أستيرفان بوزان: الموسيقا بالنسبة إلي عالمٌ فضفاض وواسع لا نهاية له وما أنا إلا نقطةٌ من بحره..انطلاقتي بدأتْ مع إصراري بالاهتمام بموهبتي من كُوباني وصولاً لمدينة الحب

أستيرفان بوزان: الموسيقا بالنسبة إلي عالمٌ فضفاض وواسع لا نهاية له وما أنا إلا نقطةٌ من بحره..انطلاقتي بدأتْ مع إصراري بالاهتمام بموهبتي من كُوباني وصولاً لمدينة الحب "قامشلو"!

Nov 29 2021

برجاف|كوباني
فنانةٌ صاعدةٌ ومحبوبةٌ، أفكارها تفوق سنها الشاب، بصوتها المنعش تريدُ إيصال رسائلها في الأحزان والأفراح، واعتبرت نفسها مسؤولة عن التراث الفلكلوري في الغناء واللباس، وكرّست جزءاً كبيراً من وقتها للغناء والموسيقا وكما أنّها قدّرت كل فنان وفنانة وبالنسبة لها تقدير الفنانين والفنانات حقهم/حقهن الفطري ويقع على عاتق كل فردٍ منا.

كان لبرجاف مع صديقة الطنبورالفنانة أستيرفان بوزان والتي تَعتبر إنْ أي مجتمع لا فنانين ولا فنانات له هو مجتمع ضائع الحوار التالي:
- نبذة عن أستيرفان وحياتها؟
أنا أستيرفان بوزان، ولدتٌ وترعرعتُ في أحضان مدينتي كُوباني، أبلغُ من العمر 21 عاماً، بعد الهجرة التي تعرّضنا لها جميعاً في مدينة كُوباني وبعد تحرير مدينتنا من قبضة داعش الإرهابية، تم افتتاح الطريق الواصل بين كُوباني والجزيرة وحينها تمّ افتتاح أول أكاديمية موسيقية هناك، فقررتُ بإصرار لأكون من ضمن طلاب تلك الأكاديمية رغم التحديات آنذاك، فقمتُ بالتوجه إلى الجزيرة ودرستُ وحاولتُ ممارسة وتدريب العزف على آلة الطنبور وتخرجتُ خلال عام وعملتُ لمدة سنتين في مدينة قامشلو مع فرقة موسيقية.

- يُقال الموسيقا لغة عالمية! كيف كانت انطلاقتك إلى ذلك العالم؟
بالنسبة لي إنّ الموسيقا عالمٌ فضفاض وواسع لا نهاية لذلك العالم! وما أنا إلا نقطةٍ من بحره، وأستطيعُ أنْ أقول أنّ انطلاقتي بدأتْ مع إصراري بالاهتمام بموهبتي من كُوباني وصولاً لمدينة الحب "قامشلو"! حيث بمدينة قامشلو قمتُ بتمكين موهبتي نظرياً تارةً وعملياً تارةً أخرى، هناك انتسبتُ إلى أكاديمية موسيقية لأدرس بشكلٍ أكاديمي ما يخصُ الموسيقا والغناء وبعد تخرجي انضممتُ إلى فرقةٍ موسيقيةٍ مكوّنةٍ من سبعة فتيات لنعمل سوياً وكانت تلك التجربة لمدة عامين وكانت تجربة جديدة بالنسبة لنا ولمحيطنا، وكل واحدة منا كانت تعزف آلة موسيقية مختلفة، فسنواتي الثلاث في الجزيرة كانت مصدر تمكيني في مجال الموسيقا والغناء وبعد عودتي من الجزيرة شاركتُ بدروسٍ وفرقٍ موسيقية مختلفة في كُوباني.

- هل من وجهة نظركِ أنّه من المهم أن ي/تعزف أي/أية فنان/ة آلة موسيقية؟ وما الإضافة التي تضيفها الآلات للفنان/ة؟
بالتأكيد من وجهة نظري إنّ أي فنان لديه خبرة بالغناء وذو صوتٍ جميلٍ، يجب أن يعزف على الأقل آلة أو آلتين، فعزف آلة موسيقية جزئية لا تتجزأ عن الفنان وصوته من جهة وعن الغناء من جهة أخرى، العزف على آلة الموسيقية إضافة جميلة أخرى تزيدُ الإحساس وتلامسُ الروح.

