلام والثقافة أيضًا في بلداننا انقسما بشكل فج وعميق إلى معارض وموالٍ"تدفعهم الحرب إليه بكل قسوة ووحشية، وأكرّر في أي بقعة من مساحة سورية؟ هل استطاع أحد أن يستطلع آراءهم العفوية، إذا ما تحرّرت من الرقيب والمستبد الواقعين تحت سيطرته عن رأيهم في الحرب؟ ربما فهم هؤلاء البسطاء المنكوبون الحرب أكثر من غيرهم، فهم من يعيشون الكارثة الفعلية، لكنهم مغلوبون على أمرهم. وربما وحدهم يعرفون الحقيقة المغيّبة، وأنه لم تعد هناك ثورة في المعركة الحالية، وإن كان لديهم حلم يسعون إلى تحقيقه، وهذا من حقهم، فعلى من تنكّبوا المرحلة، وضيعوا أحلامهم وخسّروهم وطنهم ومستقبلهم، أن يتنحوا ويتركوا لهم شقّ طريقهم بمفردهم، فخسارة معركةٍ في الحياة لا تعني خسارة الحرب كلها، معارك الحياة شاقة وطويلة ومتغيرة. ومن المفيد مراجعة الحسابات والمواقف لكل محاربٍ يخسر معركة إن كان صاحب قضية ويناضل في سبيلها.
الكاتب السوري المتهم بالرمادية أو التخاذل أو خيانة الوطن والوطنية هو ذلك الذي يخاطب وعي الناس وضميرهم، لينقذهم من التضليل، ويشفيهم من الأوهام، ويعيد بوصلتهم إلى حيث يجب أن تتوجه، ويسلط أنواره الكاشفة على الزوايا المظلمة التي نمت فيها العناكب السامة، والتهمت حياتهم من حيث لا يدرون، ولكن هذا الكاتب واقع تحت سيوف السلاطين، سيف الجمهور، وسيف رجل الدين، وسيف الحاكم، وفوقهم سيف السلطة الرابعة.
المصدر :العربي الجديد




عن المحددات الدستورية والقواعد الحاكمة

عن المحددات الدستورية والقواعد الحاكمة

Feb 26 2020

رياض درار
السوريون بشكل عام يجمعون على كليات ويختلفون ببعض التفاصيل وأهم نقاط الإجماع:
ــ مفهوم المواطنة المتساوية ( وبسبب تعدد المكونات ــ طائفية، إثنية، وتنوعها ــ مناطقية، اقتصادية، فإن مفهوم المواطنة يجعل الجميع متساوين أمام القانون )
ــ حيادية الدولة بمؤسساتها ونشاطاتها ( الدولة ذات حياد إيجابي تجاه الأفراد والمكونات مايلزم حماية حرية الاعتقاد، وفصل مؤسسات الدولة عن الدين، والحياد تجاه القوميات والثقافات، ويطلب منها التركيز على إبراز الهوية السورية الجامعة )
ــ الحقوق والحريات ( حق الحياة ، حق العمل والسكن والصحة والتعلم، والجرية في التفكير والاعتقاد، وفي التعبير والنقد، وفي اختيار نمط الحياة دون ضرر ، والتعبير عن ذلك بشكل فردي أوعبر جمعيات وأحزاب ومفاصل المجتمع المدني).

وهناك ضرورات تفصيلية نقترحها لأي دستورجديد :

