«ثلاث عقد» أفشلت اجتماع الوزراء «الضامنين» في جنيف

«ثلاث عقد» أفشلت اجتماع الوزراء «الضامنين» في جنيف

Dec 19 2018

دي ميستورا تمسك برعاية الأمم المتحدة ولجنة دستورية... ولافروف وجاويش أوغلو وظريف غيروا البيان الختامي
«ثلاث عقد» أدت إلى فشل اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث «الضامنة» لعملية آستانة - سوتشي في الأمم المتحدة، في جنيف، أمس. إذ فوجئ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتمسك المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بمعايير عمل اللجنة الدستورية السورية، وقائمة المستقلين فيها، فانتهى اجتماع «الضامنين الثلاثة» من دون اختراق، أو تشكيل للجنة.
ويعني ذلك أن الملف رحل إلى بعد غد، حيث ستجري مشاورات مكثفة في نيويورك بعد الإيجاز الأخير الذي سيقدمه دي ميستورا قبل انتقال الملف إلى خلفه الدبلوماسي النرويجي المخضرم غير بيدرسون.
وقال قيادي معارض لـ«الشرق الأوسط» إن الفشل في إحداث اختراق أسفر عن تغيير مسودة البيان الختامي، بحيث إنه تم حذف عبارة نصت على «إعلان تشكيل اللجنة الدستورية بالتنسيق مع جميع الأطراف».
من جهته، قال دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» إن «العقد» الثلاث التي أدت إلى فشل الاجتماع الوزاري بين لافروف ونظيريه التركي مولود جاويش اوغلو والايراني جواد ظريف، هي: الأولى، الخلاف حول دور الأمم المتحدة في العملية الدستورية، بين تمسك دي ميستورا بـ«رعاية» الأمم المتحدة واقتراح «الضامنين» عقد اجتماعات اللجنة «تحت سقف» الأمم المتحدة أو «في جنيف». والثانية، معايير عمل اللجنة الدستورية، ذلك أن الأمم المتحدة تمسكت بخيار استعجال الاتفاق على المعايير، وليس ترحيل الموضوع إلى العام المقبل، لإلزام المبعوث الجديد غير بيدرسون بالعمل في هذا الموضوع. والثالثة، تركيبة القائمة الثالثة (في اللجنة) التي تضم مستقلين وممثلي المجتمع المدني، إضافة إلى استعجال موسكو الحصول على موقف الأمم المتحدة. وقال الدبلوماسي: «أخذوا 9 أشهر لتقديم القائمة الثالثة، ويريدون موقفنا خلال 24 ساعة!».
ونقل قيادي في المعارضة السورية عن مسؤول غربي قوله إن نقاشاً حاداً جرى بين دي ميستورا وممثلي «الضامنين» الثلاثة، ذلك أن مبعوث الأمم المتحدة أشار إلى أن اقتراح تسمية الحكومة 30 والمعارضة 20 من ممثلي القائمة الثالثة يقوض مفهوم بيان الحوار الوطني السوري في سوتشي، الذي نص على أن تضم القائمة الثالثة ممثلي المجتمع المدني والمستقلين والأقليات والعشائر.
وكان الجانب الروسي قد تمسك بأغلبية 60 في المائة في اللجنة الدستورية، أي ما يوازي سيطرة القوات الحكومية على الأرض من مساحة سوريا (30 في المائة لحلفاء واشنطن، و10 في المائة لحلفاء أنقرة)، في وقت تمسكت فيه دمشق بأغلبية الثلثين، وأن تملك صلاحية تسمية غالبية أعضاء «القائمة الثالثة»، وحذف أسماء كان قد اقترحها دي ميستورا. وجرت ترجمة ذلك في قائمة حملها الوزراء الثلاثة أمس إلى جنيف، من دون أي خبير أو شخصية بين الذين شاركوا في المفاوضات غير الرسمية حول الدستور السوري خلال السنوات السابقة.
