بين مشغلين…إيراني وتركي

بين مشغلين…إيراني وتركي

Dec 01 2019

في زحمة التقاذف الكلامي القادم من مناخ المعارك العسكرية تقفل الجولة الثانية من اللجنة الدستورية في جنيف على محصلة إذا لم نرقمها بالسالب فهي صفرية.

أهم منتج كرسته تلك الجولة هي المسميات التي استخدمت في الإعلانات الصحفية ولغة الخطاب الإعلامي لمؤيدي ومناهضي الطرفين ونجحوا بلاشك في إعادتنا من جديد إلى غرف الحوارات المنفصلة كطلاب فوجين يتركون رسائل شتمهم على الطاولات والجدران.

أمام هذا التعنت والاستعصاء المتوقع (المستغرب فقط في بكوريته) يبدو مشهد الطقم السياسي السوري عاريًا تماما عن الحلول رؤيته العامة للتفاوض هي رؤية صفرية كما هي رؤيته العسكرية والاقتصادية .
التقاذف رسخ ثنائية الوفد التركي والوفد الوطني بجهة وبالمقابل الوفد المشغل من ايران ووفد نظام البراميل أما في ساحة العمل السياسي الجدي فالأرجح أن سيناريو التعطيل بدأ باكرا جدا وخلفه تشجيع روسي للانتقال الى سيناريو تفاوضي بين الأمم المتحدة واستانة حول من سيقدم تنازلا اكثر كي تخرج الصياغة الدستورية إلى خارج اللجنة وتشطب العبارة التي لم يتوقف المبعوث الخاص ولا مرسله العام عن تردادها حول ملكية سورية سورية للعملية.

أمام هذا التعنت والاستعصاء المتوقع (المستغرب فقط في بكوريته) يبدو مشهد الطقم السياسي السوري عاريًا تماما عن الحلول رؤيته العامة للتفاوض هي رؤية صفرية كما هي رؤيته العسكرية والاقتصادية .

لاشك أن المرونة التي أبدتها المعارضة كانت مسألة مهمة وهي تعود لطبيعة تشكيلة كتلتها الأكثر انفتاحا على مساحات سكانية متنوعة ولكن ذلك لا يبدو كافيًا أمام كتلة صماء تعتقد واهمة أنها قادمة إلى تفاوض- صحيح أنه ليس بشروطها- ولكن تريده كذلك.

وضع العين على روسيا اليوم قد يكون أمراً من منطلق تحميل المسؤولية ولكن ليس هناك معطيات تكفي للقول أنها متضررة من تعطيل مسار جنيف فيما لو ضمنت غطاء دولي اوسع من الثلاثية في آستانة، وبخاصة في حال مزيد من التلكؤ بإجراء تدخل أوربي، عندها ستكون فكرة التعطيل مناسبة للروس أكثر وبالتالي منح دمشق المزيد من الضوء الأخضر.

لا تبدو مجموعة الوسط بادية في هذه الجولة اذ خسرت نقطة قوتها الأولى حين جرى تصنيف فريقها بين مؤيد ومعارض ووسط وذلك دفع الرئيس المشترك الكزبري لاقتراح جعل المسألة 75ضرب2 في استكمال مبيت لشطب الدور كليًا .

اذن عبر أي أفق يجب العمل اليوم مع انسداد حظوظ السياسة كما انسداد حظوظ العسكر قبلها-أقله في ناحية واحدة من الخندق- يبدو أن فكرة (كلن يعني كلن) هي الممكن الوحيد حاليا كاستجابة لصدى لبنان والعراق وهذا يعني اعادة إحياء العملية المدنية في سوريا بالارتكاز على جريمة الخراب الاقتصادي والنهب وسوء معالجة جميع الملفات وبيع البلاد بالقطعة .

يبدو ذلك حالما جدا ولكن من المؤكد أنه ليس أصعب من انتظار حل عبر لغة التخوين لوفدين جاؤوا افتراضيا لبناء دستور جديد للبلاد المنكوبة.
المصدر:الثريا ثقافة الإرتقاء