بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
في الورقة الثامنة من أوراقنا، جلُّها كانت تتمحور حول العملية الدستوريّة. فقط هذه الورقة تدور حول ما يعيق العملية، وهو عنصر "بناء الثقة".
يعيق تنامي عامل بناء الثقة جدار عالِ بين الأطراف السوريّة، منذ نشوء الأزمة، وانطلاق الحراك كانت الثقة عاملاَ مهماً في مقاربة طرف سوريّ تجاه الآخر.
لم تقتنع المعارضة بالرؤية التي طرحتها بثينة شعبان أمام الصحفيين بعد اجتماع قيادة البعث، والزمن أثبت صدق المعارضات السوريّة، إذ ما زال للبعث صوته وحضوره وفاعليته في مركز القرار لدى الحكومة السوريّة؛
وبالمقابل لم تثق الحكومة السوريّة بأحقية مطالب السوريين والسوريّات كان هاجسها وما يزال تهاوي سلطتها، وهذا ما أكده الرئيس السوريّ في احدى مقابلاته عند مساءلته من قبل أحد الصحافيين عن تراجع مشروع "التحديث "، وأستبداله بتطوير المقاربات الاقتصادية عوضاً عن السياسية.
ما تقدم أعلاه، وأجوبة المستطلعين والمستطلعات (يزيد عدددهم/ن عن ٥٠) دلالات قاسية عن حجم الهوة بين السوريين والسوريات وارتفاع مؤشر التشكك والخوف المتبادل على حساب الثقة.
كان همنّا في هذا الاستقصاء هو جمع الرؤى، والأفكار المفتاحية لخوض مسار استكشافي في بناء الثقة؛
وهذا الحيّز عدا أهميته في المسألة التفاوضيّة إلا إنه ملازم لكل مرحلة، بدءاً من الحوار والتفاوض وانتهاء عند الوصول إلى الشراكة في عملية الإصلاح الفعلي وإعادة الإعتبار إلى المؤسسات من حالة التشكيك بمشروعيتها إلى المؤسسات الشرعيّة القائمة على إدارة مصالح البلاد.
دون شك يلعب عامل المصلحة دوراً مهماً وهو يؤسس التلاقي لكنه لا يؤسس الثقة لذا تجنبنا سبر الأغوار حول البنية الاقتصادية على أهميتها، وركزنا على ما يدور في بال السوريين والسوريّات من تركة الماضي والصراع، وما يجب فعله الآن لخروج الوضع السوري من عنق الزجاجة.
عكفنا على صياغة السؤال في إطار السياق السوري، أي مسؤولية السوريين والسوريّات تجاه بلدهم وتجاه صياغة واقع يصبح بمثابة أداة في صندوق الأدوات يستعيرها كل مهتم بالشأن العام والمسألة السوريّة أولئك المهتمون بالعمل لواقع وأفق يمتلكان الرحابة والتطور.
قد يستغرب المتلقي هذه الورقة من حجم السخط والتشاؤم وقسوة المطالب لكن في وقت ذاته ما تم ذكره من "الأجوبة" تشكل على الأقل جزء كبير من حقيقة الوضع.
أمنيتنا أن نكون بيَّتا عناوين أزمتنا وأن ما يجري اليوم من نزاعات بعتاد حربي هي ليست جوهر المسألة إنما تداعياتها، فالمسألة السوريّة هي مسألة دستوريّة، وسياسيّة بامتياز!
فاروق حجّي مصطفى
رابط الملف :
https://drive.google.com/file/d/1iOYE9RdbLV6ajn6CpCZYnc0dz-KZz9gR/view?usp=sharing
تحميل
-
الاقتراع السوري الواعي الديمقراطية السورية المأمولة
Mar 31 2024 -
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024 -
في حوار حصري مع مونت كارلو الدولية: الزعيم الكردي مسعود برزاني يقول إن النموذج الديموقراطي مهدد في العراق وصف قرارات المحكمة الاتحادية بالاجحاف ضد الاقليم وتحدث عن القلق حيال الانسحاب الامريكي من العراق
Feb 28 2024 -
بيدرسون: النظام السوري رفض عقد جولات اللجنة الدستورية في جنيف
Feb 28 2024 -
بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
Jan 27 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة!
Jan 14 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة؟
Jan 04 2024 -
يدون تاريخ المنطقة، ويزيل الستار عن خفايا "الهندسة الديمغرافية "! كتاب تقسيم "كوردستان العثمانية" لدكتور آزاد أحمد علي
Dec 30 2023 -
"الحركة الكُردية في العلاقات الدولية" للراحل رشيد حمو
Dec 16 2023
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018