ـــ الاعتراف بالقوميات المتعددة، والاعتراف بحقوقها الثقافية ولغاتها وحقها بالتعلم بها والبث بها عبر وسائل اعلام خاصة بها وتعتبرأعيادها من الأعياد المعترف بها
ــ عدم التمييز بين الأديان والتساوي بينها في نص الدستور وهي جميعا من مصادر التشريع دون تمييز، وعدم ذكر دين رئيس الدولة فهو مواطن منتخب باعتباره من أبناء الشعب الذي يحق له التنافس مع المؤهلين للمنصب بنص الدستور
ـــ حق المرأة بالمشاركة السياسية، والوصول إلى كافة المناصب في الدولة والمساواة الكاملة مع الرجل في الشؤون المدنية، وضرورة نزع صفة الذكورية في الخطاب العام وأن تذكر إلى جانب الرجل بوصفها، رئيسة ووزيرة ومديرة ومواطنة، ويمكنها أن تجنس أبناءها، ويمكن التفكير بإنشاء قانون أسرة مدني إلى جانب الأحوال الشخصية يرجع إليه المواطنون المستقلون عن قوانين الطوائف
ــ اعتماد الفصل بين الدولة والمجتمع المدني واعتبار الأديان جزءاً من فعاليات المجتمع المدني، فالمجتمع ديمقراطي والدولة خدمية
ــ الشعب السوري بهيئته العامة هو وحده صاحب السيادة العليا، وهو مصدر كل شرعية وكل سلطة . ويقيم على الأراضي السورية دولة لا مركزية تحكمها سلطة سياسية وقانونية واحدة تمتلك وحدها حق السيادة. ومنقسمة إلى إدارات ذاتية في مناطق يتفق عليها وتقوم فيها وحدات إدارية محلية خدمية وأمنية .
– أن يكون تمثيل الشعب السوري في نظام سياسي برلماني عبر مجلسين بهدف تحقيق تمثيل أوسع وأكمل لكل من (المجتمع الأهلي عبر مجلس الشيوخ)، و (المجتمع المدني عبر مجلس النواب ). كما يمكن تمثيل فئات أو قطاعات أو طبقات المجتمع بطرق مختلفة متنوعة أخرى، أهمها مجالس الإدارات الذاتية، ثم الأحزاب والجمعيات والنقابات والأندية، وهي كلها حرة تعتمد مبادئ الديمقراطية وتداول السلطة .
ــ ضرورة أن تتضمن مقدمة الدستور أن سوريا جمهورية ديمقراطية، وأن تتوضح المبادئ الديمقراطية كثوابت لا انحياز عنها ومن حق المحكمة الدستورية وقف أي تعديل يستهدفها.
ــ أن يصدر الدستور باسم الشعب السوري، الذي هو شعب واحد يلتزم احترام الانسان كقيمة عليا، واحترام الأديان والمعتقدات للجميع، واحترام القوانين والمواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان، ويتطلع إلى مستقبل أكثر إنسانية وسلامًا ورخاءً. ويعمل على مناهضة أشكال التمييز بين الأفراد، خاصة المرأة والطفل، ويلتزم بالسلم والأمن الدوليين.
(نقلاً من صفحته الفيسبوكية)




نهاية التاريخ والخريطة الأخيرة: رسم الخرائط والصراع في عالم ما بعد الحرب الباردة

نهاية التاريخ والخريطة الأخيرة: رسم الخرائط والصراع في عالم ما بعد الحرب الباردة

Feb 25 2020

الغد الأردنية تنقل عن (فورين بوليسي) بتاريخ 14/2/2020
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
دخل مجتمع الخبراء والمفكرين الأميركي مرحلة جديدة من تشاؤمية ما بعد الحرب الباردة. وربما يكون التفاؤل الذي صنعته فكرة الليبرالية الدولية (1) حول انتصار السلام والديمقراطية في جميع أنحاء العالم قد مات منذ وقت طويل، لكن إعلان وفاته أصبح الآن أكثر شيوعاً من أي وقت مضى. ثمة اليوم دفق مستمر من مقالات الرأي التي تتحدث عن عودة التاريخ، وانبعاث القومية، وصعود المنافسة بين القوى العظمى -وكل ذلك يبشر بما يمكن تسميته صعود جيوسياسات المخاطرة.
كيف وصلنا إلى هنا؟ لعل إحدى المشكلات تمكن في أن لدى المتشائمين خرائط أفضل.
لم يكن انتشار السلام والديمقراطية مقنعاً أبداً على خرائط الرسوم الجغرافية، حتى بالنسبة لمروجيه أنفسهم. بل إنه يمكن أن يبدو في بعض الأحيان شريراً بطريقة صريحة بالنسبة لأولئك الذين على الجانب الخطأ من الخريطة. وفي الوقت نفسه، تكون الخرائط مناسبة بشكل مثالي لتصوير الرؤى الأساسية للعالم، والتي تقسم الناس -بدقة أو بغير ذلك- إلى وحدات منفصلة جاهزة للتصادم، كلٌّ منها بلونها الخاص وأرضها الخاصة. وربما نتيجة لذلك، خدمت الخرائط بطريقة جميلة كمجازات لأولئك الذين افترضوا أن الصراع كان أكثر طبيعية، أو أكثر إثارة للاهتمام، كل الوقت.
* *
كانت تحديات رسم خريطة للسلام والازدهار العالميين واضحة مسبقاً قبل 75 عاماً، عندما بدأ الأميركيون في صياغة رؤية ليبرالية دولية جديدة للمستقبل. وقد أدت نهاية الحرب العالمية الثانية، مثلها مثل نهاية الحرب الباردة، إلى تخيل البعض أن العالم يدخل حقبة غير مسبوقة من السلام الدولي. وقد اتخذ التفاؤل الأول إزاء عالم ما بعد الحرب شكلًا خيالياً بشكل خاص في خريطتين مدهشتين -وغير واقعيتين إلى حد مدهش أيضاً. الأولى خريطة رسام الخرائط، ليزلي ماكدونالد جيل Leslie Macdonald Gill، لـ”ميثاق الأطلسي” (2) في العام 1942، والتي تصوِّر وعد الرئيس الأميركي فرانكلين دي روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل بالسلام الذي سوف يأتي في أعقاب انتصار الحلفاء. ثمة شعاعات الشمس التي تتألق على عالم منهمك في التجارة والصناعة، بينما يقوم رجل في الزاوية بتحويل المدافع إلى محاريث. وما تزال الحدود بين البلدان في الخريطة مرسّمة، وإنما بالكاد، بخطوط منقطة تختفي تحت كل هذا الصخب.
وثمة خريطة ثانية من هذا النوع، أكثر غرابة رسمها إيرنست دودلي تشيس Ernest Dudley Chase في العام 1944، عندما بدا انتصار الحلفاء في الحرب أقرب إلى حد كبير. تحت عنوان “خريطة مركاتور للعالم المتحد: تاريخ مصور للنقل والاتصالات وطرق السلام الدائم”، تطرح خريطة تشيس السلام والحكومة العالمية باعتبارهما نقطة النهاية الطبيعية للتطور التاريخي للبشرية. وتحتفي خريطته بدور الطائرات، والسفن، والإذاعة و”البريد الصاروخي في المستقبل” في التقريب بين الناس. وتُظهر سلسلة من الإضافات والإدراجات تنظيماً سياسياً بينما يتقدم عبر الدول من “عائلة رجل الكهف” إلى “وحدة جميع الأمم”.
