اللجنة الدستورية: بيدرسن يمنح الحكومة السورية فرصة أخيرة

اللجنة الدستورية: بيدرسن يمنح الحكومة السورية فرصة أخيرة

Sep 21 2019

علمت "المدن" من مصدر ديبلوماسي في نيويورك، أن النظام السوري يضع خمسة عراقيل أمام تشكيل اللجنة الدستورية، قبيل زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، الإثنين، إلى العاصمة دمشق. وذلك، في الوقت الذي طلبت فيه واشنطن والمجموعة المصغرة من بيدرسن، إعلان تشكيل اللجنة وفق تصور الأمم المتحدة، بغض النظر عن موافقة النظام.

وقال الديبلوماسي المطلع على تفاصيل المحادثات الجارية في نيويورك، إن كل الأطراف المعنية بالملف؛ الأمم المتحدة والمجموعة المصغرة والدول الضامنة لأستانة والمعارضة، موافقة على تشكيل اللجنة الدستورية، في حين أن النظام هو الوحيد صاحب الاعتراضات.

ويشير الديبلوماسي إلى أن النظام وضع خمسة عراقيل جديدة أمام الأمم المتحدة في ما يخص اللجنة. وأولى العراقيل تتعلق بأسماء الثلث الثالث من اللجنة، أي قائمة الأمم المتحدة التي تضم مستقلين وممثلين عن المجتمع المدني، بعدما أعلنت موسكو أنه تم التفاهم عليها. النظام أبلغ بيدرسن بعدم موافقته على القائمة الحالية، وأرسل له قائمة بأسماء مقترحة من قبله، بينها وزير واثنان من أعضاء مجلس الشعب.

أما ثاني العراقيل، فهو ما يتعلق بالقواعد الإجرائية، حيث اشترط النظام ألا يكون هناك أي إشارة إلى القرار 2254 ضمن مهام اللجنة، وألا تتم الإشارة إلى أن مهمة اللجنة وضع دستور جديد، ودون ذكر وجود انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، ويزعم النظام من خلال هذه الشروط أن هذه القضايا سياديّة، وهو ما يعني إخراج اللجنة من مسار السلام الذي وضعته الأمم المتحدة.

وبحسب ما ذكره المصدر لـ"المدن"، فإن ثالث العراقيل ما يتعلق بدور اللجنة وتأثيرها، إذ أخبر النظامُ بيدرسن أنه يريد اللجنة تحت رعايته هو، لا تحت رعاية الأمم المتحدة، كما أنه لا يريد أن تكون اللجنة الدستورية صاحبة قرار نافذ، بل بمهام استشارية. أما القرار النهائي فيؤخذ في دمشق.

ورابع العراقيل، هو مكان عمل اللجنة، فالنظام لا يريد أن يكون مقرّ عمل اللجنة في جنيف، بل يريد أن تعمل من دمشق، وتنحصر مهمتها باقتراح تعديلات على الدستور الحالي، ووفق الآلية الموجودة الموجودة في الدستور القائم، أي من خلال مجلس الشعب.

في حين أن آخر العراقيل هو رفض النظام في أن يكون للجنة رئاسة مشتركة، واشترط أن تكون الرئاسة له، ومن قائمته.

ووفق معلومات "المدن"، فإن واشنطن والمجموعة المصغرة طالبت بيدرسن أن يعلن تشكيل اللجنة الدستورية نهاية أيلول من منظور دولي، وطالبته أيضاً بأن يدعو إلى اجتماعها الأول في تشرين الأول/أكتوبر، ويكون الاجتماع بمن حضر.

لكن بيدرسن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كان لهما رأي آخر، بأن يحاول بيدرسن للمرة الأخيرة مع النظام، الإثنين، ويتبعه لقاء مع هيئة التفاوض في نيويورك، وتكون المعادلة كالتالي: بيدرسن يزور النظام ويُطلعه على تصور الأمم المتحدة، إذا وافق سيتم إعلان اللجنة بموافقة الجميع، وفي حال رفض النظام، فإن بيدرسن يعود إلى نيويورك لإعلان اللجنة وفق تصور الأمم المتحدة.

ويرى الدبلوماسي، أن العلاقة بين النظام والروس في هذا الملف متوترة، خصوصاً أن الروس ذهبوا إلى دمشق لإقناع النظام بقبول تشكيل اللجنة بالتزامن مع مباحثات الدول الضامنة في أنقرة، ويبدو أن موسكو تركت النظام في هذا الملف في مواجهة المجتمع الدولي حين أعلنت من أنقرة أنه تم التوافق على كل ما يتعلق بتشكيل اللجنة الدستورية، وأن إعلانها وبدء عملها سيكون في أقرب وقت.
المصدر :المدن




