العرب على مفترق طرق

العرب على مفترق طرق

Aug 17 2020

رمزي عز الدين رمزي*

لقد أصبح واضحاً للجميع أنَّ أمن الدول العربية بات مهدداً من مصادر متعددة، وعلى جبهات مختلفة، أكثر من أي وقت مضى. فرغم أنَّ معظم الدول العربية طالما عانت من التدخلات الخارجية، وتردي الأوضاع الداخلية، فإنَّها لم تتعرض من قبل إلى هذا الكم من التهديدات في آن واحد. ويتجلَّى ذلك بصفة خاصة في الدول العربية التي تعاني من هشاشة هياكل الدولة، نتيجة حروب أهلية طويلة أو اضطرابات داخلية أو تدخلات عسكرية أجنبية.
وقد اغتنمت البلدان الأجنبية الفرصة لتعزيز مصالحها في المنطقة، على حساب المصالح الوطنية العربية، إمَّا بشكل مباشر أو من خلال حلفائها المحليين. فها نحن نرى تدخل إيران وتركيا وروسيا والولايات المتحدة في سوريا، وروسيا وتركيا وفرنسا وإيطاليا في ليبيا، وإيران وتركيا والولايات المتحدة في العراق، وإيران وتركيا في اليمن، وإيران والآن فرنسا في لبنان. ولم يكن ليحدث هذا إلا نتيجة الفراغ الناتج عن الشلل العربي.
ومن المؤسف أن الاهتمام بمفهوم الأمن الجماعي العربي تراجع كثيراً على مدى العقود الثلاثة الماضية، بسبب فصل كل دولة عربية أمنها القومي عن الأمن الجماعي العربي، الأمر الذي أدَّى إلى تقلص تدريجي لأمن كل دولة عربية على حدة. فقد أثبتت التجربة أنَّ تردي الأوضاع في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال ولبنان لا يقف على حدود تلك الدول، بل يؤثر على أمن واستقرار المنطقة ككل.
وفي الوقت الحاضر، توجد خمسة تهديدات مباشرة متزامنة للمنطقة العربية (إضافة إلى التهديدات عبر الوطنية، مثل الإرهاب والجريمة المنظمة وتدهور البيئة والجريمة الإلكترونية... إلخ) بحاجة للتعامل الفعال معها، الأمر الذي يتطلب إدراك أنَّ هناك صلة عضوية بين الأمن القومي لكل دولة على حدة والأمن العربي الجماعي:
أولاً، ما زالت كل المؤشرات تدل على أنَّ إسرائيل عازمة على منع الفلسطينيين من إقامة دولة قابلة للحياة، الأمر الذي يغذي الشعور بالإحباط لدى الشعوب العربية، ويحول دون تحقيق الاستقرار في المنطقة.
ثانياً، تواصل إيران التدخل في سوريا والعراق واليمن نتيجة الفراغ الناجم عن القصور في السياسات العربية. ولا بد لطهران أن تعي أنها لا تستطيع تحقيق أمنها بالتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها العرب، فليس لديّ شك في أنَّ إيران ستعيد النظر في سياساتها في المنطقة، إذا ما وجهت بموقف سياسي وعمل عربي مشترك لحل الأزمات في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا.
ثالثاً، كشفت تدخلات أنقرة في كل من العراق وسوريا وليبيا بشكل واضح، طموحات تركيا الحقيقية التي تتعارض مع المصالح العربية.
رابعاً، الإجراءات الإثيوبية الانفرادية بشأن سد النهضة التي تشكل تهديداً مباشراً للمصالح الوطنية لكل من مصر والسودان. ولا شك أنَّ تعرض مصر لتهديد وجودي يلقي بثقله على عرقلة الإسهام بشكل فعال في الدفاع عن الأمن الجماعي العربي.
خامساً (أخيراً)، يشكل الوضع الكارثي في لبنان تهديداً لخيال وتطلعات أولئك الذين يتطلعون إلى إقامة مجتمع عربي ديمقراطي مفتوح. فمن دون خيال ليس هناك أمل. ورغم داء الطائفية والفساد المتوطن، فإنَّ لبنان لا تزال رمزاً لجميع الذين يتوقون إلى حرية التعبير والتجمع السياسي، فليس من المبالغة القول إنَّ كارثة بيروت ربما تكون نقطة فاصلة في المنطقة.
إنَّ سرد التهديدات الخارجية على الدول العربية لا يعني التغاضي عن أوجه القصور داخل تلك البلدان، فهي كثيرة، وينبغي معالجتها على وجه السرعة، ولكن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا مع الإدراك الكامل لوجود تفاعل وثيق بين السياقات المحلية والإقليمية والدولية.
ويحدوني الأمل في أن تحفز تلك التهديدات الخمسة العرب على مراجعة سياساتهم الأمنية، خاصة في هذا التوقيت الذي يتشكل فيه نظام دولي جديد. لقد حان الوقت لإعادة تقييم سياستنا الأمنية حتى نضمن دوراً في صياغة مستقبل المنطقة، ومن ثم الإسهام في تشكيل النظام الدولي.
ولكن حتى نتمكن من ذلك يجب الإجابة عن الأسئلة الآتية: هل نحن الآن أكثر أمناً مما كنا عليه قبل ثلاثين عاماً؟ ماذا يمكننا أن نفعل الآن لمواجهة هذه التهديدات؟ هل يمكننا أن نواجه هذه التهديدات بشكل جماعي؟ هل نستطيع أن نستخلص الدروس الصحيحة من مبادرة السلام للرئيس السادات؟ هل يمكن تحويل مبادرة من قبل دولة عربية واحدة إلى مكسب يصب في صالح أمن واستقرار وازدهار المنطقة؟ هل يمكن لنا الالتحاق بركب التقدم طالما استمرت تلك التهديدات دون مواجهة؟
وللإجابة عن تلك الأسئلة علينا اتخاذ نهج موحد إزاء الأمن العربي بما يخدم أمن الدول العربية جميعاً.
والواضح أن الوضع العربي خلال العقود الثلاثة الماضية فتح الباب أمام تدخلات أجنبية غير مسبوقة لم نرَ مثلها منذ حقبة الاستعمار. فالدول العربية أكثر عرضة الآن لتهديدات تفوق بكثير تلك التي كانت تتعرض لها منذ أكثر من 30 عاماً، عندما كان هناك شكل من أشكال العمل العربي المشترك. فها نحن الآن نواجه بعراق ضعيف مفكك، وسوريا في وضع مأساوي نتيجة حرب أهلية طالت وتعقدت بسبب التدخلات الخارجية، كما أن مصر مشغولة بإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية بعد حكم كارثي من قبل الإخوان المسلمين، ودول عربية مشغولة بالتهديدات الإيرانية؛ كلها عوامل تجعل الدول العربية أكثر عرضة لتدخلات خبيثة، ومزيد من التهديدات الخارجية. وهناك من سيزعم أنه من المستحيل منع التدخل الأجنبي في شؤون المنطقة، ولكن من الممكن مواجهته، أو على الأقل تقليص آثاره الضارة، من خلال العمل العربي المشترك.
ويجب أن ندرك أن نموذج الدولة الوطنية يتعرض لضغوط شديدة، سواء كان ذلك في سوريا أو العراق أو ليبيا أو الصومال أو لبنان. فإن الحفاظ على الدولة الوطنية العربية هو شرط أساسي لحماية، ليس فحسب مصالح مواطني تلك الدول، وإنما أيضاً لتحقيق الاستقرار الإقليمي. وفي حين أنه من غير الواقعي أن تواجه الدول العربية كل هذه التهديدات في آن واحد، فإنه يمكن لها أن تتخذ خطوات محددة للتعامل مع بعض منها:
أولاً، على الجبهة الفلسطينية: يتعيّن دفن «صفقة القرن»، بعدما وافقت إسرائيل على «وقف ضم الأراضي الفلسطينية»، طبقاً لما أعلنته دولة الإمارات العربية، وذلك من خلال اقتراح خطة بديلة تصلح أساساً للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقد يكون هذا هو السبيل الوحيد للحفاظ على حق الفلسطينيين في دولة قابلة للحياة، عاصمتها القدس الشرقية. فهذا ليس فقط واجب أخلاقي، وإنما ضرورة لتحقيق الاستقرار في المنطقة على المدى الطويل.
ثانياً، ينبغي اتخاذ إجراءات ملموسة لإعادة كل من سوريا والعراق إلى الصف العربي بشكل كامل، الأمر الذي يتطلب مبادرة عربية للتعجيل بالتسوية السياسية في سوريا. أما بالنسبة للعراق، فإن هذا يعني تكثيف التعاون مع بغداد في المجالات كافة.
ثالثاً، هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ زمام المبادرة لتحقيق تسوية سياسية في ليبيا.
رابعاً، لا ينبغي ترك لبنان وحده، فعلى الدول العربية أخذ العبرة من تجربتهم في العراق. فقد ترك هذا البلد العربي المهم لعقدين من الزمن فريسة للسياسات الخبيثة لقوى خارجية. فعلى الدول العربية أن تكون في المقدمة لمساعدة اللبنانيين في إعادة بناء بلادهم، سياسياً واقتصادياً، بالإضافة إلى منح مساعدات إنسانية عاجلة. وقد يكون المدخل إلى ذلك من خلال جعل إعادة تأهيل ميناء بيروت مشروعاً عربياً.
خامساً، ينبغي على البلدان العربية أن تتخذ خطوات ملموسة لدعم كل من مصر والسودان في نزاعهما مع إثيوبيا بشأن سد النهضة بصفة خاصة، ومياه النيل بصفة عامة، وذلك من خلال الاستفادة من نفوذها في الدوائر المالية الدولية، وربط مساعدتهم الاقتصادية واستثماراتهم بتعاون أديس أبابا مع القاهرة والخرطوم في التوصل إلى اتفاق ملزم يلبي مصالح كل الأطراف.
وختاماً، أدرك تماماً ما سيقوله بعضهم من أن مصادر التهديد لأمن الدول العربية تختلف من دولة عربية لأخرى، وأن الأمن العربي الجماعي مجرد وهم، وأن الأولوية الآن للدول العربية في ترتيب بيتها الداخلي.
ولكن تبقى حقيقة أن أمن البلدان العربية أسوأ بكثير اليوم مما كان عليه قبل أكثر من ثلاثة عقود، عندما كان هناك قدر من العمل العربي المشترك. فينبغي علينا أن نستخلص الدروس من تجاربنا الماضية، والعمل على صياغة رؤية مشتركة للتعامل مع التهديدات الفردية والجماعية لمصالحنا، من أجل بناء نظام عربي قائم على المصالح السياسة والأمنية والاقتصادية الحقيقية للدول، وليس على العواطف والشعارات.
العالم العربي على مفترق طرق، فإما أن يتكاتف من أجل تحديد مصيره وإما يسمح للغرباء بالتلاعب بمستقبله.
*سفير مصري ومسؤول أممي سابق
المصدر:الشرق الأوسط




اللجنة الدستورية ومطب

اللجنة الدستورية ومطب "المبادئ"!

Aug 16 2020

فاروق حجي مصطفى
كلنا يعرف أنّ عدم قيام اللجنة الدستورية بعقد أعمالها، ليس سببه تمسك الطرف الحكومي ب "المبادئ الوطنيّة"، إنما السبب الأساسي هو الهروب من الاستحقاقات تحت ستار "المبادئ الوطنيّة"، ويمكن تعميم هذا الأمر على جزءٍ كبيرٍ من المعارضة أيضاً.
في العموم، إنّ الوطنيّة ليس لها تفسيرات متعددة، وهي مثل الحقيقة لها تفسير واحد، وانطلاقاً من هنا، فإنّ من يتهرّب من الإستحقاقات بحجة "الوطنيّة "، فإنّه يتهرّب من حقيقة التغيير، بمعنى إنّه لم يأت إلى "اللجنة "، لأجل صياغة دستور، بل لأجل دستور يحميه هو ولا يحمي الوطن(نقصد الدولة، لأنّ الوطن كمفهوم مرحلة قبل الدولة)، ولعل السبب إنّ الجاهل في عملية الدستور هو من يتحدث عن "المبادئ"، وتحت عنوان "المبادئ الوطنيّة" بمعنى موقع المبادئ في الصيّغ ايديولوجية شيء، وفِي الدساتير شيءٌ آخر؛فالمبادئ في الدساتير واضحة، وهي تحدد في الديباجة، ولعل أولى المبادئ وأعرضها وأطولها: "وحدة واستقلال البلد".

والحال، وما نود قوله، هو إنّ الوجود في اللجنة مسؤوليةٌ وطنيةٌ، وتاريخيةٌ، وأخلاقيّةٌ (أيضاً)، فمن يتواجد في اللجنة عليه أولاً التحرر من البوتقات الحزبيّة، والفئوية، ويصبح أمام مسؤولية كبيرة، بحيث تحمل تعبيرات كل الشرائح المجتمعية والسياسية، فضلاً عن إنّه يقع على عاتق عضو اللجنة التفكير بشكل أعمق، بمعنى عليه النظر إلى وضع البلاد وتحدياتها والمخاطر التي تواجه البلد، والتعدد الذي يزين خارطتها، بحيادية تامة، مجردة من المواقف المسبقة تجاه أي مكون سياسي أو مجتمعي، حتى بوسع هذا العضو التكيّف مع أفكار عامة التي تأتيه عبر الإنخراط المجتمعي لعملية الدستور، ليصل إلى صياغة دستورٍ يعكس صورة البلد، وناسه، ويعبّر عن تطلعات جميع السكان، ويضمن حرية الأفراد.
وكان ليصبح مثار إعجاب لو انطلق كل عضو من الحديث عن مبادئ أخرى، مثل حقوق الإنسان، وفصل السلطات، وأهمية القضاء.
ما يعني إنّ المبادئ في الدستور هي كأساسٍ هندسي لكل عمارة، ، وتكمن روح هذه العمارة في إسقاطاته المحليّة، وذلك تجنباً لظاهرة "كوبي پيست".
بقي القول، إنّ اللجنة تلتئم، بعد أشهر عديدة، وهذا الأمر لوحده مسؤولية كبيرة، إذ يضع الجميع أمام استحقاق تجاوز الحديث عن قشور الأمور والإنتقال إلى جوهر الدستور ( محتوى)، وهذا الأمر فقط هو من اختصاص اللجنة الدستورية، لا الدفاع عن قناعاتٍ مصدرها القاع الفئوي، وغالباً الحزبيّ.




