المرأة السورية ودورها في صناعة السلام

المرأة السورية ودورها في صناعة السلام

Jan 12 2022

سردار شريف
لم يكن من السهل ما مرت به المرأة في سوريا خلال سنوات الحرب السورية الطويلة التي مازالت تفتقد لنهاية بحاجة إليها وينتظرها الملايين من الشعب السوري، ولأن المرأة كانت ومازالت الخاسر الأكبر في كل النزاعات التي حصلت طيلة السنوات الماضية والتي مازالت مستمرة إلى يومنا هذا ، فكان لا بد لها أن تكون لديها دور كبير وتسعى جاهدة لإيقاف كل هذا العنف الدائر على الأرض السورية.

ورغم أن الحرب الحقيقية كانت على المرأة إلا أنها كانت أقوى من كل التحديات والخسارات والانتهاكات والظروف القاسية والفقدان التي كان لها النصيب الأكبر منه في تلك النزاعات التي كان من أهم أهدافها إزالة الفكر والثقافة وتفكيك المجتمع السوري وعدم السماح له بصناعة الديمقراطية والسلام لنفسه .

وقفت المرأة بكل قوة أمام كل ما يحصل على الأرض السورية ومن جميع النواحي وفي جميع المجالات الثقافية / السياسية / الاقتصادية / الاجتماعية /والأهم في الساحات الإنسانية المجال الذي أكدت المرأة السورية من خلاله أن الساحات الإنسانية أقوى بكثير من ساحات المعارك والنزاعات والحروب التى أيضاً كان للمرأة دور فيها عندما قررت الدفاع عن نفسها والأرض من الإرهاب والاستبداد والفكر المتطرف لتسطيع صناعة السلام للوطن الذي تنتمي إليه .

جلست المرأة السورية خلال الحرب على منصات الحوار والمنابر الدولية لتدافع عن حقوق الشعب السوري، وما يتعرض له من انتهاك أمام صمت دولي ووقفت أمام أهم قادة السياسة في الشرق الأوسط والعالم، ومن ناحية أخرى أكدت المرأة في ساحة الفن السياسي والإنساني أنها قادرة على إيصال هموم ومطالب السوريين من خلال أغانٍ ولوحات فن تشكيلية وتماثيل تعبر عن قوة المرأة السورية وإصدار كتب ومؤلفات لألاف السيدات السوريات .

ومن خلال جمعيات ومنظمات المجتمع المدني أرسلت المرأة السورية رسالة هامة إلى العالم أجمع، أنه ليس هناك من شيء مستحيل وأن المرأة السورية قادرة على أن تكون الأم والناشطة الاجتماعية والمدافعة عن حقوق الإنسان، وكذلك الأمر في الشؤون الاقتصادية استطاعت أن تكون السيدة الصانعة لمشاريع ربحية، وخاصة أن هناك الكثير من السيدات السوريات أصبحوا يلعبون دور الأب أيضاً بفقدان العائلة للأب بسبب الحروب والنزاعات.

ولا نستطيع أن ننسى وجودها في المناطق الساخنة لتغطيتها الأحداث التي كانت تدور في جميع المناطق السورية لتتصدر اسمها عالمياً في مجال الإعلام وتحصد الكثير من الجوائز التي أيضاً حصلت عليها في مجال السينما والتكنلوجيا والمجالات العلمية والإبداعية والرياضية وهنا كان التأكيد أن المرأة السورية وبجدارة هي المرأة الأميز .

كانت ومازالت وستبقى المرأة السورية صانعة للسلام داخل وخارج الحدود السورية بالرغم من التحديات الكثيرة ، واقفة مع الرجل وواقفاً معها الكثير من الرجال الذين يؤمنون أن المرأة هي مكملة للرجل والرجل مكمل للمرأة، ويستطيعان معا صناعة الأمان والديمقراطية والسلام للشعب والأرض والوطن .