العمليات الدستورية ومسألة حقوق الإنسان..
فاروق حجي مصطفى
بعيداً عن أي كلام ومبررات وعلاقة الدستور بالتقاليد المحلية، فإن الدستور ينطلق من قراءته للواقع ويؤسس لنفسه أفقاً، ويقدم نفسه كقواعد قانونية ينظم العلاقات ويوزع الاختصاصات والوظائف، ويفصل بين السلطات، ويعزز مكانة الدولة لتكون راعية الناس ويحقق شرط الرفاه أو الحياة الكريمة، فإنّ كل ما سلف لا يتحقق إلا بالرجوع إلى الدساتير المؤسسة، وإلى بزوغ روح القوانين،إلى إن يكتمل المبنى والمعنى معاً.
في مناطقنا الناس عرفوا "حمورابي"، وفي الغرب دستور فرنسا، وووو، لتُنجزْ لاحقاً بعد الحرب العالمية الثانية، والركود الاقتصادي على المستوى العالمي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛
وعلى سبيل الذكر فإن الإعلان تم تسميته بالعالمي وليس الدولي، وهذا الأمر يحتاج إلى مقال؛
وسرعان ما نصبح أمام العهدين الدوليين، والآن نحن في زمن الجيل الرابع من حقوق الإنسان.
ولا ننسى طبعاً الإعلانات الإقليمية لحقوق الإنسان.
استطراداً.. فإن معيار الدستور الجيد من السيء أصبح "مدى سمو القانون الدولي"، أو "شرعة حقوق الانسان" على الأقل فأي دستور لا يُعتبر دستوراً جيداً ما لم يستند مصادره إلى حقوق الإنسان، وهنا لا بد من الذكر مرة أخرى بإنّ حقوق الإنسان لا يتجزأ فله بُعد كلي، وعدم تصديق واعتماد وتوقيع بعض دول منطقتنا لا تعزو العلة في عدم واقعية تطبيقه بقدر ما إنّ ذهنية دولنا ونخبتها لم تبلغ بعد مصاف ما أنتجته أجيال حقوق الإنسان من القيّم والمعرفة وأساليب الحكم.
الدساتير مسألة معقّدة، وليس بوسع الدول أن تصيغ أو تعدّل دساتيرها بين الفينة والأخرى، وهي، تصاغ للوضع الراهن والمستقبل، ولذلك نصبح أمام إشكال عندما يبرر تيار ما ، بعدم الرجوع إلى القانون الدولي بحجج إنه محلي؛ وهنا لابد من الذكر لمرة ثالثة، إنّ الدول التي لديها التقاليد المحلية شديدة الوطأة أخذت القانون الدولي مصدر مثل دول افريقية على سبيل المثال لا الحصر، فهذه الدول خانة "الزعامة" تشكل اشكال لمسائل الديمقراطيّة، ومن الصعوبة بمكان الحديث عن "التداول السلمي"!
بقي القول، إنّ أحد أعقد القضايا الخلافية، ربما لم تناقش بعد على مستوى اللجنة الدستوريّة هي مصادر الدستور المأمول، وليس النقاش حول الأجندة أو بعد من المبادئ والتي ترتقي إلى مستوى الأحكام الانتقالية وليس مبادئ دستوريّة، وشكراً لزملاؤنا الذين قدموا ورقة"سيادة القانون" فهي بادرة مهمة من جماعتنا من المجتمع المدني لحقوق الانسان.
-
الاقتراع السوري الواعي الديمقراطية السورية المأمولة
Mar 31 2024 -
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024 -
في حوار حصري مع مونت كارلو الدولية: الزعيم الكردي مسعود برزاني يقول إن النموذج الديموقراطي مهدد في العراق وصف قرارات المحكمة الاتحادية بالاجحاف ضد الاقليم وتحدث عن القلق حيال الانسحاب الامريكي من العراق
Feb 28 2024 -
بيدرسون: النظام السوري رفض عقد جولات اللجنة الدستورية في جنيف
Feb 28 2024 -
بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
Jan 27 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة!
Jan 14 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة؟
Jan 04 2024 -
يدون تاريخ المنطقة، ويزيل الستار عن خفايا "الهندسة الديمغرافية "! كتاب تقسيم "كوردستان العثمانية" لدكتور آزاد أحمد علي
Dec 30 2023 -
"الحركة الكُردية في العلاقات الدولية" للراحل رشيد حمو
Dec 16 2023
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018