"ألغام غرفة الأخبار" غرفة الرصاص والألغام والنووي

Jun 08 2025

بقلم: الكاتبة ريم رفعت بطال
يُعد كتاب "ألغام غرفة الأخبار"، الصادر حديثاً في الإمارات للصحفي آلجي حسين، وثيقة حيّة على أن مهمة الصحفي تشبه عمل "الشيف" الذي يطهو الأخبار في مطبخ "غرفة الأخبار"، وذلك عند البدء في إعداد مادته الصحفية، من خبر وتقرير وحوار وكتابة نص وتسجيل فيديو.. إلخ.


والأقوى عندما يكون المحرر خارج غرفة الأخبار؛ أي داخل الحدث، ما يعتبره الكاتب لحظة فاصلة بين الحياة والموت، جاعلاً من الحدث خبراً يصل للعالم بمصداقية، وعبر نقل ما يجري في أرض ممتلئة بالموت والدمار والألغام والهموم والمتاعب إلى القارئ.

يستعرض الكتاب أيضاً مواضيع اجتماعية عدة متعلقة بالأخبار، كأخبار المرأة من هنا وهناك، وتحديات البيئة والمناخ والكوكب الأخضر والاستدامة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

أما الفصل الذي وصف فيه الكاتب الكلمة بالرصاصة؛ نعم كالرصاصة في حقل ألغام، فيقول الأستاذ آلجي إنه عندما تكون محرر أخبار عليك معرفة التاريخ، مؤكداً أن عمل الصحفي لا يقل خطورة عن العمل في حقل الألغام أو حتى في منجم فحم، فقد ينفجر بك لغم في أي لحظة، على حد تعبيره.

يقول الكاتب إن الكلمة رصاصة علينا أن نحسن استخدامها وترتيبها وتوقيتها وانتقاءها ووضعها في سياقها الصحيح إنسانياً ومهنياً، مشدداً على أن المحرر الصحفي كالطبيب الذي يتعامل مع عمليات جراحية معقدة، يستأصل جرحاً هنا ويلثم آخر هناك، وهكذا هو الصحفي يجب أن يعرف من أين تُؤكل الكتف، كما يقول.

من المهام الصحفية التي كانت ملغومة بالمخاطر وكانت حقل ألغام خارج المكتب بالنسبة للكاتب، عندما كان في مهمة بمدينة الرقة السورية، عاصمة "داعش"، ومن خلال الخلايا النائمة التي ظللت مهمته في واحدة من أكثر مناطق العالم سخونة بالأحداث، تكللت مهمته بالفيلم الوثائقي (وشم النار)..

كان آلجي حسين مذهولاً أمام عهد ممتلئ بالمجازر والمقابر الجماعية والأنفاق في عالم من الرعب والوحشية ضد الأبرياء، ولكن لن ينسى الأخطار التي مر بها من خلال أخطر الأنفاق المفخخة التي حفرها التنظيم، وأهوال المقابر الجماعية في الرقة.

يقارن آلجي بين زر نشر الخبر وزر النووي، شارحاً أن زر الأخبار بتقنيات الاتصال الحديثة لا يقل خطورة؛ ففي حين أن النووي يدمر البنية التحتية، يجتهد الآخر في تغيير المعارف ثم الاتجاهات فالسلوك.

في الفصل الأخير من الكتاب، يؤكد آلجي حسين ضرورة تقبّل الملاحظات الدقيقة في عملنا والنقد البنّاء، قائلاً إن التطور غير ممكن دون تلقي الانتقادات من أشخاص تحب لك النجاح والتميز وتظهر لك أخطاءك بدقة وصدق، وهذا أكبر دليل على أن الإنسان الناجح عليه أن يكون متواضعاً..

وهكذا هو الصحفي آلجي حسين، كاتب وإعلامي من أصول كردية، تدرج في الكثير من المناصب الإعلامية، منها مراسل صحفي، ومحرر، وسكرتير تحرير، ورئيس قسم المراسلين، وعدة مراكز أخرى، وحالياً هو محرر أول ورئيس فترة إخبارية في موقع "إرم نيوز" بأبوظبي..

شغل سابقاً منصب محرر أول ورئيس قسم في موقع "العين الإخبارية"، وكان مراسلاً لصحيفة "الحياة" اللندنية، وموقع "إيلاف" في دبي، وغيرها.. كما نال العديد من الجوائز والتكريمات داخل الإمارات وخارجها، وهو عضو في جمعية الصحفيين الإماراتية والاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب.