البيئة الآمنة والمحايدة مرةً أخرى..
فاروق حجّي مصطفى
مع أهمية موجبات نجاح العملية السياسيّة الأخرى، فإنّ التركيز على خلق مناخاتٍ آمنةٍ ومحايدة أصبح إستحقاق للمرحلة السوريّة، وهي المناخات التي لا تقتصر على إعطاء حصانة لشريحة سكانية أو عددٍ من المؤسسات في عملية الإستجابة بقدر ما إنّ مثل هذه المناخات تتطلب "مروحة" أوسع بدءاً من عزل مصالح الناس عن أي إحتراب وانتهاءاً بخلق ظروفٍ وشروطٍ مناسبة لتنفيذ القرار(٢٢٥٤) والسير في مقاربة السلات الثلاثة؛
ولا بد من القول بإنّ عدم ذكرنا للسلة الأولى هي لإستحالة العمل عليها على الأقل في المرحلة الحالية ، فهي السلة التي أعتقد بإنها لم تكن من الضرورة طرحها أصلاً لكون تنفيذ السلاّت الثلاثة تحقق محتوى السلة الأولى.
والحال إنّ البيئات الآمنة أيضاً تمر حسب المتطلبات في الحروب، نختصرها في فتح ممرات ومساحات للاستجابة بعيداً عن الإكراه؛
وفي ظل سير العمليات التفاوضيّة بين الأطراف المتنازعة يتطلب تجميد النزاع مؤقتاً كبوادر لحسن النية؛
وفي عمليّاتٍ سياسيةٍ أكثر عمقاً وإستراتيجيةً تصبح البيئة الآمنة أمراً ملحاً، لأنّ مثل هذه العملية لا تقتصر على طرف دون الآخر فهي عملية تنعكس نتائجها على مستقبل البلاد برمته؛
ومن هنا فإنّ التمسك بخلق مناخاتٍ بيئةٍ آمنة تنبع من وطنيّة الموقف أولاً، واستجابةً لطي مراحل المخاطر، ويتلخص بـ"عدم تكرار النزاع".
استطراداً.. إنّ مدى فهمنا لمثل هذا الخيار هو مرهونٌ بمدى درايتنا لأحقية المطلب؛
وعليه فإنّ مثل هذا المطلب لا:
-يقتصر على الأطراف المثارة للنزاع؛
-يقتصر على جهدٍ محلي إنّما جهد إقليمي ودولي.
-يتم دون إشراك الكل المنخرط في العملية السياسية والإنسانية والحقوقية؛
-يمكن أن تظهر الملامح الحقّة دون أن تصبح قضية عامة مجتمعيّة، وبالتالي يصبح الحيّز المجتمعي شريكاً في عملية البناء الديمقراطي؛
بقي القول: إنّ المطلب في العمل على خلق مناخات آمنة، ليس لأجل عمل إسعافي مؤقت بقدر ما إنّ الأمر يمتد إلى البعد الحياتي اجتماعياً حيناً وسياسياً في حينٍ آخر، وقبل كل شيء تؤسس لمسار يكون فيه "الملكية الوطنيّة" للعملية السياسيّة عامل ملازم لإنتاج أي مسودات داعمة للعملية الدستوريّة والتي هي جامدة بسبب غياب بيئات آمنة للعمل الدستوري على ضوء التدخل الروسي الواضح!
-
"موجز الرحلتين في اقتفاء أثر مولانا ذي الجانين" كتاب جديد للروائي سردار عبد الله..
Oct 12 2024 -
٢٥ أيلول: إستفتاء على الحريّة صاغه الرئيس..
Sep 26 2024 -
لماذا حدثت انتفاضة ديمقراطية من لندن إلى طهران مروراً بباريس؟
Jul 16 2024 -
وعن الإنتخابات في سوريا..
Jul 14 2024 -
"مساحة آمنة ومحايدة" ضرورةٌ لعمليةٍ دستوريةٍ ناجحة !
Jun 10 2024 -
وفاة الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار
Jun 10 2024 -
البيئة الآمنة والمحايدة مرةً أخرى..
May 21 2024 -
هل تولد رؤية وازنة عبر تكتيكات طوارئ؟
May 17 2024 -
البيئة الآمنة والمحايدة كشرط للعملية السياسية الناجحة!
May 09 2024 -
الاقتراع السوري الواعي الديمقراطية السورية المأمولة
Mar 31 2024
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018