واستبق اجتماع الوزراء الثلاثة، أمس، لقاء هاتفي عقده المبعوث الأميركي إلى سوريا، جيميس جيفري، مع ممثلي «المجموعة الصغيرة»، واتصالات بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأطراف السورية، بينهم رئيس «هيئة التفاوض السورية» المعارضة، نصر الحريري. وبحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، فإن «المجموعة الصغيرة» اتخذت موقفاً نقل إلى الأمم المتحدة، ودي ميستورا، وتضمن «خطوطاً حمراً»، بينها أن يكون إقرار اللجنة مرتبطاً بموافقة الأمم المتحدة والمعارضة، إضافة إلى ضرورة التمسك بدور «الرعاية للأمم المتحدة»، وإقرار معايير عمل اللجنة.
وبعد مشاورات ماراثونية، اكتفى الوزراء الثلاثة بسقف منخفض لاجتماع جنيف، تمثل بقراءة لافروف (بحضور نظيريه التركي والإيراني) البيان الختامي من دون مؤتمر صحافي. وقال لافروف إن الوزراء أبلغوا دي ميستورا بـ«النتائج الإيجابية لمشاوراتهم مع الأطراف السورية حول تشكيلة اللجنة الدستورية»، وإن الدول الثلاث أكدت عزمها على «الإسهام في إطلاق عمل اللجنة الدستورية، بما في ذلك عن طريق صياغة مبادئ إدارية عامة، من خلال التنسيق مع الأطراف السورية، والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا». وأوضح البيان أنه سيتم بناء على هذه المبادئ «تحديد القواعد الإجرائية التي ستضمن العمل الفعال الثابت» للجنة الدستورية.
وشددت الدول الضامنة لعملية آستانة على أن «عمل اللجنة الدستورية يجب أن يكون مبنياً على شعور التوافق، والمشاركة البناءة الرامية إلى التوصل للاتفاق العام بين أعضائها، مما سيتيح لنتائج عملها الحصول على أوسع دعم ممكن من قبل الشعب السوري»، وأكدت أن عمل اللجنة الجديدة ينبغي أن يحكمه «إدراك للحلول الوسط والحوار البناء».
وتم الغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان مقررا عقده بعد الاجتماع الثلاثي، اكتفى الوزراء بتصريحات أحادية. وقال لافروف، وفقاً لما نقلته عنه وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، إن
النتيجة التي ستتوصل إليها اللجنة في هذه الحالة ستحظى بـ«تأييد واسع النطاق من قبل الشعب السوري»، ووصف مشاورات جنيف بأنها «إيجابية للغاية».
من جهته، قال دي ميستورا، عقب المحادثات مع روسيا وإيران وتركيا، إنه لا يزال «ينبغي عمل المزيد» في «الجهود الماراثونية» لضمان تشكيل لجنة دستورية متوازنة شاملة جديرة بالثقة، وأضاف في مؤتمر صحافي أنه سيرفع تقريراً إلى غوتيريش اليوم، وإلى مجلس الأمن غداً، وأنه يتوقع أن يستكمل خليفته بيدرسون عمله ابتداء من السابع من يناير (كانون الثاني)، وتابع: «ينبغي بذل المزيد من الجهد، لكننا نقدر بالتأكيد العمل المكثف الذي تم إنجازه».
وفي البيان العلني، أكد دي ميستورا المبادئ التي قالها في الاجتماع، لجهة رعاية الأمم المتحدة وآلية العمل، وقال إن مشاوراته أمس «جزء أساسي من الجهود المكثفة التي يبذلها المبعوث الخاص، بناء على طلب الأمين العام، للتقدم بشكل أساسي نحو إمكانية إنشاء لجنة دستورية، بقيادة وملكية السوريين، وبتيسير من الأمم المتحدة، من أجل صوغ إصلاح دستوري يعرض لموافقة شعبية، كمساهمة في التسوية السياسية في سوريا، بشكل يضع بيان سوتشي في سياق عملية جنيف، لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2245»، وأضاف: «هناك جهد إضافي يتعين القيام به لضمان التدابير الضرورية لتشكيل لجنة دستورية ذات مصداقية متوازنة شاملة - ولإدراج ترتيبات متوازنة للرئاسة ولهيئة الصياغة، وكذا لنسبة التصويت - يتم إنشاؤها تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف».
(الشرق الأوسط)