التمرذل في غرامة

التمرذل في غرامة "القبلة" السورية

Sep 21 2019

سوسن جميل حسن*
كتبت في "العربي الجديد" (3/9/2016) مقالة تحت عنوان "فيروس "التمرذل" والحرب السورية". وما زال برنامج الوورد يضع لي خطًا أحمر تحت الكلمة، "التمرذل"، على الرغم من شيوعها وممارستها كأكثر طريقة تخدم أجندات التضليل التي يمارسها الجميع بحق الشعب السوري.
تعني الكلمة الإنكليزية Trolling، بحسب القواميس، كما شرح مبتدعها حينها: الصيد عن طريق تتبع خيط ينتهي بطُعم خلف قارب صيد. والكلمة المقترحة للغة العربية بمدلولها اللغوي تدل على نشاط يندرج تحت مفهوم الفعل الخسيس أخلاقيًا، لأنه قبل كل شيء مبنيٌّ على الكذب، لناحية هوية الأشخاص الموكل إليهم هذا الدور، والكذب بالمعلومات أحيانًا أو فبركتها لتؤدي دورها المضلل.
المهم أن فعل "التمرذل" شغّال بشكل دائم في مجتمعنا، واقعيًا وافتراضيًا على صفحات التواصل الاجتماعي، من جديدها صورة المخالفة المزعومة لفعل "مسيء اجتماعيًا" في إحدى حدائق دمشق، وهو القُبلة، بعد أن نشر أحد المتمرذلين على صفحته صورة مفبركة تظهر إيصال غرامة مدفوعة لقاء مخالفةٍ مرتكبة في حديقة عامة، وهي "القبلة" وغرامتها خمسمائة ليرة، وعدد القبل كان خمسًا، فكانت المحصلة ألفين وخمسمائة ليرة، واسم منظم المخالفة بوّاس الحافي. وواضح أن الحركة مفبركة، ولا أساس لها من الصحة، لكن الحراك حامي الوطيس الذي حرّضته في صفحات التواصل دفع وزارة الأوقاف السورية إلى تكذيب الخبر بإصدارها بيانًا تؤكد فيه أن لا علاقة لها به، وأن الجهة التي فبركته من "الخونة الذين يعيشون في الخارج".
هناك توتر دائم وتوجس من أمر أسلمة المجتمع في حال أسلمة الدولة، من شريحة واسعة من
"توتر دائم وتوجس من أمر أسلمة المجتمع في حال أسلمة الدولة، من شريحة واسعة من السوريين"السوريين. واللافت أن الاحتجاجات دائمًا تنهمر كالوابل على صفحات التواصل الاجتماعي الذي صار بديلاً للاحتجاجات الميدانية، بعدما صار ما صار في سورية. والتوجس سابق للحراك الشعبي السوري الذي تحوّل إلى حرب ساهم حجم العنف فيها ودخول أطراف إسلامية متطرّفة إلى ساحة القتال بالإضافة إلى الشحن الطائفي والمذهبي والخطاب الإقصائي المزدهر في جنوح قسم كبير من شرائح المجتمع نحو التديّن المتشدد، كانت إرهاصات التوجس في العام 2006 عندما أثير قانون الأحوال الشخصية. ثم هبّت قبل عامين زوبعة المناهج التعليمية في المدارس، وكان من الواضح فيها محاباة الإسلاميين، إن لجهة المنهاج التعليمي أم لجهة أغلفة بعض الكتب، تلا ذلك مرسوم التعاون بين وزارة الأوقاف وجامعة البعث.
ولقد أحدث المرسوم رقم 16 المتعلق بوزارة الأوقاف، والذي ينصّ في إحدى مواده على إنشاء 1355 وحدة دينية في المدن والبلدات والمناطق السورية، يديرُ كلَّ وحدة منها مُفتٍ خاص بها، يمنح وزارةَ الأوقاف صلاحياتٍ واسعة لجهة الإفتاء، ومختلف أوجه النشاط الديني، جدالاً مجتمعياً واسعاً، فهو يمنح وزارة الأوقاف الحق في تنظيم المجتمع على أساس ديني، ويزيد من وطأة الرقابة عليه، كذلك فريق الشباب الديني وغيره إجراءاتٍ عديدة تنص عليها مواد المرسوم، من دون أن ننسى تنظيم القبيسيات الذي بدا مثلما لو كان بديلاً عن الاتحاد العام النسائي الذي تم حلّه، وكل هذه القوانين والإجراءات تكرس ارتباط الدولة بالدين على عكس التصريح بعلمانية الدولة وانفصالها عن الدين.
وكانت وزارة الأوقاف السورية وراء كل عاصفة احتجاج في الفضاء الأزرق، تسعى إلى إصدار بيانات توضيحية، وتفنيد الأمر المثير للضجة. فيما لا ترغب شرائح كثيرة من الشعب السوري في أسلمة الدولة والمجتمع، وبالتالي تتوجس من أي حركة أو قانون أو إجراء يحمل توجهًا نحو هذا الأمر. إنما لا يمكن إغفال الأمر، والركون إلى أن سورية دولة علمانية، فالدستور في سورية لا يقول بعلمانية الدولة، ويعتمد التشريع الإسلامي أحد مصادر التشريع الرئيسية، كما إن دين رئيس الدولة الإسلام. وفي الواقع، كان المجتمع السوري في بعض المناطق متقدمًا على الدولة في مجال العلمانية. أما اليوم، الوضع مختلف وله حساباته، وبموجبها يمكن اعتبار الزوبعة التي أثارتها صورة إيصال الغرامة المالية المزعومة حول القبلة واحدة من أدوات "التمرذل" التي لم تكفّ عن العمل والتوجّه إلى الرأي العام بطرق مشابهة، وحول قضايا كثيرة، أداة من أدوات التوجيه الذي يدفع الشريحة المستهدفة نحو وعيٍ ما، أو قبول فكرة ما، ما يسهل صياغة وعي عام يدافع عن الفكرة أو الموقف.
حركة كهذه تثير زوبعة في الفضاء الأزرق. ينتقل صداها إلى الواقع، ويتداولها الناس بآلية
"إن دعاة العلمانية والدفاع عنها أنفسهم يساهمون في شيطنة العلمانية في أذهان العامة" الإشاعة التي تتضخم ويصير لها أيد وأرجل كما يقول المثل، لا بد أن يكون وراءها هدف أبعد، ويمكن قراءتها بطريقتين، فهي إما أن يكون وراءها "متمرذِل" يريد رصّ الصفوف، وكسب مؤيدين كثيرين يقفون في وجه المد الإسلامي ومحاباة الدولة رجال الدين، ومنحهم صلاحيات إضافية غير التي كانت دائمًا في حوزتهم، أو متمرذل آخر يريد أن يشعل مفرقعة صغيرة ليسبر ردة فعل العامة تجاهها، ومدة ردة الفعل هذه. وفي الحالتين، تعتمد هذه الطريقة التي تولد صراعًا حاميًا بين فئات المجتمع السوري التحريض والتهييج والتجييش أسلوبًا لها، ولا تقوم على مساعدة المجتمع في التخلص من حبال القروسطية أو الماضوية الملتفة حوله، ولا تتجاوز الخطاب الإقصائي الرافض للآخر، ولا تستطيع بناء جسورٍ يقوم عليها الحوار، كما إن دعاة العلمانية والدفاع عنها أنفسهم يساهمون في شيطنة العلمانية في أذهان العامة. هي حركاتٌ وأساليب تعزّز الأوهام، وتزيد في تضليل الوعي، وتعزّز العصبيات، وتكرس الخلافات، وتبث الفوضى في المجتمع.
عندما يتحرّر العقل وتتحرّر الإرادة ويتعزّز الشعور بالذات، تتحرّر منظومة القيم، وتعيد إنتاج نفسها من رحم الوعي الجديد. وقبل كل شيء، صارت بعض المفاهيم بحاجة إلى تنقية مما علق بها خلال عقود من الازدواجية بين النظرية والتطبيق، بين القول والفعل، وإعادة ثقة الناس بها والدفاع عن براءتها كمفاهيم مما أنابها من تشويه نتيجة ذلك، فالعلمانية أكثر المفاهيم التي بتطبيقها الصحيح تضمن الحقوق لكل أفراد الشعب، وبناء دولة الديموقراطية والمؤسسات ضرورة لاسترداد عزيمة الشعب، باسترجاعه الإحساس بكرامته. هذه المفاهيم يلزمها تراكم معرفي وتربوي، وليس "تمرذلا" ولعبًا بمشاعر الناس واستخفافًا بعقولهم.
*طبيبة وكاتبة وروائية سورية، صدرت لها أربعة أعمال روائية.
المصدر :العربي الجديد