روسيا في المستنقع السوري

روسيا في المستنقع السوري

Aug 15 2020

روبرت فورد*
وقع الكثير من القادة والمسؤولين، وأنا منهم، في أخطاء فادحة في التعامل مع الحرب السورية. لذلك، يتعيَّن علينا الآن التحلي بالتواضع وإبداء الندم.
بطبيعة الحال أول ما يتذكره المرء عن سوريا المعاناة المروعة التي كابدها مواطنوها. إلا أنه يتعيَّن علينا كذلك تذكر حدود ما يمكن للتدخل الأجنبي تحقيقه في الحروب الأهلية التي تشتعل في دول أخرى. من ناحيتها، تعلمت الولايات المتحدة هذا الدرس في فيتنام، وبعد ذلك بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، اضطرت لتعلمه من جديد داخل العراق. ومثل الرئيس جورج بوش في أبريل (نيسان) 2003، نجح الرئيس فلاديمير بوتين في إنجاز هدفه العسكري الفوري داخل سوريا. واليوم، أصبح واضحاً أن حليفه الرئيس الأسد وحكومته الوحشية سيبقيان في السلطة. ومع أن الأسد لا يروق كثيراً لموسكو، تظل الحقيقة أنها عاجزة عن إيجاد أو فرض بديل له. ولذلك، سيستمر الرئيس بوتين في العمل مع الرئيس السوري وحكومته الضعيفة. ولا تملك موسكو سوى أن تأمل في أن يقْدم الأسد وحاشيته بعد انتخابات عام 2021 على أخذ زمام المبادرة نحو مصالحة حقيقية.
في تلك الأثناء، وفي ظل غياب أي إصلاحات حقيقية داخل دمشق، ستستمر واشنطن والاتحاد الأوروبي في العقوبات التي يفرضها الجانبان على سوريا، وسيستمر اعتماد البلاد على المساعدات الإنسانية لفترة طويلة. ومن أجل ذلك، سعت موسكو من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتعزيز سيطرة دمشق على المزيد والمزيد من المساعدات الإنسانية التي تدخل الأراضي السورية، وذلك لحاجة الأسد لضمان عدم تضرر مصالحه التي تتسم بحساسية سياسية كثيراً من العقوبات.
من ناحية أخرى، فإن المساعدات الإنسانية لا تشكّل حلاً طويل الأمد للأزمة السورية، وتكشف الحالة المزرية للاقتصاد السوري مدى ضعف الإنجازات العسكرية الروسية.
إضافة لذلك، تزيد المظلة العسكرية الأميركية فوق منطقة الحكم الذاتي في شمال شرقي سوريا الوضع تعقيداً أمام الجهود الروسية الرامية لضمان انتصار سياسي واقتصادي كامل داخل سوريا. على الصعيد التجاري، عاينت روسيا توقيع شركة أميركية اتفاقاً نفطياً ظنَّت موسكو أنه سيكون من نصيب شركات روسية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، وفي الوقت الذي تتسم العائدات النفطية بضآلتها مقارنةً بتكاليف إعادة بناء سوريا، فإن الاتفاق سالف الذكر من شأنه خلق مزيد من الصعوبات أمام دمشق على صعيدي الطاقة والموازنة. وعلى الصعيد السياسي، سيعيق الاتفاق الجهود الروسية الرامية لإبرام اتفاق بين دمشق وحزب الاتحاد الديمقراطي الحاكم في شمال شرقي سوريا حول مستقبل الحكم بهذه المنطقة.
من ناحية أخرى، فإن الولايات المتحدة بالتأكيد باستطاعتها ادعاء تحقيقها بضعة نجاحات داخل سوريا. من جهته، يشدد منسق السياسة الأميركية تجاه سوريا، السفير جيمس جيفري، على أن واشنطن ترغب في التعاون مع روسيا والأمم المتحدة، من أجل إيجاد سبيل لإجبار الأسد على تنفيذ إصلاحات سياسية وعقد انتخابات حرة ونزيهة في سوريا. ومع ذلك، لا يجري الكثير من المناقشات العميقة في الوقت الحاضر بين جيفري وفريق العمل المعاون له من جهة، وروسيا من جهة أخرى. والمؤكد أن الخلافات بين واشنطن وموسكو حول أوكرانيا والعقوبات والصواريخ النووية، وتدخُّل كل طرف في الشؤون السياسية الداخلية للطرف الآخر، تزيد المناخ العام للعلاقات بين العاصمتين سوءاً. إلى جانب ذلك، لا تبدي موسكو حماساً تجاه التفاوض مع إدارة ترمب.
جدير بالذكر في هذا الصدد أن وزير الخارجية الروسي لافروف انتقد خلال مؤتمر صحافي مع نطيره الإيراني جواد ظريف، في 22 يوليو (تموز)، «المناخ السياسي» داخل واشنطن والذي يشجع مسؤولين أميركيين على تسريب أسرار بخصوص المفاوضات السرية بين الجانبين وكشفها على الصعيد العام.
الواضح أن الخارجية الروسية ليس باستطاعتها استخلاص تنازلات من الأسد أو واشنطن، في الوقت الذي يربح قليل من الشركات الروسية فقط أرباحاً تجارية من وراء الاقتصاد السوري المدمَّر. أما المؤسسة الروسية الوحيدة التي تبقى لها مصالح كبرى داخل سوريا فهي المؤسسة العسكرية.
من جهته، صرح قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال ماكنزي، في يونيو (حزيران)، بأن الروس يرسلون معدات عسكرية إلى سوريا، في الوقت الذي تدخل دوريات برية روسية بمعدل أكبر شرق سوريا حيث يعمل الجيش والقوات الجوية الأميركية.
وفي بعض الأحيان، تقع مناوشات غير مسلحة بين جنود أميركيين وروس قرب القامشلي وقرب الطريق السريع «إم 4» الرابط بين سوريا وخط الإمداد العسكري الأميركي في فيشخابور القادم من العراق.
من ناحيتهم، يصف قادة عسكريون أميركيون السلوك الروسي بالعدوانية، لكن حتى الآن لم تقع مواجهات مسلحة. ويبدو الضباط الأميركيون هادئين نسبياً إزاء التصرفات الروسية. علاوة على ذلك، هناك آلية تنسيق بين القوات الروسية والأميركية تحول دون وقوع صراع مباشر بينهما. وفي الوقت ذاته، تحرص روسيا على عدم تحدي منطقة الحظر الجوي التي تفرضها الولايات المتحدة فوق شرق سوريا. في المقابل، يستغل الروس أسلوباً آخر لفتح قنوات اتصال مع قبائل شرق سوريا، وتوجيه مساعدات إنسانية إلى دير الزور من أجل اجتذاب الدعم السياسي بعيداً عن الأميركيين.
ولسوء حظ موسكو، تعوق تصرفات الجيش السوري الوحشية تجاه سكان المنطقة، الجهود الروسية الرامية للفوز بدعم سياسي هناك. ومع أن الموازنة الحكومية الروسية قادرة على تحمل التكاليف القليلة للقوات العسكرية المرابطة في سوريا، تظل تلك القوات عاجزة عن فرض حل على الأسد أو تركيا أو الولايات المتحدة في أي وقت قريب. وبإمكان روسيا التعايش مع هذا الوضع المتجمد سياسياً وعسكرياً، لكنّ المواطن السوري التعيس لا يجد أمامه إمكانية لتحسن الأوضاع الاقتصادية على مدار المستقبل المنظور.
*السفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن
المصدر:الشرق الاوسط




اجتماع «الدستورية» رهن قواعد «كورونا»... ودمشق تحذر من «أفخاخ»

اجتماع «الدستورية» رهن قواعد «كورونا»... ودمشق تحذر من «أفخاخ»

Aug 14 2020

«ضامنو» مسار آستانة يجتمعون في جنيف قبل السوريين
ما لم يفرض «كورونا» قواعده في آخر لحظة، فإن اجتماعات اللجنة الدستورية السورية بمشاركة وفود من الحكومة و«هيئة التفاوض» المعارضة والمجتمع المدني، ستعقد في جنيف في 24 الشهر الجاري. وستكون هذه الاجتماعات فرصة لاختبار مستجدات مواقف الأطراف المعنية بعد غياب طويل من جهة، وإعلان «ضامني» مسار آستانة الثلاثة بأنهم «رعاة حقيقيون» للعملية الدستورية. وكان لافتا، أن الرئيس بشار الأسد أشار إلى أن «تدخل» واشنطن وأنقرة حول «المبادرات السياسية إلى خزعبلات».

