وصايا القدر

وصايا القدر

Jun 05 2021

جنار حسن
القيامة والروح،الجهد المبقي على صولاته، غريبة هي اطوار الزمن، في تحدينا للقناعات...
كارهون ومجبرون،
ليس لنا ايمانٌ كامل ولكن تبقينا اللحظات اسرى،
علّنا يوماً نغني لها سيرة الذات،
خاطرة الروح في قيامتها الابدية، الموت،
التمسك الحاصل على ارادة البقاء،
وطاقة الحب،
البقاء مدمي للروح، ولكنه مخلص بحد ذاته،
لحكاية المأسي،
وتخابط السعادة والحزن، هي أمال الوجود،
هي قيامة الولادة،
والموت، بينها المشاعر والاحاسيس والتفاصيل،
الجسد كان حالة،
والاستمرارمغامرة وتجذر،
فيها من الامنيات ما حصل وما تبخر مع العمر الماضي،
والحاضر المدمي في بقاءه،
والمستقبل الذي يجتاحه الحلم، كخيال عابر

التناقض والذات..في ارهاق الكلمات وتطور الافكار، جدال المستحيل وعتبة الممكن،
خليط الوجود،
حتمية الاستمرار وعناد الوصول،
تجارب التخبط ونتائج النجاح...
وتحديات الفشل،
التناقض الملهم، او المجدد للمحاولات،
علها تنقل الافكار من تفكير وتوقعات الئ تحديات واجبة الاكتمال،
الخليط المؤكد والدليل القاطع للوجود الذاتي،
غنئ الروح بجوهرها،
تخطيط مرتبك من البقاء في تجاوره مع اليأس،
المؤكد، المرجح
كم هو المتغير في اللحظة، كمية التاثير على الروح لهذا المتغير اللحظي في الزمن،
خارق الانتباه اصبح، يمكننا التجذر في البقاء، والتأصل في صيرورة المحال، لا غنى، الافكار اصبحت هواجس
تخالط الذاكرة المليئة بالبقاء، وجدال المتغيرات، هنا في اللحظة الفكرة محالة الحصول
ولكن الخيال مدقع في اللحظة متجذر، متمكن من العقل والادراك، للحديث بقية كما هي صيرورة الايام المتوالية.




رئيس حكومة إقليم كوردستان يستقبل نائب القائد العام لقوات التحالف في العراق وسوريا

رئيس حكومة إقليم كوردستان يستقبل نائب القائد العام لقوات التحالف في العراق وسوريا

May 30 2021

استقبل رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني،يوم الخميس ٢٧ أيار (مايو) ٢٠٢١، نائب القائد العام لقوات التحالف في العراق وسوريا الجنرال ريتشارد بيل.
وفي الاجتماع، الذي حضره نائب رئيس الحكومة قوباد طالباني، جرى بحث آخر مستجدات الأوضاع في كل من العراق وسوريا.
وأشاد نائب القائد العام لقوات التحالف في العراق وسوريا

ببطولة قوات البيشمركة وتضحياتها، كما ثمّن الإصلاحات التي شرعت بها حكومة إقليم كوردستان ولا سيما في وزارة البيشمركة، كذلك شدد على ضرورة مواصلة الدعم والإسناد للبيشمركة وتعزيز التنسيق الأمني مع الجيش العراقي لمواجهة التهديدات التي يشكلها إرهابيو داعش. وفي هذا الصدد، تم التأكيد على أن تفعيل مراكز التنسيق الأمني المشترك في المناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم خطوة إيجابية.


هذا ووجّه رئيس الحكومة شكره لقوات التحالف الدولي على ما تقدمه من دعم وإسناد، وجدد التأكيد بأن هزيمة داعش والإرهاب عموماً مرهونة بالقضاء على الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ظهور الإرهاب، وأشار إلى أهمية التصويت على مشروع قانون المحكمة الجنائية المختصة بجرائم داعش من قبل مجلس وزراء إقليم كوردستان، معرباً عن أمله بأن يكون ذلك خطوة للاقتصاص من إرهابيي داعش وإحقاق العدالة وتعويض الضحايا.
المصدر:موقع حكومة كوردستان




الجلسة الحوارية المفتوحة الأولى في هولير :الدستور السوري الجديد لن يلبي مطالب السوريين ولن يستطيعوا الوصول إلى نتيجة إيجابية بسبب تضارب المصالح للدول العظمى

الجلسة الحوارية المفتوحة الأولى في هولير :الدستور السوري الجديد لن يلبي مطالب السوريين ولن يستطيعوا الوصول إلى نتيجة إيجابية بسبب تضارب المصالح للدول العظمى

