وعن الإنتخابات في سوريا..
فاروق حجّي مصطفى
غدا ستُجرى الإنتخابات في منطقة الحكومة السوريّة، بغياب مشاركة المعارضة والمكونات ذات الهويّات المختلفة (الكُرديّة والأشورية-السريانيّة، والدرزيّة) وفي ظل القوانين ذاتها؛
وتجدر الإشارة إنّ التعبير السياسي لكل مكون أو إثنية هي مؤسسات تلك المكونات السياسيّة، وعندما نجزم بعدم مشاركة الكُرد على سبيل المثال لا الحصر، فلأنّ تنظيماتهم السياسيّة لا تشارك الإنتخابات، حيث لم تشارك منذ عام ٢٠١١، وقبل ذلك كانت تشارك ببيان مشروط وسرعان ما ينحسب ممثليهم بسبب ظهور "قوائم الظل" الأمنية على العلن.
برأي الحكومة فإنّ إجراء هذه الانتخابات هي تماشياً مع الإستحقاق الدستوري، بيد إنّ المنطق يقول إنّ سورياً وكونها في حالة عملية لصياغة دستور جديد فإنّ مفاعيل الدستور القديم هي نفسها غير قانونية.
استطراداً.. فإنّ الإنتخابات ليست دائماً مؤشراً للشرعيّة، وبهذا المعنى فإنّ الإنتخابات الحالية لا تجلب الشرعيّة بقدرما إنها خطوة مخالفة لقرار مجلس الأمن ٢٢٥٤/٢٠١٥، وذلك لإنّ القرار ذاك يفيد بما معناه إنّ الإنتخابات تجرى بموجب دستورٍ جديدٍ ويشمل النازحين واللاجئين، كما تُجرى بمراقبة دولية وأممية.
عادةً فإنّ الغرض من الإنتخابات هي لتحقيق شرط التداول، وكون المعارضة غائبة في الإنتخابات بالتالي فإنّ إجرائها لا يفي بالغرض ومن هنا فإنّ الانتخابات تلك هي ليست مضيعة للوقت بقدر ما هي استهلاك للمشهد العام وإنشغالهم بشيء لا يجلب "رأس الزير سالم"!
بالعموم إنّ غالبيّة دول منطقتنا لا تشهد انتخابات حرة وذلك بسبب:
عدم وجود معايير انتخابية تلائم المعايير الديمقراطية وغياب القوانين لا تفتح الآفاق أمام المشاركة الفعلية وبالتالي لا تفتح الطريق أمام تمثيل الكل أي الفئات المهمّشة والأقليات، وفوق كل ذلك هيمنة القوى المتسلطة؛
وفي سوريا الوضع أعمق من ذلك، لأنّ البرلمان نفسه لا يقوم بدور برلماني، كون صلاحياته محدودة، ليس لأن البلد تحت هيمنة المؤسسة الأمنية بقدر ما أنّ الدستور نفسه قلّص صلاحيات البرلمان لصالح مؤسسة الرئاسة مثل مراسيم العفو والمراسيم الأخرى؛
وانطلاقاً من ذلك، وعدا عن إنّ سوريا تمر بظروف الحرب،وعن إنّ الدستور الحالي والذي تجري الإنتخابات في ظله متوقف، وعن إنّ المعارضة لا تشارك، فإنّ سوريا لا تحتاج إلى انتخابات التي لا تحقق أهم شرط وهو التداول في السلطة.
بقي القول: إنّ ما يجري الآن هو شكل من أشكال الهروب من استحقاق سوريا، وهو بناء السلام، والدفع بالعملية السياسيّة للخروج بدستور جديد، تُجرى الإنتخابات في ظله وتعزز مكان السلطة التشريعية وصلاحياتها في التشريع والمراقبة، ما يعني نحن أحوج إلى تفعيل العملية السياسيّة وعقد اللجنة الدستورية لجلستها التاسعة تمهيداً للانتقال الديمقراطي ، وصانعوه (هذا الانتقال) كل الأطراف السوريّة صوناً لاستقلال البلاد وسيادته من الإنتخابات الحالية والتي تجرى فقط لأجل العامل الخارجي!.
-
استثمار اللجنة الدستوريّة..لغاية بناء الثقة (١-٢)!
Nov 22 2024 -
كتاب "موجز الرحلتين في اقتفاء أثر مولانا ذي الجناحين" للروائي الكُردي "سردار عبدالله" الأكثر مبيعاً من بين مبيعات "الأمازون"..
Nov 07 2024 -
"موجز الرحلتين في اقتفاء أثر مولانا ذي الجناحين" كتاب جديد للروائي سردار عبد الله..
Oct 12 2024 -
٢٥ أيلول: إستفتاء على الحريّة صاغه الرئيس..
Sep 26 2024 -
لماذا حدثت انتفاضة ديمقراطية من لندن إلى طهران مروراً بباريس؟
Jul 16 2024 -
وعن الإنتخابات في سوريا..
Jul 14 2024 -
"مساحة آمنة ومحايدة" ضرورةٌ لعمليةٍ دستوريةٍ ناجحة !
Jun 10 2024 -
وفاة الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار
Jun 10 2024 -
البيئة الآمنة والمحايدة مرةً أخرى..
May 21 2024 -
هل تولد رؤية وازنة عبر تكتيكات طوارئ؟
May 17 2024
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018