لا خيار غير وضع الدستور..

لا خيار غير وضع الدستور..

Jan 30 2022

فاروق حجّي مصطفى
واجهنا خلال قيامنا بنشاطاتٍ في إطار المشاورات العامة حول العملية الدستوريّة والمحتوى الدستوري، عدداً من الخُطب ، هي شائعةٌ في طبيعة الحال، من مقام بإنّ اللجنة الدستوريّة في طريقها إلى الفشل، وإنّ المجتمع الدولي لم يعد يهتم بالعملية، وإنّ النظام بدأ يتنفس الصعداء خاصةً بعد استعادة العلاقة مع الإمارات العربية المتحدة، وإنّ كذا وكذا…
بدايّة لا بد من القول، إنّه لا يمكن توصيف أيٍ من العمليات الدستوريّة بالفشل، وحسب تجارب المقارنة لم تُعلن عبر تاريخ الدساتير الحديثة أي فشل، قد تمر الدساتير في المنعطفات أو الإنتكاسات، أو البطء، إنّما نهاية العمليات الدستوريّة الحديثة لا تكون الفشل، إنّما النجاح مهما يكن النوع والآليات والمقاربات أو الموقف منها، وهناك عمليات جارية لعقود وذلك لأن:
-العملية الدستوريّة لدول في مرحلة النزاع أو خرجت للتو، لا تقتصر وظيفتها في صياغة الدستور بعشرات المبادئ، إنّما على نحوٍ أوسع بدءاً بالمفاوضات وانتهاءاً بوضع دستور ومرورًا بصياغة السلام المستدام؛
-انّ العمليّة الدستوريّة السوريّة انطلقت تنفيذاً لقرار ٢٢٥٤، وانّ الانتقال الديمقراطي يتوّج من خلال الوصول إلى الدستور الجديد.
-وحتى لو وصلنا إلى دستورٍ جديدٍ، فإنّ العملية لا تنتهي مع انتهاء صياغة المسودة أو حتى التصديق بقدر ما إنّ العملية أمام مسؤولية تطبيع الأوضاع وصياغة وضعٍ مستقرّ أي تنفيذ بنود الأحكام الدستوريّة الإنتقاليّة، وربما تكون هذه الأحكام على شكل "ملحق للدستور الجديد".
وبين كل هذه الأمور تلعب العمليات الدستورية أدواراً غير مباشرة مثل:
-دفع الأطراف المنخرطة برفع سويّة مقاربتها لمسألة الشراكة، والمشاركة، وتطوير الآداء النقاشي، وفهم الدولة ومؤسسات الحكم، والتمييز بين ما هو خاص وما هو عام.
-وفضلاً عن لعب دور نشر القيّم وبلورة ما أنتجه العقل العالمي لمفاهيم ولوازم إدارة شكل العلاقة بين المجتمعات والحكومات وبين المجتمعات نفسها.
ولا نستغرب إنّ سبب دخول العملية إلى مرحلة البطئ يعود إلى الأطراف المنخرطة في العملية نفسها، وعادةً الحكومات أو الأطراف تشعر بإنها منتصرة في النزاع تهرب من مسؤولياتها تجاه التحول الديمقراطي أي تجاه موجبات وضع دستورٍ جديدٍ.
والحال، في وضع سوريا لا يوجد منتصرين، واستعادة العلاقة بين الحكومة السوريّة والدول أو حتى كل العرب، لا تعني نهاية المشكلة، فمشكلة اللاجئين والنازحين وقضايا الملكية والعدالة ..الخ، هي ليست مشكلات بحجم وجود فصائل عسكريّة تقاتل النظام ،انّما من كبائر المشاكل وبسبب جزء مما عرضناه لا تسقط الحكومات فحسب إنّما تنهار الدول!
فلا بديل عن صياغة الدستور غير وضع دستور جديد..




سوريا بلد المكونات.. برجاف تستمر بجلساتها حول الدستور وآخرها في ديريك

سوريا بلد المكونات.. برجاف تستمر بجلساتها حول الدستور وآخرها في ديريك

Jan 15 2022

برجاف| ديريك
عقدت برجاف جلستها السادسة في ديريك وسطٍ حضورٍ فعّال من مهنّ وبيئات عمل ووظائف سياسية ومدنية مختلفة، نهار اليوم واختتمت بعددٍ من التوصيات،
وشاركت الجلسة عضوة اللجنة الدستوريّة الدكتورة "سميرة مبيّض"،
وتعد هذه الجلسة، الاخيرة المقررة في شمال وشرق سوريا.
واحاطت الدكتورة "مبيّض" الحضور بأهم المستجدات في العملية الدستوريّة، ولا سيما في مناحي تفعيل اللجنة ودورها، وشموليتها وتعبيرها عن الكل السوري،
وناقش الحضور مع "مبيّض" أهم النقاط التي أحتوت "ورقة سيادة القانون"، وهي الورقة التي صُيغت من قبل أعضاء من كتلة المجتمع المدني في اللجنة، وقُدمت في جولتها السادسة قبل أشهر.
وتمحورت غالبية الملاحظات حول:
-ان سوريا بلد المكونات، والورقة هي ورقة تحمي حقوق الافراد؛
-إن الورقة جيدة نظريّاً لكن من الصعوبة بمكان قبولها ليس على مستوى النظام فحسب انما المعارضة أيضاً.
-العدالة الانتقالية مفصل مهم في الانتقال الديمقراطي، ويجب الاستفادة من التجارب الناجحة.
-مبدأ المسائلة والمحاسبة والشفافية، ودون ذلك لا يمكن الحديث عن "الحكم الرشيد".
-غياب سيادة الدولة، ولذلك يصعب النظر الى ورقة "سيادة القانون"، فسيادة الدولة وسيادة القانون متلازمتان، ومصدرهما وهدفهما "الناس".
وقدمت الدكتورة سميرة مبيّض الرؤى الناضجة والمأمولة عند اجاباتها في المسائل الواردة أعلاه، وكان واضحاً إن الحضور يراهنون على العنصر المستقل -المدني في اللجنة.
وتعتبر هذه الجلسات بمثابة مشاورات عامة هدفها ليس للتعبير عن الرأي فحسب انما دلالة لعامل المشاركة والملكية، ولذلك تحدث أكثر من صوت عن الضرر الذي سيلحق العملية فيما اذا تغاضت عن المكونات المدنية والسياسية من شمال وشرق سوريا في اللجنة الدستوريّة.
وتجدر الإشارة ان برجاف عقدت في برامجها حول الدستور ستة جلسات وثلاث ورشات عمل وغطت المدن مثل قامشلو، الرقة ، كُوباني، ومنبج، ورميلان وديريك، وهي مستمرة في عقد الفعاليات حول الدستور في أماكن تواجد السوريين والسوريات.




أمينة حسين: الأمر الذي يستثيرني للرسم هي

أمينة حسين: الأمر الذي يستثيرني للرسم هي " الحياة " بأكملها وبما تضمنه من أوجه الجمال والحب والحزن والفرح، فكل لونٍ ومشهدٍ في الحياة هو مشروع لوحة بالنسبة لي

Jan 12 2022


رسامةٌ تخطتْ صعوباتها بالإصرار على الاستمرار، وكثيراً ما سرقتْ الوقت كي لا تتخلى عن موهبتها، ودائماً حاولتْ إنعاشها من جديد.

