نبش الخلافات الكُردية في حوار على قناة سورياTV

نبش الخلافات الكُردية في حوار على قناة سورياTV

Aug 13 2018


برجاف| محمد حسن

اقام تلفزيون سوريا TV التابع للمعارضة السورية والذي يبث برامجه من تركيا برنامج حوارياً استضاف فيه شخصيتين كُرديتين من طرفي الصراع السياسي الكُردي –الكُردي، فضلاً عن مشاركة مستقل قد يكون لغاية "تقارب الكُرد وايجاد الفاصل المشترك بين الطرفين".
المتلقي الكُردي ربما قد تنفس الصعداء عندما برر السيد الدار خليل،الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديموقراطي، الانخراط في حوار الادارة الذاتية مع النظام في هذه المرحلة بذات" على ان نتحاور من مكان القوى أفضل من ان تتحاور وانت ضعيف" بيد ان هذا الارتياح لدى المتلقي لم يدم فسرعان ما أثار المحاور الخلاف الكردي، والدفع بالطرفين الى حفاظ على مواقفهما والدفاع عنها بدلا من الخوض في استحقاق المرحلة ، وهو بلورة صيغة مشتركة أو رؤيّة يمكن التأسيس عليها لاجل مستقبل مطمئن للشارع الكُردي.
ولا نستغرب ان وحدة موقف الاطراف الكُردية في سوريا او على الاقل ايجاد مساحة مشتركة بينها ظل حلماً للمواطن الكُردي العادي منذ سبع سنوات مما تشهده سوريا . فأحد الاطراف يتهم الآخر بالتعامل مع النظام والابتعاد عن القضية الكُردية تحت شعارات فضفاضة . بينما الطرف الآخر يتهمه بمصادرة قراره السياسية من قبل قوى اقليمية معادية للشعب الكُردي .
كنا سنعتبر ان مقدم البرنامج يسعى ان يكون غير صاحب رأي في طرح تساؤلاته لكنه فشل في ذلك عموماً عندما قارب الحلقة بالتركيز على النقاط التي تثير بمجملها الخلاف وتعميق الهوة بين الطرفين دون انتزاع معلومة تقديراً لمتلقي الذي يشاهد الحلقة لمدة أقل من ساعة.
ما لبث وهذا المتلقي الذي حضر شاشة "سوريا" لمتابعة القضية الاساسية في الحلقة وهي كانت الحوارات الاخيرة التي اجرتها الادارة الذاتية مع النظام، ومدى صوابيتها وخدمتها للقضية الكُردية عموماً ، ما لبث ان غير رأيه عندما اصر مقدم البرنامج متعمداً ان يطرح القضايا الاشكالية التي لم يتوافق عليه الكُرد يوماً
فاستحوذ السيد ألدار خليل، والذي لم يتردد على سؤال المحاور" أنا كردي وبعد ذلك سوري"، مقومات القوة لديه على انّ وجوده على ارض كُردستان سوريا قوة شرعيته، وهو ما يخوله لتمثيل الكُرد ويخوله في اجراء الحوار مع النظام ، بينما اعتبر السيد ابراهيم برو سكرتير حزب اليكتي الكُردي ان عدم وجودهم على الارض يعود الى القمع الذي تعرضوا له من الادراة ذاتها .
بالمختصر كان البحث عن النقاط والارضيات الكُردية المشتركة هو الغائب الاكبر الذي ساد الموقف وعمقه الطرافان بمساندة المقدم ، حتى ان مساعي الدكتور رضوان باديني بتقريب وجهات النظر وضرورة البحث عن المشتركات لم تفلح الى حداً بعيد بل ظهرت وكأنه طرف ثالث .لتبقى الخلافات هي سيدة الموقف على الساحة السياسية الكُردية، على الاقل ،على مدى المنظور!
وكان من الممكن ان تصبح مثل هذه الحوارات مفيدة لو انها تمت على طاولة واحدة، يسيَرها أحدٌ يجمع نقاط الخلاف و لا ينبش في قبور الخلافات..!