لا مرجعيّة لقائمة المجتمع في اللجنة الدستورية دون ثقافة حقوق الانسان..

لا مرجعيّة لقائمة المجتمع في اللجنة الدستورية دون ثقافة حقوق الانسان..

Aug 27 2019

برجاف|كُوباني-زوزان بركل
ناقشت مجموعة من المثقفين وعدد من الشخصيّات النخبويّة في كُوباني معوقات وموجبات انطلاق اللجنة الدستورية، وأسباب تلكئ العملية السياسيّة ولا سيما الدستوريّة في سوريا.

وتوقفت العمليّة الدستوريّة منذ أكثر منذ عامين تقريباً بسبب الخلاف على قائمة المجتمع المدني والقواعد والإجراءات الداخليّة بين الأمم المتحدة ودول استانة- سوتشي.

ونفى عمر عطي أن يكون سبب تلكئ العمليّة هو الخلاف على الأسماء.

وقد سلط فاروق حجي مصطفى الضوء على أهم المستجدات في العمليّة الدستوريّة، وعلى ضرورة صياغة المرجعيّة الأخلاقية والقيميّة لفاعلي المجتمع المدني سواءاً في العملية الدستورية أو في المراحل اللاحقة.

في وقت ركز الناشط المدني الإعلامي ستير جلو على أهميّة تسخير كل الطاقات لأجل دستور جيد،لأنّ الدستور هو الحل حسب جلو.

ورعت برجاف جلسة النقاش الحواريّة والتفاعليّة -التشاوريّة حول مستجدات العمليّة المدنية والسلميّة السوريّة على المسارات الداخليّة ومدى الإستجابة النخبويّة المجتمعيّة وعلى مسار جنيف وقرار ٢٢٥٤ ومدى الإستجابة الدوليّة والإقليميّة والقوى المحليّة(النظام والمعارضة)، ومسار الإستجابة للتطلعات المحلية من قبل فاعلي المجتمع المدني وذلك في كُوباني في مقر برجاف في 27 آب2019 .

و تشكل اليوم المرجعيّة القيميّة والأخلاقيّة إحدى تحديّات المجتمع المدني السوري.
ورأى الناشط الحقوقي والمحامي فرهاد بأن المرجعية الأخلاقيّة للمجتمع المدني يجب أن لا تتناقض مع المواثيق والعهود المتعلقة بحقوق الانسان.
لأن ثقافة حقوق الانسان تجنب الدولة من هويّات عنصريّة وطائفيّة.

وتركزت النقاشات والحوارات بين الحضور والذي لم يغب عنه النسويين والنسويّات وتمحورت حول:
-أهم المستجدات على مستوى العمليّة الدستوريّة.
-ضرورة المرجعيّة لقائمة الأمم المتحدة-المجتمع المدني/المستقلون في اللجنة الدستوريّة.

وقال وليد ايبو، وهو محامي سوري، من الأهميّة بمكان أن تكون المرجعيّة القيميّة والاخلاقيّة هي العهود والمواثيق الدوليّة المتعلقة بحقوق الانسان.

وتابع ايبو" تشكل اليوم ثقافة حقوق الانسان حالة من الانسجام بين البيئات الثقافية والقيّم المجتمعيّة"، وأضاف" حقوق الانسان، كونها تشكل تحديّاً حقيقياً في عالمنا اليوم يمكنه أن يكون عاملاً توافقياً بين السوريين الذين يأتون من البيئات المختلفة".

بينما رأى مصطفى محمد وهو، ناشط مدني وأكاديمي انه لا يمكن أن يذهب المجتمع المدني إلى العملية الدستوريّة دون تحديد الخطوط العريضة لمجموعة القيّم.

وقال محمد" نحتاج الى مرجعيّة سواء للعمل المحلي أو لأية عمليّة متعلقة في العمليّة السلميّة، ولا سيما الدستور".

وانفردت النسويّة والقيادية النسائية الفاعلة ناديا خان بالقول عن اهم الصفات لممثل المجتمع المدني، وهو احتواء الأزمات وتقبل الرؤى المختلفة والمرونة ؛ وقالت "ان هذه الصفات تشكل معياراً سلوكيّا لأي مفاوض دستوري" وتابعت" لذلك نحتاج الى مدونة السلوك"؛ وأضافت" يجب الأخذ بعين الإعتبار تباين الثقافات، ومعرفة انّ الجيل الجديد ينطق بالثورة التي بداخله، فيما الكبير بالعمر ينطق بالعقل".

وتجدر الاشارة إنه لم تغب العمليّة السلميّة في ظل تفاقم الأزمات الإنسانيّة أثر افتعال الحرب في شمال غرب وشرق سوريا، عن بال الحضور؛ وراهن غالبيّة الحضور على وقف افتعال الحرب والبدء في عملية السلام، لأن الدساتير وصياغته تحتاج الى بيئات آمنة.




تركيّـا... فَرْضُ التتريكُ الناعمِ شمالي سوريا وأوهامٌ بدولةٍ عثمانيّةٍ جديدة

تركيّـا... فَرْضُ التتريكُ الناعمِ شمالي سوريا وأوهامٌ بدولةٍ عثمانيّةٍ جديدة

Aug 27 2019


مع سيطرة حزب العدالة والتنمية بقيادة "رجب الطيب أردوغان" مطلع عام 2000 بدأتْ تركيا تحلم بإعادة أمجاد الدولة العثمانية المندثرة، وكانت انطلاقة الثورة السوريّة عام 2011 نقطة تحولٍ في تاريخ تركيا، مع دخولها ميدان الحرب السوريّة بقوة، وفَرْض وجودها على الأرض، ودعم جماعاتٍ عسكريةٍ تابعةٍ لها، بدأت الهيمنة التركية شمالي سوريا بالظهور، من خلال السيطرة على المناطق الحدودية من سوريا، وفرض سياسية التتريك في تلك المناطق.
ما هو التتريك، وأين نشأ؟

التتريك هو مفهوم يُطلَق على عملية تحويل الأشخاص، والمناطق الجغرافية من ثقافاتها الأصلية إلى اللغة والثقافة التركية بطريقة قسرية.

ظهر مصطلح التتريك إبّان سيطرة حزب الاتحاد والترقّي على الحكم عام 1908 إثر انقلابٍ على الخلافة العثمانية، كما تطور المصطلح التركي من نقل الثقافة والقومية إلى السيطرة على المناطق وصبْغها بالطابع التركي، كان أبرزها السيطرة على لواء اسكندورن عام 1939، وذلك خلال سيطرة الفرنسيين على سوريا، وتنازلهم للأتراك عن اللواء الذي تبلغ مساحته 4800 كيلومتر مربع، أما اليوم فقد ظهرت أشكال جديدة للتريك، وذلك إثر إطلاق تركيا عمليتين عسكريتين في المناطق الشمالية من سوريا والمحاذية لحدودها، بدأت بعملية درع الفرات عام 2016 بهدف السيطرة على مُدُن الباب وجرابلس والراعي من قبضة تنظيم الدولة، والثانية في عام 2018 ضمن معركة غصن الزيتون، وسيطرت من خلالها على مدن جنديرس وعفرين وراجو والشيخ حديد ذات الغالبية الكردية، وبدأت تركيا بفرض سياسة التتريك الناعمة على هذه المناطق رويداً رويداً.