تشييع شهداء القصف التركي على شنكال

تشييع شهداء القصف التركي على شنكال

Dec 18 2018

برجاف|كوباني
وسط سخط جماهيري عارم شيع الآلاف من أهالي مدينة كوباني ووفود من خارج المدينة جثامين ضحايا القصف التركي على شنكال الذي استهدف ثلاثة عمال من أبناء كوباني في منطقة شنكال.

وكان قد وصل جثامين الشهداء الثلاثة كل من (خليل قره على – مصطفى حجي من أبناء قرية قولان- ومحمد خان تمو من قرية حلنج) إلى مسقط رأسهم في كوباني ليواروا الثرى إلى مثواهم الأخير في مقبرة الشهداء "شهيدة دجلة".

ويذكر أن الضحايا الثلاث لقوا حتفهم جراء قصف الجيش التركي في الـ13 من الشهر الجاري لمنطقة مخمور ومواقع في منطقة شنكال حيث كان الضحايا قاصدين شنكال للبحث عن رزقهم والعمل على حفر الآبار في المنطقة.




عثرات ما بعد الاستعمار ... التحرر ليس صنواً لبناء الدولة

عثرات ما بعد الاستعمار ... التحرر ليس صنواً لبناء الدولة

Dec 18 2018

برتران بادي *
في كتابي الصادر أخيراً والموسوم بعنوان «حين يعيد الجنوب ابتكار العالم» (لا ديكوفيرت)، أتناول بالتحليل العلاقات الدولية في عصر العولمة، ومصادر العنف والنزاع في عالمنا هذا، وأسلط الضوء على ما خلفه تفويت الفرص التي سنحت إثر العودة عن الاستعمار، من أثر سلبي وسام في العلاقات الدولية. ورسخ الاستعمار وعملية العودة عنه النظام القديم في العلاقات الدولية، وهو نظام يتحدر من معاهدة «فيستفاليا» المبرمة في 1648. واحتكم العالم الغربي إلى المعاهدة هذه في تدبير شؤون العالم وتنظيمه تنظيماً قائماً على رجحان ثقل وسلطان الدول- الأمم. ويبدو أن شاغلنا الهوسي هو افتراض أن الأمور على ما كانت عليه، ويقدم الغرب العولمة على أنها ابتكار القوى الغربية العظيم المحبة للتكنولوجيا والعقلانية والمبادئ الجامعة العامة.
ولكن الغربيين ليسوا وحدهم في العالم، وهم أقلية على المستوى السكاني، وانحسر دورهم في الوقوف وراء حوادث العالم وتراجعت قدرتهم على أداء دور الفاعلين في العالم، وتنظيم شؤونه (العالم). ولذا، تمس الحاجة إلى احتساب الآخرين ورؤاهم في تفسير حوادث العالم من اخفاقات وعنف. والعودة عن الاستعمار جلت على صورة خادعة. فاستقلال هذه البلدان وإنشائها دولاً افترض دخولها في مجتمع دولي متساو ومتجانس، في وقت أن الدول هذه ليست دولاً فعلية ولا مستقلة بعد. فالعودة عن الاستعمار دارت على رتق العلاقات وليس على تحول أو تغير فعلي.

وحين أنشئت «الأمم المتحدة» في 1945، كان عدد الدول المنضوية فيها لا يزيد على 51 دولة، كلها تقريباً من دول الشمال (شمال المعمورة). واليوم، عدد الدول المنضوية فيها 193 دولة، الشطر الراجح منها هي دول جنوبية. ولكن على رغم غلبة دول الجنوب عليها، الدول الغربية الخمس نفسها هي التي تملك حق النقض في مجلس الأمن، وهي التي تسعى إلى قول الكلمة الفصل في المسائل الدولية، سواء فعلت هذا في مجموعة الدول السبع أو في «مجموعات الاتصال» الدولية. وقدمت مرحلة نزع الاستعمار على أنها مرحلة انتقالية، أي مرحلة انضمام «مبتدئين» إلى النادي الفيستفالي (نسبة إلى معاهدة فيستفاليا 1648 في ختام حرب ثلاثين عاماً على الحرب بين الكاثوليك والبروتستانت). ولكن شطراً كبيراً من المنتسبين الجدد إلى الأمم المتحدة لم يكن «مبتدئاً»، بل صاحب ذاكرة سياسية مديدة ويتحدر من حضارة أقدم من الحضارة الأوروبية. فباشرت هذه الشعوب الحياة الدولية على أسوأ وجه، وفي أكثر السياقات غير المؤاتية. واليوم، ندفع ثمن ما تقدم.