يحب المراقبون اليوم إضفاء طابع رومانسي على أصول النظام الدولي الليبرالي لما بعد الحرب العالمية الثانية. ومن المؤكد أن هذه الخرائط تجسد الجانب الرومانسي للفكرة بشكل مفرط، بينما تلتقط الحياة المهنية لمبدعيها تناقضاتها التأسيسية: ما يزال جيل معروفاً أكثر ما يكون بدعاياته الخرائطية الملونة للإمبراطورية البريطانية؛ وكان تشيس قد تحول، بحلول العام 1950، إلى التركيز على رسم خرائط أكثر صراحة، بالأحمر والأبيض، لعالم الحرب الباردة المنقسم. وفي الحقيقة، بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح من الواضح أن الكثيرين في الجنوب العالمي سوف يرفضون الدولية الليبرالية الأميركية باعتبارها محاولة إمبريالية جديدة لإدامة الهيمنة الغربية. وبطبيعة الحال، سوف يكشف صراع القوى العظمى بين واشنطن وموسكو بسرعة عن محدوديات الأمم المتحدة كآلية للسلام الدائم من خلال توحيد جميع الأمم.
بعد انتهاء الحرب الباردة، أثبتت خرائط السلام والوئام أنها أقل جاذبية -بصرياً- من سابقاتها، وأنها مشحونة أيديولوجياً بالقدر نفسه. وربما تكون أفضل خريطة رسمت في العصر الحديث لتصوير ما قد يبدو عليه انتصار الليبرالية الدولية هي خريطة “فريدوم هاوس” للحرية في العالم، مع تحول جميع البلدان تدريجياً إلى اللون الأخضر. ومثل خرائط المخاطر العالمية أو التنمية البشرية، تقدم خريطة “فريدوم هاوس” مقياساً جاهزاً لتخيل السياسة ومستويات المعيشة الغربية وهي تنتشر في جميع أنحاء العالم.
أما بالنسبة لأولئك الذين أرادوا تصويراً أكثر تشددا للطموح الليبرالي الدولي، فكانت هناك أيضاً “خريطة البنتاغون الجديدة”. وقد أثارت تلك الخريطة التي نشرها العالِم السياسي توماس بارنيت Thomas Barnet في العام 2003، موجة من اهتمام وسائل الإعلام قبل أن تُنسى إلى حد كبير في خضم التداعيات الكارثية لحرب العراق. وقد صورت تلك الخريطة الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين على أنها “تحديد الأجزاء التي تعاني من مشاكل في العالم وتقليصها بقوة”. ومن خلال التدخلات مثل غزو العراق، ستوسع واشنطن “الجوهر العامل” للعولمة وتقضى على “فجوة عدم التكامل والاندماج”، الناجمة عن بالإرهاب، والفقر، والقمع.
إذا ما أُخِذتا معاً، تجسد هاتان الخريطتان مجتمعتين مفارقة الليبرالية الدولية الأميركية في فترة ما بعد الحرب الباردة. ربما يكون الأميركيون قد نظروا إلى طموحاتهم على أنها حميدة، لكن كثيرين آخرين حول العالم وجدوها مهدِّدة. والنتيجة تناقض غريب، حيث تبدو منظمات مثل “فريدوم هاوس” و”مؤسسات المجتمع المفتوح” وكأنها تمثل نوعًا من المثالية -ولو أنها خيالية بعض الشيء- في واشنطن، في حين أصبحت موضوعاً لنظريات مؤامرة لا تعد ولا تحصى في الخارج. وبالنسبة لأولئك الذين تخيلوا الثورات الملونة كسلسلة من المؤامرات التي ترعاها وكالة المخابرات المركزية لنشر النفوذ الأميركي تحت ستار الديمقراطية، كانت خريطة “فريدوم هاوس” هي “خريطة البنتاغون” أيضاً؛ كانت رؤية العالم المرسوم كله بلون واحد معادلاً لقيام الولايات المتحدة بقهره واحتلاله.
* *