الطابع التركي يطغى على المجالس المحلية شمال سوريا:
بعد سيطرة تركيا على المناطق الغربية لنهر الفرات من مدينة جنديرس غرباً إلى مدينة الباب شرقاً بدأت هذه المناطق تُصبَغ بالطابع التركي في كافة مجالات الحياة العملية، نتيجة الاهتمام الكبير الذي صبّته أنقرة على إنشاء مشاريع خدمية ترفع من مستوى المعيشة للسكان المحليين، وربط هذه المدن بالولايات التركية المقابلة لها "الباب _ الراعي _ جرابلس، تتبع لولاية غازي عنتاب" " صوران_ اعزاز_ اخترين، تتبع لولاية كلس" " عفرين_ جنديرس_ راجو، تتبع لولاية هاتاي" ويشرف الوالي التركي على كامل المجالات الخدمة والاقتصادية والعسكرية التي تجري في المدن التابعة لولايته، كما عمدت تركيا إلى إنشاء مجالس محلية تعد صلة الوصل بين الولاية التركية والمدينة التي يعمل بها المجلس، هذه المجالس لعبت دوراً مهماً في إنشاء العديد من المشاريع الخدمية "صحة وتعليم وكهرباء" وتأمين متطلّبات الأهالي وتطوير البنى التحتية لهذه المدن، ما جعل هذه المجلس يعتبر كتجمُّع حكومي رسمي يشرف على هذه المناطق نيابة عن تركيا في ظل غياب تام للحكومة السورية المؤقتة التي تعتبر المسيطر الرسمي على هذه المناطق.

المجالس المحلية في مدن ريف حلب الشمالي تتسم بالاستقلالية التامة عن بعضها، فكل مجلس محلي يملك مشاريعه الخاصة التي يقوم بتنفيذها وفق الخطط التي يقدمها للولاية التركية التابع لها، ولكن تم إنشاء مشروعين لدى جميع المجالس المحلية في ريف حلب الشمالي بأمر من تركيا، وهي إنشاء سلك الشرطة والأمن العام الوطني بالإضافة إلى قِطَّاع التعليم.

ويتم إنشاء المشاريع في ريف حلب الشمالي وفق مرحلتين حسب نوع المشروع، فهناك مشاريع تحتكرها الولاية التركية لنفسها، وهي تشرف على تنفيذها بشكل مباشر " كالكهرباء وتنظيم خطوط المياه تعبيد الطرق وإنشاء الحدائق العامة"، أما النوع الآخر فيكمن من خلال الموارد التي تدخل إلى المجلس المحلي عن طريق المعابر الحدودية وساحات الوقود والمواصلات بالإضافة إلى الدعم التركي.

الموارد التي تدخل إلى المجالس المحلية يتم إيداعها مباشرة في البنوك التركية عبر مركز (PTT) للخدمات البنكية والبريدية الذي أنشأته تركيا في معظم مدن ريف حلب الشمالي، حيث يتم ايداعها باسم المجلس المحلي ويتم صرف المال للمشاريع بعد موافقة الوالي التركي على الخطة المقررة لهذا المشروع ويتم استلام المبلغ المخصص عبر أحد هذه للمراكز، كما تقوم الولاية التركية بتحويل رواتب الموظفين العاملين في المجالس والمعروف عددهم لديها، وقيمة المشاريع شهرياً عبر هذه المراكز، وذلك من خلال بطاقات خاصة ذات رمز سرِّي تعطى من قبل البنك لكل عامل، على أن يتم تسليم الراتب بالليرة التركيّة فقط، ومحددًا وفق معايير تركية وليس وفق رئيس المجلس.

التعامل بالليرة التركية وتقييد الصرافة:
بعد افتتاح تركيا لمراكز الخدمة البريدية في مدن ريف حلب الشمالي أجبرت المنظمات المحلية والأجنبية إلى تحويل المبالغ المالية من وإلى سوريا عبر هذه المراكز فقط، وتسليمهم هذه المبالغ بالليرة التركية، فضلاً عن قيامها بدفع رواتب الموظفين في الريف الشمالي من "شرطة وأطباء ومعلمين وغيرهم" عبر هذه المراكز وفق البطاقات المصرفية التي يتم تسليمها لهم، ومن خلال تقييد عمليات التحويل ضبطت تركيا معظم صرّافي السوق السوداء.

الانخفاض الكبير لسعر الليرة التركية في التعاملات الخارجية ولا سيما أمام الدولار الأمريكي نتيجة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على وزيرَي العدل والداخلية التركيين،1 آب/ أغسطس 2018 ردَّاً على رفض أنقرة إطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برونسون، بالإضافة إلى التخوُّف من فرض المزيد من العقوبات الأمريكية نتيجة صفقة صواريخ الـ S400 التي تعاقدت أنقرة على شرائها من روسيا، دفع المجالس المحلية في الريف الشمالي للتحرك لدعم الليرة التركية، فقد أصدر المجلس المحلي في مدينة إعزاز بياناً دعا من خلاله التجار والشركات العاملة في المدينة إلى التعامل بالليرة التركية فقط وشراء أكبر قدر ممكن من الليرة التركية، واعتبر المجلس أن هذه الخطوة تمثِّل رعبون صداقة بين الشعبين السوري والتركي.

الهيمنة التركية على الأجهزة الأمنية والقضائية:
لم يقتصر الدور التركي في ريف حلب الشمالي على الوضعين الاقتصادي والخَدَمي بل تعدّى ذلك إلى السيطرة الكاملة على الأجهزة الأمنية والعسكرية، وعلى رأسها تكتُّل "الجيش الوطني"، حيث شكّلَت تركيا هذا الجيش نتيجة اندماج ثلاثة فيالق عسكرية "الفيلق الأول والفيلق الثاني والفيلق الثالث"، والتي تضمُّ بدورها عشرات الكتائب العسكرية والألوية، حيث يشرف على هذه الجماعات العسكرية مستشارون عيَّنتهم تركيا لضبط وتنظيم الأمور العسكرية لهذا الجيش، ناهيك عن المسمَّيات التي تحمل طابعاً تركيا لهذه الفصائل "سليمان شاه الذي أنتج منذ أشهر كتيبة حملت اسم أشبال آرطغرل بالإضافة إلى لواء السمرقند والسلطان مراد، ومحمد الفاتح وغيرها العديد من المسميات"، الهيمنة التركية لم تقتصر على ما يسمى بـ "الجيش الوطني" حيث تم إنشاء سلك للشرطة المدنية والعسكرية بإشراف تركي مباشر حيث يضم كل قسم مستشاراً تركياً واحداً على الأقل، بالإضافة إلى ضابط تركي يشرف على سير العمل، حيث يعتبر المستشار التركي هو الآمر والناهي، ويقتصر دور الضباط السوريين على تنفيذ الأوامر الصادرة عنه، كما عيَّنت تركيا مشرفاً عامَّاً على مناطق درع الفرات هو العميد "أحمد أندر" كقائد عام لمنطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" والعقيد "مراد" كمسؤول عام عن منطقة "غصن الزيتون".
"وتشكلت هذه الشرطة المدنية في شباط عام 2017 حيث تلقت تدريباتها العسكرية ضمن خمس أكاديميات عسكرية أبرزها مدرستي"سيواس – قرقلة- نيدا"، وتشمل التدريبات "التدخل ضد أحداث الشغب" و"قانون الشرطة" و"الانضباط العام"، إضافة للتدريب على "العمليات في الأماكن السكنية"، و"تدمير العبوات الناسفة"، و"الفحص الجنائي، والتعامل مع السيارات المشتبهة وتنظيم الحركة المرورية".

كانت توجد أربع محاكم فقط في ريف حلب الشمالي قبل تدخُّل الأتراك بالملف القضائي، وهي محكمة إعزاز، محكمة صوران، محكمة مارع، ومحكمة اخترين. وتتألف كل محكمة من ثلاثة قضاة أحدهم للنيابة وآخر بداية مدنية وشرعية، وثالث كان قاضي بداية، محكمة إعزاز كانت مركزيّة وفيها، محاكم بداية، ومحكمة جنايات، ومحكمتا استئناف جزائي ومدني، ومحكمة تمييز، وهيئة نيابة عامة.

