حاجة سوريا إلى دستور ينهي الحرب..؟!

حاجة سوريا إلى دستور ينهي الحرب..؟!

Jun 19 2021

فاروق حجي مصطفى
بدا، ما يحتاجه السوريين اليوم ليس الدستور، بوصفه كدستور، هو أبعد من ذلك؛ يحتاجون إلى دستور ينهي لهم الحرب، وطي صفحة النزاع والخلاف، ولا يمكن الحديث عن انهاء الحرب، بدون التقرّب العملي من حل القضايا السياسية العالقة؛ أي إحداث الانتقال الديمقراطي، وقد تكون عمليّة صياغة الدستور الحاليّة هي عمليّة تمهيدية (وختاميّة) لذلك.
عادةً ما تشمل عمليّة الانتقال مختلف عناصر النظام السياسي مثل البنيّة الدستوريّة والقانونيّة، والمؤسسات السياسيّة، وانماط مشاركة المواطنين في العمليّة السياسيّة.
و"يمكن اعتبار عمليّة الانتقال الديمقراطي قد اكتملت متى ما توفرت عدة مؤشرات منها: وضع ترتيبات دستوريّة ومؤسسيّة بالتوافق بين الفاعليين السياسيين الرئيسيين بشأن النظام السياسي الجديد، وبخاصةً فيما يتعلق بإصدار دستور جديد، وتشكيل حكومة من خلال الانتخابات عامة تكون حرّة ونزيهة، على أن تمتلك هذه الحكومة القدرة والصلاحيّة على ممارسة السلطة واقرار سياسات جديدة تعكس حال الانتقال إلى الديمقراطيّة، فضلاً عن عدم وجود قوى أخرى تنازع السلطات التنفيذيّة والتشريعيّة والقضائيّة صلاحياتها واختصاصاتها "

يمكن القول انّه عند إكمال عمليّة الدستور تكون قد وصلنا إلى نهايّة الحرب ولعل السبب يعود إلى السنوات التي مضت، وهي كانت كافيّة لاختبار كل المسارات، ولم ينفع مسار واحد من هذه المسارات، وذلك إنّ المسارات كلها لم تؤشر إلى المستقبل الذي يجد الكل نفسه فيه، ما يعني أنّ الدستور، وهو عادةً يعالج القضايا الآنيّة والمستقبل، فقط يمكن أن يكون معبَراً ومحققاً لآمال الناس أفراداً وجماعات