وإذ لا يزال المبعوث الأممي غير بيدرسن حذراً في تبني استضافة الاجتماعات تاركا خياراته مفتوحة بعد التأكد من إمكانية حصولها واستعداد دمشق والمعارضة للدخول في «حوار بناء لإصلاح دستوري بملكية سورية وقيادة سورية»، فإن موسكو وأنقرة وطهران قررت إيفاد نواب وزراء الخارجية لعقد اجتماع ثلاثي لـ«الضامنين - اللاعبين» عشية اجتماع «السوريين - المتخاصمين».

- مرحلة انتقالية أميركية

ولم تكن هذه المرة الأولى، التي تسعى فيها الدول الثلاث إلى «خطف إنجازات» المسار الدستوري، إذ أن وزراء خارجية هذه الدول سبق وأن جاءوا إلى جنيف لوضع وزنهم وراء فرض تصوراتهم لـ«الإصلاح الدستوري السوري»، الأمر الذي «فرمله» الأمين العام أنطونيو غوتيريش. لكن الفرق حالياً، هو أن واشنطن مشغولة بأولويات أخرى: اعتماد مسار العقوبات وتطبيق «قانون قيصر» كأداة لـ«الضغط الأقصى» لمعاقبة دمشق والضغط على موسكو، وقرب انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترمب وما يعني ذلك من سباحة البيروقراطية الأميركية في هامش المرحلة الانتقالية.

نظرياً، يفترض أن يجتمع ممثلو الحكومة السورية والمعارضة والمجتمع المدني لبحث الإصلاح الدستوري. هذه الاجتماعات تجمدت سابقاً بسبب الخلاف على الأجندة. وفد الحكومة يريد البدء بالاتفاق على «المرتكزات الوطنية» التي تتعلق برفض «الاحتلالات» والإرهاب، فيما كان وفد المعارضة يريد الانطلاق في مناقشة الدستور ومبادئه. لحسن الحظ، وبعد تدخل موسكو، تمكن بيدرسن من التفاهم على أجندة للاجتماعات. نص الأجندة، هو: «تماشيا مع الولاية والاختصاصات والقواعد الأساسية للإجراءات للجنة الدستورية، إجراء مناقشة الأسس والمبادئ الوطنية». لكن الغموض العميق في هذه الأجندة، سيخضع للاختبار في جنيف. أيضا، سيخضع للاختبار وعد روسي بإقناع دمشق لإبقاء وفدها، الذي تعتبر دمشق «كيانا سياديا مستقلا» لا تتدخل في عمله، في جنيف لأكثر من أسبوع للإفساح في المجال لمناقشات جادة. وكان هذا أحد محاور زيارة المبعوث الروسي الكسندر لافرينييف الأخيرة إلى دمشق.

- «خزعبلات»... وأفخاخ

قبل اجتماعات جنيف، وضع الرئيس الأسد سقفاً سياسيا، إذا قال في افتتاح اجتماعات مجلس الشعب (البرلمان): «محاولات إسقاط الوطن وإلغاء السيادة وتفتيت الشعب وضرب المؤسسات يحققها دستور، ويمنعها آخر (...) وتصميم الشعب على الالتزام بالاستحقاقات الدستورية توقيتاً ومشاركة (أي، انتخابات مجلس الشعب) هو أيضاً دفاع عن الدستور وما يرمز إليه»، في إشارة إلى دستور العام 2012 الذي تتمسك الحكومة به وأقصى ما تقبله هو «مناقشته» وليس «تعديله» أو «صوغ دستور جديد».

وفي الخطاب الذي خصص إلى الوضع الداخلي المتعلق بالفساد والعقوبات الأميركية، تطرق الأسد في النهاية إلى الوضع السياسي. وقال: «رغم الجهود الصادقة لأصدقائنا في إيران وروسيا من أجل دفعها إلى الأمام» في إشارة إلى اجتماعات اللجنة الدستورية «فإنها وبفضل الولايات المتحدة ووكيلتها تركيا وممثليهما في الحوار تحولت من مبادرات إلى خزعبلات سياسية». وأضاف: «ما زلنا نعتقد بضرورة دعم المبادرات السياسية رغم معرفتنا أن الطرف الآخر محكوم بأموال وأوامر أسياده الحقيقيين خارج الوطن، وأن استخدام المبادرات السياسية هدفه إيقاعنا بأفخاخ نصبوها ليحققوا عبرها ما فشلوا به عبر الإرهاب، وهذا لن يكون سوى في أحلامهم، ولكننا سنسير معهم تطبيقاً للمثل الشعبي: الحق الكذاب لوراء الباب».

وتواصل واشنطن تنفيذ «قانون قيصر» حيث يتوقع صدور قائمة جديدة. وتعد العقوبات، التي طالت في يونيو (حزيران) الرزمة الأولى منها 39 شخصا أو كياناً بينهم الأسد وزوجته أسماء الأكثر قساوة على دمشق. وفي يوليو (تموز) ، أضيف 14 كياناً وشخصاً، بينهم حافظ (18 عاماً)، الابن الأكبر للرئيس السوري، إلى «القائمة السوداء».

ولمح الأسد إلى ابن خاله رامي مخلوف رجل الأعمال الذي شنت السلطات في الأشهر الأخيرة حملة لتفكيك شبكاته وشركاته. وقال: «محاربة الفساد تصاعدت خلال السنوات الأخيرة، ومستمرون في استرداد الأموال العامة المنهوبة بالطرق القانونية وعبر المؤسسات. ولن تكون هناك أي محاباة لأي شخص يظن نفسه فوق القانون... القضية قضية إصلاح وليست انتقاما أو فشة خلق». ورغم بدء الإجراءات ضد رامي (51 سنة) الصيف الماضي، خرج التوتر إلى العلن في الربيع. وهو ناشد بداية، الأسد التدخل لوقف «الظلم»، قبل أن يصعد تدريجيا وصولاً إلى حديثه عن اعتقالات بحق موظفين عنده وتحذيرات من «انهيار اقتصادي» في البلاد.

وحجزت السلطات على أمواله وأموال زوجته وأولاده وأمرت بمنعه من التعاقد مع أي جهة حكومية لمدة خمس سنوات، ثم صدر قرار بمنعه من السفر. ومجموعته، «سيريتل» للهاتف النقال التي تملك نحو سبعين في المائة من سوق الاتصالات السوري، وضعت تحت حراسة قضائية كما هو الحال مع «شام القابضة»، أكبر مؤسساته.
المصدر:الشرق الأوسط




حول آخر مستجدات كورونا في كوباني

Aug 13 2020


برجاف تطالب بإلغاء قانون حماية وإدارة اموال الغائب واحترام حق الملكية

برجاف تطالب بإلغاء قانون حماية وإدارة اموال الغائب واحترام حق الملكية

Aug 11 2020

برجاف| كوباني
اصدرت هيئة التوثيق ورصد الانتهاكات في منظمة برجاف للتنمية الديمقراطية والاعلام نداءً بعنوان ( لا لـ"قانون حماية وإدارة أموال الغائب")، رداً على القانون الصادر من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا باسم "قانون حماية وإدارة أموال الغائب".

وقالت الهيئة انه تضامناً مع حقوق الناس، وحماية حقوق الملكيّة، والذي يُعتَبر من الحقوق الأساسية للإنسان والذي صانته كافة الشرائع والمواثيق في العالم، نرفض هذا القانون شكلاً ومضموناً، ونشاطر الناس، وفعالياتهم ومنظوماتهم المجتمعية/المدنية، والسياسيّة رفضها لهذا القانون.

وأوضحت برجاف أن غياب موجبات القانون الصادر عن الإدارة الذاتية ومبررات إصداره، لا يرتقي إلى مستوى القانون من حيث تقدير المصطلح، وفي التعريفات، وفي الأحكام القانونية.

وأكدت أن القانون يفتقر إلى الحرفيّة الحقوقية في الصياغة والدلالة القانونية عند تناول التعريفات، كالخلط بين ما هو "المسافر"، وما هو "الغائب"، أو "المهاجر"، أو "المغترب" الدائم أو المؤقت، وإن تعريف الغائب الذي تبناه القانون المذكور هو تعريف غير حقوقي يستهدف في حقيقته (المسافر) وليس الغائب الذي يعتبره القانون بأنه الشخص الذي: "منعته ظروف قاهرة من الرجوع إلى مقامه أو إدارة شؤونه بنفسه أو بوكيل عنه مدة أكثر من سنة وتعطلت بذلك مصالحه أو مصالح غيره".

وأشارت الهيئة في منظمة برجاف أن سماح القانون للجنة خاصة بتأجير واستثمار أملاك الأشخاص المسافرين يعتبر انتهاكاً لحق الملكية الذي يسمح للمالك وحده فقط أو لنائب قانوني عنه باستغلال واستعمال ملكه والاستفادة منه، مما يخالف حق التملك المصان بالمادة /17/ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وبكافة الدساتير والقوانين في العالم.

واعتبرت برجاف إن التمييز الديني والطائفي الذي مارسه القانون بالمادة /19/ يخلُّ بمبدأ المساواة، ويتنافى مع كافة المواثيق والأعراف الدولية وخاصة المادة /2/ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة /26/ من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية! ويُناقض المادة (٤٠) من وثيقة العقد الاجتماعي المعتمد للإدارة الذاتيّة.

وطالبت هيئة التوثيق ورصد الانتهاكات الجهات القضائية، والمنظمات (الدوليّة، الأمميّة، المحليّة) العاملة في مجال توثيق الملكية، والجهات ذات الشأن ولجان القراءة وصياغة البنود الدستورية المتعلقة بحق الملكية، بالضغط، والتأثير للعدول عن هذا القانون، وإلغائه، وإزالة الأثر النفسي الذي تركه في نفوس الناس، والتأكيد على تقدير واحترام حق الملكية.




حالة من التنمر يعيشها المصاب بكورونا وكأنه متهم بجرم ما..!

حالة من التنمر يعيشها المصاب بكورونا وكأنه متهم بجرم ما..!

Aug 10 2020

برجاف| كوباني_ زوزان بركل
منذ الإعلان عن أول حالة إصابة بكورونا قبل يومين في كوباني، حالة من التنمر يعيشها المصاب بفيروس كورونا حالياً، حيث اصبح من يصاب بهذا المرض وكأنه متهم بجرم ما ويحاسبه المجتمع عليه.

ففي تصريح لـبرجاف_FM عن المعاناة التي يتعرض له من المجتمع قال المصاب بكورونا في كوباني، إنه تعرض للتنمر بشكل سيء جداً من قبل الناس: "أولاً الإصابة بمرض كورونا ليست بجريمة والمصاب بهذا المرض بحاجة أن نقف إلى جانبهم".

وتابع احد ضحايا المرض "اننا لا نسترجي نطلع من باب البيت، عدا المسبات والحكي من قبل الناس".