عندما بدأ المشروع التركي تم استبعاد الشرعيين الذين كانوا يعملون في المحكمة المركزية كقضاة، وأبقى المشروع على القانونيين بهيكلية مشابهة لما كانت عليه المحاكم سابقاً مع عدم وجود محكمة للجنايات أو للطعن، وبقيت المركزية في إعزاز، وتمّ إحداث محاكم أخرى في الباب وجرابلس والراعي، وذلك عقب انتزاعها من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)

المحاكم الجديدة تألّفت من النيابة العامة وبداية، وقاضي بداية مدنية، وقاضٍ شرعيّ. كما بقيت المركزية في إعزاز حيث توجد محكمة الاستئناف المؤلفة من رئيس ومستشارين، وبعد فترة تم إحداث محكمة جنايات ثلاثية.
ويشرف الأتراك مباشرة على سير العملية القضائية بمختلف أنواعها، ويطبق في ريف حلب الشمالي قانون العقوبات والمحاكمات الجزائية السوري الصادر عام 1950 حيث تم تعديل وحذف بعض المواد منه، وترجمته إلى اللغة التركية ليتسنّى للأتراك الاطلاع عليه.

تتريك المجتمع والعمل على طمس الهويَّة:

علاوة على كل ما تقدّم، سُجّلت في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، مساعٍ ممنهجة لـ تتريك المجتمع بأكمله، وبات مألوفاً أن تشرف أنقرة على كل شاردة وواردة في المناطق الخاضعة لسيطرة قواتها وبشكل علني، عبر حضور "والٍ وضباط أتراك ومسؤولين أمنيين" لمعظم المناسبات وحفلات التدشين والتكريم وما إلى ذلك، وتشتمل تلك المناسبات على إلقاء كلمات باللغة التركية، كذلك تُكتب كل اللافتات والمطبوعات باللغتين التركية والعربيّة، وكان آخرها قيام نائب رئيس غرفة التجارة التركي ونائب والي كِلِّس وعدد من الضباط الأتراك بافتتاح البناء الجديد للمجلس المحلّي في مدينة إعزاز.

واعتمدت أنقرة نهجاً يمنح المجتمع قسطاً من التحرّر، رغم الصبغة الإسلاميّة العامّة، في استنساخ لصورة المجتمع التركي في بعض مناطقه، وكان من شأن ذلك النهج أن يخلّف شعوراً بالراحة في المناطق التي كانت خاضعةً قبل ذلك لسلطة تنظيم داعش المتطرف كذلك، ويعطي انطباعاً جيداً لدى السكان المحليين من جهة الأتراك، كما أخذ الجيش التركي على عاتقه التدخل عند الضرورة لوضع حدٍّ لبعض سلوكيّات المجموعات المسلّحة التي تثير حفيظة المجتمع نتيجة التجاوزات المستمرة لهذه المجموعات.

ولم يقتصر الدور التركي في المجتمع على افتتاح المراكز والمواقع الخدمية بل تعدى ذلك إلى إطلاق تسميات تركية على بعض المرافق العامة الرئيسية في الريف الحلبي، أبرزها "حديقة الأمة العثمانية" التي فتحت أبوابها في 31/ مايو من العام الحالي، لم ترضِ التسمية فقط طموح المجلس المحلي في مدينة إعزاز ومن خلفه الإدارة التركية؛ بل تعداها إلى جعل البوابة الرئيسية للحديقة تحمل شعار العلم التركي "الهلال والنجمة"، هذا الأمر الذي لاقى جدلاً كبيراً بين المدنيين، وأعاد الحديث عن تسميات عثمانية عِدَّة أُطلقتْ مؤخَّراً على أماكن ومؤسسات في المنطقة، وسط اتهامات لتركيا بمحاولة "تتريك" المنطقة، وللمسؤولين المحليين بالتبعية المباشرة لتركيا.

حديقة الأمة العثمانية- ساحة رجب الطيب أردوغان – دوّار غصن الزيتون وغيرها العديد من الأسماء التي أطلقت على معالم سابقة في مدن ريف حلب الشمالي، كما عمدت القوات التركية والفصائل العسكرية المدعومة منها لتحطيم تمثال "كاوا الحداد" الذي يعتبر الرمز الأبرز لدى القومية الكردية إبان سيطرة الفصائل على مدينة عفرين عام 2018، ويحمل اليوم اسم دوار غصن الزيتون في رمز للمعركة العسكرية التي سيطرت على المدينة.

ملامح تركية بارزة في التعليم والطب:

مساعي تركيا للسيطرة على الريف الشمالي، ونقل الهوية التركية إليه بدا جليَّاً في العمليّة التعليمية في ريف حلب الشمالي، حيث تتحكم تركيا بشكل كامل في وزارة التربية والتعليم والمديريات التابعة لها في شمالي حلب، حيث أصدرت مديريات التربية تعميماً يقضي بضرورة تعلُّم المدرسين للغة التركية، وإدخال هذه اللغة إلى كامل الصفوف الدراسية من المراحل الابتدائية، وحتى المراحل الثانوية كلغة بديلة عن اللغة الفرنسية التي تُدرَّس سابقاً، وتم تطبيق قرار تعليم اللغة التركية في معظم المدارس، ويجري العمل على إدخال المدارس المتبقية إلى هذا المركب الذي تقوده تركيا. وتحاول تركيا تطبيق نظامها التعليمي في هذه المناطق، الأمر الذي أكّده علي رضا ألتون إل، مدير برنامج "التعلم مدى الحياة" في وزارة التعليم التركية، في لقاء مع صحيفة "الشرق الأوسط" في أيلول الماضي، إذ قال إن "الوزارة تعمل على نقل تجربة التعليم في تركيا، وبخاصة نظام التعليم الإلكتروني إلى مناطق درع الفرات خلال فترة قصيرة"، وتضمُّ هذه المناطق نحو 500 مدرسة، يَدْرُس فيها نحو 150 ألف طالب، وفق تصريحات وزارة التعليم التركية.

وظهر الطابع التركي جليَّاَ في العملية التعليمية، بعد أن جمعت المكاتب التعليمية في مناطق ريف حلب على أغلفة "الجلاءات" المدرسية علَمَي الثورة وتركيا.

كما عمدت تركيا والمنظمات الرسمية التركية إلى إنشاء ثلاث جامعات في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون هي "جامعة حران- جامعة غازي عنتاب – وجامعة الشام العالمية التي تديرها منظمة (IHH) التركية".

فيديو من إحدى المدارس في مدينة عفرين المصدر وكالة الأناضول التركية:

https://twitter.com/aa_arabic/status/978263044496285698

الدعم التركي لم يتوقف عند العملية التعليمة بل شمل قطاع الصحة، حيث أنشأت وزارة الصحة التركية ثلاث مشافٍ جديدة في الريف الشمالي "مشفى مارع التخصصي – مشفى الراعي – ومشفى الباب الذي مازال العمل به قائماً" كما تعمل تركيا على تفعيل المشفى الوطني في مدينة إعزاز، حيث أطلق المجلس المحلي برعاية تركيّة طلبات انتساب لأطباء وممرضين وعاملين لتغطية احتياجات المشفى، فضلاً عن زجّ تركيا لكوادرها في المشافي المجهزة سابقاً كمشفى الأهلي في إعزاز والهلال الأزرق في معبر باب السلامة قرب قرية سجو.

