العملية الدستوريّة .. وغياب الإرادة!
فاروق حجّي مصطفى
في كثيرٍ من الجلسات الحوارية التي عقدناها في مناطقنا، كان هناك أمرٌ يقلقُ كل الحضور، ولعلّ هذا الأمر هو "المدة الزمنية لصياغة الدستور"؛ وبرأي الحضور إنّ تحديد الفترة الزمنية تعني بشكل من الأشكال " تهديدٌ للنظام"، وكأنّ الأخير يهمهُ الخروج بدستور ، أو " تهديدٌ للمعارضة" كما لو إنّ الإلتزام بالوقت لدى المعارضة وحدها تحافظ على المعارضة كلاعب.
عند صدور القرار (٢٢٥٤) حُدد الزمن، وكانت المدة (١٨) شهراً مفصلًا بشكلٍ جيدٍ المراحل التي يمكن المرور عبرها، إلا إنّ الواقع أصبح من "الفوات"، حيث هناك سبعة سنوات تفصلنا عن تلك المدة المقررة.
في كل العمليات الدستوريّة لا يمكن الرهان على الزمن، وشخصياً لست من أنصار تحديد الزمن ، لأنني من الناس الذين يريدون بأن تعمل اللجنة الدستوريّة دون أن تكون أسيرةً للزمن.
هناك لومٌ عراقي على الزمن الذي خُصص لصياغة الدستور العراقي، والمجتمع المدني في ذاك البلد طالب بتمديد عمر العملية واللجنة معاً، ولعل الزمن أصبح لدى العراقيين "حمّال الأوجه"، وكذلك هناك من يعزو سبب عدم خروج الأفغانيين بدستورٍ جيدٍ بالزمن، إذ إن الزمن لم يكن لصالح العاملين على الدستور حتى يجلبوا التمويل وبالتالي الخبراء أو فتح الطريق لعقد المشاورات العامة انسجاماً مع روحية "المشاركة العامة".
وبالمقابل ثمة دساتير أُنجزت بالزمن المعقول ألّا أنّه تبيّن عند المرحلة الإنتقاليّة بإنّه دستورٌ مثقّلُ بالثغرات، ويصلح فقط "رمي بكومة من التراب"، كدستور ليبيا فقط؛
وربما لو بدأت العملية بشكلٍ سليم، وفرصة المشاركة العامة متاحة، وأنا هنا لا أتحدث عن المشاركة من خلال إعطاء دور للناس في مرحلة "التصويت العام على المسودة"، بقدر ما إنّ المشاركة هي انخراط الجميع والإتاحة لسماع الرؤى والتوصيات..لما التجأ الليبيون لإصلاح الدستور!
ولا نستغرب بإنّ العبرة لا تكمن في مدة انجاز الدستور، لأنّ الزمن ليس خيارًا أو تكتيكاً لدى الطرفين المتفاوضين وأصحاب العملية، فالطرفان غير راضيان بالعملية أصلاً. النظام غير مقتنع بالعملية وهو مشارك تحت ضغط الضامن الروسي، والمعارضة مشاركة أيضا تحت ضغط لأنها تريد السلطة قبل الدستور؛
فقط المجتمع المدني، وعددهم قليل جداً، يرون بأنّه ربما من الخيارات المتاحة أو الناجحة.
بقي القول، إنّ ما ينقص عمليتنا الدستوريّة هو الإرادة، ولعل غياب الإرادة سببه عدم اقتناع الأطراف المفاوضة بإنّ الصياغة الدستوريّة هي ضرب من ضروب البناء، والدساتير لدول ما بعد(أو في حالة) النزاع (أصلاً لا تقدم المبادئ الدستوريّة إنما أبعد من ذلك بكثير إحداهما الدستور)!
لذلك إصلاح العملية إستحقاق، وهو ليس استحقاقاً سورياً فحسب إنما استحقاقُ (ومعضلة لدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن) وفي الأمم المتحدة!
-
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024 -
في حوار حصري مع مونت كارلو الدولية: الزعيم الكردي مسعود برزاني يقول إن النموذج الديموقراطي مهدد في العراق وصف قرارات المحكمة الاتحادية بالاجحاف ضد الاقليم وتحدث عن القلق حيال الانسحاب الامريكي من العراق
Feb 28 2024 -
بيدرسون: النظام السوري رفض عقد جولات اللجنة الدستورية في جنيف
Feb 28 2024 -
بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
Jan 27 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة!
Jan 14 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة؟
Jan 04 2024 -
يدون تاريخ المنطقة، ويزيل الستار عن خفايا "الهندسة الديمغرافية "! كتاب تقسيم "كوردستان العثمانية" لدكتور آزاد أحمد علي
Dec 30 2023 -
"الحركة الكُردية في العلاقات الدولية" للراحل رشيد حمو
Dec 16 2023 -
شكوى في سويسرا تتّهم الرئيس الإيراني بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»
Dec 13 2023
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018