على النقيض من السلام العالمي، بدت جيو-سياسة المخاطرة قابلة للرسم في خرائط إلى حد كبير. وأثبتت الخرائط أنها تحظى بشعبية خاصة لدى الأشخاص الذين يبحثون عما يسمى بـ”خطوط الصدع الحقيقية” -سواء كانت دينية أو عرقية أو جيوسياسية- والتي سوف ينقسم على أساسها عالم ما بعد الحرب الباردة. ومن أشهر تجليات ذلك أن كتاب العالم السياسي صامويل هنتنغتون Samuel Huntington، “صراع الحضارات”، جاء بخريطة واضحة، ولو أنها ليست متماسكة بشكل خاص، والتي يُفترض أنها تنبأت بما يمكن أن تكون عليه ملامح صراعات القرن الحادي والعشرين.
من المفارقات أن تكون نظرة أساسية بالمقدار نفسه إلى المجتمع الإنساني قد ألهمت سلسلة من الخرائط المتناقضة تماماً، والتي تتخيل ما قد يبدو عليه شكل ما تدعى الحدود الحقيقية في الشرق الأوسط. وسط فوضى الحرب الأهلية في العراق، بدأ بعض المراقبين في التركيز على خطوط الصدع ضمن فئة هنتنغتون للـ”الحضارة الإسلامية”، وخلصوا إلى أن التوترات بين السنة والشيعة والأكراد، على سبيل المثال، ستثبت في النهاية أنها عنيدة لا يمكن التغلب عليها. وفي العام 2013، على سبيل المثال، أوضحت خريطة وزعتها على نطاق واسع صحيفة “نيويورك تايمز” كيف يمكن أن ينتهي المطاف بسورية والعراق وقد أعيد تقسيمهما على أساس طائفي-عرقي، ليصبحا أربع دول أصغر، وأكثر تجانسياً كما يبدو.
اليوم، يرى المتشائمون في صراعات العالم وفوضاه المستمرة أدلة على أن هذه الرؤى الأساسية أثبتت صحتها. ومع ذلك، في حين أن عالم ما بعد الحرب الباردة ظل بالفعل عرضة للنزاعات، فإن تلك النزاعات نفسها لم تتبع تنبؤات أي متشائم مفرد بعينه. في العام 2017، على سبيل المثال، سحقت الحكومة العراقية محاولة رسمية لاستقلال الأكراد. والآن، بعد عقد من إراقة الدماء، تبدو دمشق مهيأة لاستعادة السيطرة على سورية. وثمة مقال حديث كان كاشفاً بشكل خاص، والذي أعلن أن “العقدين الماضيين قد أثبتا بشكل غير مريح نفاذ بصيرة (هنتنغتون) وفطنته”، قبل أن يضيف، كتحذير: “حتى لو أن الحضارات في حد ذاتها لا تتصادم”. والفكرة، على ما يبدو، هي أن هناك بالتأكيد بعض الصدام الجاري، وهذا هو كل الإثبات الذي يحتاجه هنتنغتون.
* *
بالنسبة لبعض المؤلفين، تبدو الخرائط في النهاية أقل أهمية من حيث محتواها من كونها رمزًا للطبيعة الرجعية للإنسانية. وفي الأعوام الأخيرة، أظهر كتاب روبرت كابلان Robert Kaplan، “انتقام الخرائط: ما الذي تقوله لنا الخرائط عن الصراعات المقبلة والمعركة ضد القدر”، وكتاب تيم مارشال Tim Marshall، “سجناء الخرائط: 10 خرائط تفسير كل شيء عن العالم”، شعبية هذا النهج. ويستخدم مارشال، مثل كابلان، الخرائط والجغرافيا، ليس كعامل توضيحي متماسك، وإنما كفرصة ليضع في دائرة الضوء تلك السذاجة الثابتة لليبرالية الدولية. ويجادل مارشال بأن روسيا توسعية وسلطوية لأنها تفتقر إلى الحدود الطبيعية، في حين أن الصين هي الشيء نفسه، بالضبط لأنها تمتلك هذه الحدود. والفكرة الحقيقية، كما يتضح، هي أن نجاح كلا البلدين يخدم كتوبيخ لعجز أنواع الحكم الرشيد في الغرب.
بطريقة موحية، بدأ مارشال كتابه بسرد تجربته كمراسل حربي في كوسوفو؛ حيث تساءل عن السبب في توقف قوات “الناتو” في نهاية المطاف عند نهر إيبار:
“كنت أعمل مع فريق من الصرب في بلغراد في ذلك الوقت، وسألت عما سيحدث إذا جاء حلف الناتو. وكان الجواب: ‘سنقوم بوضع كاميراتنا، يا تيم، ونلتقط البنادق’. كانوا صربيين ليبراليين، وأصدقاء حميمين لي ومعارضين لحكومتهم، لكنهم استمروا مع ذلك في إخراج الخرائط ليُروني أين سيدافع الصرب عن أراضيهم في الجبال، وأين سيتوقف الناتو. كان من المريح أن يعطوني درساً في الجغرافيا عن السبب في كون خيارات الناتو محدودة أكثر مما أعلنته ماكينة بروكسل للعلاقات العامة”.
يعيد استدعاء مارشال لخريطة البلقان كمجاز عن محدوديات الدولية الليبرالية إلى الذهن قصة قصيرة للكاتب الإنجليزي الساخر هـ. مونرو H.H. Munro قبل قرن سابق. خلال حروب البلقان (1912-1913)، كتب مونرو، المعروف أكثر باسم ساكي، حواراً قصيراً بين “الجوّال” و”التاجر”. وبينما يُعبر التاجر عن مواقفه حول “الحكم الصالح” ووحشية الحرب، يمتلئ الجوال بالحنين إلى الماضي ويستذكر مشاهدة صراع سابق في البلقان أيام شبابه. يقول الجوال: “أتذكر رجلاً عسكرياً سفعته الشمس وهو يقوم بتثبيت أعلام صغيرة على خريطة حربية؛ أعلام حمراء للقوات التركية وأعلام صفراء للروس. وأتذكر يوم الغضب والحداد عندما توجبت إزالة العلم الأحمر الصغير عن بليفنا”.
ومن دون إعطاء التاجر فرصة ليقاطعه، يمضي الجوال إلى الإعراب عن القلق من أن “الحرب الحديثة” يمكن أن “تدمر وتزيل نفس عناصر الروعة البصرية والإثارة التي تشكل ذريعتها الأساسية وسحرها”. ويشير إلى أن كل صراع في البلقان ينتهي بـ”تقلص مساحة الأراضي المضطربة بشكل مزمن” و”اقتحام للرتابة المتحضرة”. إذا تم طرد “الترك” أخيرا من أوروبا، فإن “غبار الرسمية والدقة البيروقراطية” سوف يحطُّ على المنطقة. وبدلاً من “الذئاب الجريئة” و”فرق الكوميتاجي”، يتخيل الجوال كيف يمكن أن تصبح عناوين الصحف باهتة ومملة بشكل مخيف: “مؤتمر اشتراكي في أوسكوب؛ أعمال شغب في الانتخابات في منستير؛ إضراب رصيف كبير في سالونيكا؛ زيارة جمعية الشباب المسيحيين إلى فارنا”.
إن القراءة عن جيو-سياسات المخاطرة هي بالتأكيد أكثر متعة من البديل، وهي مصممة لرسم خرائط أكثر وضوحًا وجاذبية. لكنها تأتي أيضاً بتكلفة. عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، تجند مونرو، الذي كان عمره 44 عاماً في ذلك الحين، في الجيش بلهفة على الرغم من كونه فوق العمر المطلوب للجندية. وفي العام 1916، أطلق قناص ألماني النار على رأسه في السوم. ونأمل أن تكون هذه نهاية قدّرها الجوال، وواحدة ما يزال بإمكاننا أن نتجنبها اليوم.
*زميل زائر رفيع في صندوق مارشال الألماني.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: The End of History and the Last Map: Cartography and conflict in the post-Cold War world.
هوامش:
(1) الليبرالية الدولية Liberal internationalism: هي مدرسة في السياسة الخارجية تقول إن الدول الليبرالية يجب أن تتدخل في الدول الأخرى ذات السيادة من أجل تحقيق أهداف ليبرالية. ويمكن أن يشمل مثل هذا التدخل الغزو العسكري والمساعدات الإنسانية على حد سواء. ويتناقض هذا الرأي مع الانعزالية، الواقعية السياسية، وغيرها من مدارس السياسة الخارجية الرافضة للتدخل إلا في حالات الضرورة القصوى.
(2) ميثاق الأطلسي (Atlantic Charter) هو إعلان مشترك أصدره رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل ورئيس الولايات المتحدة الأميركية فرانكلين روزفلت يوم 14 آب (أغسطس) من العام 1941. وقد وضّح الميثاق أهداف الحلفاء في فترة ما بعد الحرب.