النفوس والهويات في ريف حلب:

لم تغب سياسية تركيا في ريف حلب الشمالي عن قضية النفوس واستخراج بطاقات الهُويّة الجديدة للمقيمين في الريف الشمالي، حيث أصدرت الدوائر الرسمية في الريف الشمالي في 23/10/2018 تعميماً يقضي بإيقاف التعامل مع الهوية السورية، وإطلاق هُويّة شخصية جديدة مقيدة لدى دوائر النفوس العامة في تركيا، حيث يحرم كل من لا يحمل هذه البطاقات الجديدة من التعليم والصحة ومعظم الحقوق الأساسية للمواطنين.

كما أنشأت تركيا بالتعاون مع المجالس المحلية في ريف حلب أفرع مواصلات للإصدار لوائح للسيارات وإصدار شهادات قيادة جديدة، حيث يُربَط نظام التنمير الجديد أيضاً بدوائر النقل في تركيا، وتهدف تركيا من هذه العملية ضبط حركة المرور، واسترجاع السيارات التي تمت سرقتها ونقلها من تركيا إلى سوريا بطرق غير شرعية، حيث يتم حفظ معلومات السيارات المسجلة لدى دوائر التركية فور إدخال معلومتها على اللوائح في البرنامج الذي أسسه مصممون أتراك خصيصاً لهذا الأمر، وتبلغ تكلفة تسجيل المركبات "5 آلاف للدراجة النارية، 10 آلاف للسيارات الخاصة، 15 ألف للسيارات العمومية، 45 ألف لسيارات الشحن" ويتم إيداعها جميعها لدى أرصدة المجالس المحلية في مراكز الـPTT.
شركات تركية في ريف حلب

أصدرت تركيا في 5/3/2019 قرار يقضي بإيقاف دخول العمال السوريين وشاحناتهم إلى معبر باب السلامة لنقل البضائع وتحمليها، واستبدالهم بعمال وسيارات نقل تركية، هذا الأمر أحدث إضراباً عاماً للعاملين، وعمليات شغب، وإيقاف حركة المرور في المعابر الحدودية ما دفع تركيا للعدول عن قرارها، وذلك على إثر توسط المسؤول التركي عن منطقتي غصن الزيتون ودرع الفرات أحمد أندر بين العمال والإدارة التركية المسؤولة عن المعبر.

كما شهدت مدن وبلدات ريف حلب الشمالي دخول خدمات الاتصال التركية وانتشارها بشكل واسع أبرزها " ترك تلكوم – وتوركسل – وفودافون". كما تم إنشاء مركز لشركة تورك تلكوم، ومن بين الخدمات التي يقدمها المركز، ومقرّه مدينة إعزاز، استخراج شريحة اتصال جديدة كبدل ضائع، وتبديل الخط من شركة "توركسل" إلى "تورك تيلكوم"، بالإضافة إلى تبديل الخط من اسم لاسم آخر، واستخراج خطوط جديدة على جواز السفر.

محاولات لطمس الهوية السورية في عموم سوريا:

تركيا ليست الدولة الوحيدة في سوريا التي تهدف إلى نشر ثقافتها وتغيير طابع المجتمع السوري، فقد سبقتها كل من إيران وروسيا في هذا الأمر، فإيران ومن خلال ميليشياتها الشيعية المنتشرة في معظم المناطق السورية، ولا سيما في مدينة حلب والأجزاء الشرقية بدأت وبشكل مكثف بنشر فكرة التشييع، وبناء الحسينيات في مختلف المناطق التي تسيطر عليها، في محاولات جاهدة لتغيير واقع المجتمع السوري، كما عمدت روسيا هي الأخرى للسيطرة على المواقع الحيوية في سوريا لضمان مصالحها من ميناء طرطوس مروراً بقاعدة حميميم، وختاماً بمطار دمشق الدولي.

مساعي الدول الثلاث الضامنة الموقِّعة على اتفاق أستانا تقاسمت السيطرة على المناطق السورية المنطقة تلو الأخرى، لفرض أجنداتها والعمل على تغيير شامل في المجتمع السوري الذي لا حول له ولا قوة، ويمشي مرغماً دون أن يعلم وفقاً للخطط التي رسمت، وبشكل علني بين الدول الثلاث.
المصدر :مجلة صور





استمرار عملية استبدال خطوط شبكة الصرف في حي شهيد يحيى

استمرار عملية استبدال خطوط شبكة الصرف في حي شهيد يحيى

Aug 25 2019

برجاف| كوباني
تستمر عملية استبدال خطوط شبكة الصرف الصحي في حي شهيد يحيى، والذي بدأ العمل فيه يوم الخميس وستستمر لمدة ١٥ يوماً لتنتهي في حي شهيد خبات بطول 550 متر.

و يتضمن المشروع استبدال الخطوط بأنابيب أخرى، بقطر 60 سم.
وبحسب المشرفين على هذا المشروع أن هذا الحي يعاني من مشاكل في شبكة الصرف الصحي في الأعوام الأخيرة، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تتجمع المياه في الشوارع ، وتتسبب الامطار بانسداد الفوهات المطرية على الطرقات الرئيسية، ما يؤدي إلى حدوث فيضانات في المدينة’’.




المجتمع المدني، وحاجته إلى المرجعيّة..

المجتمع المدني، وحاجته إلى المرجعيّة..

Aug 23 2019

فاروق حجّي مصطفى
لا أحد من الأطراف الدولية والإقليمية ذات الشأن في سوريا ساهم في طمأنة المجتمع المدني السوريّ على الدور الذي سيلعبه في مسألة الدستور والمراحل اللاحقة، غير المبعوث الأممي الخاص وفريق العمل في مكتبه. هذا ما يتراءى لنا ظاهريّاً، وخلال إحاطات المبعوث والتصريحات الإعلامية، ومن خلال شكل وفعل التواصل مع الفاعلين في هذا الحيّز.
أكثر من عامين، وشد الحبل بين الأطراف حول قائمة المجتمع المدني جاريّة دون أن يفكر طرف من الأطراف بأنّ وجود المجتمع المدني في العمليّة السلميّة هو لفائدة العمليّة وليس العكس، إذ انّه لا لهدف سياسيّ أو الرغبة في تقاسم النفوذ السلطويّ لدى الفاعلين في هذا الحيّز المجتمعي والمدني بقدر ما انّ جل ما يصبون إليه هو المساهمة في الإنخراط العام للعملية السياسيّة والتسوية وصولاً إلى بناء دولة لكل مواطنيّها من خلال احياء مكانة للمواطنيّة الفاعلة وأحقيّة المشاركة في الحياة العامة.
ولا نستغرب، بأنّ المجتمع المدني السوريّ نفسه لم يقدم نفسه على إنه لاعب وطنيّ للصالح العام كما هو مطلوب، فهذا الحيّز انغلق على نفسه حيناً وانزلق في متاهات السياسة وحتى العسكرة أحياناً الأمر الذي ساهم في هذه الحالة في تشقق وإخفاء روح التضامن والاتساق في المشهد المدني-المجتمعي السوريّ.
والحق انّ عامل التضامن هو العامل الحاسم في نضالات المجتمع المدني، فمن خلال التضامن يمكن صياغة أمرين:
-التضامن يؤسس الحالة الجامعة الوطنيّة ويفرز روح التوافق على صيّغ البناء.
-التضامن يفتح الآفاق أمام بلورة:
أ-الهويّة من خلال دمج البيئات المحليّة ضمن سياق موجبات العمل الوطنيّ العام.
ب-هو العامل المتمم الأول، وهو لا هويّة بدون بلورة سلات من القيّم الأخلاقيّة والمعرفيّة، ولعله يشكل اليوم إلحاحاً أكثر،خاصةً في عملية الدستور، حيث لا يمكن ان يلعب ممثل المجتمع المدني في العمليّة ما لم يكن لديّه المرجعية القيّميّة، فإذا كان للطرفان السياسيان مرجعياتهم السياسيّة فإنّ فاعل المجتمع المدني لا مرجعيّة له غير الإستناد الى المرجعيّة القيميّة وهي غالباً مستوحاة من روحيّة الوثائق وعهود حقوق الإنسان، فضلاً عن حاجته إلى المرجعيّة الإجرائية وهي الأمم المتحدة.
بقي القول، إنّه، إذا كان المجتمع المدني قد شكّل نقطة الخلاف منذ سنتين تقريباً، مع انه كان يجب أن يشكل نقطة الاتفاق والإلتقاء فكيف بالبوسع أن يكون لهم دور في تفعيل وحل العقد والخلاف بين الحيزين السياسين والذي لهما مقاربات مختلفة، وأن يكون لهم دور تاريخيّ وازن في العمليّة ليس على مستوى رسم مسار الوفاق بين الطرفين المتعارضين فحسب إنّما كونه المعبّر عن حقوق الجميع أفراداً وجماعات.




