اختتام مؤتمر التحالف بين المنظمات في شمال وشرق سوريا: مناصرة قضايا الناس الهدف الأساس، وبخطاب من الجنرال مظلوم عبدي..

اختتام مؤتمر التحالف بين المنظمات في شمال وشرق سوريا: مناصرة قضايا الناس الهدف الأساس، وبخطاب من الجنرال مظلوم عبدي..

Oct 19 2021

برجاف|قامشلو
أنهت منظمات من شمال وشرق سوريا أعمال مؤتمره التأسيسي الأول بخطاب متلفز من القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية والذي ركز على أهمية هذا التحالف ودعمه ودعم الادارة الذاتية له.
وبحضور أكثر من مائتي منظمة عاملة في مناطق شمال وشرق سوريا، وحسب المؤسسين فإنّ هذا التحالف لا يقدم نفسه كبديل لأي جسم تنسيقي أو تحالف أو شبكة، أو أي إطار عامل في الشأن العام في شمال وشرق سوريا.

و قال عبدي "نحن كقوات سوريا الديمقراطية، وإلى جانب الإدارة الذاتية، سنساند جهود منظمات المجتمع المدني لأجل تلبية الحاجيات وعلى مستوى كافة المجالات في المنطقة".
واستمرت فعاليات المؤتمر ليومين متتاليين، وشهد نقاشاً واسعاً بين الحضور وادارة الفعالية حول النظام الداخلي وآليات التنظيم بين المنظمات وهذا التحالف.
وكان هناك دور واضح لبرنامج وئام لنجاح هذا التحالف، وبحضور ومشاركة بكلمة تشجيعية وتنويهية ليومين متتالين من خلال مدير المشاريع الزميل آلان حصاف، الى جانب حضور الزملاء من قسم المراقبة والتقييم، وبرنامج بناء القدرات.
وأشار القائد العام مظلوم عبدي، والذي فاجئ المشاركين بكلمة له إلى أن “منظمات المجتمع المدني هي جهة أساسية تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً في عملية التغيير الديمقراطي، وتلبي الحاجيات، وتدعم وتطور المجتمع”.
وكان قد انتخب المؤتمر مجلس الإدارة الجديد والذي قسم على مقاعد محددة لكل محافظة: ٤ مقاعد ديرالزور، و٤ الحسكة، و٤ الرقة، الى جانب طبقة ومنبج و كُوباني ١مقعد لكل منطقة؛ وبشرط تأمين حق النساء في الادارة متساوية مع الرجل بمعدل ٥٠ بالمائة.
ونوه عبدي الى ضرورة "اتخاذ خطوات جديدة نحو التطور والديمقراطية".
ويأتي إعلان هذ التحالف في زمن يطغى التشتت على الاداء الوظيفي وعلى مستوى الأدوار على واقع المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا؛
وكان الهدف لمناصرة قضايا المجتمع وقضايا المنظمات ، بارزاً وعنواناً عريضاً من ضمن الأهداف والتي غالباً تُحاك مسألة الديمقراطية، والحوكمة، والنزاهة، والحكم الرشيد ومسائل الحقوقية، وتنظيم المسائل التمويل، واستثماره ايجابياً، في لائحة الاهداف.
وحضر ممثلون عن المنظمات الدولية مثل "نيس فورم"، وبرنامج "رشاد"، وغيرها.

وتجدر الاشارة انّ المؤتمر انهى فعالياته بجملة من المداخلات من المنظمات والأطر المضيفة، وبعدد من التوصيات أغلبها متعلقة بحاجيات المجتمعات المحلية وبآليات تحسين آداء هذا الجسم التحالفيّ الجديد.




وحيدة مسلم: لاشي مستحيل إذا كان الهدف واضح ومصاحب بالإرادة والتصميم

وحيدة مسلم: لاشي مستحيل إذا كان الهدف واضح ومصاحب بالإرادة والتصميم

Oct 16 2021

وحيدة مسلم أول طبيبة كوبانية، ابنة لعائلة عرفت قيمة التعليم وأعطته قدره.
سجلت في كليّة طب الأسنان في حلب عام 1980 وتخرجت عام 1985، تحدت المجتمع والظروف وكانت المَثل الأعلى لمن بعدها ليخطو خطاها.

*ما التحديات التي واجهتك في مسيرتك الدراسية والمهنية؟

-لابد من الذكر بأنني أعتبر مسيرة حياتي كلها أشواك ب أشواك (وما نيل الرغبات بالتمني).
فالإنسان الذي يضع هدفاً في حياته، حتماً سيتعترض للمصاعب ويحتاج لتضحيات في بعض الأحيان.
بالنسبة لي العقبات بدأت في سن مبكرة جداً، بعد مرحلة الدراسة الابتدائية حيث البيئة القبلية والعشائرية كانت تعارض فكرة تعليم المرأة، فسقف تعليمها كان الابتدائية وكان يُعتبر المكان الطبيعي لها هو المنزل ومهمتها تربية الأولاد فقط.


* ما دور العائلة فيما وصلتي إليه؟

-كان عليّ تحدي وتجاوز هذه المفاهيم، فالعقبة الأولى كانت  أن المدارس الإعدادية مختلطة وليس هناك مدارس خاصة بالإناث، مما جعل والدي رحمه الله في مواجهة مشكلتين، متابعة تعليمي كفتاة، وإقناع المجتمع بأن المرأة مثلها مثل الرجل يمكن أن تتبوء المناصب إذا اتيحت لها نفس الظروف، و أنّه لاضرر من الاختلاط بين الجنسين و لاخطر الفتاة من الاختلاط مع الشباب إذا تلقت الفتاة تربية سليمة.

كنت محظوظة لأن والدي كان يتمتع بهذه الذهنية المتنورة والمنفتحة وكانت هذه سمة مميزة فيه، ورث هذه السّمة من جدي رحمه الله والذي أيضاً كان يتمتع بالحنكة ويؤمن بأهمية التعليم .

تابعت مرحلة دراستي الاعدادية والثانوية (حتى الحادي عشر الثانوي العلمي هذا كان السقف في كوباني آنذاك)مع الشباب والذين كانوا بمنتهى الأدب والأخلاق و كانت هذه ميزة العشائرية حيث مفاهيم الشرف والنخوة والحرص على السمعة والتضحية في سبيل ذلك .
المشكلة الوحيدة في تلك الفترة هي قلة الكوادر التعليمية وغياب الاساتذة المتكرر، بعد الانتهاء من تلك المرحلة كان علينا جميعاً الانتقال إلى مدن سورية أخرى لدراسة البكالوريا.

بالنسبة لي انتقلت إلى حلب ولم أحظَ بدورات تعليمية خاصة كما حظي بها العديد من زملائي، أصبحت  الدراسة تحدياً حقيقياً خاصة أن أساسنا العلمي لم يكن بمستوى طلاب حلب.
لكن بفضل إصراري على النجاح وتخطي الصعاب تجاوزت المرحلة بنجاح ونلت ماكنت أحلم به وهو الحصول على معدلات عالية تؤهلني لدراسة الطب (حلم الطفولة) .

* لماذا اخترتي مهنة الطب تحديداً؟

-لا أتذكر السبب المباشر لذاك الحلم الطفولي، هل كان السبب هو اثبات الذات أمام المجتمع الكُردي الذي كان لايؤمن بتبوء المرأة للمناصب العالية الذي كان يُعتبر آنذاك مهنةً ساميةً، أم لأنه عمل إنساني وكان مجتمعنا متحفظاً بحاجة إلى طبيبة لسهولة التعامل، أم لأن مهنة الصحة من المهن الحرة والتي كان أغلب الكُرد يفضلونها لتجنب  مضايقات التوظيف وما إلى ذلك من اعتبارات ،أم لهذه الاسباب جميعا اخترت أن أكون طبيبة في سن مبكرة .

