لماذا كورونا ترعب الحكومات

لماذا كورونا ترعب الحكومات

Apr 03 2020

المحامي محمود دالي
٣ نيسان ٢٠٢٠
ان فيروس كورونا ليس بتلك الخطورة التي يتصورها أو مايذاع عنها في وسائل الاعلام حيث أن نسبة الوفيات تتراوح مابين ٢ الى ٣% وهذه النسبة المئوية ليست أكثر من نسبة الوفيات في نزلات البرد العادية ... إذآ لماذا ترتعب الحكومات منها وتعلن حالة الحجر والطوارىء لمواجهتها
وعند توجيه السؤال التالي : هل لديكم أدوية أو لقاحات ضد هذا الفيروس ... يأتيك الجواب بالنفي ... إذا فما الفائدة من صراخكم هرولتكم واجراءاتكم إذا كنتم تتوقعون أن الفيروس سوف يصيب مابين ٦٠ الى ٧٠ % ولاتملكون علاجآ أو لقاحآ.. قد يسأل أحدهم
ان هذه الإجراءات لديها أهداف أخرى غير العلاج في الوقت الحاضر ألا وهي :
١ - الغاية من التعقيم والحفاظ على النظافة هو للحد من الانتشار السريع ومنع الاصابة بالفيروس أو تقليل نسبة الخطورة على أقل تقدير . فإذا ما دخل الفيروس بأعداد قليلة الى جسم الإنسان نتيجة التعقيم فهذا يحد من خطورتها ويكون الجسم قادر على القضاء عليها ولكن بدون التعقيم سوف يدخل الفيروس بأعداد كبيرة الى الجسم مما يزيد نسبة الخطورة
٢ - الخطر الأكبر هو سرعة انتشار الفيروس فلو أخذنا بعين الاعتبار النسبة المئوية للإصابة ٧٠% وأخذنا دولة تعداد سكانها ١٠ مليون نسمة ودون اتخاذ التدابير اللازمة فإن حوالي ٧ ملايين شخص سوف يصابون بالفيروس خلال ٣ أشهر وإذا كانت نسبة اللذين بحاجة للعناية بالمشفى من ٢٠ الى ٣٠% من المصابين فيكون العدد أكثر من ٢ مليون شخص ومن بحاجة إلى أجهزة الإنعاش ٣% فهذا يعني أكثر من ٢٠٠ ألف مصاب ولن تستطيع الدولة تأمين الأسرة والأجهزة لهذا العدد الهائل مما قد يسبب فشلآ للقطاع الصحي ويصطف الناس أمام المشافي لأيام منتظرة الرعاية الصحية وما لهذا الأمر من آثار مزلزلة على كافة الصعد . هذا من جهة ومن جهة ثانية إذا كانت نسبة الوفيات ٣% مع وجود الرعاية الصحية ودون ذلك ترتفع هذه النسبة إلى ٨% أي حسابيآ قد يموت مابين ٢٠٠ الى ٨٠٠ ألف شخص خلال ٣ أشهر .... ألا يعني هذا الرقم كارثة قد تؤدي إلى انهيار الدولة نفسها ... قد لا يكون الأمر كذلك لو حدث الأمر خلا ٤ أو ٥ سنوات .بطء الانتشار يفسح المجال لتقديم الرعاية الصحية ويقلل نسبة الوفيات الى حدها الأدنى
فلننظر الى الحالة الإيطالية . خلال شهرين بلغت الإصابات ١٠٠ ألف والوفيات ١٠ آلاف فكيف كان سيكون الأمر لو أصيب في هذه الفترة نصف السكان والوفيات بمئات الآلاف
أن وفاة أعداد كبيرة من الأشخاص في فترة قصيرة ستكون لها آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية كارثية عدا عن الآثار النفسية على السكان
الحكومات تخشى الوقوع في المحظور ومواجهة انهيار القطاع الصحي وما يترتب عليها من آثار كارثية ... لذا تلجأ إلى اتخاذ إجراءات وتدابير احترازية لابطاء انتشار الفيروس ريثما يجدون له علاجآ أو لقاحآ أو محاصرته تدريجيآ والتخلص منه عن طريق الوقاية في ظل غياب العلاج أوتخفيف الصدمة على أقل تقدير
لذلك فإن الحكومات لم تتخذ هذه الإجراءات اعتباطيآ وإنما بشكل مدروس. وهي أفضل الحلول المتوفرة حاليآ . إن التزامك وتقيدك بالتدابير والتعليمات ليس جبن أو خوف إنما مساهمة منك في مكافحة الفيروس الحفاظ على أرواح الناس.
ولكي لا تكون سببا في انتشار الفيروس وحدوث كارثة بشرية التزم بالتعليمات ... وخليك بالبيت.
تمنياتي للجميع بالسلامة