May 28 2021

برجاف|هولير
تواصل منظمة برجاف للتنمية الديمقراطية والإعلام في استكمال سلسلة جلساتها الحوارية التي عقدتها في كل من كوباني ومنبج وديريك ورميلان واليوم كانت الجلسة الأولى في هولير، بحضور عضو اللجنة الدستورية القاضي أنور مجني فيزيائياً وبمشاركة 26 ناشط/ة من الشخصيات السياسية والنخبة المثقفة والقيادات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية وذلك لمناقشة التحديات والعقبات التي تقف في وجه العملية الدستوريّة، ودور كتلة المجتمع المدني في العملية الساسية في سوريا .
وبدأت الجلسة بإحاطة عامة من قبل عضو اللجنة الدستورية أنور مجني وأوضح إن توجيهات دول معينة على اللجنة سيبقي المجتمع المدني السوري غائباً،بالرغم من إنه كانت هناك إرادة حقيقية من قبل الأمم المتحدة إن يكون الثلث الثالث يعبر عن المجتمع المدني السوري لكن ذلك لم يحدث، وكانت قائمة محددة من قبل الأمم المتحدة لكن حدث تدخل من قبل الدول وأصبح هناك فيتو .
وركز السيد أنور إلى ضرورة التحاور بين جميع الأطراف السياسية والمدنية وأن يتم النظر إلى مستقبل سوريا وأن نحصل ونتوصل إلى بعض التوافقات ونحن دائماً نركز على أن يكون دستور جيد يلبي مصالح ومخاوف السوريين/ات أفراداً وجماعات ولا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال مثل هذه الحوارات والت تبني عقد إجتماعي حقيقي ثم يتم صياغته في الدستور السوري .

وحول مسألة الإنتخابات الرئاسية وردود الأفعال الدولية أكد المجني إلى إن الإنتخابات هي كانت كما السابق مسرحية هزلية حاول النظام من خلالها حشد جمهوره ليقول للمجتمع الدولي بإنه رئيس شرعي وأشار إلى إن إحاطة غير بيدرسن الأخيرة حول الإنتخابات الرئاسية أكدت بإن ما يجري في سوريا لا علاقة له بالواقع والإنتخابات تبدأ بعد الإنتهاء من الدستور الجديد .

وشارك الحضور أيضاً بمداخلات واستفسارات عديدة وأوضح الحضور إن سوريا تعاني من الإحتلا من قبل دول عديدة والمجتمع السوري مجتمع متفكك وممزق وبالتالي الدستور السوري الجديد لن يلبي مطالب السوريين ولن يستطيعوا الوصول إلى نتيجة إيجابية بسبب تضارب المصالح للدول العظمى ، ولا توجد لحمة وطنية سورية والوضع في سوريا يحتاج إلى تدخل دولي ونحن كلنا مسؤولين أمام الشعب السوري وأن نسعى لتسهيل الطريق للتوصل إلى حل .

وتسائل الحضور عن حقوق الكرد في الدستور وماهي المبادئ الدستورية التي تضمن حقوقهم وما المبادئ التي تعتمد عليها الدستور،وعن المحددات التي يتم العمل عليها .

وما هي المضامين الدستورية وشاركت السيدات ايضاً بالمداخلات التي تركزت على إنالدستور السوري لم يحمي ويحفظ حقوق وحرية النساء بالشكل اللائق كدولة مدنية علمانية ،والآن أيضا تراجع وضع المرأة أشواطاً في ظل الأوضاع الحالية ولا يقارن في ظل النظام وفهل بالدستور الجديد كيف سيكون وضع المراة وهل هناك خلط بين الحقوق والإسلام ؟

وايضا ركز الحضور بإن الكرد لم يحالفهم الحظ في التمثيل الحقيقي وهل سيستمر الكرد في مظالمهم في إنكار حقوقهم وهل هناك ضمان للحقوق القومية في الدستور الجديد ،والكرد مغيبون عن اللجنة الدستورية وإن يتم إعادة تمثيل للمكونات وأن يكون عادلاً لكي ينتج دستوراً توافقياً،وأيضاً تسائل الحضور عن إذا كانت غنتخابات بشار الأسد سيسقط القرار "2254"؟

وتجدر الإشارة إن برجاف عقدت سلسة جلسات في مدن شمال وشرق سوريا في كل من كوباني ومنبج وديريك ورميلان لإشراك المجتمع المحلي في العملية السياسية وتوصيل الرؤى والمقترحات إلى اللجنة الدستورية والتي تشرف عليها الأمم المتحدة .




الجلسة الحوارية المفتوحة الثالثة في ديريك

May 20 2021


الجلسة الحوارية الثالثة والأخيرة في ديريك: نحن بحاجة لدستور واضح، يبين ماهو لنا وماهو علينا، لسنا بحاجة لمبادئ فضفاضة تحمل في طياتها الغموض

الجلسة الحوارية الثالثة والأخيرة في ديريك: نحن بحاجة لدستور واضح، يبين ماهو لنا وماهو علينا، لسنا بحاجة لمبادئ فضفاضة تحمل في طياتها الغموض

May 19 2021

برجاف|ديريك
اختتمت منظمة برجاف للتنمية الديمقراطية والإعلام جلساتها الحوارية الثالثة والاخيرة في ديريك، الثلاثاء:18/05/2021، وذلك بحضور 20 شخصية من الفاعلين والفاعلات في المجتمع المدني و الحقوقيين و الأطباء و الحزبيين و المستقلين و الإداريين المحليين.
و بمشاركة عضو اللجنة الدستورية الدكتورة سميرة مبيض، والتي بدأت الجلسة بإحاطة عامة عن مسار اللجنة الدستورية والتحديات التي تواجه عملها.
ذكرت مبيض في احاطتها أن لن يكون هناك أي تغيير في سوريا مالم يكن هناك تغيير جدي في الدستور.
َتحدثت عن الدساتير السورية السابقة التي تكون بعيدة عن الحال السوري وحاجته لأنها كلها كانت شمولية في حين أن واقع سوريا يمثل التنوع في كافة الأصعدة.
الحكم المركزي الذي يعد سوريا من أهم الأمثلة عليها، والتي تحصر كل السلطات بيد رئيس الجمهورية، والتي لم يغير دستور ٢٠١٢ منها شيء بل تضمنت مبادئ واضحة تؤكد مركزية الحكم.