كان ل#برجاف_FM مع الرسامة التي اعتبرتْ الريشة صديقتها الوفية الحوار التالي:

• من تكون أمينة؟
أنا أمينة عبد الحنان حسين، من قرية قره مزرعة، ولدتُ في مدينة كُوباني، وترعرعتُ في أحضانها، درستُ حتى المرحلة الثانوية وللأسف بسبب بعض الظروف لم أستطع إكمال دراستي، ولم أحقق حلم الطفولة " الدراسة في كلية الفنون الجميلة", ولكن حبي للرسم وشغفي به كان أقوى من كل الظروف ولم أتخلى عن الرسم، كانت الريشة صديقتي الوفية رغم التحديات.

• كيف انطلقتِ إلى عالم الرسم؟
في الواقع منذ الصغر كنت من عشاق الرسم والألوان وكذلك الطبيعة، ولكن انطلاقتي الفعلية بالرسم كانت عام 2018،ولا أستطيع نسيان بيتي الثاني الذي انطلقتُ منه ألا وهو مرسم أستاذ محمد شاهين الذي هو برأي موطن كل المواهب في كُوباني.

• في الحياة أحياناً نصادف صعوبات للسير في طريقٍ معينٍ، فهل واجهتي تحديات كي ترسمي؟
نعم! أستطيع وصف صعوباتي وتحدياتي بـ “الكثيرة", وكانت على الصعيد الشخصي، وأيضاً على الصعيد الاجتماعي، وكما كان ظروف العمل والحياة يلعبان دورهما كعائق، ولكن بالإصرار تخطيتُ المطبات، واستطعت سرقة القليل من الوقت في كل مرةٍ كي ارسم.

• ما الذي يستثيركِ للرسم؟
الأمر الذي يستثيرني للرسم هي " الحياة " بأكملها وبما تضمنه من أوجه الجمال والحب والحزن والفرح، فكل لون ومشهد في الحياة هو مشروع لوحة بالنسبة لي.

• ما هي الأجواء التي تفضلين الرسم فيها؟
أغلب الرسامين والرسامات يفضلون الأجواء الهادئة، وأنا أتصنف من بينهم أحب الهدوء وسكون الليل مرفقة بالموسيقى ومن ثم نتواجه أنا والريشة واللوحة.

• الرسم موهبة أم أنّكِ درستِه دراسةٍ أكاديمية؟
صراحةً كما ذكرتُ قبل لا لم أدرس الرسم دراسةً أكاديمية رغم أنّ الدراسة في كلية " الفنون الجميلة" كانت حلمٌ طفولي لكن للأسف لم يكن بإمكاني بلوغه، فالرسم هو موهبة فطرية لدي.

• برأيكِ ما هي الفكرة الغالبة في أغلب لوحاتك؟
أنا من الناس الصبورة وأؤمن بالأمل والانتظار فالأفكار الغالبة في معظم لوحاتي هي (الانتظار، الأمل)، ودائماً أحاول أنْ أتعمق في روح الطبيعة والحياة.

• ما أنواع اللوحات التي ترسمينها؟
أغلب لوحاتي هي بالألوان الزيتية على القماش، وبالنسبة لأسلوبها فهي واقعية لأنني لم أصل إلى مرحلة كي اتخذ فيها مدرسة معينة وأرسم بناءً على أسلوبها وكما أنني لم أستطع أنْ أخلق لريشتي أسلوباً خاصاً فيها.

• ما رأيكِ بالقول القديم الذي يقول: "الرسم ينطق"؟
بلا شك الفن ناطق من خلال الألوان وضربات الريشة على اللوحات، وهو مثله مثل أي نوع من الفنون الأخرى.

• كيف تفسرين قيمة الريشة والألوان في الرسم بالنسبة لكِ؟
الريشة والألوان جزأن لا يتجزأن من الرسم لخلق اللوحات وإحيائها.

• كلمتكِ الأخيرة لنا “برجاف"!
جزيل الشكر لبرجاف على هذه الزاوية وتسليطها الضوء على مواهبنا، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.




المرأة السورية ودورها في صناعة السلام

المرأة السورية ودورها في صناعة السلام

Jan 12 2022

سردار شريف
لم يكن من السهل ما مرت به المرأة في سوريا خلال سنوات الحرب السورية الطويلة التي مازالت تفتقد لنهاية بحاجة إليها وينتظرها الملايين من الشعب السوري، ولأن المرأة كانت ومازالت الخاسر الأكبر في كل النزاعات التي حصلت طيلة السنوات الماضية والتي مازالت مستمرة إلى يومنا هذا ، فكان لا بد لها أن تكون لديها دور كبير وتسعى جاهدة لإيقاف كل هذا العنف الدائر على الأرض السورية.

ورغم أن الحرب الحقيقية كانت على المرأة إلا أنها كانت أقوى من كل التحديات والخسارات والانتهاكات والظروف القاسية والفقدان التي كان لها النصيب الأكبر منه في تلك النزاعات التي كان من أهم أهدافها إزالة الفكر والثقافة وتفكيك المجتمع السوري وعدم السماح له بصناعة الديمقراطية والسلام لنفسه .

وقفت المرأة بكل قوة أمام كل ما يحصل على الأرض السورية ومن جميع النواحي وفي جميع المجالات الثقافية / السياسية / الاقتصادية / الاجتماعية /والأهم في الساحات الإنسانية المجال الذي أكدت المرأة السورية من خلاله أن الساحات الإنسانية أقوى بكثير من ساحات المعارك والنزاعات والحروب التى أيضاً كان للمرأة دور فيها عندما قررت الدفاع عن نفسها والأرض من الإرهاب والاستبداد والفكر المتطرف لتسطيع صناعة السلام للوطن الذي تنتمي إليه .

جلست المرأة السورية خلال الحرب على منصات الحوار والمنابر الدولية لتدافع عن حقوق الشعب السوري، وما يتعرض له من انتهاك أمام صمت دولي ووقفت أمام أهم قادة السياسة في الشرق الأوسط والعالم، ومن ناحية أخرى أكدت المرأة في ساحة الفن السياسي والإنساني أنها قادرة على إيصال هموم ومطالب السوريين من خلال أغانٍ ولوحات فن تشكيلية وتماثيل تعبر عن قوة المرأة السورية وإصدار كتب ومؤلفات لألاف السيدات السوريات .

ومن خلال جمعيات ومنظمات المجتمع المدني أرسلت المرأة السورية رسالة هامة إلى العالم أجمع، أنه ليس هناك من شيء مستحيل وأن المرأة السورية قادرة على أن تكون الأم والناشطة الاجتماعية والمدافعة عن حقوق الإنسان، وكذلك الأمر في الشؤون الاقتصادية استطاعت أن تكون السيدة الصانعة لمشاريع ربحية، وخاصة أن هناك الكثير من السيدات السوريات أصبحوا يلعبون دور الأب أيضاً بفقدان العائلة للأب بسبب الحروب والنزاعات.

ولا نستطيع أن ننسى وجودها في المناطق الساخنة لتغطيتها الأحداث التي كانت تدور في جميع المناطق السورية لتتصدر اسمها عالمياً في مجال الإعلام وتحصد الكثير من الجوائز التي أيضاً حصلت عليها في مجال السينما والتكنلوجيا والمجالات العلمية والإبداعية والرياضية وهنا كان التأكيد أن المرأة السورية وبجدارة هي المرأة الأميز .

كانت ومازالت وستبقى المرأة السورية صانعة للسلام داخل وخارج الحدود السورية بالرغم من التحديات الكثيرة ، واقفة مع الرجل وواقفاً معها الكثير من الرجال الذين يؤمنون أن المرأة هي مكملة للرجل والرجل مكمل للمرأة، ويستطيعان معا صناعة الأمان والديمقراطية والسلام للشعب والأرض والوطن .