ووراء إخفاق العودة عن الاستعمار عدد من العوامل، أولها إنكار ذاكرة هذه الشعوب التاريخية، وهي شعوب كانت تسعى إلى الانعتاق من هيمنة الاستعمار. ولم يكن في محله افتراض أن اندراج هذه الدول «المبتدئة» في سياق تاريخ لا تنتمي إليه، سيرفعها إلى مرتبة «الرشد». وسرعان ما تبين أن أشكال التنظيم السياسي المتحدرة من نزع الاستعمار لا تلائم جبه تحديات العالم الفعلي. وخير دليل على ذلك هو اليوم انهيار أو اخفاق دول في العقود الأخيرة في أفريقيا وخارجها: في أفغانستان واليمن وليبيا والصومال... وعوض السعي إلى عالم جديد، تعلقنا بفكرة المرحلة الانتقالية والتزام موقف سالب وانتظار آثار النمو، وتمني أن تحمل الأيام المقبلة الأفضل!

ولم تُشرك الدول الجديدة في حكم العالم وتوجيه دفته، وهي اكتفت بدور المحتج، عوض المشاركة في إدارة العالم الجديد. وبدأ دورها الاحتجاجي مع مؤتمر باندونغ في 1955، وتبلور دورها أكثر في حركة دول عدم الإنحياز، ثم في ميثاق الجزائر ومجموعة الـ77 (تحالف دول ناشئة في الأمم المتحدة للدفاع عن مصالحها). وعلى المنوال هذا، أبصر النور ما سميناه في الأمس العالم الثالث وما نسميه، اليوم، دول الجنوب. ولجأت هذه الدول إثر استبعادها من الحكم الدولي، إلى ديبلوماسية جديدة قوامها الاحتجاج والخطابة. ولم تقترح الدول هذه إنشاء أشكال تنظيم سياسي جديد ولم تندمج فعلياً في المجتمع الدولي.

وارتكب الغرب خطأ اعتبار القادة المولودين من رحم نزع الاستعمار رجال دولة، في وقت كانوا رجال تحرير فحسب. والتباين بين دور باني الدولة ودور المحرر شاسع، ويترتب على كل منهما سمات مختلفة. ورجح دور المحرر من الاستعمار رمزياً في حركات مثل حركات الوحدة الأفريقية، والوحدة الأسيوية والوحدة العربية... فالغاية من هذه الحركات هي صوغ يوتوبيا تحرر وتحرير، وليس بناء دولة– أمة...

وبعض قادة التحرر كانوا ساسة كبار، ومنهم نكروما الغاني، ونهرو الهندي، وسوكارنو الإندونيسي وغيرهم. ولكن هؤلاء لم يشاؤوا أن يكونوا مشيدي دول. ففي غانا، قال نكروما إن السعي إلى إنشاء دولة على أنقاض الاستعمار هو فخ، ومغامرة في الوقوع في شباك القوات المستعمرة السابقة. والدول المصطنعة المولودة من العودة عن الاستعمار كانت أدوات إرساء نظام نيو- كولونيالي. وبعض رجال التحرر اضطر إلى الصدوع بهذا النظام، وانزلق إلى الاستبداد والعنف، فطعنوا في ما أنجزوه: التحرر. وتتعذر اليوم الإشادة بأحمد سيكو توري (أول رئيس غاني) بعد مآل حكمه إلى ديكتاتورية.

وخطاب رجال التحرر هؤلاء رمى إلى وحدة إقليمية أو قارية. فعلى سبيل المثل، كان نكروما قبل كل شيء من أنصار الوحدة الأفريقية. ولم يخفاه أن تحرر الشعوب الأفريقية لا يُبلغ إلا إذا كان على صعيد القارة. ومنظمة الوحدة الأفريقية- وهي صارت مذ ذاك الاتحاد الأفريقي- ولدت في 1963، ولكنها إلى اليوم، لم تحقق حلم نكروما، ولا تزال منظمة تعنى بما بين الدول، ولم ترتقِ إلى مصاف منظمة قارية. والفخ الذي دار كلام نكروما عنه لم يتغير في العقود التي تلت. فعلى سبيل المثل، كان نيلسون منديلا رجل تحرير عظيم، ولكنه عجز عن إرساء مؤسسات دولة جنوب– أفريقية فعلية. فالغاية من نزع الاستعمار لم تُبلغ لأن التحرر كان شكلياً.