لم تكن الشمولية محصورة في الأطار السياسي فحسب بل كانت تشمل كل أطر الحياة.

و أكدت مبيض أن كل دولة لها خصوصياتها لذا يجب أن يصاغ الدستور بمايتناسب مع خصوصية سوريا ليكون دستوراً صحيحاً يضمن العيش الآمن في سوريا المستقبل.

وشارك الحضور رؤاهم و استفساراتهم في مواضيع متعددة مع عضو اللجنة الدستورية، وعبروا عن مخاوفهم من الوضع الحالي.

استفسر الحضور عن موعد انعقاد الجلسة القادمة للجنة الدستورية ولماذا يحدد إلى الآن.

كما بينّن الحضور إن في هذه المرحلة التأسيسية، ومنذ خمسينات القرن الماضي، لا دور للمسيحيين في بناء سوريا ولا صلاحيات لهم.

كما أنه لايوجد إلى الآن أي قاعدة قانونية تثبت  أن الكُرد موجودين في الحياة العامة، ويعد هذا عبئ كبير على المجتمع المدني،
علينا أن نبحث ونؤسس من جديد لمجتمع سليم لا يشعر به أي مكون بالتغييب او التهميش.
ركز الحضورعلى وجه الشبه بين المعارضة و النظام في الكثير من النقاط، أهمها رفضهم ومعاداتهم للإدارة الذاتية، وأنهم يطمحون لسوريا ذات هوية ديمقراطية جامعة لكل مكونات سوريا المتنوعة.

وتسائلوا عن مدى الصلاحية الممنوحة لكتلة المجتمع المدني للعب دوره في اللجنة الدستورية. وهل حضور المجتمع المدني بعد عشر سنوات من الازمة السورية بفاعلين حقيقين و كوادر مؤهلة للمشاركة كمجتمع مدني حقيقي.

واستفسر الحضور عن دور التجاذبات الدولية وتأثيرها على مسار اللجنة، وفي حال عدم التوافق الدولي هل سيوضع الدستور أم ستستمر اللجنة فقط لإطالة عمر الأزمة.

كما شدد الحضور بأننا بحاجة لدستور واضح، يبين ماهو لنا وماهو علينا، وأكدوا "لسنا بحاجة لمبادئ فضفاضة تحمل في طياتها الغموض".

وتجدر الإشارة أنّ منظمة برجاف عقدت مجموعة من الجلسات الحوارية خلال الشهرين الماضيين في كل من كوباني و منبج وديريك ورميلان ضمن مشروعها الذي يهدف إلى تعزيز التواصل بين المجتمع المحلي واللجنة الدستورية.




الجلسة الحوارية الرابعة والخامسة في منبج: ضرورة بناء دولة سورية تعددية ديمقراطية لامركزية تؤسس لدولة المواطنة..الجميع متساوين فيها بالحقوق والواجبات

الجلسة الحوارية الرابعة والخامسة في منبج: ضرورة بناء دولة سورية تعددية ديمقراطية لامركزية تؤسس لدولة المواطنة..الجميع متساوين فيها بالحقوق والواجبات

