لنعمل لأجل بناء الثقة؟
فاروق حجّي مصطفى
يشكل عامل بناء الثقة عاملاً مهماً في نجاح العملية السياسيّة والدستوريّة، ويشكل رافعة للعمليّة الإنتقالية؛
ومع إنّ الحديث عن بناء الثقة بات حديثاً قديماً، إلا إنّه شرطٌ ضروريٌ وأساسي في دفع العمليّة السياسية ونجاحها؛
بيد إنّ ما لا يدركه البعض أنّ بلورة هذا الشرط لا يتم بسهولة، وهو ليس قرار يمكن اتخاذه، وذلك تبعاً لتعقيدات المسألة السوريّة، ويشكل الشروط الحقوقيّة من أهمها.
هناك سببان يعيقان بلورة الثقة بين الأطراف السوريّة:
الأول: عمر الصراع، وما تركه هذا الصراع من الأضرار الجسيمة على مستوى علاقة السوريين والسوريّات بعضهم ببعض، وقبل ذلك عمر النظام الشمولي والإستبداد نفسه والذي خلق وضع على مستوى الاجتماع السياسيّ إذ أصبح واضحاً ظهور صنفين: أصحاب الأمتيازات، ومجتمع البؤس، وهناك من يصف الوضع على إنّه مجتمع المركز، والطرف؛
والثاني: ما تركه هذا الصراع من ضحايا، وانتهاكات، والمغيبين قسراً والمختطفين والمختطفات، إذ إنّه لا يوجد طرف سياسيّ قادر ويتجرأ تجاوز بناء الصفقة إنْ لم يحصل جبر الضرر، وكشف المصير، من خلال القبول بالعدالة الإنتقالية.
في العامل الأول ربما يتم التركيز على مسألة بناء المصالح المشتركة إذ إنّ دوام الأزمة لا يتحملها طرف واحد من المسؤولية بقدرما إنّ المسؤوليات هنا موزعة، ولذلك من مصلحة طرفي الصراع البحث عن مساحات مشتركة من خلال الاستفادة من التركتين، تركة الاستبداد، وتركة ما بعد الثورة وتحويلها إلى فرصة للعملية الانتقالية، مشابهة لما جرى في جنوب أفريقيا،أي الشراكة في التغيير؛
وفي العامل الثاني حيث هو امتداد للعامل الأول، إذ إنّ الشراكة في التغييرعامل حاسم في النظر إلى قضايانا بشكلٍ أكثر واقعية ويساهم في جبر ضررعبر ايجاد حلول مناسبة معاً بمعية المصالحة الوطنيّة.
والحق إنّ بناء الثقة يحتاج إلى العمل في أكثر من مسار، في المسار الدستوري يمكن خلق بيئة العمل التشاركية دستورياً عندما ننطلق بروحيّة النظر إلى مستقبل مستقر، لا يكون فيه أي سوري وسوريّة بخلفياته/ا القومية السياسيّة خاسر/ة، وإنّ الرؤية الدستوريّة تكون منسجمة مع تطلعات المكونات السوريّة المختلفة؛
والمسار الآخر يمكن العمل على بناء نوات من المجتمعات المحليّة وبالضمانات شرط الحماية للحديث عن المصالحة الوطنية حتى تكون ضاغطة على أطراف النزاع حيناً والأطراف السياسيّة أحياناً أخرى..
يتبع
-
لماذا حدثت انتفاضة ديمقراطية من لندن إلى طهران مروراً بباريس؟
Jul 16 2024 -
وعن الإنتخابات في سوريا..
Jul 14 2024 -
"مساحة آمنة ومحايدة" ضرورةٌ لعمليةٍ دستوريةٍ ناجحة !
Jun 10 2024 -
وفاة الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار
Jun 10 2024 -
البيئة الآمنة والمحايدة مرةً أخرى..
May 21 2024 -
هل تولد رؤية وازنة عبر تكتيكات طوارئ؟
May 17 2024 -
البيئة الآمنة والمحايدة كشرط للعملية السياسية الناجحة!
May 09 2024 -
الاقتراع السوري الواعي الديمقراطية السورية المأمولة
Mar 31 2024 -
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018