ملخصات لحوارات دستورية بين أعضاء من كتلة المجتمع المدني من اللجنة الدستورية السورية-القسم السابع العدالة

ملخصات لحوارات دستورية بين أعضاء من كتلة المجتمع المدني من اللجنة الدستورية السورية-القسم السابع العدالة

Jan 11 2022

ملخصات لحوارات دستورية بين أعضاء من كتلة المجتمع المدني من اللجنة الدستورية السورية

تنشر عبر هذه البوابة ملخصات حوارات تدور بين مجموعة من أعضاء كتلة المجتمع المدني بمبادرة ذاتية سورية منذ شهر أيار ٢٠٢١ عبر اجتماعات أسبوعية تجري عبر وسائل التواصل عن بعد.

مع التأكيد انها نقاشات غير مُلزمة لأي طرف بل هي مساحة لتبادل وجهات النظر بشكل مستقل حر وقد تناولت هذه الحوارات لغاية هذا التاريخ المحاور التالية:

الهوية السورية
اللامركزية
آليات تمكين المجتمع المدني في الدستور السوري القادم
فصل الدين عن الدولة
حقوق المرأة في الدستور
القضية الكُردية
العدالة
تم تخصيص الحوارات بين الأعضاء المشاركين في هذه الجلسات حول مفهوم العدالة وفي هذا السياق تمت مناقشة النقاط التالية:

في بداية الحوار تم نقاش الخلاف الذي ظهر بعد صدور احاطة المبعوث الدولي على أثر انعقاد الجلسة الرابعة للجنة الدستورية السورية في نهاية العام الماضي، والتي استَخدم ضمنها مصطلح العدالة التصالحية وما نجم عن ذلك من ردود أفعال رافضة للمصطلح من قبل المعارضة والتمسك من قبلهم باستخدام مصطلح العدالة الانتقالية والذي يتم رفضه بالمقابل من قبل الحكومة ومن هذا المنطلق نشأت حالة خلاف وتمترس حول المصطلحات والتي يُفترض إيجاد مخرج منها لضمان تحقيق مسار العدالة للمتضررين.
ورد في الحوار أن هناك مخاوف من أن يتم تحميل طرف واحد مسؤولية كل ما حدث في العقد المنصرم بينما الجرائم جرت من قبل الطرفين ويجب اعتبارها كجرائم حرب لمحاسبة كل من شارك بالانتهاكات. كذلك تمت الإشارة الى أن العدالة التصالحية يجب أن يُنظر لها بكونها مسار يسعى لإرضاخ الجاني للمساءلة مع عمليات تعويض وجبر ضرر للمجني عليه والوصول الى السلم الاهلي يتطلب ان يكون هناك عدالة تصالحية في المرحلة الانتقالية. كما تم طرح مخاوف تتعلق بمواقف المعارضة بالتوجه الى تجريم فئة كاملة من السوريين وذلك موقف لا تختلف عن موقف الحكومة باتهام كل من يتعامل مع حكومات خارجية بكونه إرهابي.
تمت الإشارة أن النص الذي تم طرحه من قبل أعضاء في كتلة المجتمع المدني حول العدالة في الجلسة الدستورية الرابعة تناول مصطلح العدالة التعويضية الذي يؤكد على حق جميع السوريين والنازحين ان يعودوا طوعا بأمان وكرامة وتستند العودة لقرار حر وضمان حقوقهم باستعادة الاملاك وبتحقيق العدالة التعويضية.
كما تمت الإشارة الى أن مصطلح العدالة الانتقالية قد تم الإساءة له بعدة نقاط:
تم طرحه دون توضيح الى أن ما حصل في سوريا من جرائم وانتهاكات يتطلب ان نحدد المؤسسات المسؤولة وكيفية اجراء المحاسبة
تم طرحه دون فصل واضح بين الانتقام والمحاسبة
توقيت طرح المصطلح ظهر بشكل مبكر والدراسات المقدمة بهذا السياق افتقدت لمواكبة السياق السوري وتطوراته المستمرة
طرح المصطلح بالارتكاز على سقوط النظام وبالتالي تم اغفال نموذج الانتقال السياسي الذي ستصل له الأطراف السورية
تبعاً لذلك يتوجب اعادة بناء هذه الرؤية بعيداً عن وجود برامج جاهزة طبقت في مناطق أخرى، لأن شكل النزاع مختلف في سوريا ويتوجب بناء عليه أن يتم استعراض السياق وسبل تحقيق الانتقال السياسي واطرافه ثم معالجة القضية السورية انطلاقاً منهما لتحقيق العدالة لجميع المتضررين.

في استعراض السياق في سوريا يطرح دوماً سؤال حول نقطة البدء، من اين نبدأ؟ في هذا السياق نوقشت الآراء المتعددة التي تطرح حول هذا التساؤل وتراوحت الآراء حول تواريخ البدء على المراجعة من اجل تحقيق العدالة حول أحداث تاريخية هي وفق الترتيب الزمني من الاحدث للأقدم:

البدء منذ عام ٢٠١١ مع بدء الثورة السورية والانتهاكات التي جرت بحق السوريين منذ ذلك التاريخ والعمل على الانتهاكات التي جرت من جميع الأطراف، الطرف الحكومي وأمراء الحرب ومؤسسات المعارضة وسواهم.
البدء منذ سيطرة حزب البعث عام ١٩٦٣ وتعطيل الدستور وجميع الانتهاكات التي جرت منذ هذا التاريخ في ظل حكم شمولي وما حدث فيها من تدمير وقتل من قبل جميع الأطراف.
البدء من مرحلة الوحدة مع مصر عام ١٩٥٨ حيث تم ضمنها تبني صبغة قومية ودستور ديكتاتوري يلغي الانتخاب، وشهدت سوريا في هذه المرحلة السجون والقتل تحت التعذيب وتم الاستيلاء على أموال الناس والتأميم وكان هناك ممارسات عنصرية تجاه القوميات الاخرى وبالتالي يمكن البدء بالمراجعة وتحقيق العدالة منذ حصول الوحدة مع مصر.
البدء من مرحلة الانقلابات العسكرية عام ١٩٤٩ حيث حمّلت الجيوش مسببات الهزائم العسكرية للسياسيين وانقلبت عليهم.
البدء من مرحلة منذ عام١٩٢٠ لأن الانتهاكات تعود في جذورها الى تقسيم سوريا بناء على معادلات مصالح الدول بتقاسم الثروات السورية والمنافذ الطبيعية والمصالح الاقتصادية أو الجيوسياسية الأخرى، وتجاهل مصالح السوريين والعوامل اللازمة للحفاظ على الشروط المناسبة لاستمرارية حياتهم إضافة الى عمليات التهجير القسري للشعب السوري والتي بدأت في تلك المرحلة ولم تتوقف لغاية اليوم.
الوقوف عند جميع المجازر التي جرت بحق السوريين في الماضي وذلك أمر ممكن فنحن نشهد اليوم محاكمات لقادة عسكريين حتى بعد موتهم ولا يجب التخلي عن تحقيق بالعدالة بأي انتهاك جرى بحق السوريين.
مقترحات عملية
بعد النقاش العام تم التركيز على النقاط العملية التي يتوجب العمل عليها في المسار الدستوري وفي هذا السياق تم تناول النقاط التالية:

بناء رؤية مبنية على الوضع السوري تحديداً ووضع خارطة الانتهاكات لتتم قراءاتها ضمن السياق العام وتحديد الجهات المسؤولة عنها، بدءاً من انطلاق الربيع العربي ولماذا تأثرت به سوريا والتجارب السلبية في العراق وليبيا ومن ثم الانتقال للسياق الداخلي بدءاً بأطفال درعا ومظاهرات يوم الجمعة ووقوع الانتهاكات والمؤسسات المسؤولة عنها وارتكاب المجازر والجهة المسؤولة عن إعطاء الأوامر ومن ثم التسليح والقصف بالصواريخ والبراميل. أي بناء سردية أكثر وضوحاً ورؤية متماسكة لما حدث في سوريا بالاعتماد على توثيق مهني رواية كل طرف، الأرشيف، الاعترافات.. الخ الهدف هو تحيق العدالة وضمان عدم تكرار ما حدث بأي شكل من الأشكال في مستقبل سوريا.
العمل على تأسيس هيئة العدالة والمصالحة وجبر الضرر في المرحلة الانتقالية وتحديد مهامها وآليات تطبيقها، واعطاءها الصلاحيات والامكانيات ضمن الدستور لتقوم بتنفيذ المهام الموكلة لها بمحاسبة المجرمين من كافة الاطراف وكذلك تحقيق عودة المهجرين وتعويضهم وتطبيق مسارات العدالة في كافة الانتهاكات. والاخذ بعين الاعتبار لنموذج الانتقال السياسي الذي سيطبق في سوريا وبين العدالة وبرنامج تطبيقها والتأكيد أن تبني نموذج عادل للانتقال السياسي سيفضي لتطبيق العدالة بشكل أكبر.
في هذا السياق وردت آراء بضرورة وجود إطار دستوري للإشراف على عدة مؤسسات تنفيذية تضمن كل منها تحقيق العدالة والمصالحة وجبر الضرر في المرحلة الانتقالية ضمن مجالها الاختصاصي (على سبيل المثال لا الحصر: ملفات المعتقلين والمختطفين والمغيبين، الانتهاكات العسكرية، انتهاكات حقوق الانسان، الانتهاكات العقارية، وكل ما يبرز من انتهاكات تتطلب تحقيق العدالة بشأنها) بحيث يسمح تعدد المؤسسات وفق الاختصاص بتجاوز حالة التعطيل التي قد تنجم عن الاستعصاء السياسي لأي ملف.
الأخذ بعين الاعتبار لبروز مطالب جديدة من العدالة متعلقة بالملكيات العقارية ناجمة عن مرحلة النزاع، مثل حقوق السكن وحدود الملكية، مع العلم أن الحلول القضائية لمواضيع العقارات كانت ضعيفة في سوريا قبل فترة الحرب فهناك عدد كبير جداً من القضايا العقارية المعلقة قبل عام ٢٠١١ ويُضاف لها اليوم أعداد كبيرة من قضايا عقارية وقضايا تتعلق بالإرث ناجمة عن النزاع في العقد المنصرم مع وجود نسبة مرتفعة من هذه القضايا تخص النساء وحقوقهن بالملكيات العقارية. في ظل هذه المعطيات فان علاج القضايا العقارية سيتطلب حلول إدارية وفق قانون اداري يُنفذ تحت اشراف قضائي للوصول لحالة من الإنصاف وإيجاد آليات تعويضية في حال غياب الحلول المباشرة، ويمكن الاستفادة من نتاج التجارب عالمية في هذا المجال كاتفاقية دايتون أو غيرها.
بما يتعلق بنقطة البدء جاءت مقترحات بعدم اغفال أي من المراحل الزمنية، واعتبار انتهاكات العقد الأخير كمسار أول بحكم حداثتها وما يتعلق بذلك من توثيق وشهود ويتم العمل بشكل رديف على المسارات الأخرى من قبل لجان مختصة بكل مرحلة زمنية.
كما تم نقاش كيف تمت معالجة مسارات العدالة في تجارب أخرى بالعالم كالحرب العالمية الثانية وغياب مسار محاسبة جميع الأطراف وكذلك عمليات التغيير السياسي بعد انهيار النظام الاشتراكي وما تلاها من حراك ومسارات التغيير العميق بالبعد الانساني والوعي.

كذلك تمت مناقشة نماذج التغيير السياسي سواء الانتقال الهادئ أو حالات الصراع أو حالات التفاوض وكيف تؤثر نماذج الانتقال السياسي على مقاربات العدالة الانتقالية ومنها نوقش ثلاث احتمالات:

إما أن يحصل انتقام عنيف يرافق انتصار أحد الأطراف ومثال ذلك ما حدث في الثورات الاوربية، وقد تولد هذه المقاربة شعور مؤقت بتحقيق العدالة لكنها تُدخل البلد بحالة الانتقام ويُفقد الثورة أسباب نشؤها المُحقة فالتصرف بنفس طريقة الخصم تجعل من الطرفين متساويين.
أو أن يتم تبني مسار سلوان الماضي أو نسيان ما مضى ويتم طرحه بعد ان أجرمت جميع الأطراف واغتنام الفرصة لعقد صفقات سياسية واستمرارية هذه الاطراف، لكن مخاطر هذا المسار كبيرة. أولاً لأنه لا يمكن معالجة الماضي دون عدالة وثانياً لأن طلب التغاضي عن الجرائم وعدم المطالبة بالمحاسبة يناقض هدف الحراك المُطالب بالتغيير وبتحقيق العدالة عند نشوئه.
تبني سياسات الحق والانصاف لا الانتقام ولا السلوان ولا نسيان، وتأسيس محاكم مختصة وقانون يطبق على الجميع وهو النموذج الأقدر على تحقيق العدالة.
على ضوء ذلك نوقش الوضع السوري وبشكل خاص النقاط التالية:

فشل محاولات الإصلاح في سوريا لأنه لم يتم تغيير الأسباب التي أدت الى الوصول لما هو عليه الوضع المأساوي افي سوريا اليوم، فالإصلاحات لن تؤدي لنتيجة ان لم تعالج الأسباب.
رغم ان المعارضة ترفع شعار العدالة الانتقالية لكن الائتلاف لديه حكومة مؤقتة ودفاع وهي مؤسسات ارتكبت انتهاكات ولا يمكنها أن تدعم وجود عدالة انتقالية لذلك لا يمكن التعويل على موقفهم في هذا السياق. فالجرائم والمخالفات والانتهاكات والتهجير جرت بمناطق مختلفة وليس فقط من قبل الحكومة فالفصائل المسلحة في مناطق تنفذها ارتكبت انتهاكات مشابهة للنظام كالهيمنة على الاراضي والاستيلاء على العقارات والجرائم لذلك فالمعارضة تخسر المواقع والحلفاء.
تأرجح المفاوضات وتأثرها بمصالح القوى والمحاور المؤثرة بها واستمرارية الصراع والعنف على الأرض عوامل تؤثر بشكل سلبي في الوضع السوري وإمكانية التوصل لحلول.
موقف الحكومة سلبي تجاه المحاسبة لا يوجد استعداد للبدء بها، إضافة الى تقديمها حصانة لموظفيها ولعناصر الامن المرتكبين لانتهاكات خلال فترة الحرب ورغم هذه الانتهاكات نجد أن بعض المحافل السياسية تميل للانفتاح لحكومة أكثر من المعارضة. اما ما يجري من محاكمات في محاكم أوروبية على أهميته لكن لا يمكنه تحقيق مسار العدالة الانتقالية.
في المرحلة الحالية، الصراع اخذ وجهين بين الحكومة والمعارضة. المعارضة المتمثلة بالائتلاف ذات لون واحد وتحمل صبغة التيارات الاسلامية بقية منصات المعارضة تطرح توجهات مختلفة هيئة التنسيق والقاهرة وموسكو ولا تتفق معهم على خط واحد للحل.
رغم أن اي اتفاق في سوريا سيتضمن طرف حكومي ومعارضة ومجتمع مدني لكن لا يوجد من هو مؤهل ليقود هذه العملية سوى المجتمع المدني أما بقية الأطراف فهي متورطة بالجرائم لذلك فدورنا كمجتمع مدني هو التوجه لكشف انتهاكات الطرفين وتهيئة وإنضاج افكار ومبادئ صالحة للتنفيذ بكيفية العمل على تحقيق العدالة مستقبلاً وعلى ارض الواقع، وتحقيق التواصل بين الخارج والداخل فهو ليس ممكناً الا بين اعضاء مجتمع مدني.
يتطلب ذلك تحييد المجتمع المدني عن استقطابات الدول المتورطة بالنزاع السوري لتفادي أي تأثيرات بقراره.
المصدر:نواة سوريا




ميديا البوظان:

ميديا البوظان: "الغناء بالنسبة لي هو تمثيلٌ لروح العالم.. وأثره في نفسيتي لا حد له..