May 10 2021

برجاف /منبج
عقدت منظمة برجاف للتنمية الديمقراطية والإعلام جلستها الحوارية الرابعة والخامسة في منبج، وذلك بحضور الفاعلين والفاعلات في المجتمع المدني من الحقوقيين و الأطباء و الحزبيين و المستقلين.
و بمشاركة كل من القاضي أنور مجني والدكتورة سميرة مبيض أعضاء اللجنة الدستورية.
بدأ كل من مبيض و مجني الجلسة بإحاطة عامة عن وضع اللجنة الدستورية.
تحدث فيها مجني عن بداية تشكيل اللجنة الدستورية و التي كانت تحت توازنات القوى الإقليمية و الدولية.
وعن الاجتماع الأول للجنة الدستورية الذي كان منذ سنة ونصف و جولات اللجنة المصغرة الخمس والتي كانت تحت عنوان المبادئ الوطنية، و كانت عبارة عن مهاترات و محاولة كل طرف أن يثبت وجهة نظره. مما دفع المبعوث الخاص غير بيدرسون ان يقرر عدم بدأ جولة سادسة إلا إذا كان هناك دخول مباشر في المضامين الدستورية.
كما تحدثا عن المراسلات والتواصل بين الرئيسين المشتركين للمعارضة و النظام. وأن هناك قبول من الطرفين لتكون الجولة القادمة للخوض في المبادئ الدستورية.
ولكن إلى الآن لم يتم تحديد موعد الجلسة و لا الاتفاق على الأجندة، رغم إيصال السيد بيدرسون ورقة شبه مشتركة من الطرفين، و يعتقد أن تعقد الجلسة بعد العيد مباشرة.
وفيما يخص الانتخابات السورية، اعتقدا أنه لن تكون هناك أي شرعية لهذه الانتخابات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، لذا يجب أن يكون السوريين على قدر من المسؤولية للمرحلة القادمة ليكونوا قادرين على بناء عقد اجتماعي جديد ينظم أمور الحياة و يؤمن الأطر المؤسساتية اللازمة لتيسير أمور المواطن السوري على نقيض ماكان سائداً من قبل من قمع وظلم و إقصاء المكونات السورية.
وقالت مبيض على وجه الخصوص أن تغيب المرأة السورية التي تشكل نصف المجتمع السوري عن المشاركة في اتخاذ القرار، سيؤدي إلى اختلال كبير التوازن.
لذا يجب ان يحدد الدستور السوري نسبة تمثيل للمرأة تشكل ٣٠ ٪ على الاقل في المواقع السيادية و ذلك الى أن تذهب المعتقدات البالية والتصورات الخاطئة التي ترسخت في ذهن الجيل الجديد عن دور المرأة وحقوقها.
وشارك الحضور في الجلسة بمداخلات غنية واستفسارات عدّة.
منها أهمية فصل العسكرة عن الحياة المدنية والمؤسسات، و الحد من التدخلات الخارجية فيما كانت مبنية على مصالح، و السعي لإيجاد دستور سوري جديد يحقق العدالة للجميع.
كما طالب الحضور من اللجنة الخروج من الهوية الشمولية إلى الهوية التعددية، وضرورة بناء دولة سورية تعددية ديمقراطية لامركزية تؤسس لدولة المواطنة، الجميع متساوي فيها بالحقوق والواجبات.
كما ناقش الحضور العودة السياسية القوية للولايات المتحدة الأمريكية باستراتيجيات مختلفة من أهمها الدفع بالمسار السياسي قدماً لمحاولة تحقيق الاستقرار في المنطقة بشكل تدريجي.
كما استفسر عن المعتقلين والمعتقلات بشكل عام و عن المعتقلات السياسيات بشكل خاص، وعن مدى قانونية القرارات التي ستتخذها اللجنة الدستورية في ظل غياب و إقصاء قسم كبير من السوريين عن هذه اللجنة.
وتجدر الإشارة أنّ منظمة برجاف عقدت مجموعة من الجلسات الحوارية خلال الشهرين الماضيين في كل من منبج و رميلان و ديريك وكوباني، وذلك ضمن مشروعها الذي يهدف إلى تعزيز التواصل بين المجتمع المحلي والثلث المدني في اللجنة الدستورية.




لا انتماء كمي للهوية، لسنا بأقلية وأكثرية

لا انتماء كمي للهوية، لسنا بأقلية وأكثرية

May 09 2021

د. سميرة مبيض
يقع كثيرون، عن عمد أو عن جهل، في خطأ توصيف فئة من مكونات الشعب السوري بالأقلية أو بالأكثرية من منطلق كون عدد الافراد المشكلين لهذه الفئة قد يكون أقل أو أكثر من سواها في إطار زمني ما وإطار مكاني ما غير ثابتين هما أيضاً ضمن هذا المفهوم الكمي الضبابي، وهو مفهوم لا يمكن اعتماده بأي حال من الأحوال في تعريف هوية الفرد فلا انتماء كمي في الهوية الفردية. كذلك يعتبر هذا التعريف غير سوي لتوصيف ماهية الشعب وينطلق من أسس تراتبية كمية لا مكان لها في الهوية الجماعية من جهة فالعامل الكمي العددي ليس مرتكزاً لبناء روابط تشكل هوية جماعية، دوناً عن تناقض هذا المفهوم مع جوهر المواطنة المتساوية القادرة على بناء الدول الحديثة.

فعلى خلاف صحة التعريف الكمي ضمن التيارات السياسية المشكلة للبرلمانات أو للحكومات، كالتيار السياسي للأغلبية البرلمانية أو للأقلية البرلمانية، فان توظيف هذا المفهوم لتوصيف مكونات مذهبية او عرقية لشعب هو مفهوم منحرف على عدة صعد أهمها هو أن تعريف الشعب من هذا المنطلق هو تعريف تقسيمي وليس تكاملي أي لا ينطلق من كون المعنيين يشكلون مكونات متكاملة في شعب واحد أساساً حتى وان امتلكوا المقومات الكافية لتحقيق هذا التوصيف، والثاني هو أن لا صحة لتعريف أي انسان بناء على عدد الأفراد الذين يتشارك معهم في سمة ما، فهي صفة ضمن عشرات الصفات التي قد تشكل هوية الانسان في أي موقع من العالم منها الهوية المهنية، الثقافية، اللغوية، الجندرية، المكانية والسياسية وغيرها فالصفات المكونة للهوية متعددة بشكل لا تقبل معه الانحصار بتوجه واحد.

من جهة أُخرى يُستخدم الانتماء الكمي في الإطار السوري، أو في أطر أخرى تقع تحت وزر نظم قمعية، كأدوات لتحكم السلطة بالمجتمعات عبر التحريض البيني وتغذية الصراعات المستمرة التي تستهلك إمكانيات وطاقات المجتمع وتحرف مسار بنائه المدني الذاتي نحو ما يعطي الأولوية لتحسين شروط التنمية والاستقرار، والسلطة هنا لا تعني نظام الحكم المتمكن ظاهراً وحسب بل مجمل المنظومة والتيارات السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية المُشكلة له بكونها المُستفيدة من توظيف مثل هذه المصطلحات لتسخيرها لأهداف سياسية وسلطوية.

