الشباب في حلب

الشباب في حلب

May 20 2019

سردار شريف

مرحلة مؤلمة مرت بها حلب أقدم مدن العالم وعاصمة الثقافة والأدب حيث أصبحت حلب من أخطر المدن عالميا" من حيث العيش فيها إلا أنها كانت اختيار الكثير من الشباب في حلب هو البقاء رغم كل ما تتعرض له هذه المدينة الرائعة من دمار وقذائف صاروخية كل يوم .

كان الخوف يرافق الجميع إلى المدارس والمعاهد والجامعات وفي طريق العودة أيضا كان يحمل كل شاب الكثير من القصص المؤلمة وكانت كثيرة هي الأيام التي تحمل لقاءات ولحظات الوداع بين الأصدقاء او أفراد العائلة .
ولكن فجأة صدم العالم كله وخاصة على شبكات التواصل الاجتماعي بمبادرات شبابية إنسانية تدعو كافة الشباب في حلب لعدم الوقوف بسبب الحرب .

فانخرط عدد هائل من الشباب في ساحات العمل الإنساني والتطوع في مجموعات شبابية بعيدة عن السياسة والدين والعنصرية لتقديم كل ما يلزم لمساعدة الغير والمتضررين من الحرب .

في كل مبادرة او مجموعة كانت تختلف ديانات ولغات وعقائد والشرائح الاجتماعية التي ينتمي إليها هؤلاء الشباب إلا أن الشيء الذي جمعهم انتمائهم للديانة الإنسانية والأرض السورية والهدف الإنساني
وأصبحت كلمة متطوع هي كلمة متعلقة بكل شاب وشابة ربما كانت تختلف الأماكن والمجموعات ولكن كان الهدف هو نفسه وهو تقديم جميع أشكال الدعم لكل من يحتاج إليها .

ولم تتوقف الفكرة فقط عند كلمة متطوع في حلب بل أصبحت المسألة أكبر مما نعتقد وأصبح الهدف هو الخروج من نطاق حلب والوصول إلى مخيمات النازحين التي ظهرت نتيجة الحرب وتقديم الدعم النفسي للأطفال والذين هم كانوا القضية الأهم في كل المبادرات والعمل على تطوير فكر الأسر والعائلات السورية :
- بتقديم المحاضرات والورشات حول الأمراض المعدية -وأيضا تقديم السلل الغذائية.
- تقديم العلاج الطبي .
- محاربة الأمية والجهل بالتعليم .
وأيضا قضايا الزواج المبكر والأمراض المعدية والغير معدية .

كانت الأفكار الشبابية في حلب اقوى من كل ما يحصل في سوريا عن طريق العمل المدني الإنساني وانخراط الشباب في العملية المجتمعية في مرحلة كانت مؤلمة للغاية ولكن القضية في حلب اختلفت تماما واصبحت أفكار الشباب والمبادرات التي قاموا بتقديمها رسالة إلى كل العالم مثل : مبادرة( خسا الجوع )في حلب وفكرة إعداد كم هائل من الطعام أثناء شهر رمضان المبارك كانت تتوزع الفرق والمجموعات لأقسام عديدة ويتم توزيع الطعام للعائلات والأشخاص قبل فترة الافطار .

كما ظهرت الكثير من المنصات الإنسانية التي جذبت الشباب لعرض أفكارهم وما بحوزتهم من مشاريع صغيرة تدعم المجتمع وتصنع حلولاً للكثير من القضايا التي أصبح المجتمع يعاني منها بسبب الحرب مثل مشروع ...دورك تحكي ...التي قامت بها مجموعة من الشباب في حلب لأحياء أسواق حلب القديمة وإفساح المجال للشباب لعرض أفكارهم المستقبلية التي ستكون جزءاً كبيراً من الحل لمشكلة الحرب والدمار .

كان الهدف الرئيسي هو إعادة السلام الى حلب وتحدي كبير من الشباب في حلب للحرب وكل ما تعرضت له حلب وإلى الان ما زال الشباب منخرطاً في العمل المدني الإنساني وأصبح العطاء جزء من حياة كل شاب وشابة في حلب هكذا كان رد الشباب للحرب التي حصلت في سوريا وبالأخص في تلك المدينة العريقة التي أصبحت مثالاً للصمود وأرض كثرت فيه الساحات الشبابية الداعية للسلام والإنسانية هكذا حلب وهكذا شبابها .