ولكن للأسف ولظروف اجتماعية خاصة لم أتوفق في التسجيل في الفرع الذي كنت أحلم به، تزوجت في تلك الفترة ورزقت بطفل ومع ذلك بقي الحلم يراودني باستمرار ،تقدمت لامتحان البكالوريا ثانية وتوفقت هذه المرة في الحصول على مرادي حيث أصبحت الظروف مهيئة للدوام في الجامعة .
هنا ظهرت عقبات من نوع آخر حيث الدوام في كلية علمية ليس بهذه السهولة، إضافة القيام باعباء المنزل ومن ثم التوافق  بين كل هذه المسؤليات لم يكن سهلاً ( لا عوامل مساعدة، طبخات جاهزة كما الآن ،لا غسالة اتوماتيكية ،لا جلاية.....)٠

حتى في هذا المجال أثبتت قدرتي وجدارتي وتخرّجت مباشرة وبدون أي تأخير وكنت محظوظة لأني لم أذق طعم الرسوب في حياتي، وأثبت لمجتمعي عكس ما كان سائداً وقتها ( Em kurd nabine tiştek)
لا أدري ماذا كان وراء هذا الاعتقاد الخاطىء؟
بدوري أنا اؤكد إن الارتقاء هو بيد المرء ،اذا جعل الترقي بنفسه هدفاً في حياته ،لاشي مستحيل إذا كان الهدف واضح ومصاحب بالإرادة والتصميم .
لابد من ذكر إنه في تلك المرحلة أهم داعم لي كانت المرحومة والدتي (صحيح إنها كانت أمية ولكنها كانت من أشد المؤيدين لفكرة العمل والتعليم لذلك شجعتنا كثيراً أنا وأخوتي في مسيرتنا الدراسية ) فأخذت على عاتقها مهمة تربية ابنائي حتى أتوفق في دراستي ومن بعدها عملي.
كما كان لزوجي المرحوم أيضاً الفضل الكبير في السماح لي بمتابعة دراستي الجامعية وتحمل أعباء الابتعاد عن أسرته لمدة ليست ببسيطة حيث سكن في كوباني وكان يزورنا في حلب أيام العطل .

* انتشار المشكلات الاجتماعية بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، هل يعد تراجع تأثير العرف والعشائرية سبباً في ذلك؟

-اثناء عملي في كوباني العقبات كانت أيضاً المفاهيم العشائرية حيث كان يعتبر عمل المراة كممرضة او كمساعدة في المنزل عيباً لذلك لم أحظَ لا بممرضة في العيادة ولا بمساعدة في البيت طبعاً الظروف والمفاهيم الآن تغيرت كثيراً لدرجة أنه لم يتم القضاء على المفاهيم العشائرية فقط (حيث البعض منها كان حسنا من حيث النخوة والشهامة والحفاظ على السمعة الحسنة ) بل تم نسف كل شي حتى الجيد منها .
فاتسعت رقعة الحرية بحيث تجاوزت لدى البعض كل الحدود حيث أصبح المرء يسير حسب أهوائه الشخصية بدون رادع ،لاديني ،لا مبدئي ،لا مجتمعي معتبراً ذلك من الحرية الشخصية.

*رغم الانفتاح والوعي، ووجود قوانين تحمي المرأة أكثر من ذي قبل، إلى أن حالات الطلاق و الانتحار في تزايد، ما السبب في ذلك برايك؟
للاسف جيل الإنترنت استغل الإنترنت بشكل سلبي بدون إرشاد ودون رقيب كل هذا العوامل أثرت سلباً على تفكك المجتمع وزيادة المشكلات الاجتماعية من وجهة نظري.

ختاماً أود أن أشكركم على هذه الدعوة الكريمة لكي أكون ضيفة في زاويتكم الهادفة لتحفيز الجيل الجديد بالتركيز على معاناة الجيل القديم وإنجازاته رغم الصعوبات.
شكراً لاتاحة الفرصة لي للتحدث عن تجربتي الخاصة .




ما زالوا ينتظرون

ما زالوا ينتظرون

Oct 16 2021

سردار شريف
مرحلة وجود الإرهاب في الشمال السوري كانت مرحلة في غاية الصعوبة وخاصة على فئة الشباب المثقف المتعلم والواعي والمطالب بحرية الرأي والديمقراطية في مدينة الرقة السورية وكل المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الذي فقدت العائلات الكثير من أبنائهم وأبائهم بسببه في تلك المرحلة السوداء التي أرادت إزالة كل الأفكار الثقافية والحضارية والمتنورة عن طريق أخفاء الشباب المثقف المتعلم قسراً .

وأيضاً الأقليات السورية في المنطقة كان لها نصيب في الحياة السوداء حيث كانت حياتهم ضمن هذه المرحلة ليست إلا عبارة عن تهجير وابادات جماعية وخطف ودفع الجزية بالنسبة للمسيحين والاعتقالات والتهجير القسري التي كانت من نصيب الكُرد بتهمة الكفر وعدم الالتزام بالعقيدة الإسلامية .

ليس هذا فقط بل أيضاً تحولت الطرق إلى مصيدة للإيقاع بطلبة الجامعات والمثقفين المدنيين الذين اعتقل الكثير منهم في سجون داعش لأكثر من أربعة أعوام ومن اللحظات الأولى من اختطافهم لم يتوقف ذوي المخطوفين بالمطالبة بأبنائهم من المنظمات الإنسانية والجهات الدولية وبالأخص اللجنة الدولية لشؤون المفقودين والأمم المتحدة .

واليوم مجدداً مثل كل مرة ترتفع أصوات ذوي المفقودين قسراً في كل مكان للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهم في المرحلة الجديدة وهي مرحلة ما بعد القضاء على داعش عن طريق رابطة تشكلت وستنطلق في مدينة الرقة وتتألف الرابطة من ذوي المفقودين ومطلبهم الوحيد وهدفهم الأساسي الكشف عن مصير أبناءهم بعد سنوات مرت على تحرير المنطقة من داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ولهذا السبب يرى ذوي المفقودين قسراً أنه يجب الكشف عن مصير أبناءهم لأنها قضية إنسانية أولاً وتحقيق هذا المطلب يساهم تحقيق الديمقراطية والعدالة في المجتمع ثانياً .

وأمام مقر الأمم المتحدة في أربيل دائماً بين الحين والأخر يقف أبناء وذوي المفقودين حاملين صورهم مطالبين كل الجهات الدولية بالتدخل للكشف عن مصير المفقودين وأيضاً في ألمانيا حيث تبنت مقر جمعية برفين هذه القضية الإنسانية بعد أن دعت إدارة الجمعية لوقفة انسانية تضامنية مع هذه القضية ومطالبة الجهات الانسانية ومنظمات حقوق الانسان بالوقوف في صف المخطوفين والمساهمة بكشف مصيرهم.

وتنتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي صور الكثير من الطلبة والمثقفين من أبناء المنطقة ومن كل المكونات الذين ما زال مصيرهم مجهول والتي نراها ضمن الروابط والحملات التي يشكلها ذويهم داخل وخارج سوريا للوصول إلى الهدف المشترك وهو الكشف عن مصيرهم .




بحث عن الهوية أو الانتماء آخر..!

بحث عن الهوية أو الانتماء آخر..!

Oct 08 2021

زوزان علوش
تسيطر فكرة الحصول على جنسية ما على أغلب الجمعات والجلسات الإجتماعية التي نشارك فيها، وترى هذه المسألة أصبحت للكثيرين وخاصة للمهاجرين إلى أوروبا بعد الأزمة السورية مهمة وأساسية ما يجعلك بطريقة أو أخرى تتسائل وتبحث في مسببات هذه النفسية!

لم يكن هذا الموضوع هاجساً أو معيقاً لطموح أو حركة الذين هاجروا إلى أوروبا قبل الأزمة السورية، بل كان أمراً ثانوياً لدرجة لا تجعلك تشغل نفسك ووقتك به!
أصبحت فكرة الحصول على جنسية ما حتى لو لم تكن ذات فائدة كبيرة للحاصل عليه، أصبحت هاجس و متعلق بطريقة أو أخرى "بالانتماء" لمكان ما أو الشعور بنوع من رفع مستوى ضمني أو نفسي بعد كل ما تعرض له الفرد أو تعرضت له العائلة لتصل إلى هذه البقعة من الأرض وطبعاً أنا من بينهم!
ولدى سؤال أي شخص عن الفرق الذي سيحدثه الحصول على الجنسية، ترى الأجوبة سطحية ومتعلقة فقط بالامتلاك لمجرد الامتلاك وبعيدة عن التحليل الحقيقي لهذه الرغبة الجامحة والشاغلة لتفكير معظم الراكضين وراءه!

من الطبيعي أن يبدأ الإنسان برحلة البحث عن الهوية في بلد بدأ فيها حياة جديدة ويحاول التأقلم مع القيم الأخلاقية وديناميكيات هذا المجتمع، أي أن هذه العملية تعتبر صحية ولكن المشكلة تكمن في أن أغلبنا لا يمكن أن يبتعد أو يهرب من واقعه الذي ولد معه وسيبقى معه حتى لو تغيرت وثائق سفرنا. فتلاحظ التناقض الكبير بين الجنسية وحامله تبدأ من طريقة العيش في تفاصيلها البسيطة إلى مسائل جوهرية تتطلب منك الالتزام بها حتى تكون فعلاً منتمياً لتلك الجنسية وليس فقط حاملاً لها كون عملية البحث عن الهوية هي عملية استكشاف اولاً والتزام ثانياً وربط ثالثاً!