ينجرف كثيرون بوهم القوة التي توحي بها هوية كميّة بقطبيها الأكثري والاقلّي المتضادين، في حين أن لا قوة لمثل هذا التعريف خارج الأطر السياسية كما ورد آنفاً، أما تحويل المفهوم الكمي قسراً لقوة ترتبط بانتماء مذهبي او عرقي او سواه فهو يعتمد حصراً على اشعال الحروب الاهلية، على المجازر، على الاستقواء بقوى عسكرية الى ما هنالك من موبقات قادرة على أن تهدم أي أثر للمدنية والتحضّر في أي مجتمع. يبقى الأثر الأشد سلبية لمثل هذه الانحرافات كامناً في التراكمات المتصلبة في المجتمع فبمجرد اعتماد أي فئة لنفسها انتماء كمي سيولد انتماءات كمية مضادة لها ويولد المجموع صراعات بين الانتماء لهويات كمية بما تتضمنه من سلبيات، ويبقى المنتمون لهوية المواطنة والهوية الطبيعية الجامعة خارج هذا الإطار حتماً وبالتالي خارج نطاق التأثير الفاعل.

اذاً ولتجاوز المنظور الكمي التضليلي للكثيرين وننتقل لمفهوم المكونات السورية المتكاملة لا بد أن نمتلك أدوات فكرية وتطبيقية تدعم توجهات مدنية حديثة، فكرياً لا بد من تحييد كل من لا يستطيع الخروج عن منظور منحرف بتقييم الآخر وفقاً لهوية مفُترضة ذات بعد كمي تمنحه أفضلية وهمية على الآخرين، فالأفضلية الوحيدة هي فيما يقدمه المواطن والمسؤول كلاهما على حد سواء من دفع بالمجتمع نحو الاستقرار والامن والتنمية، تطبيقياً يحتاج ذلك لمسارات سياسية لا أيديولوجية ولا تضليلية تفعل للتأسيس لدولة مواطنة.

مقياس انتهاء وهم الانتماء الكمي هو حين يصبح منطلق ومصب دعم المواطن لأي قرار على مستوى الدولة ينطلق من ويصب في المصلحة العامة، ولا زالت عتبة الوصول لهذا المعيار بعيدة للأسف وقد تكون سمة جيل قادم ينشأ على إدراك دور كل فرد دون استثناء في المجتمع ودور كل المكونات دون استثناء على صعيد الدولة ودور جميع الدول دون استثناء على صعيد الإنسانية حينها ستبدو له تفاهة الانتماءات الكمية واضحة بعدمية دورها الوظيفي في خلق التوازن والتقدم.

ليس في هذه الطروحات أي طوباويات كما قد يتصور للبعض، فهذه الانتماءات الكمية مُصنعة من قبل جهات سلطوية استفادت منها لزمن طويل جداً، بانتهاء هذه الجهات ستنتهي هذه الانتماءات لأن لا دافع ذاتي لإنتاجها والعكس صحيح فبانتهاء هذه الانتماءات الكمية الوهمية ستنتهي الجهات التي تعتاش على وجودها المُفترض، ولنا الخيار، كما كان منذ الأزل للإنسان العاقل.
المصدر:نواة سوريا




السياسي والصحافي..

السياسي والصحافي..

May 06 2021

علاء الدين زيات_ syria press_ أنباء سوريا
مثل الكثير من مفاهيم المنتج المجتمعي الخام غير الناضجة، ومثل الكثير من محددات الهوية للجماعات الثقافية في بيئتنا المحلية والتي نَصِفها عادة بالهلامية، تبدو المسافة بين السياسي والصحافي غير قابلة للقياس بمعنى عدم وجود سمة خاصة تعرِّف معنى الصحافي في عنوان مختلف عن السياسي.

وبالتعريج على العديد من النماذج التي تملأ الفضاءين العام والافتراضي نتحسس هذا المزج الذي يتيح للصحافي مرونة الانخراط بالسياسة، بمعناها الحزبي المرتكز لبرنامج غالباً محشو بإيديولوجيا متزمتة، وافتراقه عن هوية الصحافي المنخرط بكليته لتبيان مزيد من الحقائق واكتشافها مع جمهور القراء.

لا يعني ما سبق ادانة للفعل السياسي أو المنظومات السياسية وكيل مديح للصحافي وتصويره ملاكاً، الإدانة هنا تنال هذا القفز على الحبلين لأنه في الحقيقة إنكار للهوية الثقافية للجماعات الثقافية (صحافية أو سياسية) ومن جهة أخرى تغدو الحقيقة المتاحة – وهي منارة الصحفي – هي فقط ما يجعل من الايديولوجيا الحزبية مادة للتسويق تحت عناوين الحقيقة التي لا يطالها شك. “الصحافة تسقط في لحظة تخليها عن الشك”.