وفي عدد من الحوادث التاريخية، تتزامن ديناميتان، كل منهما نقيض الأخرى إلى حد كبير. فإلى الاحتيال والاستهتار والاستعمال الذرائعي، غلبت كفة السذاجة في بعض الأوقات. وكان بعضهم في الغرب صدوقاً في اعتبار مرحلة نزع الاستعمار على أنها مرحلة مراهقة. ولكن المرحلة هذه لا تطعن في طابع النموذج الغربي الجامع والعام. وسرعان ما أدركت قوى الاستعمار السابقة أن في وسعها الاستفادة من ضعف الجنوب، الذي يقع خارج أراضيها وخارج حكمها وثراواتها، وأنها، عليه، في حل من مقاربة السياسة على ما تفعل في بلادها. فنفخت في ضعف الجنوب، وهو ضعف عظيم ينوء العالم اليوم تحت ثقله. وسعت هذه الدول الجديدة إلى الإتكاء إلى ضعفها، والبحث فيه عن موارد قوة للنهوض والتوثب. فصار ضعفها نفسه قوة تخريب وأذى وإضرار، ومورد دالة سياسية في عالم معولم، وهو عالم تربط الوشائج بين اللاعبين فيه. فالضعيف يعتمد على القوي، وهذا بدوره يعتمد على الضعيف كذلك. وما علينا إلا إلقاء نظرة إلى الخريطة الدولية لنلاحظ أن ميادين المعارك كلها تقع في الجنوب. فالحوادث الكبرى التي تقولب الحياة الدولية تتحدر من مكامن الضعف حيث يصبح القوي عاجزاً، فلا يسعه إلا الرد على الفوضى، وهو مشاهد متلق لها.

والعولمة طارئة على التاريخ، فعمرها يقتصر على 50 عاماً. وهي لا شك ولدت سياقات مفيدة، وسمحت بتقدم تقني وإنساني. ولكن في غياب حوكمة عادلة، الوضع على شفير الانفجار السياسي. فهوة التباين تتسع. وفي الأمس، لم يكن الفقير يرى الثري، ولكن اليوم لا مفر من رؤية الفقير العالم كله. وتتسع حيازة الخليوي في أفريقيا اتساعاً مطرداً. وعليه، نعيش في مرحلة عولمة الخيال عولمةً تعصى التصديق. والفقير اليوم يدرك تمام الإدراك حاله قياساً إلى الأثرياء. ولا مفر من أن يخلف هذا كله ارتدادات غير مسبوقة، وتماهيات جديدة هي مصدر تنازع ضخم. وحريّ بنا احتساب هذه التوترات الجديدة عوض اللجوء إلى بدائل مثل الأعمال الخيرية أو التنميط.

* أستاذ في سيانس بو، عن «ليبراسيون» الفرنسية، 5/10/2018، إعداد منال نحاس
(جريدة الحياة)




جانب من احتفال الجالية الكُردية في المانيا بيوم العلم الكُردي

Dec 18 2018


ارتفاع منسوب المياه يشعر الناس بالارتياح لتوفير الكهرباء

ارتفاع منسوب المياه يشعر الناس بالارتياح لتوفير الكهرباء

Dec 17 2018

برجاف|كوباني -زوزان بركل
رجح الإداري في مديرية الكهرباء أن أسباب عدم انقطاع التيار الكهربائي وتراجع الانقطاع في الأيام الاخيرة يعود إلى ارتفاع منسوب المياه وإلى الإجراءات التي تتخذها المديرية من أجل مواجهة مشكلة الانقطاع.

وأوضح فهد محمد الإداري في المديرية لـ"برجافFM" "سبب عدم انقطاع الكهرباء هو ارتفاع منسوب المياه كما ويساعد سقوط الامطار بدفع تركيا لإطلاق المياه، حيث قبل فترة شهدت المنطقة انقطاع متواصل للكهرباء كان سببها انخفاض المنسوب وحينها كان يتم توفير الكهرباء 12ساعة فقط وانقطاع 12ساعة متواصلة".

مشيراً "أن منسوب المياه هذه الفترة يبلغ ما بين 600 إلى 700متر مكعب في الثانية، وبيّن عدم تخزين المياه لأنه لا يوجد بحيرة بالقرب من السد؛ مؤكداً أنه في حال بقي ارتفاع منسوب المياه على حاله سيتم توفير الكهرباء أولاً بأول في كوباني وقراها وصرين ومنبج؛ وأحياناً يكون هناك انقطاع ما بين ساعتين أو ثلاثة بشكل متقطع بسبب الاستهلاك الزائد وزيادة الأحمال على الشبكات والمحولات".

ويذكر أن عدم انقطاع التيار الكهربائي في الآونة الاخيرة جعل العديد من الناس يشعرون بالارتياح، واحياناً يعود سبب انقطاع الكهرباء إلى عدم تخفيف الاحمال على المحولات، كما وأن أرتفاع المنسوب يعود أيضاً لسقوط الأمطار بشكل جيد لهذا العام مما يحقق وفراً في الكهرباء.