إلا أن المشكلة الحقيقية تكمن في انتمائاتنا المتعددة والتي بدأت تشكل حملاً ثقيلاً نحاول أن نورثه لأطفالنا ويسطر علينا ذلك الشعور بأننا مقصرين في توريث أطفالنا حقيقة انتمائنا وبأن الطفل سيضيع ما لم نعمل على تعليمه لغتنا وثقافتنا وفي الوقت نفسه يكون جوهر حديثنا هو "الجنسية"




أفين برازي: مهما انجزنا من أفلام عن كوباني أو عن معاناة شعبنا في روجآفا فأنّنا لن نستطيع التعبير عن أوجاعه و آماله..

أفين برازي: مهما انجزنا من أفلام عن كوباني أو عن معاناة شعبنا في روجآفا فأنّنا لن نستطيع التعبير عن أوجاعه و آماله..

Oct 07 2021


المخرجة السينمائية الكـرديـة السـوريـة أفـيـن بــرازي بدأت مشوارها في دراسة الإخراج في بيروت، رشحها احد أساتذتها بالأكاديمية خلال فترة دراستها للعمل في برنامج تلفزيوني لصالح قتاة الـ MBC. كمساعد مخرج، و أستطاعت خلال وقتٍ قصير أن تمتلك خبرة عملية، ومهارة فنية من خلال عملها مع مخرجين لهم بصمتهم في صناعة الدراما السورية و العربية أمثال المخرج الراحل محمد الشيخ نجيب والمخرجين الشباب سامر برقاوي،وقيس الشيخ نجيب، وماهر كدو ،ونذير عواد، لتنتقل بالعمل من مساعدة مخرج إلى مخرجة لأعمال بتوقيعها و ببصمتها، حيث أخرجت ثلاثة افلام قصيرة :
*"موقف خاص"
*"اسأل مجرب"
*"يبقى الحب"

كما قامت بإخراج مجموعة من الأفلام الوثائقية مثل : ( دمشق في عيون عشاقها) و(من عالم الاطفال ) وتنوعت أعمالها مابين الدراما التلفزيونية و السينمائية والعمل بالإنتاج الوثائقي، وربما كان عملها في مجال إخراج أعمال الأنيميشين في فيلم starting over الذي نال جائزة أفضل فيلم انيميشن في المهرجان السينمائي الاسكندنافي الدولي في فنلندا خطوة هامة أرست خطواتها نحو ترأسها الدورة الثانية لمهرجان كوباني السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، هذا المهرجان الذي كان أنجازاً فنياً هاماً، و نقلة فنية للحالة الكردية والسينما الكردية لوضعها في مصاف العالمية، وخاصة أن المهرجان أستطاع أن يجمع فنانين ومخرجين من جميع أنحاء العالم و ليكون بوابة سينمائية للأنتاج السينمائي الكردي الذي يعّد بالكثير من المفاجأت.
والجدير بالذكر أن المخرجة السينمائية الكردية أفيـن بـرازي إبنة كوباني تقيم بالدنمارك وتعمل مع قناة Dksyd الدنماركية.

يسرنا عبر هذا الموقع أن نلتقي مع الفنانة و المخرجة السينمائية الكردية السورية أفـيـن بـرازي عبر هذا الحوار و الذي نرجو أن يكون بوابة تعارف مع احدى الشخصيات الكردية العاملة في المجال الفني بأوربا و التي تعمل دوماً على مد جسور الفن مابين أوربا و الوطن..

* بداية، هل لكِ أن تحدثينا عن طبيعة عملكِ الآن؟
_حالياً اعمل في القناة التلفزيونية Dksydبالدنمارك بالأضافة إلى عملي في إنتاج عدة افلام و التحضير لإخراج افلام جديدة خلال الفترة القادمة.

*الحرب السورية عموماً، والهجوم على مدينة كوباني بشكل خاص كيف ترك ذلك تأثيره على مسيرتكِ في الإخراج؟
_بالرغم من وجودي في بلاد الإغتراب، في تلك الفترة المريرة بأحداثها الدراماتيكية كانت وسائل الإعلام العالمية تنقل الحدث بشكل يومي و مباشر كما إن تواصلي المستمر مع اهلي و أصدقائي المتواجدين أنذاك في قلب الحدث و من قلب المأساة من النزوح إلى التهجير، تلك الرحلة لم تكن بالأمر السهل، بل رافقها الكثير من الألم و الوجع وعانى شعبنا و أهلنا الكثير من القهر والظلم، و دفع شعبنا خيرة شبابه ضحايا في سبيل نصرة المدينة و الدفاع البطولي عنها، تلك الأحداث و تلك الحرب و كل تلك الضحايا و بطولات شعبنا بشبابه و بناته المحاربات بقيت صور خالدة في الذاكرة الجمعية، و تحولت يوميات معارك كوباني إلى افلام سينمائية عالمية وعلى يد مخرجين عالميين، و سوف يأتي الوقت لصناعة أفلام تليق بقامة تلك المدينة و ببطولاتها، ووقفة فتيات الكُرد البطولية أمام وحشية داعش وأصبحت الفتاة الكُردية المحاربة رمزاً للمقاومة لا تقل عن رمزية كيفارا و بطولته، و كوباني باتت مدينة عالمية و طافت شهرتها الأفاق واعتقد ان هذا هو السبب في تسمية مهرجاننا بأسم كوباني و أود أن أذكر هنا بعض المأسي الخاصة التي طالت فنانين كُرد،فالكثير من الفنانين و الكتاب الكُرد فقدوا الكثير من ارشيفهم الفني أمثال الموسيقار المبدع رشيد صوفي، وغيره .


* الأفلام الكُردية وعلى المستوى السوري، وخلال الفترة الأخيرة، هل أستطاعت نقل معاناة الشعب الكُردي من اضطهاد وتهميش للكُرد قبل الأزمة وبيان دورهم خلال الثورة و الأزمة.
_اعتبر نفسي في بداية مشواري السينمائي ولست في صدد تقييم الأفلام الكُردية، و لكنها عموماً تحاول نقل بعض الأفكار و المشاهدات و توثيقها وهو بالأمر الجيد رغم إنها لم تستطع نقل الصورة الحقيقية لحجم الدماروالألم و نتائج ذلك النزوح على العائلة الكُردية و ظروف حياتها القاسية في المهاجر و تجمعات النزوح، و مهما انجزنا من أفلام عن كوباني أو عن معاناة شعبنا في روجآفا فأنّنا لن نستطيع التعبير عن أوجاعه و آماله، لكن الوقائع اثبتت عن وجود شعب مقاوم و شعب حي و لم تستطع كل سياسات التهميش أن تلغيه من الخريطة، بل على العكس فقد امست القضية الكُردية قضية جوهرية لاقت الاهتمام الدولي و بات الكُرد لاعبين أساسيين في السياسة الدولية.

* للمرأة الكُردية السورية حصة مضاعفة من الوجع كونها امرأة أولاً وكُردية ثانياً، كيف تعاملت السينما الكُردية أو العالمية مع هذه الحالة من خلال كمية الأفلام المنتجة خلال الفترة القريبة الماضية؟
_المرأة في مجتمعنا تعاني الكثير من الصعوبات، ومازالت أسيرة العادات والتقاليد للأسف، لكنها استطاعت كسرَ الكثير من قيود العادات البالية المتحكّمة بمستقبلها و مصيرها، في الفترة الأخيرة و السينما استطاعت تسليط الضوء على قضايا المرأة عموماً و الكُردية خصوصاً، فالمقاتلات الكُرديات وبطولاتهم ضد داعش تحولت إلى أسطورة للمقاومة و الأنعتاق.

* مهرجانات السينما وجوائزها تعتبر حافزاً قوياً و مشجعاً للعمل و لتطوير أليات العمل السينمائي..
أنتم وخلال مشاركتكم كرئيسة لمهرجان كوباني السينمائي الدولي للأفلام القصيرة كيف لمستم ذلك؟ وهل سنرى مستقبلاً أعمالاً سينمائية مشاركة في المهرجانات السينمائية العالمية؟
_المهرجانات عموما هي زبدة الجهد و العمل المضني و مهرجان كوباني الدولي قدم خلال دورته السابقة و الدورة الحالية الكثير من الإنجازات، و استطاع جمع كوادر سينمائية و تقديم عروض بالمستوى العالمي لمخرجين شباب ومن كافة الجنسيات، و ذلك كفيل بإبراز خامات فنية و اسماء و ترشيحها للمهرجانات العالمية، و العالمية تتحقق من خلال طرح مشاكلنا المحلية و تطوير عملية طرح قضايانا في المحافل الدولية.

