كُوباني..

كُوباني..

Dec 19 2024

فاروق حجي مصطفى
منطقيّاً، كان من المفترض أن تتحوّل كُوباني إلى مدينة محصنّة من العنف والإعتداء عليها، لأنّها كانت سبب لسقوط داعش؛
وغير منطقي أن يُحرر أبنائها، وأبناء جلدتها من بيشمركة وقوات حماية الشعب، وقوات بركان الفرات، وبدعم جويّ وسياسيّ من قبل قوات التحالف،وتذهب إلى يدٍ لم يحررها؛
ثوارنا، وبيشمركتنا، لم يناموا الليل ، وهناك صورةٌ للرئيس بارزاني تعكس كم إنّ كُوباني تحتاج إلى العمل، وحينذاك لم ينم قادتنا أيضاً؛
نعم، تركيا جارتنا، ونحن وأبناء وبنات تركيا مجبرون على حسن العلاقة، وإذا كانت تركيا تخاف وترى إنّ الأمن القومي مهدد، فإنّ الكُرد يرون إنّ الأمن المجتمعي في مناطقهم مهددٌ أيضاً؛

ولا تصلح الأمور،البين من خلال السيطرة على كُوباني وكل مناطق روجافي كُردستان، وحتى شرق الفرات إلى فصيل عسكري آخر، والتجربة تثبت إنّ السيطرة من قبل تركيا لم تجلب الإستقرار.
قبل نصف ساعة شهدت منبج انفجاراً ضخماً، أرعب الأطفال والناس والنساء؛
ألا يوجد طريقةٌ آخرى غير السيطرة بالسلاح؟
شخصيّاً لا أريد أن يزيد الحقد أكثر، وأن يسفك الدماء؛
وبالوسع الانخراط في الحوار ، بين الكُرد، كل الكُرد، قسد ، وأنكسي وربما بوسع الشخصيات المدنية بلعب دورٍ أيضاً مع تركيا ومع الأطراف السورية الاخرى ؛
حسب خبرتي، ومتابعتي أو قراءتي للنزاعات، فإنّ سوريا في مرحلة إنتقالية، وسجّل برسم تركيا هذا الإنجاز، وعليها أن تكون راعيّة، وترى سوريا بتنوعها.
هي حصلت على مكانة مهمّة في سوريا، ولذلك، ولكي تحافظ على هذه المكانة عليها تجميد النزاع، ومساعدة الجميع على الانخراط في بلورة رؤية لسوريا المستقبل، ومنهجية العمل لتعزيز الاستقرار؛
فإذا تمت السيطرة على كُوباني، يعني إنّ سوريا كلها ستتحوّل إلى النار؛
بمعنى سنكون أمام واقع لا يحمد عقباه..
عندها الخاسر الأكبر ستكون تركيا، مع أنها إلى اليوم هي الرابح الأكبر..