السلطة الرابعة والتي تدل بجلاء على استقلاليتها في فعل الرقابة على الثلاثة الذين سبقوها، تسقط تباعاً في فخ شراكة غير نزيهة، عبر صحافيين وصحفيات ينتقلون خطوة بخطوة إلى الساحة السياسية ليجدوا أنفسهم في لعبة معقدة، إذ تبدو الرقابة على الفعل السياسي ونقده وتعرية انتهاكاته مربكة فيما لو اندمج ذلك الصحفي في المطبخ السياسي وبدأ يحضر أطباقه الخاصة فيه كسياسي، الشيف الجديد هنا لن تهمه الحقيقة حول رعونة مذاق ما يقدم للناس، هو أحد أولئك “المبدعين” في فن الطبخ.

ماذا إذن هل هناك حرمة الاشتغال بالسياسة على الصحافي؟

أليس ذلك عملاً متعسفاً وخارج أي منطق؟

أعتقد أن الجواب هنا لن يكفي بنعم أو لا، ولا يمكن تبويبه تحت إطار الفعل الفردي الشخصي للعاملين في مجال الصحافة بل لا بد من عرضه في سياق تطور الجماعة الثقافية، كجزء مكمل من مجمل التطور الاجتماعي، ولا أعتقد أن البلاد المنكوبة بحروب وإرهاق كامل تملك الحق في تبرير العجز عن تطوير تلك الجماعات بل يجب النظر الى القضية بالتضاد أي أن مخرج تلك البلاد يتأتى لزاماً عبر هذا التطوير، ولا بأس أن نقول بل مخرجها الوحيد.

لا فعل خارج مفهوم السياسة، لذلك لا صحافة أو عاملين في الصحافة دون مستوى تأهيل سياسي وحتماً بنى ثقافية توازي ذلك، مشكلة ثلة من صحافيين محليين جادين تداخلوا مع البنى السياسية من خارج أدوات النقد هو في التخندق، التعامل مع الحقائق من وجهة وظيفية بحتة، والنظر لمختلف القيم الإنسانية وفق خدمتها للإيديولوجيا سواء كانت حزبية أو بأي مظهر آخر يجعل الصحافي يعتقد أن القيم يمكن أن توظف في الدعاية لا أن تكون معيارية.

وبالمقابل مطلوب من السياسي أيضا، الدفاع عن خصوصيته كجماعة ثقافية لديها مشروع وتحالفات ولا يجد في علاقته مع الصحفي خطراً بل نوع من استقراء ردود الشارع العام، ليدرك المسارات والمقاربات الأعلى من حيث الانتاجية، يجب تعلم الانصات بدل الرشوة، والحوار بدل القمع، والنقد بالبدائل بدل الصراخ عن مؤامرة.

هذا التداخل بين السياسي والصحفي ليس سمة ثالثية فقط بل ما تزال دول عريقة في الحريات والصحافة تبدي هويات ملتبسة حول الدورين ولكن في بيئتنا تكاد تصبح الظاهرة جائحة عامة. وهي تنذر بسوء انتاج سياسيين دون مستوى الفعل السياسي وصحفيين دون مستوى الفعل النقدي المطلوب.

في المركز العميق لكل هذا الفعل ثمة مسألة الحريات، فهي ضمانة فعل صحافي محمي من عسف السياسة، وضمانة فعل سياسي محمي من التصيد والتشهير خارج الوقائع، ولا يبدو ذلك ممكناً دون مزيد من تبلور الجماعات الثقافية سواء هنا أو هناك، وأيضا يمكن أن نكرر من جديد أن مسألة الحريات رهن هي أيضا بتطور ونضج هذه الجماعات، فالبيئة الهلامية دوماً بيئة خصبة للديكتاتورية والعبث والفوضى وفقدان الملامح.
المصدر: أنباء سوريا




الجلستان الخامسة والسادسة في كوباني: إيجاد طريقة لتعديل هيكلية اللجنة الدستورية ب تطعيمها و تزويدها بالعنصر المدني الحقيقي، وممثلون عن كافة المجتمع السوري.

الجلستان الخامسة والسادسة في كوباني: إيجاد طريقة لتعديل هيكلية اللجنة الدستورية ب تطعيمها و تزويدها بالعنصر المدني الحقيقي، وممثلون عن كافة المجتمع السوري.