* ماذا أضافت لكم تجربة مهرجان كوباني الدولي كأمرأة كُردية، وماهي العوائق التي واجهتكم؟
_في المهرجان و خلال فترة الإعداد له مع الأصدقاء شعرت بمشاعر جميلة و أحسست بقدرة المرأة الكُردية على العمل الجاد، و لا فرق أبداً بين إدارة زميل لي برئاسة المهرجان، فقد كان اغلب العمل جماعياً و منسقاً رغم وجود بعض الهفوات و النواقص و التي أتمنى عدم تكرارها في الدورة القادمة، كانت أغلب العوائق نتيجة جائحة كورونا و تقيدها لحركة السفر و الإجتماع، كما إن الضعف في التواصل مع أغلب المخرجين و السينمائيين نتيجة ضعف الإعلان و اقتصاره على وسائل التواصل الإجتماعي، نتمنى في الدورة القادمة الإعلان عبر منصات تلفزيونية و إعلامية و عبر وكالات الأنباء، كما أن موضوع الترجمة و تشكيل لجان التحكيم اعتقد إن الأمر يحتاج لدقةٍ أكبر وحرصاً و مسؤولية أكبر..
على العموم كانت تجربة جيدة و هامة و سوف تستمر عبر جهود أصدقائنا بالتأكيد.

*هل من ندم تشعرينه بإختيارك لهذه المهنة؟

_لا.. لا أبداً، بالعكس انا اكثر تصميماً على المتابعة و أشجع شبابنا الكُرد على الإهتمام بهذا الجانب الهام من الفن..

* وجودكم في أوربا حيث حرية التعبير متاحة بالأضافة لوجود البنية التكنولوجية التقنية ووجود الكادر الفني من مصورين و ممثلين و فنيين كم يمنحكم ذلك من آمال لصناعة سينما كُردية قادرة على جذب المشاهد هنا في أوربا و الوطن؟
_الحقيقة أننا في أوربا كجالية كُردية نفتقد للروابط الضرورية للعمل، و السينما عمل و فن و صناعة و يحتاج جهود جماعية، فإنتاج أي فلم يحتاج بداية إلى قصة أو رواية و سيناريو متقن، كما يحتاج إلى موسيقا تصويرية و عمليات تصوير و أماكن تصوير و أزياء و فريق إضاءة، و رغم أجواء و مناخات الحرية و حرية التعبير الا إن المسائل المادية و المالية تقف دوما في طريق إنجاز سينما متقدمة، و أعتقد إن الإرادة و التصميم هي الكفيلة بإنتاج فن سينمائي راقي، فنحن لا ننسى أبداً المخرج الخالد يلماز غوني و بأمكانياته المحدودة أستطاع إيصال الفلم الكُردي و السينما الكُردية نحو العالمية و ان ينال أكبر جائزة عالمية في مجال الإخراج السينمائي.

*كلمة أخيرة، أو سؤال كان بودكم أن يتم طرحه؟..
_في الحقيقة أود شكركم على هذه اللفتة الجميلة و على هذا الحوار عبر موقعكم و أود أن أضيف هنا بأننا في ختام المهرجان الدولي الذي حمل أسم كوباني كرمزية و كقاعدة انطلاق نحو تأسيس أو صناعة سينمائية كُردية، و لذلك فقد اعلنّا عبر البيان الختامي بضرورة تكاتف الجهود و ضرورة تقديم الدعم و العون المادي و المعنوي من كافة الجهات الثقافية و خاصة تلك العاملة في روجآفا و إقليم كُردستان، و هنا عبر منبركم اجدد الدعوة للمشاركة الجادة في الدورة القادمة من المهرجان..
مرة ثانية كل الشكر لكم.
*******
*******
وفي نهاية الحوار أتقدم بالشكر الكبير للأستاذة و المخرجة السينمائية أفين برازي على اتاحتها الفرصة لنا للتعرف على آليات العمل و الأنتاج السينمائي بأوربا و الوطن و نتمنى لها دوام الموفقية و النجاح أن نلتقي معها في محطة ثانية من مشوارها الفني الجميل..
و شكراً لكل من يتابعنا عبر هذا الموقع و تحياتنا لكم.. جميعاً.




العملية الدستوريّة:ما العمل؟

العملية الدستوريّة:ما العمل؟

Oct 04 2021

فاروق حجي مصطفى
قبل أيام انتهينا من سلسلة الجلسات الحواريّة التي عقدناها، وحضرها قادة المجتمع المحليّ من المدنيين والحزبيين والنسويين والنسويّات، إضافةً للقادة المجتمعيّة من يحملون دلالة العشيرة أو القبيلة، وسط النفور من دائرة الحديث عن الدستور والعملية الدستوريّة، وذلك بسبب إنّ:
-هناك غياب في عملية التمثيل في اللجنة الدستوريّة، وغياب شبه تام في اللجنة المصغرة لصياغة الدستور.
-هناك حديث قوي، بل وحقيقي عن دور استانة السلبي في العملية والموقف من الفعالية الكُردية.
وبالرغم من هذين التحديين الكبيرين، استطعنا الوصول إلى المئات من قادة مجتمعنا ومن القطعات المؤثرة في الحياة العامة المتنوعة، وناقشنا معهم وبوجود عدد من الزملاء والزميلات من كتلة المجتمع المدني في اللجنة الدستوريّة مثل انور مجني، سميرة مبيّض ، صباح حلاق، مازن غريبة، فايق حويجة، خالد الحلو، وغيرهم، أهم التحديات التي تواجه اللجنة، وكيفية تطويرعملها، وما بوسع القادة المحليين من تقديم الرؤى والأفكارالتي تخص مطالبهم وآمالهم وطموحاتهم.
دون شك، فإنّ التحديات كانت أكثر وطأةً، خاصةً، وإنّنا واجهنا مصاعب في إقناع الناس على أهمية الدستور في حياتهم، وماذا يعني ضمان الحق الدستوري؟
وفي تجارب المقارنة، تحدث مثل هذه النشاطات قبل المباشرة في العمليّة، وحتى أجندات اللجنة الدستوريّة تُستخرج من مداولات العامة وفي الندوات والجلسات المجتمعية.
بيد إنّه في المسألة السورية بات كل شيءٍ استثناءاً، وحتى اللجنة الدستوريّة استثناء من بين السلال الأربعة.
الناس لم يُبدوا آرائهم اثناء تصميم العملية، ولم يشاركوا في تحديد ممثليهم، وحتى لم يُسمح للأمم المتحدة في اختيار أعضاء الكتلة الثالثة.
ومن هناك يمكن التعرج وتحديد قولٍ واحد، إنه إذا كانت هناك تدخلات واستقطابات في العملية الدستوريّة في كل دول خارجة من النزاع ولها ادوار ايجابية وسلبية، فإنّ في الحالة السوريّة أدوار التدخل الخارجي سلبية، إلى جانب أدوار غير مفهومة وتعكس حالة من الإحباط.
أهمية النشاط الدستوري لا تنحصر فقط في جمع التوصيات أو تقديم الخدمة للجنة الدستوريّة من خلال نقل الأفكار والرؤى وتوصيات الناس،إنما أبعد من ذلك بكثير.
حسب التجارب المقارنة، إنّ اللجان الدستوريّة قد لا تضطلع على ١بالمائة من الأفكار التي طُرحت، إنّما أهميتها هي اشراك الناس والفاعلين المحليين في القضية الأهم في أي بلد، وهي الدستور!
نعتقد إنّنا تركنا أثراً كبيراً، ونرى بإنّنا لم نقدم ما هو المرجو، فهناك حاجة لتعزيز الحديث عن الدستور ليصبح جزءاً من الحديث العام وجزءاً من أحاديث المجالس الخاصة.
الناس لم تُتَح لهم فرصة التمتع بالحقوق الدستوريّة، وفي هذه المرة فإنهم لا يرون أنفسهم ممثلين في اللجنة كما يجب.
إذاً دعنا نعمل لأجل إتاحة الفرصة لهم ليكونوا جزءاً من العملية الدستوريّة.
وتجدر الإشارة بإنّ العملية الدستوريّة أشمل من اللجنة الدستوريّة، فاللجنة جزء من العملية وليست نفسها!
وفي مشاركة الناس في المداولات العامة، يعني بإنّ الناس باشروا في مشاركة صياغة مستقبلهم، وبعد إنجاز الدستور سيشعر من شارك في المداولات وعملية إبداء الرأي بالراحة تجاه مواطنيته.
اللجنة لم تنتج بنداً واحداً من البنود الدستوريّة وهذا يعني إنّنا أمام طريقٍ طويل وإن كان شاقاً، وإنّ هذا المأخذ على اللجنة هي بمثابة فرصة أمام الناس لتصقيل مهاراتهم في المشاركة في الحياة العامة وفي الحياة السياسيّة، والأهم بإنهم سيدركون أهمية صوتهم في عملية الإستفتاء وسيميزون الدستور الجيد عن الدستور ما دون الطموحات.
بقي القول، إنّ الإشراك في العملية الدستوريّة يحقق شروط عدة: ملكية الدستور، والشرعية، يخلق نافذة للحوار وتاليّاً بلورة ثقافة الحوار المجتمعي والذي من خلاله فقط يمكن الوصول إلى التوافقات الوطنية، وإلى محتوى دستوري يعكس صورة مجتمعاتنا على مستوى الأفراد والجماعات، لا خيار إذاً غير خيار الإنخراط في العملية انسجاماً مع الحراك الذي بدأنا به.




