في التطبيع المدني
فاروق حجّي مصطفى:
ما هو ملفتٌ للنظر إن كل الأطراف تتحدث عن التطبيع سواءً أكان عسكرياً أو سياسيًا، والإدارة الذاتية مؤسساتياً، ما عدا الحيّز المدني الذي ما لبث وتحول إلى حيّز ميت كما لو أنّه ملحق لأطراف الصراع سياسياً أو أمنياً-عسكرياً، في وقت أنّ هذا الحيّز كان يفترض أن تكون هي البوصلة.
فإذا كانت الأطراف وبحكم طبيعتها تهتم بالحيز الخاص فإنّ المدني هو المعبر عن الصالح العام.
ولا نستغرب أنّ سبب عدم الإكتراث بالتطبيع المدني يعود إلى:
-إنّ واقع المجتمع المدني لم يتبلور بعد كما هو المأمول.
-ثمة هيمنة سياسية واضحة على الحيّز المدني ما أثر سلباً على أداء المجتمع المدني.
-المجتمع المدني يعمل في بطن المجتمع الإنساني والذي ينظر إلى الصراع كطرف لإستجابة إغاثية وليس كطرفٍ له الموقف العام من الحدث ويحدد ما يجب أن تتحول الأوضاع. فضلاً عن انغراق بعد الأطراف الإنسانية في مسألة إقتصاد الحرب والتي أصبحت مورداً للصراع وليس جهداً لبلورة مفهوم السلام وتفعيل الحراك ليكون دافعاً لعملية سياسية وليس دافعاً لتفعيل مشهد الحرب.
ما هو المحزن أنه في كل جغرافيات الصراع توجد منظمات إنسانية-مدنية وهو الأمر لو كان ثمة واقع مدني حقيقي لكان ساهم في بلورة واقع مصلحة الناس وبالتالي عملت استجابة لتطلعات الناس لا انزلاق في متاهة الفئوية أو مشاركاً أو حامياً للمشهد العسكري.
المنطق العام يفرض على المشهد المدني أن يكون صاحب موقف من كل التداعيات، وإن السكوت وعدم ابداء الموقف من الصراع العسكري-المدني يعني بشكل أو بآخر المساهمة في استمرارية الأزمة وتعميق إستبداد فئة على الاخرى.
والحق إن المجتمع المدني أمام استحقاق تاريخي كبير وهو كيف بالوسع فتح نوافذ التواصل مع المشهد المدني في كل الجغرافيات، ولعل هذا لا يساهم في بلورة بناء السلام فحسب إنما يؤسس لإنعطاف تاريخي تجاه واقع مجتمع مدني حقيقي يلعب دور تفعيل الشأن العام، ويخلق بيئة للتحاور بين المتخاصمين والمتزاحمين في المشهد أو الحياة العامة، والسؤال، هل وصلت بِنَا الجرأة لكسر الجليد وتدمير الجدران ونكون قريبين للناس، ونحقق أمانيهم في عودة أبنائهم من المختطفين والمعتقلين، ونستعيد كرامة الضحايا من خلال إحياء ذكراهم وطي صفحة الحرب من خلال التفكير بدولة تكون إطاراً حامياً لحريات الأفراد والجماعات ونظام حكمها نظام يسيّر المصالح العامة متحرراً من المركزية الشديدة الوطأة؟
-
الاقتراع السوري الواعي الديمقراطية السورية المأمولة
Mar 31 2024 -
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024 -
في حوار حصري مع مونت كارلو الدولية: الزعيم الكردي مسعود برزاني يقول إن النموذج الديموقراطي مهدد في العراق وصف قرارات المحكمة الاتحادية بالاجحاف ضد الاقليم وتحدث عن القلق حيال الانسحاب الامريكي من العراق
Feb 28 2024 -
بيدرسون: النظام السوري رفض عقد جولات اللجنة الدستورية في جنيف
Feb 28 2024 -
بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
Jan 27 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة!
Jan 14 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة؟
Jan 04 2024 -
يدون تاريخ المنطقة، ويزيل الستار عن خفايا "الهندسة الديمغرافية "! كتاب تقسيم "كوردستان العثمانية" لدكتور آزاد أحمد علي
Dec 30 2023 -
"الحركة الكُردية في العلاقات الدولية" للراحل رشيد حمو
Dec 16 2023
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018