ضحايا القصف التركي على شنكال يصلون إلى كوباني

ضحايا القصف التركي على شنكال يصلون إلى كوباني

Dec 17 2018

برجاف:كوباني
استلم ذوي الشهداء الثلاثة في كوباني جثامين أبنائهم الذي قضوا جراء قصف الجيش التركي على شنكال ، إذ وصلت جثامينهم اليوم ليواروا الثرى إلى مسقط رأسهم في كوباني وسيتم تشييعهم إلى مقبرة الشهداء يوم غد.

وكان قد قصف الجيش التركي منطقة مخمور ومواقع في منطقة شنكال في الثالث عشر من الشهر الجاري، ما أسفرعن وقوع عدد من الضحايا المدنيين وتبين من بين الضحايا ثلاثة شهداء من كوباني وهم كل من (خليل قره على – مصطفى حجي من أبناء قرية قولان- ومحمد خان تمو من قرية حلنج)، وكان الضحايا قاصدين شنكال للبحث عن رزقهم والعمل على حفر الآبار في المنطقة.

وتجدر الإشارة أن أهالي كوباني تلقوا خبر ضحاياهم بسخط كبير، حيث سيتم تشييعهم يوم غد إلى مقبرة الشهداء "شهيدة دجلة" في الساعة واحدة ظهراً، ومن المقرر مشاركة وفود من شمال سوريا للمشاركة بالمراسيم والتنديد بالتهديدات والهجمات التركية على المناطق الكٌردية كافة.




أخر تصريحات جيمس جيفري

Dec 17 2018


منظمات في ضيافة برجاف: نتطلع أن نكون في اللجان الفرعيّة لغرفة الدعم بجنيف

منظمات في ضيافة برجاف: نتطلع أن نكون في اللجان الفرعيّة لغرفة الدعم بجنيف

Dec 15 2018

برجاف| هولير-رنا عمر
رَعَتْ منظمة برجاف لقاءاً تشاورياً بين عدد من منظمات المجتمع المدني السوري العاملة في كُردستان العراق، وخرجت بعدد من المخرجات كان أهمها: لا بد من لعب دور في ظل التطورات الأخيرة في مناطقنا، خاصة في عمليتي الحشد والمناصرة والبحث عن آليّة ذات جدوى لاستجابة تطلعات الناس ومشاطرة مخاوفها، والكشف عن الوجه الكارثي فيما لو حدث اي اجتياح لمناطقنا، كما رأت المنظمات بأنه من الأهميّة بمكان مساندة غرفة دعم المجتمع المدني بجنيف وغرفها الفرعيّة، وكيفية لعب دور فاعل فيها سواء أكان حضوراً فيزيائياً، أو فيديوياً، وفي ايجاد دور في تشكيل لجان المتابعة للغرف الفرعيّة من جوار سوريا.
ووقف ممثلوا المنظمات في الإجتماع حول الدور الذي يلعبه المبعوث الخاص، والتمسك بالدور الذي سيلعبه المجتمع المدني في لجنة صياغة الدستور، فضلاً عن تمسك المبعوث الخاص بالرعاية الامميّة لعمليّة الدستور والمباحثات تبعاً للقرار الأممي ٢٢٥٤.
ورأى ممثلو المنظمات بأن المنظمات المدنيّة في كُردستان العراق بحاجة إلى آليّة مجتمعيّة فعالة وربما يكون إعلان منصة أو شبكة أو رابطة من أهم استحقاقات المرحلة.
وخرجت المنظمات بعدد من المخرجات، مثل:
-العمل لأجل الغرفة الفرعية ولجان المتابعة بهولير.
-النقاش والعمل الجدي وصولاً إلى آليّة مجتمعيّة فعليّة والبحث عن إطار تشبيكي جامع.
-قيّم ممثلو المنظمات إيجابياً ما يقوم به المبعوث الخاص من إعطاء دور للمجتمع المدني في لجنة صياغة الدستور، وأخذوا على انفسهم مسؤوليّة العمل ليكون مساعداً لمن يكون في لجنة الصياغة و تقديم كل العون له.
-رأى ممثلوا المنظمات انّ خيار تفاقم الأزمات وإثارة الحرب وتفعيل العنف هو خيار خاطئ ولا بد من العمل ضده بما ينسجم نضال ونشاطات وقيّم المجتمع المدني، والتمسك بخيار القرار الأممي وهو بمثابة الحل المبدأي لكل سوريا.
تجدر الاشارة إن المنظمات التي اجتمعت في مقر برجاف بهولير/كُردستان العراق، هي منظمات مدنيّة متنوعة سوريّة: انسانيّة مدنيّة حقوقيّة نسائيّة، وأخذت على نفسها اللقاء بشكل متواصل لتبادل المعلومات وتفعيل الحالة التشاركيّة وصولاً لبناء إطار جامع لكل المنظمات.