عن خلافات أهل الحكم في سوريا

عن خلافات أهل الحكم في سوريا

Sep 20 2019

أكرم البني*
من النادر أن تظهر للعلن الخلافات بين أهل الحكم في سوريا، وربما الاستثناء ما جرى عام 1984 حين أظهر رفعت الأسد، قائد «سرايا الدفاع» وقتئذٍ، رغبته في الحلول مكان أخيه، حافظ الأسد، بعد أن اشتد مرض الأخير وغاب عن الوعي بضعة أيام، فتصدت له قوات من الجيش النظامي وأجهزة الأمن وحاصرت محاولات سيطرته عسكرياً على مفاصل السلطة؛ الأمر الذي وضع البلاد على حافة حرب مدمرة ما كان يمكن تداركها لولا تعافي الرئيس السوري.
أما الجديد فهو ما يثار هذه الأيام عن وجود خلاف كبير بين مؤسسة الرئاسة وبين سندها الاقتصادي؛ رامي مخلوف، وصل إلى درجة مداهمة وتوقيف بعض رؤساء شركاته ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم، بما في ذلك ما يشاع عن وضع الأخير تحت الإقامة الجبرية.
من البديهي أن تتباين تفسيرات السوريين لهذه الأخبار وتتفاوت شكوكهم في مدى صحتها، فثمة من يدعو لعدم أخذها بجدية واهتمام، مستنداً إلى أن أطراف الحكم في سوريا، وتحديداً من الدائرة الضيقة، مشهود لهم بتماسكهم الطائفي والعائلي، وسرعتهم في تجاوز خلافاتهم لحماية سلطتهم ومصالحهم المشتركة، خصوصاً في ظل الظروف الانتقالية العصيبة التي تعيشها البلاد اقتصادياً وأمنياً، وأدلتهم على ذلك كثيرة؛ تبدأ بالتسامح مع رفعت الأسد وإرضائه مالياً؛ واللذين قابلهما بإنهاء طموحاته السياسية ومعارضته، ولا تنتهي بما جرى مع عاطف نجيب، ابن خالة الرئيس السوري، الذي لم يتعرض لأي مساءلة أو محاسبة بعد قصة سجنه وتعذيبه أطفال درعا، بل نقل من موقع مسؤولية إلى آخر لم يكن أقل قيمة أو مرتبة.
بينما هناك من يعتقدون أن تلك الخلافات جدية، ومنهم من يعدّها شكلاً من أشكال التنازع على الحصص والمغانم، بعد أن استغل رامي مخلوف ظروف الحرب لتعزيز قدراته المالية والاقتصادية، وتوسيع استثماراته داخل البلاد وخارجها. ومنهم من يجدها محاولة من قبل الرئيس السوري لتخفيف نفوذ بعض الشخصيات التي كَبُر وزنها وبدأت تَظهر موضوعياً على أنها منافس، بما يعيد توزيع مجالات النفوذ بصورة آمنة داخل محيطه، ويلغي أي احتمال لتنامي بديل له في البلاد، والقصد هو محاولة محاصرة النفوذ الشعبي الذي بدأ يحظى به رامي مخلوف في أوساط السوريين، خصوصاً لدى الأقليات الدينية وأبناء الطائفة العلوية، لقاء الخدمات التي يقدمها للمحتاجين والمتضررين في ظل ضعف الدولة وعجزها عن أداء مهامها، وهنا، يلغي أصحاب هذا الرأي من حساباتهم ما يثار عن أن أساس الخلاف هو المسألة المالية، مذكرين الجميع بأن القصر الجمهوري يمتلك من الأموال التي تراكمت في حسابه طيلة عقود، ما يفيض بكثير عن مبلغ مليارين أو ثلاثة مليارات دولار، يقال إن موسكو طلبتها من دمشق وتمنع رامي مخلوف من تلبية قرار الرئيس بتسديدها!
في حين يندفع آخرون إلى اعتبار ما يجري فصلاً جديداً من فصول التنازع بين روسيا وإيران على النفوذ ومفاصل الاقتصاد في سوريا، ولكن المفارقة المؤلمة والمضحكة عند هؤلاء، أن بعضهم يعتقد أن رامي مخلوف وأعوانه هم أقرب إلى طهران من موسكو بدلالة أن المبلغ المالي المفترض تسديده هو للجانب الروسي، وأن خطة الكرملين لإعادة تأهيل الوضع السوري، تتضمن الحد من تنامي التجنيد خارج الجيش النظامي، والذي تقوم به «جمعية البستان» التابعة لرامي مخلوف مقابل رواتب مغرية وتغطية تخلّف منتسبيها عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية. بينما يعتقد البعض الآخر، على العكس، أنه الأقرب إلى روسيا، بدلالة تعدد استثماراته هناك وتكرار لجوء بعض أهله إلى موسكو وقت الأزمات، والأهم لأن طهران هي التي استفادت مما يحدث بإعلانها عن ملكية وبدء تشغيل شبكة لاتصالات الهاتف الجوال، بالتعارض مع الشبكتين اللتين يمتلكهما تاريخياً رامي مخلوف.
وفي المقابل؛ هناك أعداد غير قليلة من السوريين تذهب إلى تفسير الخلاف من زاوية تآمرية، معتقدين أن ما يجري هو أشبه بمسرحية موزعة الأدوار جيداً، وغايتها ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد...
أولاً، الالتفاف على العقوبات الأميركية والأوروبية بنقل بعض شركات رامي مخلوف الخاضعة للرقابة الدولية إلى أيادٍ ومؤسسات جديدة لا تطالها العقوبات الاقتصادية، لا سيما أن معظم الأشخاص الذين أشيع أنهم رهن الاعتقال أو الإقامة الجبرية يندرجون ضمن قوائم من فرضت عليهم الدول الغربية مجموعة من العقوبات، وهم رجال أعمال عرفوا خلال الأعوام الماضية بدعمهم غير المحدود للنظام السوري.
ثانياً، توظيف هذه الهجمة لتغطية وتسويغ خطة سلطوية مبيّتة غرضها محاصرة، وربما تصفية، شخصيات أفرزتها فوضى الحرب وصار نفوذها خطراً، خارج القانون وسيطرة الدولة... فأنى لقائد ميليشيا أو زعيم للشبيحة أن يرفض قرار تطويق دوره وتخليص ما جناه في الحرب، حين يرى أن رأس النظام يبادر لمواجهة أهله وأقاربه للحد من نفوذهم وفسادهم؟!
ثالثاً، إحياء النغمة القديمة عن قائد مُنَزّه وشريف وعن أتباع جشعين وفاسدين، في محاولة لتجميل صورة الرئيس ودوره، خصوصاً أن البلاد تقف على عتبة مرحلة سياسية واقتصادية جديدة تحتاج إلى رضا المجتمع الدولي، ولعل ما يضفي على هذا الهدف بعض الجدية، أن زوجة الرئيس السوري هي رئيسة «لجنة مكافحة الفساد وغسل الأموال»، التي طالت رجال أعمال مقربين، من بينهم دريد الأسد، وأيضاً طالت محمد حمشو وأيمن جابر المحسوبين على ماهر الأسد.
رابعاً، امتصاص نقمة وحنق الشارع، وتحديداً أبناء الطائفة العلوية، ليس فقط جراء تردي الوضعين الاقتصادي والمعيشي، وإنما أيضاً بسبب ظواهر بذخ وترف رجالات النظام وأبنائهم. ويمكنكم تقدير مشاعر من قدموا عشرات الألوف من أبنائهم فداء للسلطة، عندما يرون أكبر أولاد رامي مخلوف وهو يستعرض سياراته الفارهة والفيلا الفخمة التي يملكها في دبي!
واستدراكاً؛ من العبث الرهان على خلافات ذات مغزى بين أهل الحكم في سوريا، أو على نتائج مفاجئة أو ذات أهمية نوعية من حال تغيير وجوه وشخصيات في السلطة السورية ومجيء وجوه أخرى، ما دام ثمة استمرار للبنية التكوينية القائمة على القهر والتمييز وعلى تمركز الثروة بيد قلة تعضدهم روابط عصبوية متخلفة وعلاقات الفساد والمحسوبية، وتوحدهم ارتكاباتهم وفظائعهم بحق الشعب السوري المنكوب.
*كاتب سوري
المصدر: الشرق الاوسط




التاسع عشر من أيلول الذكرى الأليمة المعلقة في ذاكرة جميع الكوبانيين

التاسع عشر من أيلول الذكرى الأليمة المعلقة في ذاكرة جميع الكوبانيين

Sep 19 2019

برجاف| كوباني-زوزان بركل
يصادف اليوم التاسع عشر من أيلول الذكرى الخامسة الأليمة والموجعة ذكرى "قيامة كوباني"، التي مرت على أهالي كوباني وقراها، وبلمحة بصر توجه الكوبانيون نحو الحدود بعد عاصفة دخول داعش التي ألمت بالمدينة وقراها.

