زیارة ماکرون لأقلیم کوردستان، لقاء بین قادة جیل السلام ومن أجل السلام..

آراس عبد الكريم
لا ریب أن إستقرار العراق یعزز أرکان السلام الإقلیمي، وإقلیم کوردستان لاعب أساسي ولأربیل دور هام في تدعیم ومساندة بغداد لترسیخ دعائم الأستقرار الداخلي، وهذا ما عبر عنه نیجیرفان بارزاني رئیس إقلیم کوردستان في أکثر من مناسبة حرصا منه علی مسار العملیة السیاسیة في العراق وإقلیم کوردستان و الأستقرار الأقلیمي، وهو نابع من قناعته الواضحة بأنه "کلما زاد أربیل قوة وقدرة، یعکس بالأیجاب علی قوة وإقتدار بغداد، وکلما متنت مکانة العراق تزید من مکانة وحضور إقلیم کوردستان"، ففي منظور هکذا قناعة تعد کل من أربیل وبغداد عمقا استراتیجیا لبعضهما البعض. والرئیس الفرنسي إیمانویل ماکرون أدری من کثیر من الساسة الدولیین والإقلیمیین بهذا النهج الذي تبناه رئیس الإقلیم والذي لقي إعجابا وبات موضع ترحیب وتقدیر لدی ماکرون قبل غیره من القادة.
إن حرص الرئیس الفرنسي إیمانویل ماکرون علی زیارة إقلیم کوردستان واللقاء بقادته ولاسیما رئیس إقلیم کوردستان في خضم التحولات السریعة التي تشهدها المنطقة خصوصا، وتداعیات تلک التحولات یبین بوضوح دور إقلیم کوردستان المتمثل بنهج ومنضور رئیس الأقلیم في حل الخلافات و دعم الأستقرار الداخلي في العراق، کما یعبر عن جدیة فرنسا في دعم ومساندة إقلیم کوردستان والعراق سواء لحل الخلافات أو تدعیم الأستقرار واللذان مرتبطان ببعضهما إرتباطا وثیقا ویکملان بعضهما البعض.
لایختلف إثنان علی الأهمیة القصوی لدور الشخصیات التي تلعب أدوارا محوریة في مصائر شعوبهم بل وشعوب العالم ومسار التأریخ سلبا أم إیجابا، وهذا بمعناه الأیجابي ما یمکن أن ینتظر من کل من ماکرون ونیجیرفان بارزاني، فهم یعدون من القادة التي یمکن أن یطلق علیهم بقادة المهمات الصعبة في بناء الثقة وإیجاد الحلول الواقعیة للمشاکل العصیبة، فالسیاسة الخارجیة لأقلیم کوردستان ومواقفه المرجوة تجاه بغداد ودول الجوار والمنطقة، هي ما جعلت من مکانة الأقلیم محطة هامة لدی الرئیس ماکرون وغیره من القادة، کما لمکانة والدور المحوري الذي یلعبه نیجیرفان بارزاني علی الصعید الشخصي أثر بالغ علی حرص ماکرون لزیارة إقلیم کوردستان واللقاء به، فالمهمة تخص إستقرار العراق والمنطقة وسبل حل المشاکل، مع تداعیات وتحدیات تشهدها المنطقة بأسرها، وما یجعل من تحقیق هذه المهمة لیس محالا، هو ما ینتظر من رئیس الوزراء السید الکاظمي فیما یخص الدور المحوري، فهو مبادر مٶتمر بغداد الذي شهد حضورا إقلیمیا ودولیا مهمین. وما یجعل من مهمة رئیس الوزراء لیست صعبة هو موقف وقناعة إقلیم کوردستان الذي لن یدخر جهدا في التعاون معه ودعمه في مهمته تلک.
بقي القول إنه لمن المنطقي أن نتفاءل بهذه الزیارة، فهي زیارة صدیق هام ومٶثر عالمیا لشعب کوردستان والعراق، وهي لقاء بین قادة من جیل السلام ولأجل السلام.