 برجاف تستضيف لقاءًا للفاعلين المدنيين في شمال شرق سوريا

برجاف تستضيف لقاءًا للفاعلين المدنيين في شمال شرق سوريا

Dec 15 2018


برجاف|كوباني زوزان بركل

عقد في مركز برجاف الإعلامي في مدينة كوباني لقاءاً تحت عنوان "لقاء الفاعلين المدنيين في شمال شرق سوريا" تنظمه منظمة ايمباكت بالتعاون مع منتدى الحوار السوري الفكري.

وذلك لمناقشة اهم التحديات التي تواجه منطقة شمال شرق سوريا من النواحي الاجتماعية والتنموية والسياسية وكذلك الفرص المتوافرة لبناء إدارة قوية وتعددية تطبق مبادئ الحوكمة الرشيدة وتسعى لبناء تصور عام لدى فئات مختلفة من الفاعليين المدنيين حول اهم القضايا التي تلم بالمنطقة وإيجاد حلول مبتكرة وعملية للاستجابة لها.

ويعتبر المنتدى الفكري يهدف إلى تطوير الوعي الجمعي لفئات المجتمع السوري، وترسيخ القيم الإنسانية بين الافراد من خلال تفعيل وتطوير الحوار البناء، والابتعاد عن التفرد والتسلط، وترسيخ قيم التسامح وتقبل الآخر ونبذ التطرف، وإن هدف المنتدى الرئيس هو البحث ابداً عن سوريا حضارية فكرية بعيدة عن لغة العنف والحرب والقوة والهيمنة.

ويذكر أن منظمة إيمباكت هي منظمة مجتمع مدني مركزها في ألمانيا وتنشط في الشرق الأوسط وأوربا وتهتم بدعم المجتمع المدني من خلال الأبحاث وبناء القدرات والتشبيك.




فيلم وثائقي

فيلم وثائقي "سنتان و8 أشهر، و6أيام" للإعلاميّة هيرو اسماعيل: تنتزع الحريّة لليلى من قلم أخاها..