اتجه الآلاف من أهالي المدينة والريف بتاريخ 19/9/2014إلى الحدود مع تركيا بحثاً عن ملاذٍ آمنٍ يأويهم، تاركين خلفهم قوت سنينهم، فقط، لإنقاذ أرواحهم من بطش الإرهاب المتمثل بـ"داعش"، ولتكون أول عملية تهجير لأهالي المنطقة في هذا التاريخ قبل خمسة أعوام.

وخلال هذه الفترة وحتى تاريخ 15/3/2015 خاضت قوات حماية الشعب والمرأة بمشاركة قوات البيشمركة التي أتت من إقليم كُردستان العراق لتشارك في المعركة، اشرس المعارك ضد تنظيم "داعش" والذي ارتكب ابشع المجازر من قتلٍ ودمارٍ ومجازر بحق المدنيين والمقاتلين.

وكان قد احتل التنظيم بتاريخ 10/2/ 2014، جميع القرى وبلدات المدينة، والمؤلفة من 350 قرية وبلدة على مقربة من المدينة. مما شكّل موجة نزوح من حوالي 400ألف شخص و تشريد الأهالي في المنطقة، الذين فروا عبر الحدود إلى تركيا.

وتمكنت القوات من تحرير المدينة من التنظيم في أواخر كانون الثاني 2015، واستعادة جميع القرى التي كانت قد فقدت سابقاً بحلول 2015/3/15، وخلال هذه الفترة عاد معظم الأهالي إلى بيوتهم وقراهم بعد تحرير المدينة من بطش داعش، إلا ان مجازر الإرهاب لم تتوقف لينعم الأهالي بالسلم والأمان، فقد ارتُكبت أولى وابشع المجازر بعد عودة الأهالي بخمسة أشهر إلى بيوتهم، وقد شن التنظيم في أواخر يوليو 2015، هجوماً جديداً على المدينة ليرتكب مجزرة بحق المدنيين والتي راح ضحيتها مايقارب 250مدنياً من الاطفال والنساء والشباب.

ويذكر أن التنظيم كان قد دمر مدينة كوباني بنسبة 80% في المعركة التي خاضتها القوات بدعم من طائرات التحالف الدولي، واعتُبرت المعركة في كوباني ولستعادتها من التنظيم نقطة تحول في الحرب ضد التنظيم في مناطق شمال شرق سوريا، أي أن كوباني كانت بداية نهاية التنظيم في المنطقة.




 رواية خالد خليفة مرشحة لجائزة أمريكية

رواية خالد خليفة مرشحة لجائزة أمريكية

Sep 19 2019

صعدت الترجمة الإنجليزية لرواية "الموت عمل شاق"، للكاتب السوري خالد خليفة، إلى القائمة الطويلة لجائزة الكتاب الوطني الأمريكي للعام 2019، المخصصة للأدب المترجم.

أغرب 20 جملة افتتاحية في الأدب الكلاسيكي
وذكر موقع "نيويورك تايمز" الأمريكي أن 10 أعمال أدبية تتنافس على الجائزة، وتضم ترجمات عن لغات مختلفة، بينها 7 روايات وكتابان سيرة ذاتية ومقالات.

شملت القائمة أعمال عدة منها: كتاب الشاعرة الدنماركية نايا ماري إديت "عنذما يأخذ الموت منك شيئًا، ارجعه"، ترجمة الإنجليزية دنيس نيومان، وكتاب "جامع النفوس الباقية: ملاحظات ميدانية من حركة التمرد اليومية في البرازيل" من تأليف الصحافية البرازيلية إليان بروم، وترجمة ديان وايت.
وضمت القائمة كتاب التشيلية نونا فرنانديز " غزاة الفضاء"، ترجمة ناتاشا ويم، ورواية "إرادة ووصية" للروائية فيجدس هورث، ترجمة تشارلوت برسلند، ورواية "مرأة حافية القدمين" للكاتبة شولاستيك موكاسونجا، ترجمها جوردن ستامب.

أيضا شملت رواية "شرطة الذاكرة" للكاتبة اليابانية يوكو أوجاوا، ترجمها ستيفن سنايدر، ورواية "عبور" للكاتب باجتيم ستاتوفتشي، ترجمة ديفيد هاكستون، و"مر بمحراثك على عظام الموتي" من تأليف أولجا توكاركوك، وترجمة أنطونيا لويد جونز، وأخيرا رواية "عودة بارون وينكهام" للكاتب الروائي لاسلو كراسناهوركاي، ترجمة أوتيلي مولزيت.

ترجمت ليري برايس "الموت عمل شاق" للروائي السوري خالد خليفة إلى الإنجليزية، والعمل يسرد المأساة السورية من خلال رحلة يقطعها 3 أبناء يضطرون لمرافقة جثمان والدهم ليدفن في قريته بعد أن عاش الأيام الأولى للأحداث التي شهدتها سوريا، وخلال الرحلة يكتشفون أنهم لم يكونوا أشقاء ويجهلون ما يجمعهم.

الجائزة تمنحها المؤسسة الوطنية الأمريكية للكتاب، وهي مؤسسة غير حكومية وغير ربحية تأسست لرفع التقدير الثقافي للكتابة المتميزة وترويجها في أمريكا، والمؤسسة هي الراعي لجوائز national book awards.

السوري خالد خليفة ولد عام 1964، درس بجامعة حلب وحصل على ليسانس في القانون عام 1988، وهو روائي وكاتب سيناريو حقق نجاحا كبيرا بعد صعود روايته "مديح الكراهية" للقائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية بدورتها الأولى عام 2008.

ترجمت روايته إلى اللغات (الفرنسية, الإيطالية, الألمانية, النروجية, الإنجليزية والإسبانية)، كما نال جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن روايته "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة"، التي نافست على البوكر العربية 2014.

خليفة يكتب الشعر وهو عضو في المنتدى الأدبي بجامعة حلب، أيضا كتب دراما تلفزيونية مثل مسلسلي "قوس قزح" و"سيرة آل الجلالي" وبعض الأفلام الوثائقية والقصيرة والروائية الطويلة، مثل "باب المقام".