- كل مسار يسلكه الإنسان لا يخلو من التحديات، فهل واجهتي صعوبات وتحديات في مساركِ الغنائي؟
نعم كل إنسان عندما يختار طريق ويقرر السير فيه فيواجه في بداية الأمر صعوبات وتحديات، وكما أنّ لا سهل في الحياة ولا مستحيل أيضاً، فعلينا الاستعداد والجهوزية للمسارين ونتحلى بالصبر والإصرار كي نتخطى التحديات ونبلغ الأهداف، أودّ التوضيح أنّ صعوباتي وتحدياتي لم تكن على الصعيد العائلي وإنما كانت على الصعيد المهني نظراً لما نعانيه من نقص بالمعاهد والأكاديميات الموسيقية وكذلك عدم توفر الآلات الموسيقية التي تلزمنا والتي نرغب بالعزف عليها في مناطقنا بشكلٍ عام.

- هل الغناء هي موهبتك الوحيدة؟ وهل تكتبي كلمات الأغاني وتلحنيها بما أنك تعزفين أكثر من آلة موسيقية؟
لم تكن الموسيقا هي موهبتي الوحيدة وإنما أمارسُ موهبة أخرى وهي موهبة الكتابة، وأعمل حالياً على الموهبتين معاً كي أطور نفسي، وأيضاً قمتُ بالمشاركة مع زميلي "سربست مصطفى “، بكتابة أغنية عن مجزرة مدينة كُوباني وللأسف الشديد لعدم توفر استديو في مدينة كُوباني وحتى هذه اللحظة لم تسجل أغنيتنا، وثاني كتاباتي كانت بالمشاركة مع الزميلة "زيلان حمو" وألحان "محمد بلكو", وكانت تلك الأغنية تعبيراً وتجسيداً لحزني عن أختي المتوفية، ولا أخفي أنّني حالياً في مرحلة البناء وأتدرّبُ على كتابة القصائد وكلمات الأغاني.

- ما دور عائلتك في مسيرتك الفنية؟ وهل هناك من قام بمساندتكِ؟
كما ذكرتُ سابقاً عائلتي كانت ومازالت مصدر قوتي وهي الساند والمشجع منذ بداية مسيرتي إلى هذه اللحظة ممتنة جداً لجهودهم ومساندتهم لي (والدي ووالدتي، أخواتي وإخوتي وزوجي).

- هل تقيمين حفلات خاصة بكِ؟
صراحةً حتى هذه اللحظة ليست لدي مشاركات كثيرة، نظراً لصعوبة التوافق بين ذلك ودراستي الجامعية ولكن بعد تخرجي من الجامعة بالتأكيد سيكون هناك حفلات ومهرجانات فقط أحتاج للوقت حالياً.

- هل تلقيتْ عرض إحياء حفلات زفاف خاصة في مدينة كُوباني؟
حقيقةً تلقيتُ عدة عروض ودعوات بهذا المجال، لكن ليست لدي تلك الرغبة الملّحة لأحياء حفلات الزفاف ولم أشارك أبداً هكذا حفلات وهي ليست من ضمن رغباتي.

- من هم الفنانون والفنانات التي تغنين لهم/ن وتستمتعين بالاستماع لهم/ن؟
أميلُ جداً للطراز الكلاسيكي والفلكلوري وليس لدي فنان أو فنانة محدد/ة للاستماع له/ا لكن أحب جداً الفنان " آرام ديكران" وأغني أغانيه وكما أقّر واحترم غيره من الفنانين والفنانات كأمثال (الفنان "محمد شيخو", والفنانة "عيششان", والفنان "سعيد يوسف" والفنان"اياز يوسف " و" تحسين طه") استمع لهم كثيراً.

- هل لديكِ أغنية مفضلة لأي فنان/فنانة، لماذا؟
في الواقع لكل فنان أوفنانة أسلوب وأنا معجبة بالأساليب المختلفة لهذا السبب ليس لدي أغنية مفضلة واحترم كافة الأساليب والأصوات.