وقال أن في بداية إثبات الإصابة وإظهار النتيجة الإيجابية أن المشفى رفضت استقباله وإرجاعه إلى البيت بعد الفحوصات التي طلب من المشفى ان يعمل له.

وأوضح المصاب: أن المشفى وزعت الخبر واتهمتهم بالهروب من المشفى، "وبعد ذلك قاموا بإجراء التحاليل في بيتهم، غير ملتزمين بأية وسيلة وقاية لأنفسهم، وبعد عدد من المرات من أخذ التحاليل تبين أن النتيجة كانت إيجابية، وبعدها لم يسألوا عن حالتنا، دون توفر اية رعاية صحية لنا".

يعتبر هذا المرض كغيره من الامراض المعدية يمكن أن يصاب به أي شخص ويتعالج ويشفى منه، ويتأمل من الجهات المعنية مراعاة حالة المريض ومحاسبة المتنمرين لأن الإصابة بكورونا ليست وصمة عار.




كيف تؤثر «كارثة لبنان» في سوريا؟ (تحليل إخباري)

كيف تؤثر «كارثة لبنان» في سوريا؟ (تحليل إخباري)

Aug 08 2020

لن تكون آثار كارثة انفجار بيروت في دمشق، مقتصرة على الخسائر المباشرة جراء سقوط ضحايا أو أضرار مادية لسوريين يعيشون في لبنان، نازحين أو زائرين، بل إنها ستصل إلى حيز السياسة والاقتصاد والعسكر.

ومع بدء انقشاع رماد الخراب في مرفأ بيروت، سارعت أطراف لبنانية إلى إعادة فتح ملف النازحين السوريين في لبنان الذي يبلغ عددهم نحو مليون شخص سواء بالعودة إلى تحميلهم جزءاً من مسؤولية الأزمات اللبنانية أو باستخدامهم كـ«ورقة تفاوضية» مع دول غربية عبر التلويح بفتح الأبواب أمامهم للجوء إلى أوروبا في حال تفاقم الانهيار اللبناني. وكان في هذا، سعي إلى تجاهل أن العمال السوريين سارعوا إلى رفع أنقاض الدمار كغيرهم من المتأثرين بالانفجار.

كما استخدم سياسيون لبنانيون الانفجار ذخيرة لتبادل الاتهامات في المسرح السوري. بعضهم لمح إلى أن «نترات الأمونيوم» كانت مخزّنة في المرفأ لنقلها إلى الفصائل المسلحة. البعض الآخر، أشار إلى أنها كانت تنتظر نقلها إلى قوات الحكومة وحلفائها لدعم عملياتها العسكرية. الجامع بين الطرفين: هذا المخزون في المرفأ اللبناني ذخيرة في الحرب السورية المستعرة منذ 9 سنوات. الحرب التي كل طرف لبناني يريدها تميل لصالح موقفه.

وانسحب هذا الانقسام سياسياً، ذلك أنه في دمشق، كما في بيروت، هناك اعتقاد بأن الانفجار قد يفتح أبواباً كانت مغلقة، أن يجبر المتمسكين بفرض العزلة الاقتصادية والسياسية على دمشق على فتح مسارات لإعادة الانخراط من الباب الإنساني. الإشارة الأولى، كانت بإعلان الرئاسة السورية، اتصال الرئيس بشار الأسد بنظيره اللبناني ميشال عون لتأكيد «وقوف ​سوريا​ إلى جانب ​لبنان​ الشقيق والتضامن مع شعبه المقاوم». وقال: «نحن على ثقة بأنكم قادرون على تجاوز آثار هذا الحادث المأساوي وإعادة بناء ما نتج عنه من أضرار في أسرع وقت ممكن». ما بعد التعاطف الإنساني، الواضح أن هناك رهاناً على الولوج في طيات الكارثة اللبنانية والعمل في أن هذه الأزمة ستؤدي إلى اختراقات وإعادة اصطفاف الدول الأوروبية والغربية فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية على دمشق وفرض العزلة الدبلوماسية والسياسية والموقف من الشروط السياسية لإعمار سوريا.

هناك رهان أيضاً: أن الدمار الذي لحق بمرفأ بيروت، سيتطلب البحث عن بديل للإعمار السوري واللبناني، وقد يكون مرفأ اللاذقية واحداً منها. كيف؟ هناك بوابة واحدة على حدود تركيا لنقل المساعدات الإنسانية إلى شمال سوريا. باتت الوحيدة لنقل المساعدات عبر الحدود بعد ضغط روسيا في مجلس الأمن لإغلاق بوابات مع الأردن والعراق وتركيا. وهناك مرفأ بيروت لنقل الإغاثة إلى دمشق. وبعد دمار هذا المرفأ، يجري التفكير في بوابات بديلة لنقل الشحنات الكبيرة. إذ إن الأمم المتحدة أعلنت فور حصول الانفجار أن الأضرار الكبيرة التي وقعت في مرفأ بيروت ستؤثر سلباً على المساعدات لسوريا. هناك من يدفع بأن يكون البديل مرفأ اللاذقية القريب من قاعدة روسيا العسكرية، الذي كانت شركة إيرانية وضعت عينها عليه. وما من شك أن موسكو ستدفع في اتجاه استعمال مرفأ سوري لفتح كوّة في جدار العزلة. هذا سيعقّد مهمة الدول الغربية، التي تريد دعم لبنان بعد كارثة المرفأ، من دون التطبيع مع بيروت ودمشق. وسيكون هذا ساحة للشد بين القوى الإقليمية والدولية.

