ما زالوا ينتظرون

ما زالوا ينتظرون

Oct 16 2021

سردار شريف
مرحلة وجود الإرهاب في الشمال السوري كانت مرحلة في غاية الصعوبة وخاصة على فئة الشباب المثقف المتعلم والواعي والمطالب بحرية الرأي والديمقراطية في مدينة الرقة السورية وكل المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الذي فقدت العائلات الكثير من أبنائهم وأبائهم بسببه في تلك المرحلة السوداء التي أرادت إزالة كل الأفكار الثقافية والحضارية والمتنورة عن طريق أخفاء الشباب المثقف المتعلم قسراً .

وأيضاً الأقليات السورية في المنطقة كان لها نصيب في الحياة السوداء حيث كانت حياتهم ضمن هذه المرحلة ليست إلا عبارة عن تهجير وابادات جماعية وخطف ودفع الجزية بالنسبة للمسيحين والاعتقالات والتهجير القسري التي كانت من نصيب الكُرد بتهمة الكفر وعدم الالتزام بالعقيدة الإسلامية .

ليس هذا فقط بل أيضاً تحولت الطرق إلى مصيدة للإيقاع بطلبة الجامعات والمثقفين المدنيين الذين اعتقل الكثير منهم في سجون داعش لأكثر من أربعة أعوام ومن اللحظات الأولى من اختطافهم لم يتوقف ذوي المخطوفين بالمطالبة بأبنائهم من المنظمات الإنسانية والجهات الدولية وبالأخص اللجنة الدولية لشؤون المفقودين والأمم المتحدة .

واليوم مجدداً مثل كل مرة ترتفع أصوات ذوي المفقودين قسراً في كل مكان للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهم في المرحلة الجديدة وهي مرحلة ما بعد القضاء على داعش عن طريق رابطة تشكلت وستنطلق في مدينة الرقة وتتألف الرابطة من ذوي المفقودين ومطلبهم الوحيد وهدفهم الأساسي الكشف عن مصير أبناءهم بعد سنوات مرت على تحرير المنطقة من داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ولهذا السبب يرى ذوي المفقودين قسراً أنه يجب الكشف عن مصير أبناءهم لأنها قضية إنسانية أولاً وتحقيق هذا المطلب يساهم تحقيق الديمقراطية والعدالة في المجتمع ثانياً .

وأمام مقر الأمم المتحدة في أربيل دائماً بين الحين والأخر يقف أبناء وذوي المفقودين حاملين صورهم مطالبين كل الجهات الدولية بالتدخل للكشف عن مصير المفقودين وأيضاً في ألمانيا حيث تبنت مقر جمعية برفين هذه القضية الإنسانية بعد أن دعت إدارة الجمعية لوقفة انسانية تضامنية مع هذه القضية ومطالبة الجهات الانسانية ومنظمات حقوق الانسان بالوقوف في صف المخطوفين والمساهمة بكشف مصيرهم.

وتنتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي صور الكثير من الطلبة والمثقفين من أبناء المنطقة ومن كل المكونات الذين ما زال مصيرهم مجهول والتي نراها ضمن الروابط والحملات التي يشكلها ذويهم داخل وخارج سوريا للوصول إلى الهدف المشترك وهو الكشف عن مصيرهم .