خطة أميركية لوضع دمشق في «صندوق العزلة»

خطة أميركية لوضع دمشق في «صندوق العزلة»

Feb 25 2020

انطلاق معركة طريق حلب ـ اللاذقية... وفصائل تدعمها تركيا تسيطر على النيرب

تتبلور ملامح استراتيجية أميركية تجاه سوريا، تتضمن سلسلة من الإجراءات العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتشريعية لـ«وضع النظام في صندوق العزلة لسنوات»، على أن يكون منتصف يونيو (حزيران) المقبل موعداً فاصلاً في ذلك، جراء بدء تنفيذ «قانون قيصر» الذي يفرض عقوبات صارمة على أي جهة سورية أو غير سورية تساهم في عملية الإعمار.

وفي يونيو (حزيران)، تلتقي 3 مواعيد تتكثف فيها حملة الضغوطات على دمشق: الأول بدء تنفيذ «قانون قيصر»؛ والثاني انعقاد مؤتمر المانحين في بروكسل الذي سيجدد شروط المساهمة بالأعمار؛ والثالث صدام غربي - روسي إزاء تمديد قرار تقديم المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية.

وفي المقابل، تكثف دمشق، بدعم بري من طهران وجوي من موسكو، حملة لاستعادة طريقين رئيسيين بين حلب ودمشق، وبين حلب واللاذقية، لـفتح الشرايين الاقتصادية وتخفيف آثار العقوبات والعزلة، بالتزامن مع حملة دبلوماسية روسية لـ«تطبيع» أوروبي، وإعادة دمشق إلى «العائلة العربية»، والإفادة من قرب موعد الانتخابات البرلمانية السورية في الأسابيع المقبلة، والرئاسية في عام 2021.

ومع اقتراب تقاطع المسارين الأميركي والروسي، كثفت واشنطن تواصلها باتجاه عواصم أوروبية وإقليمية فاعلة لـ«ضبط إيقاع التحرك» بسبب تطورات سياسية وميدانية، هي: تقدم قوات الحكومة في ريفي إدلب وحلب، والتغيير في رأس المفوضية الأوروبية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وطرقت واشنطن أكثر من باب وعاصمة. ويكرر مسؤولون أميركيون في تصريحات إعلامية ونقاشات دبلوماسية مع نظرائهم الأوروبيين أنهم لا يريدون «تغيير النظام السوري، بل تغيير السلوك». ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أميركياً «ألا تكون سوريا مزعزعة لاستقرار جوارها، أو داعمة للإرهاب، أو مهددة لحلفاء واشنطن في المنطقة»، إضافة إلى «التخلي عن السلاح الكيماوي، والتأكد من تفكيك الترسانة بموجب اتفاق أميركي - روسي في نهاية 2013، وتوفير العودة الطوعية الآمنة للاجئين السوريين إلى مناطقهم، وصولاً إلى محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب المرتكبة في سوريا في السنوات الماضية».

والمطلوب أميركياً «حكومة سورية توفر هذه الشروط»، سواء كانت حكومة حالية أو مستقبلية، مع «إدراك أن الحكومة الحالية لا يمكن أن تقوم بذلك»، في ضوء «سلوك» السنوات الأخيرة لدى اختبار تنفيذ القرار (2118) الخاص بالسلاح الكيماوي، أو (2254) الخاص بالحل السياسي. والخيبة، هنا، لا تقتصر على موقف دمشق فقط، بل موقف موسكو أيضاً، ذلك أن «التعاون الروسي - الأميركي لم يؤتِ ثماره سورياً في الإطار السياسي، باستثناء منع الصدام العسكري مع أميركا، أو غض الطرف عن القصف الإسرائيلي».