Dec 14 2018

فاروق حجّي مصطفى
ليس أمراً سهلاً، وأنت تراقب الكاميرة، وهي تتجول من قصة لقصة، وتسمع كلمات الألم وسيرة النار من فم الضحيّة المرتجفة؛ من الخطأ وصف حال الضحيّة واختصارها بعنوان قد يصلح لروايّة أو قصة عشق""سنتان و8 أشهر، و6أيام" ، فهو أبعد من ذلك، حتى إنّ عنواناً كعنوان" ليلى، وليالي النار" أقل وصفاً، أو عنوانٌ ناقص، لما عاشتها ليلى في الأيام الجهنميّة، وإجبارها على أن تكون سبيّة، فاقدة للحيل والإرادة، والترجي الدائم من الظالمين لتعيش لحظة كإنسانة، لحظة أن تكون في خارج النار.
"سنتان و8 أشهر، و6أيام" فيلم وثائقي للإعلاميّة هيرو إسماعيل، وهو من إنتاج فضائيّة كُردستان، تسلط الضوء على النساء؟ الإيزيديات عاشرنّ النار في محنة هجوم داعش على "شنغال"، تقول زميلتنا هيرو بأنّ فكرة الفيلم مستوحاة من كتاب شقيق الضحية ليلى خالد تعلو الذي دون كتاب بعنوان"ليلى، وليالي الألم".
هيرو خان كانت تلتقط لحظات النار بألمٍ أيضاً، ما فتكت وأصبحت جزءاً من السيرة، وجزءاً من البحث عن الحريّة لضحايا الكُرد الإيزيديات، من بوابة حريّة الكُرد وكُردستان أيضاً.
تحمل الهاتف وهي أمام سجلات أسماء الضحايا وقصص حياتهن؛ تتصل بشقيق الضحيّة الإستثنائيّة ليلى خالد تعلو ، وتضع قدماها من خلال مكالمة على طريق سرد أيام النار من نافذة الضحيّة الجريئة ليلى، وهي منطلقةً من هولير متجهةً نحو دهوك السند الناجي، ومسند الباحث عن الحريّة، لتدخل إلى مخيّم أهالي الضحايا. في كل خيّمة قصة، وقد تكون أكثر وطأة من القصص الأخرى، بيد أنّه ثمّة قصصٌ اكتملت بنيانها وثمة قصصٌ لم نتمسك بخيوطها بعد. وهنا لعبة ذكاء هيروخان هو دورٌ قلما التمسها غيرها.
الفيلم عرض في صالة إمباير، بفاملي مول، وكانت الصالة تعج بالضيوف، وحضر أيضاً مدير القناة ومسؤولون آخرون بينما هيروخان ترحب بالضيف الأول هي "ليلى" مع عائلتها، قال شقيقها خالد أنا الآن اشعر بالفخر وبجانبي ليلى، لم يخطأ، إنّما صحح إعوجاج الذهن لأنّ الكرامة مركزها الحريّة، وها قد أنجز خالد حريّة ليلى ولتصبح هي رسولة سبيّات، إخواتنا اللواتي يدفعنّ ثمن الحريّة.
هو ليس بموسم "الإيزيديات" المعذبات، فـ"شم برهم علي" لها كتاب عن الأطفال الإيزيديين تم توزيعها قبل أيام وهي طفلة كتبت عن الاطفال الايزديين بلغة صاحب القرار، كتبت بالانكليزيّة بهدف أن يكون صاحب القرار الكبير في صورة حالنا، فمن تكتب بالانكليزيّة لغة القرار تكتب بالكُرديّة كما "يسيل الماء في المجرى دون أن تكلف نفسك ان تمد لماء الحفرة ، الماء قادر أن يسيل بلا معيّة. وبينما كنا نتابع لحظات النار وكيف أنّ ليلى تنتقي كلماتها بعنايّة وتكتشف مفاصل الظلم كانت ناديا مراد عائدة للتو من إستلامها لجائزة "نوبل"؛ ما يعني بأننا في أيام موسم الحريّة في لحظة أن كُردستان تدخل في مرحلة أخرى أكثر تفاؤلاً من ما مضى..قيادة الجيل الثالث من البارزانيين..والبارزاني الكبير يوزع الأدوار من فحوى تجربةٍ غنيّةٍ بسيّر الألم والنار وصفحاتٍ من الحريّة أنجزها الكبير بإرادته واستقامته وصدقه مع الهدف.
ولا نستغرب، ونحن نشاهد كلام ليلى، وهي تتلو قصة يومٍ وآخر بشفاهها المرتجفة، مرة عن نفسها ومرة عن قصص شقيقاتها وهنّ سبيّات أيضاً، وتذكر إسم ظالمٍ وراء الآخر وتذكر ملامحهم، فإنك سرعان ما تفكر بما أنجزته هيروخان نفسها، وكيف أنّها سحبت قصةً من بطن قصةٍ والقصتين مصدرهما النار..تفتح الدفتر لتدوّن ليلى قصتها، وما إن تسمع الكلمات، حتى تدون كلمات خالد، وكيف أنّه يؤمن المال لشقيقته التي تعيش النار في "الرقة"؛ بدا لي الرقة -وهي مدينة قريبة لبلد كاتب السطور -كما لو ان ليلى تتحدث عن حي من "أحياء "شنغال" فهي كانت عاصمة دولة داعش، ومقر "سبيّاتٍ هنّ أخوات لنا .
في فيلم"سنتان و8 أشهر، و6أيام" لم تكشف هيروا خان عن موهبتها الأخرى فحسب إنّما، سحبتنا ولتقول لنا إنّ للحريّة طرقٌ أخرى، ولا يمكن أن تنفصل الكرامة عن الحريّة..
هيروخان دونت أيام النار، من "سنتان و8 أشهر، و6أيام"، لكنها وثقت صفحة أخرى من تاريخ بلادنا وعذابات أهلنا، فهي كانت من أمهر المؤرخات، وليس هناك صدقٌ أعمق من أن تؤرخ ظلم الأنثى بقلم أنثى..تبقى عبارات صادقة أكثر صدقاً حتى عندما نسرد القصص مع أنفسنا..بكل تأكيد




Pages