أسس الروائي السوري مع أصدقائه في جامعة حلب مجلة "ألف"، وأول رواية يصدرها كانت "حارس الخديعة" عام 1993، والثانية "دفاتر القرباط" 2000 وبسببها جمد اتحاد الكتاب العرب عضويته لمدة 4 سنوات، وصدرت له مؤخرا رواية "لم يصل عليهم أحد".
المصدر :العين الإخبارية




قمة أنقرة الثلاثية: قراءة مغرضة

قمة أنقرة الثلاثية: قراءة مغرضة

Sep 19 2019

بكر صدقي*
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعبارة: «nice to meet you, how are you». لا نعرف ما إذا كان أردوغان تعمد أن يتظاهر بأنه يلتقي بضيفه الروسي للمرة الأولى، أم أن إنكليزيته لم تسعفه في التعبير.
أما بوتين فقد حرص، في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرؤساء الثلاثة في ختام مباحثاتهم، على الوشاية بأردوغان باعتباره كان هو المعرقل للانتهاء من تشكيل اللجنة الدستورية، من خلال إفصاحه عن أن الرئيس التركي قد أفرج عن الاسم الأخير في قائمة أعضاء اللجنة الدستورية، فاكتملت القائمة بهذا الاسم، وأصبح بإمكانها البدء بعملها في أسرع وقت في مدينة جنيف.
واتفق الرؤساء الثلاثة (+ واحد) على رفض أي حالة تنتقص من سيادة سوريا ووحدة أراضيها في شرقي الفرات، وتشكل تهديداً للأمن القومي لدول الجوار، في إشارة إلى «قوات سوريا الديمقراطية» بما في ذلك الإدارة الذاتية. أما الرابع المقصود بعبارة 3+1 فهو النظام السوري الذي أهدى القمة، بصورة متزامنة مع انعقادها، رسالة وجهها مندوبه في الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى المنظمة الدولية اعتبر فيها «قسد» وحزب العمال الكردستاني ومتفرعاته منظمات إرهابية، مع وجوب التنويه إلى أن هذه الهدية موجهة إلى تركيا أساساً، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تعتبر «قسد» ومكوناتها السياسية والعسكرية منظمات إرهابية. مع رسالة الجعفري أصبحتا دولتين تتفقان على هذا التصنيف.
أما الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي جاء إلى أنقرة وفي جيبه ضربة عسكرية مؤلمة لمنشآت نفطية مهمة في السعودية، فقد أعرب عن سعادته بإنجاز قائمة اللجنة الدستورية ووضع موعداً أولياً للانتخابات في سوريا بين العامين 2021 ـ 2022.
أردوغان الذي يهتم، قبل كل شيء، بإنشاء المنطقة الآمنة الموعود بها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استفاض في الحديث عن مشروعه: نوّه أولاً بأنه ضرب صفحاً عن طول المنطقة الآمنة التي كان يجب أن تمتد على طول الحدود بين تركيا وسوريا (911 كلم)، ليكتفي فقط بطول 450 كلم وعمق 32 كلم (2 ميل) حسبما وعده ترامب في المكالمة الهاتفية الشهيرة بينهما، أواخر العام 2018، تلك المكالمة التي قرر ترامب، بعدها مباشرةً، أن يسحب القوات الأمريكية من سوريا.
في تلك المنطقة الآمنة، بضمانة أمنية أمريكية، ستقيم شركات البناء التركية منازل من طابقين تحيط بها حدائق لزراعة الخضار، على مساحة إجمالية 500 متر مربع، نصفها للمبنى ونصفها للحديقة المحيطة به. بإقامة هذا المشروع يمكن إسكان مليونين من اللاجئين السوريين في تركيا بعد عودتهم الآمنة إلى بلدهم. (في تصريح سابق تحدث أردوغان عن مليون واحد).

هل اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني على قرارات معينة؟ لا أحد يعرف شيئاً عنها باستثناء ذلك «الاسم الأخير» الذي اكتملت به اللجنة الدستورية

أما بالنسبة لتمويل هذا المشروع فيكون، بحسب أردوغان، بتضافر جهود عدد من البلدان المقتدرة. وذكر أنه تحدث، بشأن هذا التمويل، مع الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشارة الألمانية ميركل، واحذروا مع من أيضاً؟ مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان! (هل تم طي صفحة التوتر بين قيادتي الدولتين، يتساءل مراقبون)
ووضع الرئيس التركي ضيفيه الروسي والإيراني في صورة خلافاته مع واشنطن بشأن المنطقة الآمنة، فأخبرهما أن تركيا ستنتظر، إلى نهاية شهر أيلول/سبتمبر الجاري، من الأمريكيين تنفيذ التزاماتهم وفقاً لما اتفق عليه، مؤخراً، بشأن المنطقة الآمنة، وإلا فستضطر لوضع خطتها العسكرية المنفردة بشأنها موضع التطبيق.
أما الرئيس الروسي فانتهز فرصة الحديث عن الاعتداء الذي تعرضت له المنشآت السعودية، ليعرض عليها شراء صواريخ دفاع جوي روسية قادرة على حماية كل منشآتها الحيوية، فكما اشترت منها إيران صواريخ إس 300، وتركيا صواريخ إس 400، يمكن للسعوديين أيضاً أن يقتدوا بهاتين الدولتين! وهذه رسالة بوتينية مؤلمة لواشنطن فحواها أن الدولة العظمى الوحيدة فشلت في حماية حليفتها السعودية.
من عجائب حوار الطرشان الذي سمعناه في المؤتمر الصحافي للقادة الثلاثة تأكيد أردوغان على وحدة الأراضي السورية وسيادتها (وهو ما اتفق عليه في صيغة البيان الختامي أيضاً) في وقت يطالب فيه بإقامة منطقة آمنة شرقي نهر الفرات مع سيطرة القوات التركية هناك، إضافة إلى الوجود العسكري التركي في كل من مثلث «درع الفرات» ومنطقة عفرين.
أما روحاني فكان له رأي آخر في ذلك لم يتمالك نفسه من الإفصاح عنه، على رغم جو التوافق والوئام الذي رأينا انعكاسه في البيان الختامي، بل على رغم حلاوة التين التركي الذي استمتع بأكله: فقد تحدث عن وجوب خروج جميع القوات الأجنبية من سوريا، باستثناء تلك التي جاءت بناء على طلب الحكومة السورية! (نحن نعرف أن القوات التركية لم تدخل الأراضي السورية بناء على طلب نظام دمشق الكيماوي).
وقال روحاني إن الولايات المتحدة تسعى إلى تقسيم سوريا. وتتضح نواياها السيئة من واقع تبرعها بأرض الجولان لدولة الاحتلال الإسرائيلي. كما أشار الرئيس الإيراني إلى الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية التي دمرت البنية التحتية لهذا البلد. وهذا ما يتعارض مع مبدأ السيادة السورية، قال. وعبر عن التزام القادة الثلاثة بمواصلة مكافحة المنظمات الإرهابية في سوريا التي يعاني الشعب السوري من أذاها. ونحن نعرف، قال، من يدعم تلك المنظمات. علينا أن نساعد الدولة السورية في جهودها لمكافحة الإرهاب.
وقال بوتين إن أعضاء اللجنة الدستورية يجب ألا يتعرضوا لأي ضغوط خارجية، مع العلم أن ثلاثي آستانة المجتمع في أنقرة هو الذي شكل اللجنة الدستورية وحدد لها مهمتها، وهي إدخال إصلاحات على الدستور النافذ.
هذه بعض شذرات من كلام القادة الثلاثة في المؤتمر الصحافي، في طريقة مختلفة لقراءة نتائج القمة الثلاثية. هل اتفقوا على قرارات معينة؟ لا أحد يعرف شيئاً عنها باستثناء ذلك «الاسم الأخير» الذي اكتملت به اللجنة الدستورية.