أما بالنسبة إلى المنعكسات العسكرية، فقد تظهر أصوات بضرورة تهدئة ساحات القتال السورية على وقع الكارثة اللبنانية. وقد يدفع بعض الأطراف للإفادة من الانشغال بلبنان لتصفية حسابات وحسم معارك في سوريا. لكن بوصلة الخيارات تتعلق إلى حد كبير بتأثير الانفجار على «حزب الله». هناك جهود للدفع باستخدام التفجير لممارسة المزيد من الضغوط عليه. ولا شك أن الحزب الذي كان تحت وطأة الأزمة الاقتصادية اللبنانية والرد على اغتيال إسرائيل لأحد عناصره في دمشق، أصبح الآن بؤرة لضغوط إضافية. أغلب الظن، سيكون «حزب الله» مشغولاً في المستقبل القريب والمتوسط في ملف كارثة المرفأ وقرار المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق باغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري. وهناك اعتقاد أن هذا قد يدفع الحزب إلى مراجعة حساباته في سوريا لهذه الأسباب وعناصر أخرى تتعلق بضغوط روسية تلبيةً لطلبات أميركية وإسرائيلية خصوصاً ما يخص سحب وجوده من الجولان ودرعا والسويداء في جنوب سوريا.

يضاف إلى ذلك أن تقديرات غربية مفادها أن إسرائيل قد توظِّف هذه المعادلة الجديدة في لبنان بأن تزيد من ضرباتها لمواقع إيرانية في عموم سوريا في شكل تصاعدي لمنع «التموضع الاستراتيجي» في جبهاتها الشمالية، مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. كل ذلك، يفتح الأبواب باتجاهات قد تفلت من حسابات اللاعبين والقدرة على ضبط الإيقاع في سوريا ولبنان.
المصدر: الشرق الاوسط




مستشار هيئة الصحة يؤكد أن الحالة المصابة هي لفتاة تبلغ من العمر 20 عاماً قادمة من الجزيرة

مستشار هيئة الصحة يؤكد أن الحالة المصابة هي لفتاة تبلغ من العمر 20 عاماً قادمة من الجزيرة

Aug 08 2020

برجاف| كوباني

اكد مستشار هيئة الصحة في اقليم الفرات الدكتور حكمت احمد ان الحالة الايجابية التي تمت تأكيدها اليوم هي لفتاة تبلغ من العمر 20 عاماً من ابناء قرية شيران بريف كوباني، كانت تدرس في اقليم الجزيرة.

واوضح أحمد لاحد المواقع الإلكترونية العاملة في شمال وشرق سوريا "ان الفتاة كانت قد دخلت إلى كوباني برفقة فتاة اخرى قادمة من منطقة الجزيرة، وبعد أن دخلتا إلى مشفى كوباني تم اجراء الفحوصات اللازمة لهما حيث تم تأكيد حالة ايجابية وحالة سلبية".

وأكد أحمد أن الفتاة المصابة وضعت تحت المراقبة في مركز الحجر الصحي في قرية حلنج جنوب شرقي كوباني ولا تعاني من أي أمراض مزمنة أخرى، ووضعها الصحي جيد نسبيا ولا خطورة على وضعها الصحي.

ودعا الدكتور حكمت أحمد الأهالي إلى ضرورة التقيد والإلتزام بالتعليمات والإجراءات الوقائية الصحية اللازمة للحفاظ على سلامتهم، ومنع تفشي المرض أكثر في أرجاء المنطقة.

ووفقاً لهيئة الصحة بات من الصعب احصاء أعداد المخالطين، ويتم الآن احصاء أعداد المصابين فقط، ومز المزمع أن تكون المنطقة أواخر شهر آب مقبلة نحو الانفجار في أعداد المصابين بوباء كورونا.




الفن الراقي جمع بين هؤلاء الثلاثة الكبار

الفن الراقي جمع بين هؤلاء الثلاثة الكبار

Aug 07 2020

د.علي ميراني*
على الرغم من عدم إلمامي بتفاصيل الفن الأصيل لدرجةٍ تسمح لي بالكتابة كما هو مطلوب، لاسيما إن كانت عن ظاهرة فنية جميلة عرفها المجتمع الكُردي بصورةٍ عامة و مجتمع كوباني بصورةٍ خاصة، وهي علاقة الفن العميقة التي جمعت بين ثلاث اشخاص من ثلاث منابت إجتماعية مختلفة وربطت مصيرهم في أعين معاصريهم الى الأبد، الاول من بين هؤلاء كان الفنان باقي خدو (١٩١٣-٢٠٠٩) والذي أصبح ملهماً ومعلماً لكل من محمد دومان (١٩٢٩-٢٠٢٠) وهو فنان كوباني من اصل كركوكي، وحافظى كور (١٩٤٠-٢٠٢٠) وهو فنان من أصل يمني، كان والده قد وصل إلى المنطقة لأول مرة أيام سفر بلك قبل أن ينتقل إلى كوباني لاحقاً، و زميل آخر لهم.
صدح أصوات هؤلاء بالغناء الملحمي الجميل( درويشى عفدي، جبلي، بنفشه نارين، وبيمال ...الخ، إذ لم تردد مضافات كوباني وحدها صدى أصواتهم، بل إن المناطق الكُردية الأخرى في الجزيرة وغيرها من (روژئافاى كوردستان) تشهد بعمق فنهم الأنيق، ناهيك عن إقامة حفلات عدة في (باكور كوردستان) لاسيما في سروج وغيرها.
وحده الفن وخدمة الاخرين كان القاسم المشترك بين هؤلاء الثلاثة المميزين، ليؤسسوا معاً مع فنانين آخرين مدرسة غنائية مميزة في كوباني، ولتصبح أيضاً معلماً اساسياً لتلك المدينة تماماً مثل (مشتى نور) وغيرها من المعالم الجميلة فيها.
*بروفسور مساعد في جامعة زاخو




Pages