May 02 2021

اختتمت منظمة برجاف للتنمية الديمقراطية والإعلام جلساتها في كوباني، و عقدت أمس الجلسة الحوارية السادسة في كوباني بحضور قادة المجتمع المدني وممثلو الأحزاب وحقوقيون و مستقلون.
وبمشاركة كل من أعضاء اللجنة الدستورية القاضي أنور مجني والدكتورة سميرة مبيض.
تناول اعضاء اللجنة في احاطتهم مواضيع مهمة، ذكر القاضي أنور مجني بإن اخر التحديثات هي طرح السيد بيدرسون مسودة للرئيسين المشتركين للاتفاق على أجندة الاجتماع القادم، وإلى الآن لم يتم التوافق، و يرجح دون تأكيد أن التوافق سيتم وستعقد الجلسة القادمة بعد العيد، ستكون هذه صيغة توافقية بين النظام والمعارضة بحيث يمكن البدأ بالصياغات الدستورية.
وذكر"مجني" أن اللجنة الدستورية تشكلت قبل الوصول إلى اتفاق سياسي مما زاد من اعبائها، ولأنها لم تتمكن من لعب دورها التقني فقط وليست طرف سياسي، البدأ بالخطوة الثانية قبل الأولى عسّر عمل اللجنة الدستورية فلا يوجد هناك حل سياسي بعد ولا توافق دولي ولا نقاط واضحة يمكن البدأ من عندها.
وأكد عضو اللجنة الدستورية بإنه "نأمل أن يحدث توافق سياسي بالتزامن مع مسار اللجنة الدستورية، ففي آخر إحاطة للسيد بيدرسون تحدث عن ضرورة عقد اجتماع يضم القوى الدولية والإقليمية الفعالة في سورية لإحداث اتفاق سياسي يسمح للجنة الدستورية بالعمل بالشكل الأمثل.
و نوه مجني قائلاً: "لنكن واقعيين، ان اليوم مسار اللجنة الدستورية هو المسار الوحيد الموجود، وعلينا التعاطي معه رغم كل الملاحظات على تشكيله"
نوه المجني في ختام احاطته: "الكرد كانوا مغيبين و معرضين للتهميش فترة النظام السوري و الآن بعد تشكيل اللجنة تكرر تهميشهم واقصائهم من العملية الدستورية السياسية، ليس من الضروري أن أكون كردياً لأحمل رسالة الكرد، أنا أحد الأشخاص الذين اتشرف بمشاركتكم في هذه الجلسة والاستماع لرؤاكم ونقلها للجنة الدستورية ".
بينما بدأت الدكتورة سميرة مبيض احاطتها بأهمية دور المجتمع المدني لتحديد مجريات اللجنة الدستورية.
وأكملت سميرة أنه إلى الآن مسار اللجنة مقيد بجهتين هما طرفي النزاع. وأنه خلال الخمس جلسات الماضية والتي اخذت الكثير من الوقت، كانت تتمحور حول أطر بعيدة كل البعد عن المضامين الدستورية، التي ستخلق دستور جديد يؤسس لسوريا جديدة.
وقالت سميرة إن ما يجري في مسار العملية الدستورية هو عبارة عن حالة من التسويف و تبادل الاتهامات وغيرها.
و أشارت "مبيض" أن اللجنة بحاجة تقويم كامل لعمل اللجنة الدستورية بحيث تبتعد اللجنة عن إعادة الاشتقاق من كل دستور ٢٠١٢، لانها لاتناسب مستقبل سوريا الجديدة، نحن بحاجة إلى دستور جديد يتطلب الإنطلاق من مفاهيم مختلفة وقادة على تجاوز كل الأطر التي كانت تمثل المنظومات السابقة ب أشكالها الشمولية.
استفسر الحضور عن كثير من التساؤلات، منها ما سبب تلكؤ العملية الدستورية الشبه متوقفة؟
و فيما يتعلق بالانتخابات وشرعيتها وتوافقها مع القرار الأممي، ٢٢٥٤ فيقول الفقرة الرابعه منها عن الانتخابات "الانتخابات تجري وفق الدستور الجديد في بيئة آمنة، وأن تكون انتخابات نزيهة و شفافة، و بإشراف الأمم المتحدة وتكون شاملة لجميع السوريين"،فكيف تجرأ النظام على إجراء الانتخابات و بحسب الفقه الدستوري انه بمجرد تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد او إصلاح الدستور الحالي، تدخل كل المؤسسات السيادية مرحلة تسيير الأعمال.
هل ما يسميه النظام السوري الآن مجرد مسرحية لإثبات شرعيته على الأرض؟
كما طُرح سؤال عن المعتقلين و حالهم، وما مدى تأثير قانون سيزر على النظام للضغط عليه.
و تسائل الحضور أيضا حول تباين الادارات الثلاث في سوريا، ولا يوجد اي بيئة آمنة في اي جزء سوري، و ما هو الجدول الزمني الذي تم تحديده بموجب قرار ٢٢٥٤ لإيجاد بيئة سورية آمنة ومستقرة.
كما استفسروا عن المبادرة الأخيرة للسيد بيدرسون و ما مدى تواصل و مشاركة الثلث الثالث مع مكتب المبعوث الخاص حول هذه المبادرة التي قد تنتج صيغة توافقية بين الرئيسين المشتركين .
و أكدوا على وجوب تدعيم و تطعيم اللجنة الدستورية بالعنصر المدني الحقيقي، وممثلون عن شمال وشرق سوريا.
وإيجاد طريقة لتعديل هيكلية اللجنة الدستورية.
وتجدر الإشارة أنّ منظمة برجاف عقدت مجموعة من الجلسات الحوارية خلال الشهرين الماضيين في كل من منبج و رميلان و ديريك وكوباني، وذلك ضمن مشروعها الذي يهدف إلى تعزيز التواصل بين المجتمع المحلي والثلث المدني في اللجنة الدستورية.




العراق بین مطرقة الجهل و سندان المجهول..

العراق بین مطرقة الجهل و سندان المجهول..