ثوابت الحرب على إدلب ومسارها

ثوابت الحرب على إدلب ومسارها

Aug 23 2019

أكرم البني*
لعل أول الثوابت وأهمها في حرب النظام السوري وحلفائه على جماعات المعارضة المسلحة في مدينة إدلب وأريافها، هو انعدام أي فرصة للتعايش أو لهدنة مستقرة بين الطرفين، فالأول لم ولن يبدي أدنى استعداد للاعتراف بالآخر المختلف، فكيف بمساكنته، ولنقل، على العكس، هو مستعد ومتمرس للذهاب إلى أبعد مدى في تدمير البلاد وقتل العباد لتصفية كل من يعترض على تفرده بالسلطة، بينما بات الطرف الآخر رهينة لدى «جبهة فتح الشام»، المحسوبة على تنظيم «القاعدة»، والتي دون مشروعها الإسلاموي المتشدد لا تقيم اعتباراً لأحد.
الثابت الثاني، أن إدلب باتت الملجأ الأخير للهاربين من أتون العنف، وأكبر تجمع مدني ومسلح يناهض النظام السوري، ففيها نحو أربعة ملايين مدني من اللاجئين والنازحين، نصفهم من المهجّرين جراء التسويات التي تمت في حمص وحلب ودرعا والغوطة الشرقية، أو العائدين، طوعاً وقسراً، من تركيا، وهناك ما يقارب ستين ألف مسلح من عناصر المعارضة، تمرسوا بالقتال لسنوات كثيرة، وليس أمامهم خيار إلا الموت بعد أن غدت إدلب ملاذهم الأخير، وهذا ما يشي بأن هذه الحرب ستكون طويلة ودموية ومكلفة.
والثابت الثالث، هو الإهمال والاستهتار الدولي بتلك الحرب على الرغم من القصف العشوائي الذي يطال المشافي الميدانية ونقاط الإسعاف والمدارس، وحتى مراكز توزيع معونات الإغاثة وتجمعات النازحين في العراء، زاد الطين بلة، تقدم الأفكار الشعبوية عالمياً وما فرضته من قيم أخلاقية عمّقت النزعات الأنانية، والتقوقع حول الذات، والاستهتار بحيوات الآخرين، وبالحقوق الإنسانية الموحدة للبشرية.
الثابت الرابع، أن الحرب على إدلب صارت بكل المواصفات حرباً إقليمية وعالمية في آن، ربطاً بتعدد التدخلات العسكرية الخارجية في الصراع السوري، وبطرفين داخليين باتا خاضعين لإملاءات الداعمين وعاجزين عن لعب دور مستقل، والقصد أن ثمة احتمالاً بأن تمتد نيران هذه الحرب وتأخذ أشكالاً من المواجهة الإقليمية، أو على الأقل بأن تفضي نتائجها وتداعياتها إلى تحديد تسوية جديدة من العلاقات والتأثير بالصراع السوري بين قوى إقليمية وعالمية متعددة، بدءاً بأميركا وروسيا، مروراً بأنقرة وطهران وإسرائيل، وانتهاءً بالصين والدول العربية والأوروبية.
وتأسيساً على ما سبق نقف أمام احتمالين لمسار الحرب التي تستعر، منذ أسابيع، وتتصاعد في أرياف إدلب الشمالية والجنوبية.
الأول، أن يكون التصعيد العسكري الراهن عتبة لهجوم شامل يستهدف إعادة كامل محافظة إدلب إلى سيطرة النظام، وفرض تسوية على الفصائل المعتدلة الموجودة فيها بقوة النيران، والقضاء تماماً على من يرفض منها وعلى الجماعات الجهادية على حد سواء، بما في ذلك تحجيم دور أنقرة التي منحت الكثير من الوقت ولم تفِ، وربما لم تكن تريد الوفاء، بالتزامها، أمام شركاء آستانة، بضبط مناطق خفض التصعيد والفصل بين المعتدلين والمتطرفين، وحل مشكلة عناصر «هيئة تحرير الشام» وغيرها من الجماعات المتشددة، زاد الأمر سوءاً انتقال الكثير من عناصر تنظيم «داعش» إلى إدلب بعد هزيمتهم شرق البلاد وتنامي دورهم فيها، لكن ما يعترض هذا الاحتمال ويضعفه أنه يحمل خطورة كبيرة على استقرار المنطقة، والأهم على مستقبل حزب «العدالة والتنمية» المأزوم، والذي تتحسب حكومته من الانزلاق إلى حرب غير متكافئة، حتى وإن أظهرت بعض العزم العسكري، إنْ في تكثيف طلعات سلاح الجو وإنْ بدفع وحدات عسكرية من الجيش التركي لدعم مراكز المراقبة على مشارف بلدتي خان شيخون ومورك، ويزيد من ضعف هذا الاحتمال، أن النظام والميليشيا الإيرانية لا يملكان قدرات بشرية كافية، في هذه المرحلة على الأقل، لشن هجوم شامل ومكلف، وربما يفضي إلى مجازر وحمامات دم وموجات نزوح غير مسبوقة، والأهم لأن ما يظهر من حسابات موسكو أنها لا تريد حرباً واسعة تفضي إلى قطيعة نهائية مع أنقرة، بل تميل لمنح الأخيرة وقتاً إضافياً للاستمرار في جهود عزل المتشددين وتفكيك تنظيماتهم، يحدوها حرص لافت على إفشال التقارب بين أنقرة وواشنطن بعد ما أثير عن تقدم التوافق بينهما على المنطقة الآمنة، وعلى الإفادة من الدور التركي للتضييق على النفوذ الإيراني في سوريا، عدا عن أنها خير من يدرك بأن مشروعها للتسوية السياسية في سوريا، لن يكتب له النجاح والاستقرار، إن لم يتلق دعم أنقرة ومساندتها.
والمسار الآخر، أن تكون العمليات العسكرية الراهنة حلقة من سلسلة طويلة من المعارك المبنية على استراتيجية القضم البطيء، وغرضها اليوم، من جهة، تشديد الضغط على تركيا وفصائل المعارضة السورية القريبة منها لإضعاف أوراقها في مفاوضات تقاسم حصص المستقبل السوري ودفعها لمواجهة الجماعات المتشددة، ومن جهة ثانية، السيطرة على مزيد من الأراضي التي تحيط بإدلب لإبعاد الفصائل المتطرفة أكثر صوب الشمال وتأمين قاعدة حميميم الجوية والقسم المتبقي من الطريق الدولية بين مدينتي حلب ودمشق، ومن جهة ثالثة، تبديل المشهد السوري، بعد أن أدركت السلطة وحلفاؤها عدم كفاية «الانتصارات» التي يتغنون بها لتليين الموقفين الغربي والعربي، اللذين كانوا يعولون عليهما، للشروع بإعادة إعمار البلاد وتأهيل نظام بات يعاني من وضع اقتصادي مذرٍ.
وهذا المسار يعني عملياً، استمرار اتفاق خفض التصعيد الذي ترعاه روسيا وتركيا، لكن بمقومات جديدة، جوهرها، تثبيت الالتفاف على مفاوضات جنيف وإجهاض فرصة الإشراف الدولي على الحل السياسي، وثمنها، مقايضة يرجح أن تكون مضمرة، تتلخص بتعويض سيطرة النظام وحلفائه على مساحة جديدة من أرياف إدلب، مقابل تمرير رغبة حكومة أنقرة في إقامة منطقة آمنة تمكّنها من إبعاد التهديد المتمثل بوحدات حماية الشعب الكردية، وتمنحها حجة وخياراً قويين لتشجيع اللاجئين السوريين على العودة وتوطينهم فيها، ويصب في هذا المسار، ما أثارته تقارير صحافية تركية عن وجود تفاهم مع الجانب السوري على المنطقة الآمنة بوساطة روسية، وأيضاً ما سرب من معلومات عن تبلور اتفاق بين واشنطن وأنقرة لإقامة منطقة آمنة.
واستدراكاً، إذ يصح القول بأن الحملات العسكرية على إدلب لن تتوقف، بل ستكون أكثر تواتراً وأشد فتكاً وتنكيلاً، يصح تالياً القول بأن محنة السوريين لن تنتهي، بل سوف تتخذ أشكالاً أكثر ألماً وقهراً، في ظل تواطؤ وصمت دوليين بغيضين.
*كاتب سوري
المصدر :الشرق الاوسط




