قتل السلام والياسمين (هفرين خلف )

قتل السلام والياسمين (هفرين خلف )

Oct 28 2019

سردار شريف
أصبحت الأزمة في سوريا مسألة مستحيلة الحل وبقيت سوريا ساحة الحروب وساحة الاغتيالات منذ بداية الحرب فيها وايضا أصبحت من القضايا العالمية والصفقات السياسية والتي دائما" يكون المجتمع المدني ضحيتها والشعوب التي تسكن على الأرض السورية وتعرضت للعنف بكل السنوات التي مرت وكانت نتائجها سلبية للغاية وخاصة منطقة الشمال السوري التي تحولت مدنه إلى مملكة للمجموعات المتشددة والتي كانت لها تأثير كبير على الشعب السوري بكل مكوناته وعلى دول العالم بأكمله ولكن بعد مرور عدة سنوات من سيطرتها على العديد المناطق انتهى وجود هذه المجموعات وما يسمى بداعش من خلال تحالف دولي وقوات سورية كردية أثبتت نفسها على أرض الواقع من خلال محاربته لأخطر التنظيمات الإرهابية.

وقد بدأت منطقة شمال وشرق سوريا بفترة جديدة من الحياة الديمقراطية والعيش المشترك لجميع أبناء المنطقة وظهور جهات وشخصيات إنسانية أرادت صنع السلام ورفع راية السلم والاستقرار وانتهاء الحرب في كل أنحاء سوريا ولكن لم يستطع النظام التركي الدولة الأولى في دعم الإرهاب على تحمل الاستقرار الموجود في منطقة شمال وشرق سوريا فعادت سياسة العثمانين بتهديد الحدود السورية التركية وكل من يسكن فيها من مدنيين وبالفعل بدأ بشن هجمات على كل المدن والقرى الواقعة على الحدود وكانت المفاجأة الكبرى انسحاب القوات الأميركية من الشمال السوري ودخول المرتزقة التابعة للجيش التركي إلى سوريا وكانت أولى العمليات الإرهابية التي قاموا بها هو اغتيال المهندسة والناشطة الإنسانية والسياسية هفرين خلف التي كان رحيلها صدمة لكل الشعب السوري وكل العالم .

هفرين خلف : هي رئيسة لحزب سوريا المستقبل وناشطة بحقوق الإنسان وكانت تدعو إلى السلام ولوحدة الأراضي السورية واستقراره .
تعرضت لأقسى أنواع العنف بعد توقيفها على الطريق الدولي بين الرقة والقامشلي مع اثنين من مرافقيها وتم قتلها بطريقة شنيعة بتوثيق فيديو عن طريق أحد الأشخاص كان مع المرتزقة الذين قاموا بهذه الجريمة وقد انتشر الفيديو على جميع شبكات التواصل الاجتماعي مما أثار الرأي العام السوري والعالمي واعتبرت الحكومة التركية أن ما قامت به من عملية القتل للناشطة هفرين خلف بأنه إنجاز عظيم وهنا خرج الشعب السوري بكل أطيافه إلى الساحات والشوارع بكل سوريا ودول العالم وأدانت هذه الجريمة بحق رمز من رموز السلام في سوريا .

وجهت والدة هفرين رسالة إلى كل العالم وطالبت دول العالم بالوقوف معها ومع هذه الجريمة بحق الإنسانية ورفع القضية إلى المحكمة الدولية بمحاكمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
وكما قالت : الإنسان يقتل برصاصة واحدة أو رصاصتين ولكن ابنتي قتلت بطريقة وحشية لأنها كانت تطالب وتنادي بالسلام لشعبها .

أثارت المسألة رأي الشباب السوري والعالمي وبدأت الحملات الشبابية التي طالبت بمعاقبة الحكومة التركية التي انتهكت حقوق الإنسان ومارست كل أساليب العنف بحق الأقليات وناشطين سياسين مطالبين بعودة الاستقرار إلى المنطقة وبالأخص إلى الأرض السورية بعد سنوات طويلة من الحرب والعنف وقد أصبحت قضية هفرين خلف قضية الجميع والقضية الأكثر انتشارا في العالم وان عدم معاقبة تركيا على هذه الجريمة والجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين في رأس العين وتل ابيض والكثير من المدن والقرى السورية الواقعة على الحدود سوف يفقد الملايين من الأشخاص الثقة بالمحكمة الدولية والأمم المتحدة وكل المنظمات الإنسانية التي ينتظر الجميع ان تعاقب إجرام تركيا بحق الشعوب والمطالبين للسلام .