في جلسات هولير الحوارية الختامية:سؤال االدستور، وتعبير عن تطلعات الشعب السوري..

في جلسات هولير الحوارية الختامية:سؤال االدستور، وتعبير عن تطلعات الشعب السوري..

Sep 29 2021

برجاف|هولير
عقدت برجاف جلستين متتاليتين في يومي 23/24 من الشهر الجاري حول العملية الدستورية، وابرز التحديات التي تواجهها وذلك بمشاركة كل من اعضاء اللجنة الدستورية القاضي أنور مجني فيزيائياً والدكتورة سميرة مبيض عبر برنامج "الزووم " وبحضور واسع من ممثلين، وممثلات عن المنظمات المدنية والنخبة الثقافية والمنظمات النسوية والاحزاب والمستقلين، والاكاديميين،
وقال أنور في احاطته عن العملية الدستوريّة انبنت و انطلقت بموجب القرار الاممي 2254 ومرت هذه العملية بعدة مراحل وكان آخر حديث في 2017 عن موضوع السلال الاربع وثم بعد مؤتمر سوتشي تم تقديم سلة الدستور عن باقي السلال، وتابع مجني "عملياً الآن النقاش السياسي محصور في قضية اللجنة الدستورية وهي عقدت خمسة اجتماعات"، وأضاف مجني "ولكن حتى الآن لم يحصل أي تقدم في العملية الدستورية وكان لهذا أثر على المجتمع السوري وذلك للإحساس بعدم الجدوى وبإن هذه العملية تأخذ وقت طويل دون أي تقدم في وقت ان الأمم المتحدة رأت بإنّ هذا التعطيل يجب إيجاد حلول له وسعت لعقد جلسة خاصة ولم تكن فيها اي جديد ".
وأشار مجني بإن النظام السوري غير جدي ولديه مخاوف من الإنخراط في العملية الدستورية لإنه يدرك بإن ذلك سيفقده شرعيته وتضعف السيادة من قبل المجتمع الدولي .
واشار أنور مجني بإن هذه فرصة لكي يجتمع السوريين والأمر الاهم الذي يجب الاستفادة منه ،واليوم هي فرصة لتأسيس عقد اجتماعي جديد والبداية تكون بالحوارات المجتمعية والتي يتم العمل عليها كما تعمل برجاف الآن
وكان قد حضر أشخاص من مخيمات ومن اامقيمين والمقيمات من دهوك والسليمانية؛
وحسب مجني انّ الثورة السورية كشفت جوانب مهمة وهي فرصة للتحاور معاً،ونجاح الدستور ليس لإنتاج نص دستوري بل لإنتاج حوارات مجتمعية جادة وأن ننتقل من حالة الإستبداد إلى حالة الديمقراطية، وأن يكون الدستور القادم معبر عن آمال وتطلعات الشعب السوري.
فيما اوضحت الدكتورة سميرة مبيض والتي شاركت بالجلسة عبر برنامج الزوووم من باريس أبرز المخاوف والتحديات التي تواجه العملية وأشارت بإنه لا يمكن أن يبنى دستور سوري جديد بدون أن نتجاوز أخطاء الماضي وكانت بشكل رئيسي تغييب مصالح السوريين وتغييب هذا النوع من الحوارات وتغييب أن ينبع الدستور من إحتياجات الشعب السوري، وأضافت مبيّض "فكان الدستور في المرحلة الماضية كما هي عليه اليوم تأسست من منطلقات أخرى غير سورية وغير الإحتياجات السورية سواءاً كانت سياسية او تقاسم بعض صراعات القوى او كل هذه الامور التي لم تكن مؤسسة للاستقرار في سوريا".
وحسب مبيّض ان الواقع السوري بات يُنظر اليه بمصداقية يرى بوضوح بإن سوريا خلال الفترة السابقة كانت سارت بمسار متقهقر جداً على كافة الصعد سواءا حقوق الانسان او المواطنة وغيرها والاخوة الكُرد من اكثر من يستطيعون الحديث عن هذه المواضيع وتقديم البراهين بإن هناك اضطهادات وانتهاكات جرت في المرحلة السابقة، وتابعت مبيّض "وايضا على الصعد الاقتصادية والعلمية لا يمكننا القول بإن أي شيء تقدم في سوريا في هذا القرن المنصرم وبالتالي هذا يعني بإن الاساس الذي بدء منه سوريا لم يكن لبناء دولة سورية تضمن حقوق مواطنيها وتسيير البلاد في الركب الإنسانية"، وقالت انه "من هذا المبدأ يجب أن نبدأ من منطلقين منطلق نقيض وهو مصالح السوريين لها الأولوية وهي في البداية التمعن في سلم الأولويات لكل من يقول بإنه يعمل في الشأن الدستوري ويقدم مقترحات للشعب السوري ومن هذا المنطلق الدور كبير وهام لجميع اطياف وشرائح السوريين وللمجتمعات المحلية وهم الأدرى بكيفية تحقيق مصالحهم وكيفية تحقيق الاستقرار والأمن وبما تتمتع به من خصوصيات وذلك لا يعني أن يكون بين هذه المناطق والاقاليم تناقض ونسعى لخلق حالة من التكامل والبناء نحو المستقبل بما يحقق مصلحة الجميع وكل المناطق السورية مرتبطة بشكل او بآخر ببقية المناطق بما يحقق استقرارها ومن هذا المنطلق لا يمكن للافراد مهما كانت نفوذهم أن يقوموا بهذه المهمة على درجة كبيرة من المسؤولية بدون أن يعودوا بشكل او بآخر للحوارات وهذه الحوارات ينجم عنها أفكار جديدة "..
وأشارت مبيّض انهم يسعى لبناء مصلحة السوريين والانطلاق من احتياجات السوريين أن يستمعوا ويتحاورا ، ويصلوا إلى نقاط مشتركة .
وحول اللامركزية وفرص اللامركزية في سوريا اكد الدكتور زيدون الزعبي في مشاركته اونلاين بإنه فرص اللامركزية في سوريا وباختصار شديد خلال سنوات الحرب وقبلها بخمسين سنة الحديث عن اللامركزية يعني بعقل السلطة السورية وبالعقل الجمعي عند المجتمع السوري إن اللامركزية الإنفصال وإن من يدعو للامركزية يدعو للإنفصال واليوم إذا كان في فرصة للحل في سوريا فهي عبر اللامركزية ولم تعد اللامركزية فقط مصطلحات وإنما السبيل الوحيد للحل والجغرافيات الأربع أو الخمسة في سوريا ولا يمكن توحيدها دون خلق إطار اللامركزية للبلاد وربما ايضاً إطار الإتحاد .
حيث إن البلاد ذاهبة إلى المزيد من التشتت وقضية اللامركزية في سوريا ظلت موجودة من عام 1920 في الدستور الإتحادي الفيدرالي الاول في سوريا إلى عام 1950وكان يوجد نموذج من اللامركزية السياسية جيد على مستوى انتخاب ثلث ارباع مجلس المحافظة وبالتالي تاريخنا حافل باللامركزية بالرغم من إنه لايُراد لنا فهم هذا التاريخ بإنه كان يحوي اللامركزية ، واللامركزية السياسية على عكس ما هو موجود في أذهان الكثير وللأسف الكثير من الأوساط من ينادون باللامركزية السياسية هناك الكثير يظن بإنه الكونفدرالية وهي باختصار شديد هي قدرة المجتمعات المحلية على انتخاب سلطة محلية تمثله وليس لها علاقة بالخارج أما اللامركزية السياسية الإدارية تعني فقط قدرة هذه السلطات المحلية على تعيين الإدارات واللامركزية المالية تعني قدرة هذه السلطات على تحصيل موارد .
وشارك الخبير الاممي بالجلسة بمداخلة وركز على نقطتين اساسيتين أولاً على الصعيد التصور العام للعملية السياسية والأصح العملية الدستورية التي اختزلت العملية السياسية في سوريا وأعتقد من المهم أن نسجل بإن المسار وصل إلى نقطة حرجة ويكفي النظر إلى تطور النصوص المرجعية ، والعملية السياسية في سوريا وللأسف ليس متجه للمسار الصحيح واقصد بوضعية تسمح بمقايضة او نوعية عادلة لطرفي النزاع ومن المهم أن يتم بلورة اجندة عمل وأولويات وخطوط حمر لما لا يمكن النزول عنه ونقطة ثانية فنية بحتة ويمكن القول بصفة عامة عند الحديث عن اللامركزية نتحدث عن عنصرين عنصر شكلي يشير للعامل الجغرافي والعنصر المضموني وهي لثلاث نقاط وهي المكون السياسي والعنصر الإداري والعنصر المالي .
اما على المستوى العام الكل يتحدث عن الحكم الانتقالي والحكم الرشيد
وتسائل الحضور عن دور اللجنة وأعضاء اللجنة وبإنهم لا يقدمون أي شيء ؟
وايضاً استفسر الحضور إذا كان الدستور الجديد سيضمن حقوق المحرومين من الحقوق وسيتم تعويضهم عن حرمانهم من الحقوق المدنية كما الكردي المحروم من الجنسية وايضا تعويض المتضررين من تطبيق الحزام العربي في المناطق الكردية حيث تم تسليبهم حقوقهم ؟
كما عبر بعض الحضور عن استيائهم من اللجنة في ظل التدخلات الأجنبية ودول استانة وسوتشي ومسألة الحكم الإنتقالي ؟
وعن مدى المصداقية في العملية الدستورية والحفاظ على التنوع وضمان حقوق المرأة
وجدير بالذكر إن برجاف عقدت سلسلة جلسات في مناطق شمال وشرق سوريا وفي كل من المدن :ديريك ورميلان وقامشو وكوباني ومنبج وهولير عن العملية الدستورية وذلك لإيصال المقترحات والتوصيات إلى اللجنة الدستورية التي تشرف عليها الأمم المتحدة وإشراك المجتمع المحلي في العملية السياسية.