*كاتب سوري
(المصدر :القدس العربي)




الوفد البريطاني يصل إلى كوباني لمناقشة قضايا أمن المنطقة، ويؤكدون وقوفهم إلى جانب الأهالي

الوفد البريطاني يصل إلى كوباني لمناقشة قضايا أمن المنطقة، ويؤكدون وقوفهم إلى جانب الأهالي

Sep 18 2019

برجاف|كوباني
وصل اليوم الوفد البرلماني البريطاني الذي يزور مناطق شمال شرق سوريا إلى مدينة كوباني، والذي ضم خمسة اشخاص برئاسة المدير الدولي لاتحاد النقابات البريطانية سايمون دوبينز.

حيث استُقبل الوفد من قبل رئيس المجلس التنفيذي في إقليم الفرات أنور مسلم ورئيسة المجلس التشريعي فوزة عبدي، ورؤساء الهيئات، في مقر الإدارة الذاتية لإقليم الفرات في كوباني.

وضم الوفد الزائر كل من ريان فليجر مسؤول الاتصالات والعلاقات في اتحاد النقابات البريطانية، وبين نورمان مسؤول الأبحاث في اتحاد النقابات، ومسؤولة علاقات دولية كلير بيكر.

وخلال لقاء صحفي تحدث سايمون دوبينز"أنهم هنا في كوباني للاطلاع على أوضاع المنطقة، وانهم كانوا قد زاروا المدينة منذ ثمانية عشر شهراً، كما وأبدوا أعجابهم لما شاهدوه في المدينة، وما واكبتها من تغيرات وتطورات منذ ذلك الحين إلى الآن".

وأشار إلى أن المدينة واكبتها تقدم ملحوظ حيث أنه خلال الزيارة الأولى كانت الاوضاع مختلفة عما هي عليه الآن من حيث الامكانيات والتهديدات التي كانت تواجهها"، ومؤكداً وقوفهم إلى جانب أهالي المنطقة ".

وفي مطلع حديثه تطرق دوبينز إلى مخيمات معتقلي عناصر داعش وأنهم يساندون فكرة إقامة محكمة دولية لمحاكمة عناصر التنظيم المتواجد لدى قوات سوريا الديمقراطية، مشيراً أن هذه المعتقلين الدواعش يشكلون تهديداً خطيراً على أمن المنطقة والمجتمع الدولي، مشيراً إنهم يسعون لإيجاد حلول لهم.

وفيما يخص أمن الحدود وتفاهمات المنطقة الآمنية التي تم تنفيذها بين التحالف الدولي وأنقرة، أشار أن التهديدات من الجانب التركي تهدد أمن واستقرار ملايين المواطنين المقيمين في شمال وشرق سوريا، وأكد أنه يجب على المجتمع الدولي أن يحمي هذه المنطقة بموجب الآلية الامنية ويأخذ دوره في الضغط على تركيا لعدم تهديد امن وسلم المنطقة.

ويذكر أن زيارة الوفد إلى كوباني تأتي ضمن سلسلة الزيارات التي يقوم بها إلى مناطق شمال وشرق سوريا، والذي كان قد وصل إلى مدينة قامشلو مساء الاثنين من معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان، وكان قد التقى مع مكتب العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية في قامشلو، فضلاً عن زيارته أمس الثلاثاء لبلدة عين عيسى ليجتمع مع مسؤولي في قيادة قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.




الفنان كانيوار بوزان أبن مدينة كوباني

Sep 18 2019


السويداء على قيدِ خُطوةٍ من الاحتراق

السويداء على قيدِ خُطوةٍ من الاحتراق

Sep 17 2019

تصفياتٌ بين عصاباتٍ مسلحة، انفلاتٌ أمني، وجرائمٌ في حضنِ الوطن
إلى أين ذاهبٌ جبل العرب: بطشٌ عسكريّ أم حلٌّ سياسيّ؟
تدخلاتٌ لبنانية وفلسطينية وأجهزةُ مخابراتٍ تحاولُ السيطرة
تقف السويداء أمام مفترق طرق، إذ ابتلعت المحافظة المحسوبة على لا أحد آلاماً كثيرة. حَيَّدتْها الثورة بالإكراه، واتَّهَمتْها لاحقاً بأنها صامتة. تركَها النظام السوريّ لتناقضات الحرب، فدفعتْ ثمناً كبيراً. وبين الضفتين: انفلاتٌ أمنيّ، ارتفاع نِسَبِ الجرائم (خطف، قتل، مخدرات...الخ)، تفريخٌ لفصائل مسلحة بتسميات مناطقية، بروز دور كبير لرجال الدين، وغياب القانون. هي لحظات ترقُّب مريرة، أشدُّ وطْأة من الحدث المَهُول المتوقَّع ذاته، وربما أقسى من تداعياته لاحقاً، فالانتظار هنا قاتل، لمعرفة: إلى أين ذاهبة محافظة العنب والتفاح؟ وما مصير جبل العرب ـ وفقاً لوصف الرئيس جمال عبدالناصر ـ ذي الحجارة السوداء؟
قبل أن يزحف الجنود وتتقدم الدبابات وتقصف المدافع، تتزاحم خطابات التحدي و"المراجل والعنتريات"، وتسود الجرائم، ومن ثم تصول الأسلحة الكاتمة للصوت صولاتها المؤلمة، مؤذنة بفتح بوابة الجحيم، من خلال "شيطنة المحافظة" تمهيداً للبطش بها، كما عبّر أحد الناشطين الحقوقيين الذين التقت بهم (صور)، مقابل وجهة نظر أخرى لاترى كل هذا السواد القادم، فالسويداء ـ وفقاً لهذه الرؤية ـ دائماً في حضن الدولة التي ستسيطر على "الخارجين عن القانون" عندما يحين الوقت.
تدخلاتٌ أمنيَّة
يؤكد ناشط حقوقي من السويداء أن قبضة النظام الأمنيّة تجاه المجتمع وخاصة الأهلي منه مازالت موجودة في المحافظة رغم ضعفها، وكذلك تدخّلاته مستمرة عبر أجهزة الأمن، وفرع حزب البعث في فرض حالة الهيمنة، والوصاية على مختلف المؤسسات.
ويوضح الناشط الذي تتحفَّظ (صور) عن ذكر اسمه، بأن الاستدعاءات الأمنية لازالت موجودة، رغم تراجعها مقارنة بالفترات السابقة، وكذلك المُراقبة، والتّقصي والتقارير والدراسات الأمنيّة والجدولة. وقال:"إن مؤسسات النظام جميعها تعمل، وإن كانت بترهّل، إلا أن الفساد بازدياد".
وفي حديثه لـ (صور) يرفض عضو مجلس محافظة السويداء السابق نادر كرباج، إطلاق تسمية "النظام" ويصرُّ على تسمية "الحكومة السورية" التي ما زالت تفرض الأمن على المحافظة بشكل كامل. دون أن يُنكرَ أنَّ هناك بعض الأشخاص "الخارجين عن القانون"، وهذا الشيء حصل بكل المحافظات، وكذلك الحروب التي حدثت في دول العالم. ويستند كرباج إلى عادات أهالي الجبل التي ﻻتسمح بأفعال كالقتل والخطف وغيرها، إذ كنا دائماً حماةً للضيف والوافد والدخيل.

عصابات أم خارجون عن القانون؟
اندمج 14 فصيلاً محلياً أواخر كانون الأول الماضي، ضمن تشكيل واحد، خلال اجتماعهم في منزل مؤسس حركة رجال الكرامة الشيخ وحيد البلعوس. وهي مجموعات (المقرن الشرقي، ونشامى الجبل، وقوَّات المقرن الغربي، وسرايا الكرامة، وفدائيي السويداء، ودرع الجبل، ومغاوير الكرامة، وقوَّات الفهد، وقوَّات شيخ الكرامة، وقوَّات شهبا، ومجموعة السلمان، ومجموعة المقرن القبلي، ومجموعة أحرار القريا، ومجموعات المدينة). ورفضتْ هذه الفصائل خلال بثِّها شريط فيديو وصْفَها "بالفصائل الإرهابية والمتعصِّبة"، أو "المساوَمة" على السلاح الذي تحمله، و"حملات" الدهم والاعتقال بحق أبناء السويداء.

ورغم تسجيل وسائل الإعلام السورية الحكومية، ومنها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) هجوماً على مبنى فرع الأمن السياسي بالأسلحة الثقيلة (آر ب ج ) في 8 حزيران الماضي، ووصفها لتفجير دراجة نارية في مدينة السويداء في الرابع من تموز المنصرم بالعمل "الإرهابي"، وما جرى في صلخد الصيف المنصرم. يرفض كرباج تسمية "فصائل مسلحة" تعملُ في المحافظة، ويحدد هؤلاء بأنهم "خارجون عن القانون" بالمعنى الدقيق ـ على حد تعبيره ـ لأنهم حتى الآن لم يعتدوا على عناصر الجيش أو الأمن إنما تصفيات بينهم، ولم يهاجموا أية مؤسسة من مؤسسات الدولة رغم أنها بوسط المدينة، وﻻ يوجد أية حماية لها.

فيما يصف الناشط الحقوقي من يقوم بالجرائم الخطيرة التي تحصل في السويداء بأنها "عصابات مُسلّحة"، ويرى أنّ قسماً كبيراً من أفراد تلك العصابات "النظام مُتورّط معهم"، موضحاً بأن النظام "استثمر فيهم وشغّلهم" عبر منحهم بعض النفوذ والهيمنة والبطاقات الأمنيَّة.

وحول الأسباب التي تدفع بالنظام للاستثمار بذلك، يؤكد الناشط أن النظام استثمر في هذه "البيئة الإجراميّة الرّاهنة" في السويداء، بشكل منهجي ومدروس "لشيطنة السويداء" بنظر المجتمع المحلّي، وبنظر السوريين عموماً، ليأتي فيما بعد وليبطش بقوّة الجميع في آن واحد (فصائل- مجتمع أهلي- معارضة)، حيثُ سيكون هو المخلّص ويفرض "منطق الدولة" الذي يُنادي به الجميع.

ويقدم الناشط الحقوقي رؤية مستقبلية لهذا الواقع بالقول: إن "البطش سيتمّ عبر القوة العسكرية"، أي الحرب، إذ أن قوى النظام الأمنيّة الراهنة في المحافظة غير قادرة على فتح معارك مع أولئك المسلحين الخارجين عن القانون، إلّا أن الترابط العائلي والمناطقي والبيئة الخاصة في المحافظة تجعل البعض "يفزع" (يساند) للبعض الآخر في الوقت الراهن كُلٌّ حسب مصالحه.

خروقات وتدخلات خارجية

تبدو شرارة المواجهة قاب قوسين أو أدنى، فخطاب التحدي، وعبارات الكراهية، والتلطي خلف شعارات مهلهلة وبرَّاقة، تنذر بكثير مما لا تُحمد عاقبته. كما أن محاولات فرض السيطرة مثيرة للتساؤلات؟ إذ أعدم فصيل ( رجال الكرامة) الذي يقوده حالياً الشيخ حسن الحجار، في 25 أيار الفائت، ثلاثة أشخاص ينتمون للفصيل عَيْنِهِ بتهمة اغتيال أحد قادة هذا الفصيل في صلخد (وسام العيد) في 3 أيار الماضي، وسبق ذلك حرق منزل أحد المتَّهمين. كما اشتبك فصيلان من السويداء وصلخد، في منتصف نيسان الماضي، قرب دوار المشنقة في مدينة السويداء، ما أدى لمقتل شخص، وإصابة آخرين ينتمون للفصيلين. وهذا يعد تهشيماً وخلخلة كبيرَين للبنى الاجتماعية، وخروجاً عن العادات المتَّبعة عند أبناء السويداء، في ظل تغييب قسريّ للقانون.


يصنِّف الناشط الحقوقي الفصائل، أو العصابات المسلحة بالسويداء، بأن بعضها هو تحت أمرة النظام وولائهِ، ومنها ما هو خارج أمرتهِ وولائهِ، ومنها ما هو بين بين. ويرى أن مَن هم خارج سيطرة النظام ليسوا أصحاب قرار، فالحالة الدوليّة للحرب في سوريا تفترض ارتهان الفصائل وتبعيّتها، إذ يوجد اليوم من هم يتبعون لروسيا، لأمريكا، لإيران وحزب الله، ولموفق طريف ...الخ، صحيح أنه يربطها عصب واحد تجاه الخارج، لكن ذلك العصب ينهار أمام لغة المصالح. ويؤكد أن كل الفصائل "مُخترقة" لصالح الجميع، بما فيهم النظام. ويخلص إلى أن السويداء باتت ملعباً لمخابرات الدول.

لايتجاهل عضو مجلس المحافظة السابق كرباج وجود "خروقات" بكل المناطق، لكنه يعتقد أن الوضع المهم في السويداء هو أننا "أبناء عشيرة واحدة ونعرف بعضنا البعض ويوجد نسب ومصاهرة"، لذلك "تغاضى الأمن" عن بعض الحاﻻت، لكي ﻻ يسمح بتجييش الرأي العام، خاصة مع وجود "تدخّلات من أهلنا في لبنان وفلسطين". ويؤكِّد أن الحكومة والجهات الأمنية "ﻻ تدعم أحداً" من الخارجين عن القانون، ولكنهما لا تريدان أي خلاف حالياً ضمن المحافظة مع أي فصيل، ويعبر عن ثقته بأن "من حارب مئات آﻻف المرتزقة" الذين أتوا من شرق آسيا وتركيا والخليج العربي وشمال إفريقيا، يستطيع السيطرة على مئات الخارجين عن القانون، لكن عندما "يحين الوقت" وفقاً لكرباج، دون أن يحدده.