لهذه الأسباب، وغيرها، تتجه الأمور تصاعدياً نحو تكثيف الضغوط على دمشق. وباتت في السلة الأميركية سلة اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وعسكرية. وتشمل السلة الاقتصادية فرض تنفيذ «قانون قيصر» بدءاً من منتصف يونيو (حزيران)، الذي يسهل فرض العقوبات في إطار زمني مستمر إلى 5 سنوات. وبالإمكان الحصول على بعض الاستثناءات الإنسانية أو الطبية، لكن العقوبات ستكون قاسية على أي جهة تساهم في أعمار سوريا، سواء كانت من سوريا أو عربية أو أجنبية. يضاف إلى ذلك دعم العقوبات الأوروبية، إذ تمظهر هذا في مسارعة لندن وواشنطن في مباركة آخر قائمة أوروبية ضد 10 أشخاص وكيانات.

وفي هذا السياق، يُنظر إلى مؤتمر المانحين في بروكسل في يونيو (حزيران)، في سياق تناغم موقف الدول الأوروبية الأعضاء من جهة، وبين بروكسل وواشنطن من جهة ثانية. وبعد تردد المفوضين الأوروبيين الجدد، تقرر عقد مؤتمر المانحين في أواخر يونيو (حزيران) للتمسك بشروط المساهمة في الأعمار التي تشمل تقدماً في عملية سياسية ذات صدقية، وتوفير ظروف عودة اللاجئين والمحاسبة.

كما ينظر أميركياً إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان بصفتها عاملاً إضافياً لتعزيز حملة الضغوطات على دمشق، وخفض قيمة الليرة السورية، وتراجع الجانب المعيشي، و«زيادة شكوى شخصيات نافذة في دمشق».

وسياسياً، ستواصل واشنطن علاقاتها مع المعارضة السياسية، والاتصال مع النازحين واللاجئين السوريين لـ«تعزيز الصفوف»، إضافة إلى التنسيق مع الدول الداعمة للمعارضة، ضمن «المجموعة الصغيرة» التي تضم أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية والأردن ومصر. وفي السياق الدبلوماسي، تواصل واشنطن اتصالاتها العلنية والدبلوماسية مع دول عربية وأوروبية لـ«منع التطبيع السياسي والدبلوماسي مع النظام». وفي الجانبين، هناك دعم للعملية السياسة في جنيف لتنفيذ القرار (2254)، سواء بالإصلاح الدستوري أو تشجيع المبعوث الدولي غير بيدرسن على البحث عن مداخل جديدة للعملية السياسية السورية، وفتح ملفات المعتقلين والمخطوفين والسجناء و«البيئة المحايدة».

وأما السلة العسكرية من الضغوطات، فإنها تشمل عدداً من البنود: الأول، استمرار الوجود العسكري شرق الفرات براً، و«الحظر الجوي» لدعم حلفاء واشنطن في «قوات سوريا الديمقراطية»، ومنع قوات الحكومة من السيطرة على هذه المناطق، وحرمانها من الموارد الطبيعية، من نفط وغاز ومحاصيل زراعية وسدود للمياه والطاقة. والثاني، استمرار بقاء قاعدة التنف لقطع طريق الإمداد بين طهران ودمشق، وتقديم دعم لوجيستي للعمليات الخاصة بالتحالف أو إسرائيل. والثالث، تقديم دعم استخباراتي ودبلوماسي لتركيا في مناطق نفوذها، ومواجهة قوات الحكومة وروسيا في إدلب، والبحث في إمكانية الاستثمار في الفجوة بين موسكو وأنقرة جراء إدلب. والرابع، «مباركة الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة في دمشق وجوارها وسوريا»، ذلك أن الاعتقاد في واشنطن أن «حملة الضغوط وإبقاء دمشق بالصندوق تعطي مجالاً لإسرائيل لشن غارات لتقويض النفوذ الإيراني في سوريا».

ومن يعرف «النظام العميق» في واشنطن يشير إلى أن العقوبات الاقتصادية هي بمثابة «مصعد يسير إلى أعلى فقط، ومن الصعب إنزاله»، ما يعزز الاعتقاد بأن الحملة الأميركية ذات الأذرع الأربعة سترمي بسوريا في «صندوق العزلة»، بانتظار «تغيير يأتي بعد سنوات، ما لم تحصل مفاجأة سورية أو تفاهم روسي - أميركي».
المصدر :الشرق الاوسط




Pages