في العملية السياسيّة السورية: سؤال التوافق؟!
فاروق حجّي مصطفى
هل يمكن أن يتوافق السوريين والسوريّات على الأمرين التاليين:
الأول: صياغة الخطوط العريضة على شكل عددٍ من المبادئ تحدد شكل الدولة المناسبة لسوريا ما بعد النزاع والكارثة الزلزالية وآليات الحكم والمؤسسات وعلى مستوى الحقوق وهذا الجهد ليس على حساب اللجنة الدستورية إنما عملية جانبية داعمة للجنة الدستورية .
الأمر الثاني: منهجية العمل أوآليات حواريّة بين المجموعات السوريّة؟
في العموم إنّ بناء التوافق أصبح إستحقاق لجميع الأطراف، والزلزال الذي حدث في بلدنا ساهم في كشف ما هو المستور لدى الكل.
وتبيّن أنّ "الدولة "باتت مشكلة وفشلت أن تكون راعيّة لكل مواطنيها إنسانياً على الأقل، وما ينطبق على "الدولة"- الحكومة- تنطبق على المعارضة أيضاً، وبين الأمرين وجدت الإدارة الذاتية صعوبة في إقناع الأطراف السورية المعارضة والنظام، لخلو السياسة من الإستجابة الإنسانية.
الأطراف السوريّة المنخرطة في القرار ٢٢٥٤ وقعت في مطب "لا شرعية لطرف" لأنّه ، عادةً، لا شرعيات ليست متعلقة بالانتخابات فحسب إنّما أبعد من ذلك، ولعل "لا شرعية" منوطة بقبول الناس للحكم ورفضه حتى وإن كان الحكم هو نتاج عملية ديمقراطية -انتخابيّة.
استطراداً … هناك فرصة لكل الأطراف السوريّة أن تفكّر واقعياً بما هو المتوفر، فرصة على مستوى "خفض التصعيد"، وفرصة تداعيات الزلزال، وفرصة عدم مقدرة كل طرف أن يلعب دور يعكس الوضع السوري وتطلعاته.
وسياسيّاً هناك تحوّلٌ كبيرٌ في علاقة الإقليم بالداخل، ونختصر بذلك تطورات "حلف آستانة"، ويبدو لي نظرياً إنّ "أستانة" لم تعد أطراف، إنّما كتلة واحدة حيّة تبني لنفسها موقف موحد مع الزمن.
وإلى جانب ذلك هناك واقع جغرافي وإداري وعسكري في المساحة الكُرديّة وكل شمال وشرق سوريا.
المعطيين أعلاه يضع الكل أمام مسؤولية بناء التوافق وتحت أي ظرف كان.
بعد ١٢ عام لا يمكن السير على "اللا توافق"، ودروس السنوات تلك تدفع بالكل أن تقدم تنازل، فالكل ورقته الأقوى هي الإستعداد لتقديم التنازلات، والأخير من منطلق العلوم السياسية ليس انتقاصاً بقدر من إنّه "نُضج"!
بقي القول، إنّ المسار الذي يسيّره الأمم المتحدة هو بمثابة فرصة "ثمينة للسوريين والسوريّات"، والقرار الأممي ٢٢٥٤ فضاءٌ أوسع لإيجاد الحلول الممكنة للقضايا السوريّة، ما يعني إنّ وجه المساعدة من الأمم المتحدة موجود ولا يحتاج إلى قرار بقدر ما إنّ الأطراف السوريّة عليها أن تساعد الأمم المتحدة في عملية السير في تطبيق السلات الثلاثة ولأجل الحصول على السلة الأولى.
وبجملة" إنّ السلة الأولى لا تعني انقلاب بقدر ما تعزز الوجه الجديد لسوريا وآليات حكمها".
-
الاقتراع السوري الواعي الديمقراطية السورية المأمولة
Mar 31 2024 -
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024 -
في حوار حصري مع مونت كارلو الدولية: الزعيم الكردي مسعود برزاني يقول إن النموذج الديموقراطي مهدد في العراق وصف قرارات المحكمة الاتحادية بالاجحاف ضد الاقليم وتحدث عن القلق حيال الانسحاب الامريكي من العراق
Feb 28 2024 -
بيدرسون: النظام السوري رفض عقد جولات اللجنة الدستورية في جنيف
Feb 28 2024 -
بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
Jan 27 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة!
Jan 14 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة؟
Jan 04 2024 -
يدون تاريخ المنطقة، ويزيل الستار عن خفايا "الهندسة الديمغرافية "! كتاب تقسيم "كوردستان العثمانية" لدكتور آزاد أحمد علي
Dec 30 2023 -
"الحركة الكُردية في العلاقات الدولية" للراحل رشيد حمو
Dec 16 2023
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018