-هل تعتبرين غنائك أثر في محيطكِ؟
طبعاً!! فأنا لدي متابعين ومعجبين ليس فقط على صعيد كُوباني وإنما من مناطق أخرى من روجافا بشكل عام وهذا يجعلني ويشعرني بالحماس للاستمرار في موهبتي وأرى نفسي تحت مسؤولية الاستمرار مع جمهوري لذلك أعمل باستمرار لتطوير نفسي وموهبتي.

- ما هي الرسالة التي تسعين إيصالها عبر غنائك؟
الفن هي الوسيلة التي تعبر عن أحاسيسنا وحالاتنا الشعورية وهذا من وجهة نظري أمر مقدّس ومهم لنجسد واقعنا عبر صوتنا وكلماتنا، وأشعر بالأسف أحياناً عندما نفقد فنانات وفنانين ونقّدّرهم/ن بعد مفارقتهم/ن، لماذا هذا التجاهل والإهمال وعدم التقدير لهكذا شخصيات ومثال ذلك " جومرد مسلم " الذي كان في ربيع عمره خسرنا روحه وحسه الموسيقي وآلته السرمدية بلمح البصر نتيجة المعاناة فأتمنى إدراك هذه الأهمية قبل الخسارة، ففي الحياة ثمة خسارات صعبة إلا أن خسارة الأرواح أصعبها، من وجهة نظري مجتمع لا فنانين وفنانات له هو مجتمعُ ضائعٌ بكل ما تحمله الكلمة من معنى لنقدر ذلك!

-هناك فئة صاعدة شبابية من الفنانين والفنانات في مدينة كُوباني، برأيك ما احتياجاتهم؟ ما الي يلزمهم كي يكملوا مسارهم/ن؟
نعم! يُعتبر العنصر الأساسي والأهم هو التشجيع لتلك الفئة، وللأسف الشديد مازال هناك من يقلّلون قيمة الفنان والفنانين فهي نظرةً خاطئة وللمرة الثانية أقول مجتمع من دون فنانين وفنانات هو مجتمعٌ ضائعُ، لذلك فئتنا الصاعدة بحاجة إلى الدعم والتشجيع على مختلف الأصعدة كي يواصلوا تحقيق أهدافهم وأحلامهم، فصناعة فنان هي خدمة قيمة لنا ولمدينتنا.

-تتميز مدينة كُوباني بلباسها الفلكلوري، وأنت من اللواتي تهتمن بهذا اللباس في إطلالاتكِ عادةً، فما أهمية هذا النوع من اللباس عندكِ؟
بالنسبة لي ارتداء ملابسي الكُوبانية الفلكلورية هو إبراز جزء من هويتي التراثية للمجتمع، ومن المهم جدا عدم نسيان تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا وإنّه تراثٌ قيّمٌ ارتداء (الكراس والخفتان، وربط الشعر)، إضافةً إلى ذلك لدي شغفٌ كبيرٌ جداً بـ النقشات وأنواع الأقمشة القديمة وألوانها والحفاظ على تراثنا واجب علينا نحن الأجيال الصاعدة.

- هل تلقيتِ دعوات لحضور حفلات خارج كُوباني وسوريا؟
نعم بالطبع تلقيت بالجزيرة على مدار ثلاثة أعوام دعوات لحضور برامج تلفزيونية وإذاعية، وكانت تلك التجربة مهمة ومفيدة بالنسبة لي، وفي باشور كُردستان انضممتُ لبرنامج " آهنغ" وكان ذلك بمثابة تشجيع وساهم بإصراري بالاستمرار والنجاح.

- كلمتك لـ "برجاف"!
ممتنة جداً للفتتكم هذه على مواهبنا واهتمامكم بالموهوبات وتسليط الضوء عليهن، واعتبر لفتتكم بمثابة تشجيع للأجيال القادمة، وشكراً لأنكم اتحتم لي الفرصة لمشاركتي معكم بتجربتي وسرد نبذة عن حياتي وفني وأحلامي.
وهنا عبر منبركم الراقي هذا أوصي وأطلب من كل موهوب وموهوبة الاستمرار بموهبتهم/ن وعدم الاستسلام والتحلي بالصبر والنجاح.