عن السؤال حول مصير الدستور ؟
فاروق حجّي مصطفى
كثُرت الخيبات من قبل كل الأطراف المنخرطة في العملية الدستوريّة، والمتأملة بنتائجها، منذ إعلان الرئيس التركي "المصالحة" مع النظام.
والحق إنّ الخيبات لم تظهر مع هذا التصريح- بعد لقاء أردوغان، بوتين- إنما بدأت ملامحها بالظهور عندما أصرَ تحالف استانة بأن يكون انطلاق اللجنة الدستوريّة من مخرجات " سوتشي"، والمحاولة بسحب الملف كليّاً من يد الأمم المتحدة.
بيد إنّ الخيبات، والتشاؤم أطلَت برأسها من جديد، لأنّ الأمور بدأت تأخذ أبعاد أكثر عمقاً أي إنّ تحالف أستانة يكاد يكون المطي لدحر التغيير في سوريا، وتاليّاً القفز على كل ما جرى من الويلات، وما أنتجته السنوات من مكاسب ولو على شاكلة أمر واقع، وهذا يعني للسوريين والسوريّات الكثير.
حسب الخبرات فإنّه لا توجد عملية دستورية فشلت بعد النزاعات، ولا توجد دساتير نجحت بشكل ما هو مُراد.
فالعمليات الدستوريّة لها أبعاد ووظائف متنوعة ومتعددة إحداها، وضع الناس على سكة أهمية الدساتير في حياتهم، والأخرى وثيقة مستندة إلى القوة القانونية تفسح المجال أمام الوظائف لإحداث التغيير.
وتجدر الإشارة إنّ العمليات الدستوريّة لا تنتهي مع انتهاء العملية الإنتقالية، ولا تحدث "الإنقلابات "، إنّما تفعل فعلها بشكل تراكمي وتشق الطريق بنفسها إلى أن تصبح العمارة الدستوريّة، يجوز الحديث عن المبنى والمحتوى بشكل متناسق؛
المتابع للعملية الدستورية يعرف مدى المقاومة لدى الأمم المتحدة لكي تحافظ على المسار الدستوري وتيسر أعمالها بالرغم من التآمر من قبل "تحالف أستانة"!
والحال إنّ العملية شبه مجمّدة حاليّاً من قبل المجتمع الدولي، وهي في عنق زجاجة المجتمع الدولي ومن ضمنه الأمم المتحدة، وقد تكون تقنية خطوة مقابل خطوة هي مخارج الإنقاذ عندما تبدأ الأمم المتحدة في استثمار مسارات شبه رسمية كي تكون منقذة للعملية في لحظتها الأخيرة.
بقي القول، إنّ قرار ٢٢٥٤ هو لا يجبر النظام على الإلتزام بالمسار فحسب إنّما يسد الطرق أمام أية مؤامرة، وإنّ كانت المعارضة إحدى أدواتها، العملية في حالة حرجة إلا إنّ الموارد المتاحة سورياً كفيلة لوضع سوريا في حالة من التطور الطبيعي وعلى مستوى المسارات كافة، لأنّ العملية أصلاً لا تستهدف طرف بعينه بقدر ما إنّها تسعى لتحقيق مصلحة الدولة والتي هي ما تقوم بعملية توزيع الوظائف والموارد بشكل يحقق مستقبل السوريين والسوريّات:أفراداً وجماعات.
*وللمقال تتمة
-
الاقتراع السوري الواعي الديمقراطية السورية المأمولة
Mar 31 2024 -
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024 -
في حوار حصري مع مونت كارلو الدولية: الزعيم الكردي مسعود برزاني يقول إن النموذج الديموقراطي مهدد في العراق وصف قرارات المحكمة الاتحادية بالاجحاف ضد الاقليم وتحدث عن القلق حيال الانسحاب الامريكي من العراق
Feb 28 2024 -
بيدرسون: النظام السوري رفض عقد جولات اللجنة الدستورية في جنيف
Feb 28 2024 -
بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
Jan 27 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة!
Jan 14 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة؟
Jan 04 2024 -
يدون تاريخ المنطقة، ويزيل الستار عن خفايا "الهندسة الديمغرافية "! كتاب تقسيم "كوردستان العثمانية" لدكتور آزاد أحمد علي
Dec 30 2023 -
"الحركة الكُردية في العلاقات الدولية" للراحل رشيد حمو
Dec 16 2023
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018