٢٥ أيلول: إستفتاء على الحريّة صاغه الرئيس..

٢٥ أيلول: إستفتاء على الحريّة صاغه الرئيس..

Sep 26 2024

فاروق حجّي مصطفى
استذكر الكُردستانيون والكُردستانيات، محطةً مهمّةً في مسار الحريّة، والتي طالما طالبوا/ن بأن يكونوا/ن مثلهم مثل كل أبناء الشعوب في الشرق الأوسط متمتعين/ات بحقهم في تقرير المصير؛
٢٥ أيلول كانت مناسبةً لممارسة حقهم في تقرير المصير، مستندين إلى الإرادة الحرّة للرئيس مسعود بارزاني، والذي صاغ تاريخاً مفعماً بالتصميم على تغيير واقع شعبه بوسائل الديمقراطيّة، مصرّحاً على الملأ بأنّ حق تقرير المصير هو حق يمكن اللجوء إليه من خلال العودة إلى الممارسة الديمقراطيّة، وصندوق الإستفتاء فقط كفيل بأنْ يكشف للعالم مآلات شعبٍ لم يترك سبيلاً إلا واتخذه لأجل الحريّة.
العِبرة لا تكمن في النتائج المباشرة، بقدر ما إنّ مسألة حريّة الشعوب نتائجها لا تظهر مباشرةً، فالنتيجة لفعلٍ حجمه مثل حجم الإستفتاء يحتاج إلى وقت، ولذلك يطلق على مخرجات الإستفتاء بأنّها بمثابة "طابو الحقوق" لشعب كُردستان؛ ونعتقد إنّ فعل بهذا الحجم لا يستطيع أيّ قائد أن يفعله إلا أن يكون بحجم الرئيس مسعود بارزاني؛
استطراداً.. فإنّه يمكن أن نعرض ما فتحه الرئيس من آفق أمام شعب كُردستان ومن بعد فعاليّة الإستفتاء:
١-منذ الإستفتاء، وبعد العمليات الغادرة من رئيس الحكومة الاتحاديّة وتوابعها اللا شرعيّة، لم تتجرأ حكومة المركز من التهرب من استحقاقات كُردستان، وبالرغم من حجم الضغط الذي يمارسه الجدار الإقليميّ النابذ للديمقراطية وحريّة الكُردستانيين والكُردستانيّات؛ إلا إنّ إصرار الرئيس عزز مواقع كُردستان من حيث المشاركة في القرار، والمكانة السياسيّة للكُرد في العملية الديمقراطية على مستوى العِراق.
٢-ما بعد الإستفتاء أصبحنا نرى الحوار سبيلاً فعّالاً لحل الملفات العالقة بين الإقليم والمركز؛
٣-لولا الإستفتاء ما كنا نسمع من المسؤولين في بغداد أقوالاً مثل "الدستور"، فخيار العودة إلى الدستور كان وما زال خيار الرئيس مسعود بارزاني، إلى درجةٍ صار هذا الخيار بمثابة "المبادئ التوجيهية " لكل المسؤولين في كُردستان؛
٤-الإستفتاء صار فرصةً لكل العراقيين والعراقيّات للعودة إلى عمق المبادئ الدستوريّة ومعرفة فلسفة بناء حكم فيدرالي، ولولا إصرار الرئيس بارزاني على تعزيز مبدأ" المشاركة السياسيّة " الحقّة لما كنا نسمع حوار داخليّ على مستوى الوطني حول "المشاركة السياسيّة"، وهذا ما أثبته الرئيس من خلال دفاعه عن حصة الأقليات في برلمان كُردستان، ويمكن القول إنّ ما فعله الرئيس بدفاعه عن الديمقراطية ومبدأ المشاركة السياسية وحقوق الأقليّات، واتخاذه خيار الصمود في وجه هاضم حقوق الأقليات يثبت على إنّ فكرة الإستفتاء لم تأتي كما لو إنها ردة فعلٍ على سياسة حكومة المركز بقدر ما إنّ الإستفتاء جاء كترجمة لنضال دستوريّ وتغييري منذ سقوط نظام البعث البائد، والتطورات القضائيّة الأخيرة أثبتت أهمية تلك الخطوة التاريخيّة التي لا تقل أهميتها عن كل الثورات، وإتفاقية الحكم الذاتي التي صاغها الراحل الخالد ملا مصطفى بارزاني في بداية سبعينيات القرن الماضي.
بقي القول،إنه تصادفت هذه الذكرى مع اليوم الأول من الإنخراط في الحملة الدعائية الانتخابية،والتي أطلقها الرئيس مسعود بارزاني بنفسه وبحضور رئيس الإقليم كاك نيجرفان بارزاني، ورئيس الحكومة كاك مسرور بارزاني مع المرشحين والمرشحات لقائمة البارتي (١٩٠)، وهذا إنْ دل على شيء إنّما يدل على إنّ أيلول هذه السنة يشكل استمراراً وتعزيزاً لمخرجات اللإستفتاء وتكريساً للديمقراطية وحمايّة حقوق كُردستان من خلال المؤسسة التشريعية.
بكلمتين: [لا خوف على حريّة شعب كُردستان إنْ كان مرجعها وباعثها الرئيس مسعود بارزاني]