أكبر مصائب السوريين!

أكبر مصائب السوريين!

Aug 23 2019

فايز سارة*
لا يختلف اثنان حول فظاعة المصائب التي حلّت على السوريين طوال عهد آل الأسد الممتد نحو خمسين عاماً، بدأت مع استيلاء الأسد الأب على السلطة في سوريا عام 1970، وتواصلت مع مجيء وريثه في عام 2000، لتبلغ المصائب مستوى تجاوز الخيال، عندما نهض السوريون عام 2011 مطالبين بالحرية والمشاركة في شؤون حياتهم ومستقبلهم، فذهب الأسد الابن ونظامه إلى الأبعد في قتل واعتقال وتهجير الملايين، وتدمير قدراتهم وإمكانياتهم الظاهرة والكامنة، دافعين السوريين إلى عمق الكارثة.
ولم تقتصر مصائب السوريين على ما قام به نظام الأسد ثم حلفاؤه الإيرانيون وميليشياتهم، بل امتدت المصائب لتصير من صنع كثير مَن وُصفوا بأنهم أصدقاء الشعب السوري وأنصاره من القوى الإقليمية والدولية ومن جماعات التطرف والإرهاب، التي تدخلت في القضية السورية، وجعلت السوريين ضحايا على نحو ما فعل النظام وحلفاؤه، وهذا ما فعله التحالف الدولي في الحرب على «داعش» وفعله الأخير أيضاً، وقد تحولت بعض القوى «الصديقة» المتدخلة في سوريا ومنها الولايات المتحدة ودول في غرب أوروبا وتركيا، إلى قوى احتلال على نحو ما هي عليه إيران وروسيا.
ولأنه بدا أن أساس مصائب السوريين يعود إلى مواقف وسياسات نظام الأسد، فإنه لا يمكن قول إن المعارضة بمواقفها وسياساتها بعيدة عما أصاب السوريين من مصائب، وقد زادت المعارضة في هذا الجانب، أنها لم تكن سبباً في بعض المصائب فقط بل كانت الطرف الذي جلب تلك المصائب، تماماُ على نحو ما فعل نظام الأسد في إغراق السوريين بالمصائب.
ويكشف تتبع مسارات القضية السورية الأخطاء الفادحة في مواقف المعارضة وسياساتها، والأهم في ذلك عجزها عن تشكيل كيان سياسي موحد، يقف في مواجهة النظام، ويقود ثورة السوريين نحو هدفهم في إقامة نظام يوفر الحرية والعدالة والمساواة للسوريين، وأضافت بعض قوى المعارضة لا سيما «الإخوان المسلمين» إلى ما سبق ذهابها نحو عسكرة الثورة وتسليحها، ثم أسلمتها وتطييفها، مما أضعف الثورة وعزز قوة النظام، ووسع نفوذ جماعات التطرف والإرهاب من «النصرة» و«داعش» وأخواتهما في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وجعل تلك الجماعات تشارك النظام في حرب مكشوفة ضد تشكيلات الجيش الحر، وفرض سيطرتها على الحواضن الاجتماعية للثورة، وارتكبت في الحالتين جرائم قتل واعتقال وتهجير، عمّقت مصائب السوريين.
وأضافت المعارضة لا سيما المسلحة إلى ما سبق نسقاً موازياً من ممارساتها، فتحولت إلى قوى تابعة ومرهونة لقوى إقليمية ودولية، فزادت في ذلك مصائبها، إذ أُضيفت تبعيتها وارتهان قراراتها إلى غياب وحدتها وتصارعها البيني وانقسامها، مما ساعد القوى المحلية والإقليمية والدولية على المضي في ارتكاباتها وجرائمها في سوريا، وصارت عاملاً رئيسياً في الإبقاء على نظام الأسد وداعماً غير مباشر لسياساته ولحلفائه.
إن الأسباب المؤدية لسوء أداء المعارضة وما خلفته في حياة السوريين من مصائب، تتضمن أسباباً موضوعية ناتجة عن الاستبداد الطويل الذي عاشت المعارضة في ظله، والسياسات الإجرامية التي مورست ضدها، لكن الأهم، تمثله أسباب ذاتية تتعلق ببنية المعارضة وعجزها عن قراءة الواقع واستخلاص دروسه ووضع سياسات وتبني خطط جديدة تستطيع أن تواجه بها المستجدات، وقد مرت سنوات وظروف كان يمكن للمعارضة أن تفعل ما هو إيجابي بدل ما ظهر في تفكيرها وممارساتها وجسّد إفلاسها سواء في مستوى التنظيمات أو في مستوى الأفراد ممن هم داخل سوريا أو الموجودين خارجها في بلدان الشتات.
وبدل أن تذهب المعارضة في الطريق الصحيح، راحت إلى خلافه. فكرّست ما هو سلبي في العلاقات البينية، وحتى في الحالات التي اضطرت فيها إلى مسايرة السياسات الإقليمية والدولية في توحيد قوتها التفاوضية، فإنها ظلت أسيرة التنابذات والصراعات والتشتت والعمل في الهوامش بدل التركيز على النقاط المركزية، وكلها من ثمار بنى وعلاقات جماعاتها الرئيسية من ائتلاف وهيئة تنسيق، ومثلهما صنائع اتُّفق على تسميتها منصات لا وزن ولا قيمة لها، وهو وضع يقارب حالة ما تبقى من تشكيلات المعارضة المسلحة التي صارت مربوطة بخطين مشتركهما العلاقة مع تركيا؛ أولهما سياسي يمثله خط آستانة مع الروس المتعارض مع أهداف السوريين، والآخر خط مشاركة القوات التركية في الشمال السوري، والذي سيتحمل عبئاً سياسياً وعسكرياً فادحاً لعملية تركية يمكن أن تبدأ في شرق الفرات ضد قوات سوريا الديمقراطية في أي وقت.
ولا يمكن عزل تردي وسوء أوضاع وسياسات وممارسات جماعات المعارضة، ومنها سكوت المعارضة السياسية والمسلحة والمدنية والأهلية عن الإجراءات التركية حيال اللاجئين السوريين الأخيرة، عما آل إليه حال كثير من المعارضين سواء القدماء منهم أو ممن ظهروا في سنوات الثورة الأولى، وأغلبهم ذهب في واحد من مسارات ثلاثة؛ أولها الخروج من أطر المعارضة بصورة كلية، وهي حالة عشرات الأشخاص ممن تراكضوا في بداية الثورة للانخراط في أطر معارضة خصوصاً في المجلس الوطني، ولم يتبقَّ منهم سوى قلة انخرطت في الائتلاف الوطني السوري. والمسار الثاني خروج الشخصيات من أطر المعارضة مع بقاء على هوامشها على نحو ما فعل الرؤساء الثلاثة للمجلس الوطني السوري وبعض رؤساء الائتلاف الوطني وقادة في التشكيلات المسلحة وبينهم رؤساء أركان ما كان معروفاً باسم الجيش السوري الحر، وأغلبهم يراهنون على دور مستقبلي في تطورات القضية السورية. أما المسار الثالث فهو استمرار معارضين ومنهم رئيس أول حكومة مؤقتة وبعض قيادات الائتلاف الوطني وقيادات تشكيلات مسلحة في مواقعهم رغم تدهور أوضاع جماعاتهم، وتسلل شخصيات هامشية وأخرى غير مؤتمَنة أو مخترَقة أمنياً إلى قيادات تلك الجماعات، والأمر فيما سبق لا يقتصر على ما هو قائم في بلدان الشتات بما فيها تركيا، وإنما يشمل الداخل السوري رغم الاختلاف في البيئات السياسية.
لقد بلغ تردي أوضاع المعارضة بتشكيلاتها السياسية والمسلحة والمدنية والأهلية وأغلب المنتمين إلى النخبة السورية مداه العميق لدرجة يمكن القول معها، إن علينا ألا ننتظر من تلك التشكيلات والشخصيات انعكاسات إيجابية لوجودها ونشاطها في المدى المنظور، وهو أمر يضعنا على ضفاف ما يقوم به البعض من جهد للخروج من المأزق الحالي، حيث تُبذل محاولات لا يمكن رؤية إمكانيات نجاحها في ضوء ما جرّته المعارضة من مصائب على السوريين في الفترة الماضية.
*كاتب وصحافيّ سوريّ
المصدر :الشرق الاوسط