شيرزاد بصراوي، الناشر، وصاحب دار آڤا لبرجاف: لنرى كيف ستنعكس علاقاتنا مع الآخر المختلف؟!

شيرزاد بصراوي، الناشر، وصاحب دار آڤا لبرجاف: لنرى كيف ستنعكس علاقاتنا مع الآخر المختلف؟!

Sep 28 2021

برجاف| أجرت الحوار: مروى حسين
الناشر شيرزاد بصرواي، صاحب دار نشر آڤا، يقيم في أوربا، وسرعان ما تجده في كُوباني، مسقط رأسه.
دخل المشهد الثقافي الكُردي بشكل مختلف وعزز فيه مكانه، أسس دار آڤا ووسع من نشاطه الثقافي، وفتح "كوة" التواصل مع غالبيّة المثقفين والأدباء والكتًاب الكُرد، وحقق لهم فرص لطباعة الكتب والمخطوطات.
بصراوي لم يقف في حدود البيع والنشر بل حمل كتب المبدعين الكُرد وتنقّل بها في ولايات الدول الأوربيّة، ليشكل معرضاً متنقلاً، ليغني هذا الحراك الثقافي من خلال منصات حوارية ثقافية وعقد أمسيات حوارية ثقافية.
وحول نشاطه ونشاط آڤا ومدى تأثير ذلك على المشهد الثقافي كان لبرجاف حوار معه، وأدناه نص الحوار:

-ما أصل الفكرة، نقصد فكرة المعرض؟

الفكرة هي العودة للكتاب، والوصول للقارئ وخلق حالة التواصل الفيزيائي بين الكاتب والقارئ من جهة، والناشر والقارئ من جهة أخرى، ذلك بعد الانقطاع الذي سببه وباء كورونا وما رافقه من قيود وإجراءات شُلت فيها الفعاليات الثقافية.
أما المحاضرات والموسيقى والغناء فهي أنشطة مرافقة لبرنامج المعرض، إلى جانب قيام الكاتب المتواجد في المعرض بتوقيع كتبه للقراء.

-إلى أي مدى ساهمت دار آڤا في اغناء المكتبات المنزلية الكُردية؟

حقيقة إنّ الجواب على هذا السؤال حتماً لن يكون دقيقاً ما لم يكن مستنداً إلى إحصائية، لكن أستطيع القول أنّنا في دار آڤا أَوصَلْنا الكتاب الذي كاتبه في الداخل السوري بالقارئ المقيم في الخارج والعكس صحيح.
آڤا أول تأسيسها منذ عامين في كوباني وإلى الآن تركز على إقامة حفلات التوقيع لكُتّابها كلّ منهم حسب مكان إقامته، سواء في الوطن أو إقليم كردستان العراق أو أوروبا.
في العاشر من هذا الشهر أطلقت آڤا معرضها الأول الخاص بمنشوراتها في عدة دول ومدن أوروبية، بدءاً من مدينة آرنهيم الهولندية، مروراً بساربروكن، إيسن، برلين، هامبورغ وبوخوم الآلمانية في الشهر القادم. ثم السويد، النمسا، فرنسا والدنمارك مروراً بالسليمانية، أربيل ودهوك، ويختتم المعرض في كوباني في الكانون الأول.

-ما أبرز التحديات التي تواجه عقد معرض من هذا النوع؟
عموماً التحديات كثيرة، وخاصة أنّ جائحة كورونا ما زالت تُلقي ظلالها على العالم، وتُفرض بموجبها القوانين التي تحدّ من عدد المجتمعين، والآلية التي يجب أن يقوم عليها التجمع.
كذلك الأمر بخصوص آلية تنقلنا بين المدن الأوروبية، تجهيز أماكن المعارض، دعوة الكُتّاب والأمور اللوجستية الأخرى وخصوصاً أن العمل هو ذاتي، وليس برعاية الحكومات أو المؤسسات الثقافية كما هو الحال في سائر دول العالم.
في مجتمعنا لم يصبح النشر ثقافة حتى يتحول إلى صناعة، أي الناشر قد يعيش من المردود لكن الكاتب حتماً يعيش من عمل آخر.

-هل ساهمت هذه المعارض في انتعاش سوق الكتب في أوربا؟
القراءة عموماً في تراجع، والغلبة باتت للقراءة الالكترونية على حساب الورقية خاصة في السنوات العشر الأخيرة، أصبَح القارئ يستغني تدريجياً عن الكِتاب المنشور ورقياً وخاصة إن لم يكن ذات جودة عالية من حيث الورق والحبر.
هذا التراجع متعلق أيضاً بضُعف الإعلام الثّقافي وتراجُعه الظّاهر بالمُقارنة مع ما كان عليه قبل عشر سنوات أو أكثر. وهو تراجع في جوانب منه على ارتباطه بانحسار الإعلام في السياسة وغياب كلي واضح للمجلات الثقافية الداعمة لنشر الكتاب والإعلام بصدوره.
لكن نلاحظ أنّنا وبهذه المعارض نقوم بترميم هذه الفجوة عند طريق الترويج للكِتاب، تسويقه إعلامياّ، الدور الإعلامي المرافق للمعارض وإيصال القارئ بالكاتب.

-رأينا ثمة شراكات بينكم كدار آڤا مع دور نشر أخرى، هل يمكن القول أنّ بناء الجسور بين دور النشر في بلادنا قائم؟
إلى الآن لم نتشارك مع أي دار أخرى في المنشورات، أي ليس لنا طبعات مشتركة مع دور أخرى سواء كردية أم عربية. لكنّنا في معارضنا نروّج ونسوق كتب دور نشر أخرى مثل نقش التي مقرها في قامشلو و نوسيار التي في السليمانية.
هذه الجسور قائمة ما دامت الرسالة الثقافية قائمة والتنافس كان على تقديم الأهم والأجمل، والأهم أنّه ما زال سوق النشر في روجافا في طور الحَبو ولم يصل للمشي، وبذلك لن تكون هناك عداوات ومنافسات تجارية وستبقى بناء جسور العمل والتفاهم قائمة ما لم تتحول إلى صناعة.

