بحث عن الهوية أو الانتماء آخر..!

بحث عن الهوية أو الانتماء آخر..!

Oct 08 2021

زوزان علوش
تسيطر فكرة الحصول على جنسية ما على أغلب الجمعات والجلسات الإجتماعية التي نشارك فيها، وترى هذه المسألة أصبحت للكثيرين وخاصة للمهاجرين إلى أوروبا بعد الأزمة السورية مهمة وأساسية ما يجعلك بطريقة أو أخرى تتسائل وتبحث في مسببات هذه النفسية!

لم يكن هذا الموضوع هاجساً أو معيقاً لطموح أو حركة الذين هاجروا إلى أوروبا قبل الأزمة السورية، بل كان أمراً ثانوياً لدرجة لا تجعلك تشغل نفسك ووقتك به!
أصبحت فكرة الحصول على جنسية ما حتى لو لم تكن ذات فائدة كبيرة للحاصل عليه، أصبحت هاجس و متعلق بطريقة أو أخرى "بالانتماء" لمكان ما أو الشعور بنوع من رفع مستوى ضمني أو نفسي بعد كل ما تعرض له الفرد أو تعرضت له العائلة لتصل إلى هذه البقعة من الأرض وطبعاً أنا من بينهم!
ولدى سؤال أي شخص عن الفرق الذي سيحدثه الحصول على الجنسية، ترى الأجوبة سطحية ومتعلقة فقط بالامتلاك لمجرد الامتلاك وبعيدة عن التحليل الحقيقي لهذه الرغبة الجامحة والشاغلة لتفكير معظم الراكضين وراءه!

من الطبيعي أن يبدأ الإنسان برحلة البحث عن الهوية في بلد بدأ فيها حياة جديدة ويحاول التأقلم مع القيم الأخلاقية وديناميكيات هذا المجتمع، أي أن هذه العملية تعتبر صحية ولكن المشكلة تكمن في أن أغلبنا لا يمكن أن يبتعد أو يهرب من واقعه الذي ولد معه وسيبقى معه حتى لو تغيرت وثائق سفرنا. فتلاحظ التناقض الكبير بين الجنسية وحامله تبدأ من طريقة العيش في تفاصيلها البسيطة إلى مسائل جوهرية تتطلب منك الالتزام بها حتى تكون فعلاً منتمياً لتلك الجنسية وليس فقط حاملاً لها كون عملية البحث عن الهوية هي عملية استكشاف اولاً والتزام ثانياً وربط ثالثاً!

إلا أن المشكلة الحقيقية تكمن في انتمائاتنا المتعددة والتي بدأت تشكل حملاً ثقيلاً نحاول أن نورثه لأطفالنا ويسطر علينا ذلك الشعور بأننا مقصرين في توريث أطفالنا حقيقة انتمائنا وبأن الطفل سيضيع ما لم نعمل على تعليمه لغتنا وثقافتنا وفي الوقت نفسه يكون جوهر حديثنا هو "الجنسية"