Jan 02 2022

برجاف|مواهب
فنانةٌ عُرِفتْ بالتفاتتها لغناء الأغاني الفلكلورية، ومن تجاربها الفلكلورية غناء أغنية (حسو) المعروفة في كُوباني بنمطٍ مختلفٍ، لم تستطع الصعوبات والتحديات وقوفها للممارسة موهبتها واعتبرتْ كلها سهلة وتخطيها ممكنة.

كان لـ #برجاف_FM مع الفنانة التي اعتبرتْ الغناء مستقبلها المأمول والمزدهر بالنجاح الحوار التالي:

- بدايةً نود أنْ نعرف من هي ميديا؟
أنا ميديا البوظان، عمري 22 سنة، ابنة قرية شيران، ريف كُوباني الشرقي، عشتُ طفولتي في مدينة حلب نظراً لسكن عائلتي في حلب، درستُ في مدارس حلب مرحلتي الابتدائية والإعدادية، وللأسف لم أستطع إكمال دراستي بسبب الأزمة السورية، وبعدها انتقلتُ إلى كُوباني لأكمل في مدارسها، ومن ثم تخرجتْ وحالياً أنا مدّرسة المرحلة الابتدائية في مدارس كُوباني.

- متى اكتشفتِ موهبة الغناء عندك؟
في الواقع منذ الصغر كان لدي شغف الغناء، وكنت دائماً أغني، وتمتْ اكتشاف موهبتي وسط عائلتي، وكما مدرسو الرسم الذين درسوني في المدرسة لاحظوا موهبتي وأيضاً أصدقائي، الجميع كانوا يرفعون معنوياتي باستمرار.

- من شجعك على الاستمرار وممارسة الموهبة؟
من بعد ما تمّ اكتشاف موهبتي من قِبل عائلتي وأصدقائي، حيث قدروا صوتي وموهبتي بالغناء، ولكل فردٍ فضلٍ في تشجيعي، ولعائلتي الدور الأكبر في الوقوف إلى جانبي ومساندتي منذ البداية إلى يومنا هذا، وكما لا أستطيع نسيان دور أصدقائي في تشجيعي، وهنا أقدم كل امتناني لهم/هن.

- هل واجهتي تحديات وصعوبات كي تمارسي موهبتك؟
الصعوبات لابدّ منها! لكن لم تكن صعوبات شديدة بل كان بإمكاني تخطيها بسهولة أحياناً، وتلك الصعوبات كانت على صعيد تقبل المجتمع لفتاة تغني وصوتها جميل، كما هو معروف طبيعة مدينتا طبيعة عشائرية، لذلك وبحكم العادات والتقاليد السائدة في بيئتنا لم يكن سهلاً أنْ أغني، لكن مع مرور الوقت وتطور الوعي أصبحت فكرة أن تمارس فتاة من مدينتا موهبتها على كافة الأصعدة ممكنة نوعاً ما، وذلك تبعاً للعائلات.

- أي نوع من الأغاني تحبين غنائها؟ ولماذا؟
صراحةً أميل إلى غناء الأغاني الفلكلورية القديمة سواءً كانت تلك الأغاني باللغة الكُردية أو العربية، من وجهة نظري الفن الفلكلوري القديم هو فن عميق وله أثره، وكما أنّه يحمل عبق الماضي ويحضره معنا.

- من هن/ هم الفنانات/ الفنانون اللواتي/الذين تستمعين لهن/لهم؟
أستمع ل عيششان ومحمد شيخو كثيراً وأقدر أغانيهما وصوتهما العذب، وأيضاً أحب غيرهما من الفنانين والفنانات القديمين/ات، فلكل فنان وفنانة لمسة مختلفة وكل لمسة إضافة جميلة جداً.

- قمت بغناء الأغنية الفلكلورية (حسو) بمكس مع زميلك سربست، فكيف كانت تلك التجربة بالنسبة لك؟ ولماذا تمّ اختيار أغنية (حسو)؟
تجربتي بغناء أغنية حسو مع الزميل سربست على شكل مكس كانت تجربة جميلة جداً بالنسبة لي وكانت فكرة مشتركة بيني وبينه لغناء أغنيتنا الفلكلورية بنمط جديد وبلورتها بين مجتمعنا، وكانت تلك التجربة بالنسبة لي من التجارب الأكثر أهمية لما انعكستْ تأثيرها بشكلٍ إيجابي وأعطتْ صدى كبير وكما نالتْ إعجاب الناس في كُوباني.
أما بالنسبة لفكرة اختيارنا لأغنية حسو على الوجه الأخص، أتتْ كونها أغنية كُوباني الفلكلورية الخاصة , ويتداول بين الناس أنّ أغنية حسو هي نشيد كُوباني.

- هل لديك مواهب غير الغناء؟
حالياً أتدرّب على العزف على آلتي الكمان والغيتار، وكما أخربشُ خربشاتٍ كتابية نوعاً ما، وأعمل باستمرار على تطوير مواهبي.


- هل شاركتِ بأي حفلات؟
قمتُ بمشاركة العديد من الحفلات والمهرجانات في مختلف المناطق مثل (الحسكة، القامشلي، كُوباني، منبج)، وأيضاً شاركتْ بمناسباتٍ عدة كمناسبة عيد نوروز.

- هل تحبين الغناء بحفلات الزفاف؟
صراحةً لا لم أشارك، وهكذا نوع من الحفلات ليست من أولوياتي، ولا أحب الخوض في هذا المجال.

- ماذا يمثل الغناء بالنسبة لك؟
الغناء بالنسبة لي هو تمثيلٌ لروح العالم، له قيمة كبيرة عندي، وأثره في نفسيتي لا حد له، هو المساحة الآمنة بالنسبة لي، فأنا أغني عندما أريد نسيان همومي، ويمثل كل مشاعر الحب والتسامح والأمل، وكما أعتبره المستقبل المزدهر بالنجاح.

- هل تغنين بلغات مختلفة؟ وبأي لغة ترتاحين بالغناء أكثر؟
نعم أغني بالكُردية والعربية، ومعظم أغاني التي أغنيها هي باللغة العربية، لأنني بدأتُ الغناء منذ الصغر وكنت أغني في مدارس حلب أغاني عربية وصراحةً أرتاح أكثر بالغناء بالعربية، ولكنني أحب فكرة الغناء بلغات مختلفة، فكل لغة ثقافة وحضارة مختلفتين.

- هناك مواهب بارزة في كُوباني على صعيد الغناء، ما رأيك بتلك المواهب؟
نعم! في الآونة الأخيرة برزتْ مواهب عديدة على كافة الأصعدة، وفخورة فيهم/هن جداً، ولكن أيضاً أود القول بأنّ هناك مواهب كثيرة غير بارزة أو أستطيع تسميتها بأنّها مخفية، أقدرهم/هن جداً، وأتمنى لهم/هن مستقبلٍ مشرقٍ، كما أتمنى من ناسنا إيلاء اهتمام خاص للمواهب الصاعدة ودعمهم وتقديرهم.