May 01 2021

آراس عبدالکریم
لقد نبه رئیس أقلیم کوردستان في أکثر من مناسبة بغداد والتحالف الدولي ضد داعش من خطورة إستعادة الاخیر لقوته ولاسیما في وجود الفجوة الأمنیة الحاصلة في المناطق المسمی بالمتنازع علیها والتي باتت ممرا مظلما لعملیاته الأرهابیة التي یشنها هنا وهناک، وآخرها الهجوم الارهابي الذي شنه لیلة أمس علی قوات البیشمرکة غرب کرکوک حیث خلف ضحایا من شهداء وجرحی، متزامنا مع هجمات أخری شنها في الوقت عینه، وعلی أثرها شدد الرئیس نیجیرفان بارزاني الیوم (الأول من نیسان) في بیان له علی مناشدته لمجلس النواب والحکومة العراقیة والتحالف الدولي للإسراع بتشکیل قوات مشترکة من البیشمرکة والجیش العراقي في تلک المناطق، مشددا علی إستعداد أقلیم کوردستان لکافة أنواع التعاون والتنسیق لهذا الغرض من أجل محو هذا الخطر الذي یهدد أمن أقلیم کوردستان و العراق معا بل والعالم برمته.
لیس بخافٍ علی بغداد قبل أي طرف أن ما حصل وما یحصل من خروقات أمنیة من قبل داعش في المناطق المتنازعة علیها هو تحصیل حاصل لما خلفته أحداث تشرین الأول ٢٠١٧، حیث ترکت علی أثرها أکثر من فجوة أمنية، وأثبتت العملیات الأرهابیة المتلاحقة لداعش علی صعوبة إن لم نقل إستحالة السیطرة علیها من قبل القوات الأمنیة العراقیة في غیاب تعاون وتواجد قوات البیشمرکة في هذه المنطقة.
لقد شدد رئیس أقلیم کوردستان مرارا وتکرارا علی ضرورة وصول بغداد وأربیل الی تفاهم مشترک لحل کافة المشاکل والملفات بینهما، ونبه الجمیع من خطورة العواقب المترتبة علی عدم إتخاذ خطوات عملیة، بنیة وقناعة صادقتین. لکن من المٶسف حقا أن هذا النداء الوطني والعقلاني لم یجد صدی له لا في بغداد ولا حتی بین الأطراف السیاسیة العراقیة النافذة لحد الآن؛ فحتی إتفاق سنجار الذي کان یٶمل لە أن یکون بمثابة الخطوة الأولی والأرضیة المتینة للخطوات العقلانیة الأخری التي تنحو منحی ما دعا ویدعو إلیه رئیس الأقلیم للتفاهم والإتفاق التام بین بغداد وأربیل لحل کافة المشاکل والقضایا العالقة بینهما، حتی هذه الإتفاقیة لم تتخذ لتنفیذها أية خطوة عملیة وجدیة من قبل بغداد!
فما یحصل یجعل المرء یسأل باستغراب وقلق شدیدین: کیف یا تری یفکر الساسة والأطراف العراقیة المتنفذة حول مصیر العراق الذي یأن تحت وطئة ألف مأزق ومأزق سیاسي واقتصادي وأمني و.. و؟! حقا کیف یرون ویفهمون الواقع العراقي والمشهد السیاسي الذي لایحسد علیه؟! فقد بات البلد یسیر شیئا فشیئا صوب مصیر أشبه ما یکون بالمجهول. فإستشراف ما یمکن أن یقبل علیه العراق في ظل هذا الواقع الکارثي، لیس بحاجة الی ذکاءٍ خارقٍ کي یتیقن أن ذلک المجهول سوف لن یأتي إلا بما لا یحمد عقباه. وإذا کان خلف هذا الجراء الأعمی نحو المجهول هو الجهل السیاسي، فهذه مصیبة، وإن کان نهجا سیاسیا عالما بما هو سائر علیه وإلیه، فالمصیبة أکبر.
إن إخراج العراق من مأزقه بل من مآزقه الحالیة، لا یحتاج لا الی عصا سحري ولا الی معجزة، فکل ما یحتاجه هو إرادة وقناعة مبدئیة لإیجاد الحلول مع حکمة ورٶیا واضحة لدی الساسة وسیما من هم في مراکز القرار في بغداد، أو الأصح –عراقیا!- أن نقول في مراکز القوة، فالتأرجح بین الدولة واللادولة هو الحقیقة المرة لما یشهده العراق. فالحل علی غرار ما یراه الرئیس نیجیرفان بارزاني، لابد وأن یأتي من الداخل بقناعة وأرادة شتی الأطیاف السیاسیة والمکونات العراقیة.
قد آن لبغداد أن یخطو عملیا وجدیا لما دعا إلیه رئیس الإقلیم حول تشکیل قوات مشترکة من البیشمرکة والجیش العراقي للحیلولة دون تکرار ما حدث لیلة أمس وما یمکن أن یحدث إن غضوا النظر عن خطورة عدم الأخذ بنظر الإعتبار بیان رئیس إقلیم کوردستان الیوم.

بقي القول أن التحالف الدولي ضد داعش أیضا، علیه بأخذ دور فعال أکثر لتحقیق ما ناشد إلیه رئیس الأقلیم في بیانه، فالخطر الداعشي لیس خاص بالعراق أو بمنطقة معینة فحسب، فهو حین یهاجم ویدمر هنا الیوم، نراه غدا یفجر ویسفک هناک في عقر دارهم. إنە بحق خطر عابر للقارات.
إن التریث أکثر وعدم إتخاذ القرار وتنفیذه بجد، هو الجهل السیاسي بعینه ولا یسیر بالعراق إلا الی مصیرٍ مجهول، مجهول من اللون الأسود الداکن الذي یجعل من العراق بلدا مبنیا للمجهول.

١/٥/٢٠٢١
أربیل




Pages