"رويا" الفتاة الصغيرة بائعة قطع التبديل: أنا أحب المهنة ، والقطع العابي

Jun 16 2020

برجاف|ايان اوصمان
وما إن تدخل إلى محلٍ لقطع تبديل السيارات حتى ترى وجهاً طفولياً وصوتاً ملؤه الثقة، لفتاةٍ تدعى "رويا".
وسرعان ما تستقبل "رويا" الزبائن في محلٍّ يقع في وسط مدينة كوباني؛وتشرح لكل زبون نوع القطعة وبلد المنشأ، ثم ترد عن جميع الإستفسارات وعن ثمنها بعد أن تضغط بأناملها الغضّة على الآلة الحاسبة لتحويل سعرها من الدولار الأمريكي إلى الليرة السورية، وبحركةٍ ووقار تهز برأسها للزبون وتودعه بقولها "أهلاً وسهلاً بك، المحل محلك"
قبل نحو ستة أعوام، وذلك إبان تحرير مدينة كوباني من تنظيم داعش، عادت "رويا" من بلد الهجرة إلى مدينتها، لتجد نفسها في محلٍ لبيع قطع تبديل السيارات العائد لأبيها.
تقول رويا أنه وبعد عودتهم، شاهدت محل أبيها ومنزلها مدمّرين، وكانت القطع متناثرة على الأرض،وتابعت "بدأت مع أبي بجمعها ونقلها إلى مكان آخر وإعادة ترتبيها، وبعد ذلك ولأن الحرب هجّرت كل أصدقائي، أصررت على البقاء مع أبي، لأهتم بالمحل والزبائن".
رويا الطفلة البالغة من العمر 13 عاماً، بسبب تعلقها بأبيها أصرّت أن تبقى معه في المحل طيلة النهار، وبعد فترة قصيرة امتهنت البيع، وبدأت تدير المحل لوحدها في غياب والدها.
تشير "رويا" إلى قطعة تعود لمحرك سيارة وهي تناوله لزبون، إنها تعلمت سريعاً وتمكنت من حفظ كل أنواع القطع بالإضافة إلى سعرها وكيفية التعامل مع الزبائن، وعندما يغيب والدها عن المنزل والمحل هي تستلم الأمور.
وقالت "في العام الماضي اضطر أبي للسفر مع أخي إلى محافظة الحسكة من أجل الإمتحان، بقيتُ أدير المحل وحدي وأؤمن احتياجات المنزل وأهتم بأمي وأخوتي الصغار, أحياناً كان الزبائن يدخلون المحل وعندما يلاحظون أنه لا يوجد أحد غيري كانوا يحيدون النظر عني ويبحثون عن صاحب المحل, وعندما أخبرهم أنني المسؤولة هنا يبتسمون ويضطرون للتعامل معي"
رويا هي أول طفلة في مدينة كوباني تمتهن مثل هذا العمل، فالمتعارف عليه أن التعامل مع الحديد هي مهنة الذكور. تقول رويا "أتعامل مع القطع كأنّها أصدقائي وألعابي، أرتبها، أزيل الغبار عنها، أحاول أن أضع كل قطعة في مكانٍ ظاهرٍ وملفتٍ لانتباه الزبون، بالإضافة إلى أنني عندما أرتب وأنظف أعرف أين وضعت كل قطعة، وعندما يأتي الزبون ويطلبها يسهل علي الوصول إليها".
وبالرغم من أنها تقضي معظم وقتها في المحل، إلا أنها لا تفوّت دراستها أيضاً، فتجد بجانبها الكتب والدفاتر المدرسية، تراجع دروسها، كما أنها تحاول تعلم العزف على آلة االطنبور.
وتوضح رويا أنها لم تتخلى عن طفولتها، فهي لا تعتبر مساعدتها لأبيها عملاً شاقاً، بل هي هواية على حد تعبيرها.
تطمح رويا في المستقبل أن تستمر في دراستها وتدرس الطب وتختص في الجراحة العامة، كما إنها تحب أن تعزف وتغني إلى جانب عملها في مهنة بيع القطع.
تقول "حتى لو أنهيت دراستي في الطب، سأفتح محلاً لبيع قطع السيارات فأنا أحب هذه المهنة وستكون هواية لي أمارسها في أوقات فراغي".