تفعيل شركات النقل الخارجي في كوباني

تفعيل شركات النقل الخارجي في كوباني

Aug 23 2019

برجاف| كوباني

اعلنت إدارة كراج كوباني عن تفعيل ثلاث شركات للنقل الخارجي "البولمان" لنقل المسافرين من كوباني إلى إقليم كردستان، ولبنان بشكل مباشر.

وبحسب ما صرح به الإداري في كراج كوباني دلخاز نجيب لـ"برجاف"FM ‘‘أنه تم تخصيص 3شركات خاصة وهي شركة (برادوست، العمرين تورز، نور الإيمان)، لتسهيل النقل الخارجي والوافدين إلى كوباني، ولتسهم في خدمة الأهالي بتوفير الباصات الخارجي "البولمان" في المدينة.

وأشار أن الرحلات ستخصص يومين ضمن الاسبوع للسفر إلى إقليم ولبنان، وستشغل شركة "برادوست" لنقل المسافرين إلى إقليم، حيث ستكون على الشكل التالي من كوباني إلى سيمالكا حيث هناك تنسيق مع شركة الإقليم المتواجدة في سيمالكا وذلك لنقل الركاب إلى مناطق إقليم كردستان بشكل مباشر.

وتشغل شركتي "العمرين تورز ونور الإيمان " من كوباني إلى دمشق ولبنان بشكل مباشر.

وأوضحت إدارة الكراج أن تسعيرة النقل من كوباني إلى لبنان تبلغ ما بين 20إلى 25ألف ليرة سورية، ومن كوباني إلى دمشق 17ألف ليرة سورية، بينما من كوباني إلى هولير 25ألف ليرة سورية.

وبدوره عبر المواطن أحمد سليمان عن سعادته بتوفير الرحلات من كوباني إلى إقليم كردستان بشكل مباشر، فهذا سيجنبهم عناء السفر إلى قامشلو وإجراءات في سيمالكا، كما ويعتبر هذا النقل أقل تكلفة من أجرة السيارات الخاصة، وأقل سهولة للوافدين من الخارج إلى كوباني أيضاً.

وعلى صعيد أخر أعلنت إدارة الكراج عن احتمال ازدياد عدد باصات النقل الداخلي ضمن مدينة كوباني، وذلك بتخصيص أربعة باصات أخرى ذات مواصفات عالية للعمل داخل المدينة، مع العلم إنه يوجد أربعة باصات تعمل داخل احياء المدينة وخطوط الريف لخدمة المواطنين وتسهيل عملية النقل في المدينة وريفها.




استبدال خطوط الصرف الصحي في حي شهيد يحيى

استبدال خطوط الصرف الصحي في حي شهيد يحيى

Aug 22 2019

برجاف|كوباني
باشرت بلدية الشعب في كوباني استبدال انابيب خطوط الصرف الصحي في حي شهيد يحيى لتنتهي بحي شهيد خبات، حيث يتضمن المشروع استبدال الخطوط بأخرى، بطول 550 متر.

وبحسب ما صرح به مسؤول عن قسم الصرف الصحي زياد حاجي لـ"برجاف FM" ‘‘أن هذا الحي يعاني من مشاكل في شبكة الصرف الصحي في الأعوام الأخيرة، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تتجمع المياه في الشوارع ، وتتسبب الامطار بانسداد الفوهات المطرية على الطرقات الرئيسية، ما يؤدي إلى حدوث فيضانات في المدينة’’.

وأشار إن المشروع يبلغ طوله 550متر من شبكة الصرف الصحي، وقطر الانبوب 60 سم، وستستمر لمدة 15يوماً، ليتم الانتهاء من استبدال خطوط الصرف الصحي في هذا الحي.

يذكر أن بلدية الشعب أنجزت خلال هذه الفترة العديد من المشاريع منها تصليحات خطوط الصرف الصحي في الأحياء التي تعاني من مشاكل الصرف، فضلاً عن تزفيت وتعبيد الطرقات الرئيسية والفرعية داخل أحياء المدينة، تحضيراً لفصل الشتاء وتجنباً لمشاكل الفيضانات التي شهدتها المدينة في الأعوام الماضي.




حملة طلاء وتزيين في ساحة آزادي وأعمدة الشوارع بمركز المدينة

حملة طلاء وتزيين في ساحة آزادي وأعمدة الشوارع بمركز المدينة

Aug 22 2019

برجاف|كوباني

شاركت مجموعة من طلاب الفن التشكيلي في حملة دهان في ساحة آزادي واعمدة الشوارع الرئيسية بمركز مدينة كوباني، بدعم من هيئة الثقافة والفن وبلدية الشعب في كوباني.

حيث نظم الفنان التشكلي محمد شاهين حملة لطلاء ساحة آزادي وأعمدة شارع المحطة في مركز المدينة بمشاركة طلابه المؤلف من 23 طالبة، كعمل تطوعي لدهان اعمدة الشوارع الرئيسية وتقاطعات الطرق.

وبحسب ما صرح به شاهين يُعد الهدف من هذه الحملة ‘‘من أجل إعادة الجمالية والرونق للمدينة، وفي إطار المحافظة بتطبيق الاهتمام في المدينة، وإعادة الوجه الحضاري والمظهر الجمالي في الشوارع العامة بالمدينة’’.

حيث قامت الطالبات بتلوين اعمدة الشوراع، وطلاء الاعمدة بكافة ألوان الربيع، لملأ الشوارع المدينة بالحياة، خاصة بعدما شهدتها المدينة من دمار، ولتزيين الشوراع بألوان الحياة، باستخدام الفرشاة والالوان.

وبدأت حملة الدهان من ساحة آزادي شمالي المدينة، لتبدأ بعدها طلاء أعمدة شارع المحطة، حيث سيتم تلوين أكثر من 150عمود في شارع المحطة.

وتستمر الحملة ليوم غد لحين الانتهاء من جميع الأعمدة المستهدفة، كما وتوقع الفنان التشكيلي محمد شاهين أن تكون هناك حملة أخرى تستهدف ساحة آرين ميركان، وترميم تمثال المرأة الحرة.




قوات النظام تدخل بلدة استراتيجية في إدلب

قوات النظام تدخل بلدة استراتيجية في إدلب

Aug 21 2019

انسحاب الفصائل من خان شيخون... والأسد يتمسك باستعادة «كامل الأراضي»
انسحبت فصائل مقاتلة ليل الاثنين - الثلاثاء من مدينة خان شيخون الاستراتيجية في جنوب إدلب ومن ريف حماة الشمالي المجاور، لتصبح أكبر نقطة مراقبة تركية موجودة في المنطقة بموجب تفاهم بين أنقرة وموسكو تحت مرمى نيران قوات النظام.
وحذرت أنقرة الثلاثاء دمشق من «اللعب بالنار» غداة إعلانها تعرض رتل عسكري تابع لها لضربة جوية أثناء توجهه إلى نقطة المراقبة التركية جنوب خان شيخون، بينما اتهمت موسكو الفصائل بممارسة «الاستفزازات». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء بانسحاب «هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة من مدينة خان شيخون ومن ريف حماة الشمالي، فيما تعمل قوات النظام على تمشيط المدينة». ونفت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) الانسحاب من ريف حماة الشمالي. وأشار متحدث باسمها على حساب الهيئة على تطبيق تلغرام إلى «إعادة تمركز» قواته جنوب خان شيخون. وتسيطر الهيئة على غالبية محافظة إدلب والمناطق المحاذية لها، حيث تنتشر أيضاً فصائل معارضة أقل نفوذاً تخوض معارك ضد قوات النظام. وجاء انسحاب الفصائل بعد سيطرة قوات النظام بإسناد جوي روسي على أكثر من نصف المدينة، وتمكنها من قطع طريق حلب - دمشق الدولي أمام تعزيزات عسكرية أرسلتها أنقرة وكانت في طريقها إلى ريف حماة الشمالي، حيث توجد أكبر نقطة مراقبة تركية في بلدة مورك.

ويمر جزء من هذا الطريق في إدلب، وهو يربط مدينة حلب (شمال) بدمشق، ويقول محلّلون إنّ النظام يريد استكمال سيطرته عليه.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «باتت نقطة المراقبة التركية في مورك في حكم المحاصرة، ولم يبق أمام عناصرها إلا الانسحاب عبر طرق تحت سيطرة النظام ميدانياً أو نارياً». ورداً على التطورات الأخيرة، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الثلاثاء دمشق إلى «عدم اللعب بالنار». وقال خلال مؤتمر صحافي: «كما قلنا سابقاً، سنفعل كل ما يلزم لضمان أمن عسكريينا ونقاط المراقبة الخاصة بنا». وكانت أنقرة أعلنت الاثنين تعرض رتلها إثر وصوله إلى ريف إدلب الجنوبي لضربة جوية، تسببت بمقتل ثلاثة مدنيين، لكن المرصد قال إنهم من مقاتلي المعارضة.

ولم يتمكن الرتل، المؤلف من قرابة خمسين آلية من مصفّحات وناقلات جند وعربات لوجيستية بالإضافة إلى خمس دبابات على الأقل، من إكمال طريقه إلى مورك بعد تعرض مناطق قريبة منه للقصف وفق المرصد، ما دفعه إلى التوقف منذ بعد ظهر الاثنين على الطريق الدولي في قرية معر حطاط شمال خان شيخون. وتتعرض طرقات مؤدية إلى المنطقة الثلاثاء لقصف جوي، وفق مراسل الصحافة الفرنسية. وإدلب مشمولة باتفاق روسي تركي لخفض التصعيد واتفاق آخر تمّ توقيعه في سوتشي في سبتمبر (أيلول) نصّ على إنشاء منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل على أن ينسحب مسلحون منها. وجنّب الاتفاق الأخير إدلب هجوماً لطالما لوّحت دمشق بشنّه، وإن كان لم يُستكمل تنفيذه. وغداة تنديد دمشق بالتعزيزات التركية، أكد الرئيس بشار الأسد الثلاثاء عزمه على استعادة كل الأراضي الخارجة عن سيطرته. واعتبر خلال استقباله وفداً روسياً أن «المعارك الأخيرة في إدلب كشفت لمن كان لديه شك عن دعم أنقرة الواضح وغير المحدود للإرهابيين».

وأوردت صحيفة «الوطن» المقربة من دمشق في عددها الثلاثاء أن الجيش السوري وجّه الاثنين «إشارات تحذير واضحة لأي محاولة إنعاش تركية جديدة للإرهابيين».

ويقول الباحث المتابع للشأن السوري سامويل راماني لوكالة الصحافة الفرنسية إن هدف دمشق من اتهام أنقرة «بالتدخل» العسكري هو أن «تُظهر تركيا وليس الجيش السوري، وكأنها المنتهكة الأبرز لاتفاق سوتشي». وتنشر أنقرة بموجب هذا الاتفاق كثيرا من نقاط المراقبة في إدلب. وتتهمها دمشق بالتلكؤ في تطبيقه.

ويقول الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر: «أثبتت دمشق وحليفها الروسي أن نقاط المراقبة التركية قد تعقّد التقدم العسكري على الأرض، في ظل رغبتهما بتجنب إيقاع ضحايا في صفوف الجنود الأتراك، إلا أنّ هذه النقاط لا تكفي لردعهما عن المضي قدماً». ومن غير الواضح وفق هيلر، ما إذا كانت دمشق بدعم روسي ستواصل تقدمها ميدانياً أم ستكتفي بثبيت مواقعها الجديدة.

وأرسى اتفاق سوتشي بعد توقيعه هدوءاً نسبياً، قبل أن تصعد قوات النظام قصفها في نهاية أبريل (نيسان) وانضمت إليها الطائرات الروسية لاحقاً. وفي الثامن من الشهر الحالي، بدأت تتقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي.

واستهدف القصف الثلاثاء مناطق عدة شمال خان شيخون بينها قرية بينين، حيث شاهد مراسل الصحافة الفرنسية عناصر من الدفاع المدني وهم ينتشلون رجلاً من تحت الأنقاض بعد نجاته بأعجوبة، وبدا بعد إنقاذه في حالة رعب قبل نقله إلى سيارة الإسعاف.

وتسبب التصعيد بمقتل أكثر من 860 مدنياً وفق المرصد، ونزوح أكثر من 400 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
المصدر :الشرق الاوسط




Pages