طبول حرب
هل ينفجر برميل البارود؟ وهل تنساق السويداء إلى حتفها كما حصل في محافظات أخرى لتدفع فاتورة دم ودمار مجانية؟ حرائق الصيف التي أشغلت الناس في السويداء، وطالت الأراضي الزراعية، ليست مقدمات، كما أنها ليست مؤشّرات، بل في أدق وصف هي نتائج، وحصيلة تَرِكَة ثقيلة لثمان سنوات عجاف، في حال القطع مع ما قبل 2011. كما أن جرائم القتل والخطف والابتزاز والسلب والنهب...إلخ، هي أبلغ مؤشِّر يفضح المستور الذي يختبىء تحته العقد الاجتماعي الخاص الذي يحكم علاقات مجتمع السويداء بخاصة، والعقد الذي يربط المحافظة بالدولة السورية بعامة.

يشدّد كرباج على أن السويداء ضمن الدولة السورية دائماً، وﻻ يَعُدّ ما حصل على أنه "انفلات أمني" إنما "تجاوزات فقط لبعض الخارجين عن القانون"، وهم ﻻ يشكلون واحد بالمئة من المواطنين. ويقول: "إن الجبل الذي تعرض سابقاً لفكر التقسيم، وتصدى أهلنا له، كذلك نحن حالياً لن نسمح بذلك، لأننا أول من حمل لواء العروبة، وشعار الدين لله والوطن للجميع".

فيما يتوقع الناشط الحقوقي بأن السويداء "ذاهبة إلى المزيد من الفلتان الأمني والفوضى وارتفاع مُعدّل الجريمة"، وأنه بعد أن يستتبّ الأمن في الشمال السوري، سيتوجّه النظام إلى المنطقة الجنوبيّة، وستُعزّز إيران وحزب الله من وجودهما العسكري في الجنوب. وحسب رُكام تجاربنا ـ وفقاً للناشط الحقوقي ـ مع خطط النظام في السيطرة على المناطق والصبر حيالها تارةً والهجوم تارةً أخرى، وحسب المعطيات الدولية غير المُبالية بحل سياسي للشعب السوري. يرجح الناشط أن يحسم النظام الأمور في السويداء "عسكرياً عبر خيار الحرب" كما في باقي المناطق السورية، وحسب الظرف الدولي، إلّا إذا حصل جديّة في الموقف الدولي والحسم اتجاه انضاج حل سياسي.

حبس الأنفاس
كل ما يجري لايصنع مجداً، ولايرسم مستقبلاً مُطمِّئناً، ولايخلق حياة عادية، ولايعد إنجازاً. فالمجتمع الأهلي في السويداء، الذي يريد التغيير والخلاص والأمان، ويتوق إلى عقد يستند إلى العدالة والحرية والمساواة، يحبس أنفاسه. فعندما تبدأ مرحلة التصفيات، خاصة لمن حملوا السلاح، كون الذين حملوا الكلمة انتهى دورهم عقب العامين الأوليين لانطلاق الثورة، نكون أمام مؤشر خطير وهو: أن غيوم معركة طاحنة تتلبد في السماء لتختم ما يجب ختمه أياً كان الثمن. إنه مفترق الطرق، حل سياسي، أو الدمار.
المصدر :مجلة صور




«قمة الدول الضامنة» اليوم وسط تباين تركي ـ روسي

«قمة الدول الضامنة» اليوم وسط تباين تركي ـ روسي

Sep 16 2019

استبقت روسيا قمة رؤساء «الدول الضامنة لاتفاق سوتشي»؛ في أنقرة اليوم، بإيفاد مبعوثها الرئاسي الخاص ألكسندر لافرينتيف إلى دمشق، فيما تبدو محاولة أخيرة قبل القمة لتذليل العقبات أمام تشكيل اللجنة الدستورية، التي تشكل حالياً الملف «الأكثر سهولة» للإعلان عن «إنجاز» فيه، مقارنة بالتعقيدات في ملف إدلب، لا سيما بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، التي عكست تمسكه ببقاء القوات التركية في تلك المنطقة، ورغبته في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم هناك.
وكشفت وزارة الخارجية الروسية في بيان رسمي، أمس، عن زيارة أجراها المبعوث الرئاسي الروسي الخاص ألكسندر لافرينتيف إلى سوريا يوم 12 سبتمبر (أيلول) الحالي، رافقه فيها سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي، و«ممثلون عن وزارة الدفاع» لم تعلن الخارجية عن هويتهم ولا مهامهم.
وأجرى الوفد في دمشق محادثات مع رأس النظام السوري بشار الأسد، قالت الخارجية إنها «ركزت بشكل خاص على مسائل الانتهاء العاجل من تشكيل اللجنة الدستورية، وبدء عملها، باعتبارها مرحلة مهمة للتقدم في العملية السياسية، بقيادة وتنفيذ السوريين أنفسهم، وبمساعدة من الأمم المتحدة، وفق ما نص عليه مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، وقرار مجلس الأمن (2254)».
وتأمل روسيا في تحقيق اختراق في ملف تشكيل اللجنة الدستورية، تعلن عنه خلال قمة الرؤساء؛ الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب إردوغان، والإيراني حسن روحاني، في أنقرة اليوم، والتي سيبحثون خلالها تطورات الأزمة السورية. وبرز تركيز روسيا بشكل أكبر على تقدم في ملف اللجنة الدستورية، عبر تصريحات مسؤوليها خلال الفترة الماضية، بمن فيهم المتحدث الصحافي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي قال: «إننا في الواقع على بعد خطوة واحدة من وضع اللمسات الأخيرة فيما يخص تشكيل اللجنة الدستورية». إلا إن آمال موسكو اصطدمت مجدداً، على ما يبدو، بعرقلة النظام السوري الجهود الدولية في هذا المجال، والتي عكسها تعاطي دمشق السلبي، وعدم ردها على طلب من المبعوث الدولي غير بيدرسون، باستقباله قبل القمة الثلاثية في تركيا، لعقد محادثات مع المسؤولين هناك حول اللجنة الدستورية. كما بحث لافرينتيف والوفد المرافق له الوضع في إدلب مع الأسد، وأشارت الخارجية في بيانها إلى أن المحادثات تناولت بالتفصيل الوضع الميداني «على الأرض» في سوريا «مع تركيز على ضرورة استقرار الوضع في إدلب، مع الاستمرار في مكافحة الإرهابيين»، فضلاً عن ذلك «جرى تبادل لوجهات النظر حول مهام إعادة البناء في مرحلة ما بعد النزاع، والمساهمة في عودة اللاجئين السوريين». كما أعلن «القصر الرئاسي» لدى النظام السوري عن تلك المحادثات، وذكرت صفحات تابعة للرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي أن «لافرينتيف وضع الرئيس الأسد بصورة جدول أعمال اجتماع رؤساء الدول الضامنة المزمع عقده يوم غد الاثنين في إطار (مسار آستانة)، والجهود الروسية المتواصلة من أجل تذليل العقبات التي تضعها بعض الدول، في المنطقة وخارجها، لتأخير التوصل إلى حل ينهي الحرب في سوريا».
المصدر :الشرق الأوسط




Pages