-هل وجود آڤا من بين دور النشر أثّر في لفت نظر دور النشر إلى المسألة الكُرديّة؟
سؤال مهم جداً. في الحرب السورية الأخيرة وما رافقتها من أحداث مهمة لفتت نظر العالم إليها، مثل الإعلان عن إقامة دولة داعش الإسلامية، وبعد القضاء عليها من الحكومات المتواجدة هناك، لم تستطع تلك الحكومات توثيق تلك الحقبة بالكتاب و تعريف القارئ العربي في مصر وموريتانيا والمغرب مثالاً بالمقاومة والمجازر التي حدثت هناك، وكذلك على أقل تقدير لم تستطع التعريف عن نفسها بعيد عن السلاح، فالمعروف لدى القارئ الغربي والعربي أنّ الذين قضوا على داعش هم الكُرد، الكُرد الذين يُوصفون بالمحاربين الأشداء وتعريفهم بات مقترناً بالسلاح وحده!!
آڤا التي انطلقت من كوباني أخذت على عاتقها هذه المهمة، مهمة تعريف الآخر بالكُردي السوري وثقافته والوضع الذي يعيشه في الحرب السورية، هذا التعريف الذي يستنبط من التحليل المجتمعي بعيداً عن صوت الرصاص.
في ٢٠٢١ وضعت آڤا مشروعها الخاص بترجمة "أدب الحرب"، الأدب الذي كتبه كُتّابٌ غربيون، لنرى كيف ينظر الآخر المختلف لنا، كيف نحن في نظره، بدأنا بترجمة الكتاب الأول "الموت من أجل كوباني" وحالياً نعمل على ٧ كتب أخرى.

-ماذا عن علاقة دور النشر بالكتاب؟
صناعة الكتاب عمل تشاركي متكامل، ابتداءً من الحدث فالكتابة والتحرير، ثم الطباعة والنشر.




يارا بيران ..الكتابة نافذتي التي استنشق منها ما يجدد أحلامي

يارا بيران ..الكتابة نافذتي التي استنشق منها ما يجدد أحلامي

Sep 20 2021

_من هي "يارا بيران"؟

أنا سورية كُردية ولدت وترعرعت في كوباني، ومواطنة ألمانية أيضاً ومقيمة فيها حالياً، كنت سابقة مدرسة للمرحلة الأبتدائية في كوباني وحلب وكانت لي تجربة تدريس صغيرة هنا في ألمانيا، ولهذه الحقبة كل ما هو جميل في ذاكرتي من تفاصيل (أشخاص وأماكن).

متزوجة وأم لثلاث شباب، انتقلت الى محافظة حلب بعد الزواج، ثم عدت مجدداً لمسقط رأسي كوباني في أحداث الحرب السورية، بعد عام من عودتي لكوباني نزحت لتركيا إثر هجوم داعش على مدينتي ومن هناك إلى ألمانيا، وحَوَت هذه التنقلات الكثير من الآلام التي أود الاحتفاظ بها كأي مواطن سوري عانى الحرب.

بدأت في ألمانيا مع عائلتي من الصفر، من جديد بإرادة وعزيمة لبناء حياة جميلة وهادئة تليق بأحلامي وعائلتي بعد كل ما عانيناه من آلام.
كانت البداية مع كورسات اللغة الألمانية كما ما هو مفروض على كل مهاجر يود العيش في هذا البلد، بعد الانتهاء من المستوى الأخير من اللغة C1 والذي يؤهلني لدخول الجامعات الألمانية، التحقت بجامعة ألمانية قسم التربية الاجتماعية، الجامعة كانت حلم، ولم يمنحني القدر آنذاك الفرصة لتحقيقه، لكنّي أبقيت على الحلم ولم أيأس، أنا اليوم في طور تحقيقي لحلمي، هنا في ألمانيا حصلت على مقعد جامعي، كنت دائماً على يقين أنه ليس للحلم تاريخ صلاحية، وتجربتي أكبر دليل.

_ما نوع كتاباتك، ماذا تعني لك الكتابة؟

اكتب بأسلوبٍ بسيطٍ وسهل جداً، أخترت الكتابة بشكل بسيط لأُسهل على من حولي أن يشعروا ويستلذوا بكلماتي وأن تلامس قلوبهم، اسمَي ما أكتبه بالشعر الحر، حيث اترك العنان لقلمي أن يرسم مشاعري حروفاً فقط لا أكثر.

يقول كافكا "الكتابة صلاة "، أما بالنسبة لي فالكتابة نافذتي التي استنشق منها ما يجدد الأماني والأحلام في قلبي، فحين يتوقف المرء عن الحلم يفقد جمال قلبه، أحب الكتابة وأكتب بلا تخطيط لأي نص أو فكرة، اكتب كلما داهمتني الأفكار على غفلة، وليس كل ما أكتبه هو شعور شخصي، أكتب عني مرةً وعن ما يحيط بي مرات.



_ كيف بدأتي الكتابة ، وما العوائق التي واجهتك؟

لن أقول منذ نعومة أظافري ولكنّي بدأت الكتابة بعد المرحلة الإعدادية، ولكن لكوني كُردية وكوبانية على وجه الخصوص واجهت الكثير من العوائق، فمجتمعنا لا يقبل المرأة النشطة والفاعلة في كل المجالات، فحددوا للمرأة مجالات نمطية حسب ما يقيسها المجتمع، وأصبحت مع الوقت هي الوحيدة التي يمكن أن تكون فيها.
رفض أبي فكرة الكتابة رفضاً قاطعاَ، ومنعني بالتهديد والوعيد، ظنّاً منه أن الكتابة ستجلب لي السمعة السيئة وينقص من قدري، فالكتابة في نظره حكرا للرجال فقط.

كتبت سراً لسنين، ونشرت كتاباتي باسم مستعار لظروف عائلية عوائق منعتني من الكتابة باسمي الحقيقي. كتبت في الملحقات الثقافية لعدة مجلات عربية حاولت إثبات نفسي فيها وفي مجلة سوركول الكُردية.

"يارا بيران" الإسم الذي منحني حرية أكبر للكتابة والتعبير، والذي له في القلب حكايا، "يارا" في لغتي الأم تعني الحبيبة، الملاذ الأول والأخير لكل خلجات القلب، وفي اللغة التركية تعني الجرح.
اخترت هذا الاسم لأنه جمع في معناه بين المتلازمين المتضادين (الحب والجرح) والذي لكل منهما
المه اللذيذ، هذا ما كنا نعيشه نحن الكرُديات الكوبانيات آنذاك.
أما عن اللاحقة "بيران" فلطالما كنت من عشاق الشيخ سعيد بيران رحمه الله، فاستعرتها منه.
عدتُ للكتابة مجدداً بعد سنين من الانقطاع، وكان الفضل في ذلك لأخوتي وشريك حياتي الذي شجعني لمواصلة رسم مشاعري بالحروف، واترك لحرفي ونفسي العنان بأن ينطلق ويحلَق، لم ينفك يقل لي: " يليق بأحرفك الطيران والتحليق".

_هل لكِ أمسيات شعرية أو مشاركات في نشاطات ثقافية وأدبية؟

شاركت هنا في بعض الأمسيات الثقافية مع الكنيسة الكاثوليكية التابعة للمركز الثقافي بحكم عملي في المركز الثقافي كمتطوعة منذ ٤ سنوات، شاركت مع أصدقاء ألمان ومن جنسيات أخرى،

كما شاركت في استذكار ضحايا الحرب، وقُدم لي بعض العروض من دور النشر من دول عربية ومن كُرد مغتربين، لم أرفض الفكرة ولكن أجلتها، لست مستعدة الآن لهذه المسؤولية الكبيرة.
أولويتي اليوم الاهتمام بدراستي وعائلتي، فالكتابة بالنسبة لي موهبة ومساحة بوح ولكن ربما في السنوات القادمة عندما أملك الوقت الكافي، وأن ما أنشره سيغني المكتبة ويثريها ولن يكون عالة عليها سأخطو هذه الخطوة حتما بكل جدارة.



_ماذا تعني لك كوباني، ومارأيك بواقع النساء الكوبانيات وما تعانينه من معوقات؟

السؤال جميلٌ ومؤلمٌ في نفس الوقت، كوباني انتمائي والملاذ الأول والأخير لروحي، أترك روحي كل ليلة لتجوب في شوارعها الموحلة كلما داهمها الحنين على غفلة، وقْع اسمها في أذني يشعرني بما لا يمكن وصفه.

الواقع الحالي بلا بوصلة، أضعنا البوصلة والاتجاهات، أتمنى من الله السلامة والأمان لمدينتي وأهلها لأنهم يستحقون الحياة ويكفيهم الآلام والجراح والفَقْد، كوباني جديرةٌ بالحياة.

النساء عدوات للنساء، ومن أكثر الأشياء إيلاماً أن تجد من يعاديك من نفس جنسك.
نساءنا شقيقات الرجال، هن النصف الجميل للحياة، ليس لدي كلمات تنصف المرأة فهي أصل الأبجدية، ولكن أشدَ على أياديهن وأبارك كل خطوة فيها خير وتقدم وحياة جميلة وكريمة للمرأة بشكل عام والمرأة الكوبانية على الوجه الخاص.


