ما زالوا ينتظرون
سردار شريف
مرحلة وجود الإرهاب في الشمال السوري كانت مرحلة في غاية الصعوبة وخاصة على فئة الشباب المثقف المتعلم والواعي والمطالب بحرية الرأي والديمقراطية في مدينة الرقة السورية وكل المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الذي فقدت العائلات الكثير من أبنائهم وأبائهم بسببه في تلك المرحلة السوداء التي أرادت إزالة كل الأفكار الثقافية والحضارية والمتنورة عن طريق أخفاء الشباب المثقف المتعلم قسراً .
وأيضاً الأقليات السورية في المنطقة كان لها نصيب في الحياة السوداء حيث كانت حياتهم ضمن هذه المرحلة ليست إلا عبارة عن تهجير وابادات جماعية وخطف ودفع الجزية بالنسبة للمسيحين والاعتقالات والتهجير القسري التي كانت من نصيب الكُرد بتهمة الكفر وعدم الالتزام بالعقيدة الإسلامية .
ليس هذا فقط بل أيضاً تحولت الطرق إلى مصيدة للإيقاع بطلبة الجامعات والمثقفين المدنيين الذين اعتقل الكثير منهم في سجون داعش لأكثر من أربعة أعوام ومن اللحظات الأولى من اختطافهم لم يتوقف ذوي المخطوفين بالمطالبة بأبنائهم من المنظمات الإنسانية والجهات الدولية وبالأخص اللجنة الدولية لشؤون المفقودين والأمم المتحدة .
واليوم مجدداً مثل كل مرة ترتفع أصوات ذوي المفقودين قسراً في كل مكان للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهم في المرحلة الجديدة وهي مرحلة ما بعد القضاء على داعش عن طريق رابطة تشكلت وستنطلق في مدينة الرقة وتتألف الرابطة من ذوي المفقودين ومطلبهم الوحيد وهدفهم الأساسي الكشف عن مصير أبناءهم بعد سنوات مرت على تحرير المنطقة من داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ولهذا السبب يرى ذوي المفقودين قسراً أنه يجب الكشف عن مصير أبناءهم لأنها قضية إنسانية أولاً وتحقيق هذا المطلب يساهم تحقيق الديمقراطية والعدالة في المجتمع ثانياً .
وأمام مقر الأمم المتحدة في أربيل دائماً بين الحين والأخر يقف أبناء وذوي المفقودين حاملين صورهم مطالبين كل الجهات الدولية بالتدخل للكشف عن مصير المفقودين وأيضاً في ألمانيا حيث تبنت مقر جمعية برفين هذه القضية الإنسانية بعد أن دعت إدارة الجمعية لوقفة انسانية تضامنية مع هذه القضية ومطالبة الجهات الانسانية ومنظمات حقوق الانسان بالوقوف في صف المخطوفين والمساهمة بكشف مصيرهم.
وتنتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي صور الكثير من الطلبة والمثقفين من أبناء المنطقة ومن كل المكونات الذين ما زال مصيرهم مجهول والتي نراها ضمن الروابط والحملات التي يشكلها ذويهم داخل وخارج سوريا للوصول إلى الهدف المشترك وهو الكشف عن مصيرهم .
-
لماذا حدثت انتفاضة ديمقراطية من لندن إلى طهران مروراً بباريس؟
Jul 16 2024 -
وعن الإنتخابات في سوريا..
Jul 14 2024 -
"مساحة آمنة ومحايدة" ضرورةٌ لعمليةٍ دستوريةٍ ناجحة !
Jun 10 2024 -
وفاة الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار
Jun 10 2024 -
البيئة الآمنة والمحايدة مرةً أخرى..
May 21 2024 -
هل تولد رؤية وازنة عبر تكتيكات طوارئ؟
May 17 2024 -
البيئة الآمنة والمحايدة كشرط للعملية السياسية الناجحة!
May 09 2024 -
الاقتراع السوري الواعي الديمقراطية السورية المأمولة
Mar 31 2024 -
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018