- كلمتك الأخيرة لمتابعيكِ!
أتمنى لهم/لهن جميعاً كل التوفيق والنجاح، وأشكرهم/أشكرهن على متابعتهم/هن المستمرة لي، وأطلب منهم/هن الإصرار في تحقيق أحلامه/هن وطموحاتهم/هن، وأتمنى دائماً أنْ أكون عند حسن ظنهم/هن.

- كلمتك لنا "برجاف"!
حقيقةً ممتنة جداً لمنبركم الراقي، وأشكركم جزيل الشكر على تسليط الضوء على مواهبنا، وتقديركم لنا، وتمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح الدائم والمستمر في مسار عملكم.




برجاف تختتم نشاطها الخاص بكوباني بمعرض لديباجات الدساتير السوريّة..

برجاف تختتم نشاطها الخاص بكوباني بمعرض لديباجات الدساتير السوريّة..

Dec 31 2021

برجاف|كوباني
أختتمت برجاف نشاطها المخصص أو مبرمج في كُوباني وسط حضورٍ من الشخصيات في بيئات العمل المختلفة؛
وأقامت برجاف "معرضاً" خاصاً بديباجات الدساتير السوريّة كفعالية جانبية الى جانب الجلسة الحواريّة الدستوريّة؛
وحضر/ت أكثر من ٤٠ فاعل/ة في وسطه/ا الاجتماعي ؛ إلى جانب مشاركة عضوين من اللجنة الدستوريّة(كتلة المجتمع المدني) الدكتورة سميرة مبيّض، والقاضي أنور مجني.
بالإضافة إلى المداخلات، ونقاشات الحضور مع أعضاء اللجنة الدستوريّة ركز الحضور على النقاط القاتلة في الدساتير السوريّة؛
وبلغ عدد المداخلات من قبل الحضور إلى ٣٨ مداخلة أغلبها تركزت على "لا معنى لدساتير السابقة بالنسبة لهم/ن"، كون انّ الدساتير السابقة وجهت إلى "العروبيين والاسلاميين"، وطغيان "لهجة الأغلبية"، ودستور "يحمي السلطة والنظام"، و"لا دور للاقليات "، ولا "للكُرد"،
فيما نوهت الدكتورة سميرة مبيّض إلى نقطة مهمة في حياة الدساتير هو "صلاحية الدساتير للأزمان "، و إنّ كل الدساتير لها سياق تاريخي، ولا يمكن تطبيق ما طبّق سابقاً في زمننا الحالي بالرغم من أهمية تلك الأحكام والمبادئ؛
وفي الوقت الذي ركز القاضي أنور إلى أهمية بعض المبادئ في الدساتير السابقة مثل "فصل السلطات"، ومسألة التنوع، ومسائل الحريّات والحقوق، ووضع وصلاحية السلطات، ومبادئ مهمة في الدساتير السابقة مثل دستور الخمسينيات؛
وكان نسبة المؤيدين لدستور ١٩٢٠ أكثر من كل الدساتير؛ ولعل مسألة "لامركزية الدولة" ووضوح النضج في العقل الدستوري في دستور العشرين(دستور الفيصل الأول).
وبقي القول بإنّ النقاش والرؤى وتوصيات الحضور وافادات عضوي اللجنة الدستوريّة قد تركت أثراً إيجابياً في لحظة إنّ الكل أثر على ملكية الوطنية للدستور وتشكيل واصلاح اللجنة من خلال التضمين.




تولين عمر: أقضي معظم وقتي بالرسم..والرسم هو إفصاح ما بداخلي من أفكار مكبوتة وترجمة لخيالي..

تولين عمر: أقضي معظم وقتي بالرسم..والرسم هو إفصاح ما بداخلي من أفكار مكبوتة وترجمة لخيالي..

Dec 27 2021

برجاف|كوباني
رسامة في مقتبل العمر وصاعدة، لم تدرس الرسم دراسةً أكاديمية إنما موهبتها فطرية، وتصرُ دائماً على تطوير نفسها في مجال الرسم وكانت أمها مصدر تشجيعها.

كان لـ #برجاف_FM مع ابنة كُوباني الرسامة التي تعتبر نفسها تتعفن مللاً من دون الريشة والألوان الحوار التالي:

-هلا عرفتنا من هي تولين؟
أنا تولين عمر من قرية ميناس، ريف كُوباني الشرقي، ولدتُ في مدينة كُوباني في عام 1990 , كما أبناء مدينتي درستُ في مدارس مدينتي، ووصلتُ للمرحلة الإعدادية وللأسف لم أستطع إكمال دراستي بسبب الحرب الدائرة إلى يومنا هذا.

- كيف بدأت الرسم؟
منذ سن العاشرة كنت أمارس الرسم بشكلٍ بسيط، وزاد شغفي وحبي للرسم شيئاً فشيئاً، وفي 2019 سجلتُ في دورة رسم عند أستاذ محمد شاهين. وبعد ذلك شاركتُ بمعرضين في كُوباني وأيضاً شاركتُ بمعرض في مدينة قامشلو، إضافةً إلى معرض إلكتروني في مدينة الرقة، وكما شاركتُ بمشاريع (حملة تجميل) في كُوباني، وتكرّمتُ أربع مرات.

- هل هناك صعوبات تواجهيها في مجال الرسم؟
حقيقةً لا يخلى الأمر من الصعوبات كي نبدأ بأي طريق، لكن أعتبر صعوباتي بديهية جداً، كانت مرحلة دمج الألوان بالنسبة لي يشكّل تحدي، في البداية كان لدي خوف وهاجس عندما كنت أدمجها ببعضها، وخصوصاً عندما كانت النتيجة ليس اللون الذي أريده لكن مع الإصرار والممارسة تخطيتُ هذا التحدي.

- ما أهمية الرسم بالنسبة لك؟
أنا أقضي معظم وقتي بالرسم، والرسم هو إفصاح ما بداخلي من أفكار مكبوتة وترجمة خيالي، هو إفراغ طاقتي السلبية، ولا أستطيع القول إلاّ إنّ الرسم هو بالنسبة لي (حياة خاصة).

- هل تفضلين الرسم على الورق أم القماش؟ ولماذا؟
في الواقع الاثنين أحبهما، لكل منهما لذةٍ مختلفة، ولكن يبقى الرسم على القماش أكثر متعةً بالنسبة لي، فجمال الألوان على القماش مذهل.

-منْ شجعكِ وساندكِ في مجال الرسم؟
أمي كانت لها الفضل الأكبر لممارسة موهبتي وكانت تشجعني باستمرار، وأيضاً بعض أصدقائي كانوا لهم دور جبار للوقوف إلى جانبي ورفع معنوياتي بشكلٍ مستمر، ممتنة جداً لكل من وقف معي.

- كيف تطورين نفسك في مجال الرسم؟
اهتم كثيراً بدورات الرسم ولاسيما متابعة الفيديوهات الخاصة بالرسم على السوشيال ميديا، وأيضاً أنا لدي شغف كبير بقراءة الكتب والروايات وكثيراً ما اقتبس لوحتي من رواية أو كتاب أقرؤه.

- هل هناك فنان/ة مفضل/ة لديك؟ ولماذا؟
بالطبع! موديلياني انترو هو رسامي المفضل وذلك بسبب لوحاته التعبيرية.
وأيضاً أستاذ محمد شاهين لوحاته جميلةٌ جداً وتعجبني أعماله، وله الفضل الأكبر لممارسة موهبتي وتحسينها.