_ما الفرق بين يارا مذ ١٠ سنوات ويارا اليوم؟

يارا الآن أكثر نضج وتجربة وأكثر شجاعة وقدرة على المواجهة، والفرق بين يارا اليوم و يارا مذ عشر سنوات هو أنها تعلمت من المسافات مالم تتعلمه من الكتب في سنين، فنحن بشر نتطور ونتعلم و نتغير، وأنا كباقي الناس تغيرت وتطورت وتعلمت ولازلت.


_ما الذي تفتقدينه من عادات وتقاليد كوباني، ومالذي يسعدك أنك تجاوزته ؟

أحب ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وفلكلورنا كثيراً، رغم أنه يحمل في طياته ما هو سلبي، لكني لطالما اشتقت الألفة والحَميَّة والتماسك فيما بين الناس وقت الشدائد، والعرف الذي كان رادعاً للكثير من التجاوزات الأخلاقية.
اما السلبي هو سوء الظن والخيال الواسع في تصور وتفسير الأمور بسلبية بحتة فيما بين الناس.
والحكم على شخص حسب العائلة ومستواها المادي والاجتماعي،

يجب أن يعامل المرء على أساس من هو، ما أنجز، وكيف هي أخلاقه، أتمنى من الجيل الواعي الجديد أن يكون قدوة حسنة، ويسعى لتسليط الضوء على الخطأ وتصليحه.
حملت معي الكثير من الألم والفرح، الألم سيبقى كندبات على جدار الروح ما دمت حيّة، بينما الفرح مؤلم أيضاً، فكلما تذكرته تألمت أيضاً لأنني لن أعايشه ثانية.

_كلمتك الأخيرة لنا؟
وافر الشكر والامتنان لجميلات مدينتي على هذه اللفتة الجميلة والخطوة التي ترفع لها القبعة، لتسليط الضوء علينا كنساء كوبانيات مررنا بظروف صعبة وواجهنا المصاعب لكن وبالرغم من ذلك عدنا للوقوف.
لكم مني تحية حب مع قوافل ورد لمسيرتكم.
شكراً لكن.


"قمْ
الفجرُ تَجَلَّى
وأنا أرتبُ محراب الشغف
توضأ بلهفتي
واخشع بين يدي قلبي
وابتهلْ
فهو دائماً بك رحيم".




وما ادراك ما بريطانيا العظمى!

وما ادراك ما بريطانيا العظمى!

Sep 17 2021

نوري بيخالي*

لقاءات القمة والزيارات المكوكية الرسمية اقليميا ودوليا وحيويته السياسية جعلت من السيد نيجيرفان البارزاني رئيس اقليم كوردستان والدور الذي يلعبه من اجل استتباب الامن والاستقرار وترسيخ اسس التعايش السلمي في المنطقة موضع اهتمام القادة والدول التي لها شأن في قضايا الشرق الاوسط.

عقب اليأس الذي احاط الكوردستانيين جميعا نتيجة احداث اواخر 2017 والضغط الاقليمي الذي ضاق باقليم كوردستان وشعبه, استطاع السيد نيجيرفان البارزاني وبحنكته السياسية وعلاقاته الدبلوماسية ان يجد المخرج الامثل للخروج باقليم كوردستان من الازمات التي كانت يعاني منها وفتح افاق جديدة امام شعب كوردستان, وكانت باريس المحطة الاولى للعودة بالاقليم الى الساحة السياسية بقوة وتأثير.

بعد مرور سبعة اعوام (2014 – 2021) وبدعوة رسمية من الحكومة البريطانية (يعود تأريخ الدعوة الى 9/6/2021 اثناء زيارة وزير خارجية بريطانيا لاقليم كوردستان), زار السيد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان العاصمة البريطانية لندن واجتمع مع السيد بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني وكبار المسؤولين.

تأتي هذه الزيارة ايضا وقبلها زيارة الرئيس الفرنسي الى اقليم كوردستان بعد ان اوجس في نفس الشعب الكوردستاني خيفة جراء انسحاب الجيش الامريكي في افغانستان وتصاعد وتيرة الارهاب الداعشي في مناطق مختلفة في العراق.

ان ما يميز هذه الزيارة من سابقاتها هو تغير المعادلات السياسية وسرعة مجريات الاحداث والتطورات الحاصلة سياسيا في المنطقة, كذلك عودة دولة مثل فرنسا وبقوة الى الساحة الشرق اوسطية, اضافة الى الدور الذي تتطلع اليه لندن لتلعبه على الساحة الدولية والاقليمية بعد خروجها من الاتحاد الاوروبي.

ربما يسأل سائل: هل يمكن لبريطانيا العودة الى سابق عهدها لتصبح عظمى من جديد؟
ليس من المستبعد ان نعتبر خروج بريطانيا من حلبة الاتحاد الاوروبي جزء من استعدادتها المسبقة لتعود بقوة الى ساحة المنازعات السياسية, بعد ان كانت هي ودول الاتحاد الاوروبي وعلى مدى اكثر من عشرين سنة في هامش سياسات وقرارات امريكا التي تخص صراعات الشرق الاوسط.

بعد مضي اكثر من مئة عام وفي زمن بوريس جونسن يعود مفهوم بريطانيا العظمى الى الساحة, والعودة هذه ليست بمفاجأة, لان جونسن هو المنظر الجديد والمحرك الاساسي لعملية العودة هذه, فعندما كان وزيرا للخارجية البريطانية لوح وفي مرات عديدة الى ضرورة العودة ببريطانيا لتكون عظمى كما كانت وان تعود لها دورها الكبير في عملية رسم السياسة الدولية وجهر بذلك علانية سنة 2016.

ومن هذا المنطلق تعتبر هذه الزيارة مهمة جدا بالنسبة لكلا الطرفين, كونها تأتي في وقت خرجت بريطانيا من حلقة الاتحاد الاوروبي وبدات تتبنى سياسة واستراتيجية جديدة احادية الجانب ومختلفة عن نظيراتها تجاه ما يجري في العالم عموما والشرق الاوسط على وجه الخصوص, سياسة واستراتيجية موازية لسياسات دول لها ضلع وباع في اعادة رسم خريطة المنطقة سياسيا (وليس جغرافيا كما يدعى لها). وكما يقال (اهل مكة ادرى بشعابها), فان بريطانيا ادرى من نظيراتها دوليا بجذور الصراعات وماهية الاشكاليات وعلل النزاعات الدائرة في المنطقة ومنها العراق.

تأتي لقاء القمة بين البارزاني و جونسن في وقت سبقتها لقاءات سياسية مهمة على المستوى الاقليمي والدولي والتي لها تاثير مباشر على مجريات الامور في المنطقة, منها لقاء القمة بين كل من (بوتين وبايدن, الملك عبدالله الثاني وبايدن, الاسد وبوتين), هذا اضافة الى اللقاء المرتقب بين (اردوغان وبوتين, اردوغان وبايدن) في جنيف نهاية هذا الشهر.

وهذا مايجعلنا بان نقول: ان لقاء القمة هذه بين اقليم كوردستان وبريطانيا في هذا الوقت مختلفة تماما عن بقية اللقاءات السابقة التي اجريت بينهما, وذلك لاسباب رئيسية, منها:

اولا: الافاقة الاوروبية من الغيبوبة السياسية المتأثرة بسياسات امريكا ووصولها الى قناعة عدم قبول ترك الشرق الاوسط لمصير قد لا يعمد عقباه في ظل الموقف الامريكي المتذبذب وضرورة الحفاظ على مصالحها السياسية والاقتصادية وحضورها التأريخي في المنطقة.

ثانيا: تشير الدعوة الرسمية والاستقبال الرئاسي لرئيس اقليم كوردستان عدول بريطانيا عن موقفها السابق تجاه العراق, حيث اللاتوازن في تعاملها مع كل من بغداد واربيل في خضم صراعاتهما. وهي تدرك تماما بأن العراق لا يعمه الامن والاستقرار من غير وضع حد فاصل لحل المشاكل العالقة بين اربيل وبغداد ضمن الدستور.

ثالثا: وجود اقليم كوردستان كعامل استقرار وملاذ اللاجئين والنازحين, وارض خصبة للتعايش والتاخي, ولتجربته الحية في تجسيد القيم التي يشاركه مع العالم المتحضر من احترام حقوق الانسان وحقوق المراة وحرية الصحافة والرأي مما تجعله يلعب دورا بارزا في تحديد مسار مجريات الاحداث السياسية على الساحة السياسية العراقية والمنطقة برمتها.

*كاتب صحفي – اربيل





Pages