- هل لديك موهبة أخرى غير الرسم؟ ما هي؟
صراحةً ليست لدي موهبة أخرى غير الرسم، لكن أحب مطالعة الكتب والروايات باستمرار، واستمتع بالاستماع للموسيقا جداً.

- ما رأيكِ بالرسم بالقلم الرصاص؟
من وجهة نظري لا رسم من دون قلم الرصاص، لأنه يُعتبر من أساسيات الرسم بغض النظر عن جمالية الرسم بالرصاص وخاصة في التظليل.

- ما أنواع اللوحات التي ترسمينها؟
لدي لوحات بالقلم الرصاص والفحم ولوحات زيتية، وكما ارسم بألوان باستيل.

- ماذا تمثل الألوان والريشة بالنسبة لكِ؟
سأكتفي فقط بمقولة الفنان المشهور فان كوغ " إنني أتعفن مللاً من دون لولا ريشتي وألواني"، وأنا كذلك أتعفن مللاً من دون ريشتي وألواني.

- ماهي رسالتك بالفن؟!
رسالتي هي تجسيد ما هو بداخلي بصورة معبرة عن الواقع الذي أعيشه، فالفن يجب بذره كما تُبذر الشجرة. وأتمنى لكل موهوب أن يمارس موهبته ويعمل على تحسينها بلا توقف.

- كلمتك لنا " برجاف"!
ممتنة جداً لمنصتكم وأتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح الدائم والمستمر، وجزيل الشكر لتقديركم لمواهبنا وتسليط الضوء علينا.




لافا مسلم: ليس الفنان هو فقط من ينتج الفن وإنما الفنان هو ذلك الإنسان الذي يبهره الألوان ويبهره القصائد والموسيقا والسينما والرقص..

لافا مسلم: ليس الفنان هو فقط من ينتج الفن وإنما الفنان هو ذلك الإنسان الذي يبهره الألوان ويبهره القصائد والموسيقا والسينما والرقص..

Dec 22 2021

برجاف|مواهب
فنانةٌ بدأتْ ممارسة الرسم منذ فترةٍ قصيرةٍ واستطاعتْ تحدي كل الصعوبات بريشتها وألوانها اللتين بالنسبة لها هما مفتاح من مفاتيح داخلها، وتجسيد لمشاعرها بالفرح والانكسار ومليئة بالشغف والحماس للاستمرار والتقدم بعالم الفن التشكيلي .
كان لبرجاف مع الفنانة التي اعتبرتْ أنّها ناقصة من دون الفن لافا مسلم الحوار التالي:
- في البداية نود أنْ نعرف من هي لافا؟
أنا لافا مسلم من مواليد 1991 , ولدتُ في مدينة حلب وترعرعتُ فيها ,ودرستُ جزء من مرحلتي الجامعية في " كلية الهندسة الميكانيكية " في جامعة حلب , ولكن للأسف بسبب الحرب التي كانت دائرة في سوريا بشكل عام وحلب على الوجه الخصوص لم أستطع إكمال جامعتي, وبعد أزمة الحرب في حلب انتقلتُ إلى مدينة كُوباني وقضيتُ سنة فيها لتبدأ أزمة كُوباني أيضاً وغادرتُ مع أهلي إلى تركيا , حيث عملتُ مع بعض الإذاعات هناك على مدار سنتين , ومن ثم توجهتُ إلى ألمانيا وبعد ترتيب أموري وأوراقي الآن أدرس في إحدى جامعاتها "إدارة الأعمال والاقتصاد الدولي".

- متى بدأتِ الدخول في عالم الفن؟ ومن شجعك؟
صراحةً بدأتُ دخول عالم الفن التشكيلي منذ أربعة سنوات فقط، وخلال هذه السنوات الأربعة استطعت بناء علاقات مع فنانين وفنانات ألمان، وكان لهم دور كبير بتشجيعي وتمهيدي لأبدأ السير في الطريق الصحيح كفنانة تشكيلية، وبفضلهم وفضل جهودي أنا اليوم عضوة في نقابة الفنانين التابعة للمدينة التي أعيش فيها، وكما أقيم معارضي ومناسباتي الفنية هنالك.

- من هو الرسام أو الرسامة المشهور/ة الذي/التي أثر/ت بك علي المستويين الفني والشخصي؟
حقيقةً كفنانة تذهلني أعمال بيكاسو وتكعيباته التي كثيراً ما حاولتُ تقليدها، وأنا من أشد معجبي " المدرسة الوحشية" التي فرضتْ نفسها في العالم الفني بالأشكال والألوان الخارجة عن المألوف وكما أنّها كسرتْ الكثير من القواعد الكلاسيكية التي قيدتْ الفنان ضمن إطارٍ معينٍ.
على الصعيد الآخر أنا متأثرة بالفنانة المكسيكية "فريدا كاهلو"، حيث أراها نموذجاً للإنسان قبل الفنان بكل عيوبه ونواقصه بكل جوانبه المظلمة والشريرة والخيرة.

- من أين تستمدِ أفكار لوحاتك؟ ومتى ترسمين؟
استمد أفكار لوحاتي ومواضيعها من حياتي وتجاربي التي أمر بها وأعيشها، وأيضاً من تجارب من هم حولي فكثيراً ما أتقمّص معاناة الآخرين ومشاعرهم وأحلامهم حتى،أقوم بالرسم دائما حتى إنْ لم أكن في مرسمي، عقلي يرسم وهو متمسك بالريشة، أحياناً كثيراً ما تكون اللوحة جاهزة ومرسومة في خيالي قبل رسمها على الورقة أو القماش.

- في الحياة ثمة صعوبات وتحديات لتجاوز أي طريق، فكيف واجهتي ذلك؟
ما يجعل الطريق ذو قيمة ويستحق العبور هو تلك الصعوبات والتحديات التي نواجهها فيه! وكثيراً ما اتخذ من تلك الصعوبات واللوحات مادة للوحة جديدة، وأيضاً كثيراً ما أحاول تجسيد تلك الصعوبات والتحديات على القماش وعندما انتهي من رسم اللوحة، تصبح اللوحة ذاتها صديقتي ومرآتي التي تحتفظ بصورة لي في كل مرة انظر فيها إلى نفسي.

- هل هناك سر وراء لوحة من لوحاتك؟ ما هو؟
نعم! عند وصولي إلى ألمانيا كان هناك الكثير من التحديات والعقبات أمامي وأولها كان تحدي تعلّم اللغة الألمانية , حيث كنت أجهل تلك اللغة تماماً ولم يكن تعليمها بالأمر السهل والميسّر , تعبتُ كثيرا وبذلتُ جهداً كبيراً لتعلم اللغة تخللها سنوات من الألم والمعاناة , تعليم اللغة بالنسبة لي هي ثقافة جديدة وحتى مشاعر جديدة تختلف تماماً عما أنا عليه وما تعلّمته ونشأتُ عليه في بلدي , وكان الفشل نصيبي أكثر من مرة في امتحان المستوى الأخير للغة , ففي المحاولة الثالثة ابتلعني اليأس والحزن لدرجة أنني قمتُ بتمزيق كتبي وتحويلها لقصاصات صغيرة أحاطتْ بي من كل جوانب , وبعد ذلك قمتُ بلصق تلك القصاصات على القماش ووضعتُ نفسي مكسورة مهمشة في منتصف تلك القصاصات وامسكتُ العالم بيدي , ذلك العالم الذي لا يمكن لغريب أنّ يجد مكانه فيه بدون أن يتقن لغته. هكذا ولدتْ لوحتي الحقيقية الأولى التي أحبها جداً والتي جسدتُ فيها نفسي بأصدق حالاتي (حالة الحزن والانكسار).

- ماذا تمثل الألوان والريشة بالنسبة لكِ؟
الألوان والريشة هما مفتاحٌ من مفاتيحي الداخلية التي أنا نفسي أتجاهله في الكثير من الأحيان، فبالريشة والألوان أستطيع رؤية ما لا يمكن قوله، لو استطاع الإنسان أن يرى كل شيء لن يكون هنالك وجود للحلم والخيال وبدون الحلم والخيال لا وجود للفن، فنحن اخترعنا الفن لنكمل به إنسانيتنا، لنكمل النقص الذي يفتقره حواسنا، نحن ناقصون من دون الفن.

- كيف أثرت أزمة كُوباني عليك كفنانة؟
أنا أتأثر بكل أزمات العالم قبل أي كلام، الفنان ليس أكثر من إنسانٍ كثيف المشاعر والحواس والرغبات بحزنه وفرحه وأيضاً كثيف المشاعر بانكساره وخيباته، بالطبع ما حدث لكُوباني حفر حزناً عظيماً في وجداني، فهذه المدينة الصغيرة تعبق برائحة من أحب، تذكرني أبواب تلك البيوت فيها بالأعياد والسكينة وأصوات فرح الأطفال ورائحة كعك العيد التقليدي، وبالرغم من عدم عيشي بكُوباني إلاّ أنّها بالنسبة لي محطة فرح وملعب الطفولة الوردية وحب كبير لا وصف له.

- برأيك هل يحتاج الفنان/ة الموهوب/ة إلى دراسة أكاديمية؟
أرى الفن موهبة وهواية قبل كل شيء، يستطيع الفنان صقل موهبته بالممارسة والاطلاع والتجربة , فأنا كوني لم اتلقى الدراسة الأكاديمية بمجال الفن فلا أستطيع جزم أهمية الدراسة الأكاديمية , لكن برأيي الشخصي ليست الدراسة الأكاديمية هي التي تصنع الفنان وإنما الشغف والموهبة والحب والسعي نحو الاكتشاف هو ما يصنع الفنان المميز , كذلك أرى الدراسة الأكاديمية يمكن أن تقيد حرية الفنان , بينما أجد نفسي كعصفور حر وطليق عندما استخدم ريشتي وألواني , أتعامل مع الألوان بكثير من الفضول وأجرّب دون خوف وانكسار الأنماط والقواعد , لكن هذا لا يعني انّه من غير المهم أنْ يكون الفنان ذو دراية واطلاع كافيين على النظريات الأساسية بالفن مهم جداً الاطلاع على المدارس المتنوعة ومعرفة رواد هذه المدارس وما تركوه من حياة وتجارب من خلال لوحاتهم .

-هل شاركتِ معارض فنية؟
شاركتُ عدة معارض فنية على المستوى المحلي (أي داخل المدينة التي أعيش فيها)، و شاركتُ معرضاً فنياُ مشتركاً مع فنان بولندي وآخر ألماني وكذلك أقمتُ معرضاً فردياً تحت عنوان " خطوط الحياة " , وكانت أفكار لوحات ذلك المعرض مستوحاة من فن قراءة الفنجان , وكما شاركتُ معرضاً مع فنانة ألمانية , وكان هنالك لوحات رسمناها معاً واستخدمنا تقنية جديدة وهي الرسم بالخطوط والدوائر وبعض الأشكال الهندسية ما يُعرف بفن " الرسم العصبي " وكذلك شاركتُ في يوم المعرض المفتوح الذي يُقام سنوياً في ولاية براندنبورغ .
- أخيراً كلمة لمحبي الفن!
كلمتي لمحبي الفن: ليس الفنان هو فقط من ينتج الفن وإنما الفنان هو ذلك الإنسان الذي يبهره الألوان وتبهره القصائد والموسيقا والسينما والرقص ...الفنان هو من يستطيع رؤية الجمال والإحساس به

- كلمتك لبرجاف!
كلمتي لكم هي الشكر والتقدير على هذا اللقاء اللطيف، وشكراً لجهودكم لتسليط الضوء على مواهبنا وأتمنى لكم المزيد من التقدم والنجاح.




العمليات الدستورية ومسألة حقوق الإنسان..

العمليات الدستورية ومسألة حقوق الإنسان..

Dec 11 2021

فاروق حجي مصطفى
بعيداً عن أي كلام ومبررات وعلاقة الدستور بالتقاليد المحلية، فإن الدستور ينطلق من قراءته للواقع ويؤسس لنفسه أفقاً، ويقدم نفسه كقواعد قانونية ينظم العلاقات ويوزع الاختصاصات والوظائف، ويفصل بين السلطات، ويعزز مكانة الدولة لتكون راعية الناس ويحقق شرط الرفاه أو الحياة الكريمة، فإنّ كل ما سلف لا يتحقق إلا بالرجوع إلى الدساتير المؤسسة، وإلى بزوغ روح القوانين،إلى إن يكتمل المبنى والمعنى معاً.
في مناطقنا الناس عرفوا "حمورابي"، وفي الغرب دستور فرنسا، وووو، لتُنجزْ لاحقاً بعد الحرب العالمية الثانية، والركود الاقتصادي على المستوى العالمي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛
وعلى سبيل الذكر فإن الإعلان تم تسميته بالعالمي وليس الدولي، وهذا الأمر يحتاج إلى مقال؛
وسرعان ما نصبح أمام العهدين الدوليين، والآن نحن في زمن الجيل الرابع من حقوق الإنسان.
ولا ننسى طبعاً الإعلانات الإقليمية لحقوق الإنسان.
استطراداً.. فإن معيار الدستور الجيد من السيء أصبح "مدى سمو القانون الدولي"، أو "شرعة حقوق الانسان" على الأقل فأي دستور لا يُعتبر دستوراً جيداً ما لم يستند مصادره إلى حقوق الإنسان، وهنا لا بد من الذكر مرة أخرى بإنّ حقوق الإنسان لا يتجزأ فله بُعد كلي، وعدم تصديق واعتماد وتوقيع بعض دول منطقتنا لا تعزو العلة في عدم واقعية تطبيقه بقدر ما إنّ ذهنية دولنا ونخبتها لم تبلغ بعد مصاف ما أنتجته أجيال حقوق الإنسان من القيّم والمعرفة وأساليب الحكم.
الدساتير مسألة معقّدة، وليس بوسع الدول أن تصيغ أو تعدّل دساتيرها بين الفينة والأخرى، وهي، تصاغ للوضع الراهن والمستقبل، ولذلك نصبح أمام إشكال عندما يبرر تيار ما ، بعدم الرجوع إلى القانون الدولي بحجج إنه محلي؛ وهنا لابد من الذكر لمرة ثالثة، إنّ الدول التي لديها التقاليد المحلية شديدة الوطأة أخذت القانون الدولي مصدر مثل دول افريقية على سبيل المثال لا الحصر، فهذه الدول خانة "الزعامة" تشكل اشكال لمسائل الديمقراطيّة، ومن الصعوبة بمكان الحديث عن "التداول السلمي"!
بقي القول، إنّ أحد أعقد القضايا الخلافية، ربما لم تناقش بعد على مستوى اللجنة الدستوريّة هي مصادر الدستور المأمول، وليس النقاش حول الأجندة أو بعد من المبادئ والتي ترتقي إلى مستوى الأحكام الانتقالية وليس مبادئ دستوريّة، وشكراً لزملاؤنا الذين قدموا ورقة"سيادة القانون" فهي بادرة مهمة من جماعتنا من المجتمع المدني لحقوق الانسان.




Pages