شكوى في سويسرا تتّهم الرئيس الإيراني بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»

شكوى في سويسرا تتّهم الرئيس الإيراني بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»

Dec 13 2023

طالبت شكوى قضائية السلطات السويسرية بتوقيف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال زيارة مقررة إلى البلاد، وتوجيه اتهامات له «بارتكاب جرائم ضد الإنسانية»، على خلفية حملة عام 1988 ضد المعارضة.

تطلب الشكوى من المدعي العام الفيدرالي السويسري أندرياس مولر، ضمان توقيف وملاحقة رئيسي قضائياً على خلفية «مشاركته في أعمال إبادة وتعذيب وإعدامات خارج نطاق القضاء، وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية».

وكان من المقرر أن يشارك رئيسي في «المنتدى العالمي للاجئين» الذي تنظمه الأمم المتحدة، وتنطلق أعماله في جنيف، الأربعاء، لكن الأمم المتحدة أعلنت، مساء الاثنين، أن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان سيترأس الوفد الإيراني، في مؤشر على أن رئيسي قد لا يحضر.


ولم يؤكد مكتب المدعي العام تلقيه الشكوى المؤرخة يوم الاثنين، والتي اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقدّم بالشكوى ثلاثة أشخاص يشتبه بأنهم من ضحايا الحملة الأمنية الإيرانية على المعارضة في الثمانينات.

لطالما طالبت مجموعات حقوقية بـ«العدالة» على خلفية عمليات الإعدام المفترضة خارج نطاق القضاء، التي استهدفت الآلاف، معظمهم من الشباب، في مختلف السجون الإيرانية صيف عام 1988، في وقت كانت الحرب مع العراق تشارف على الانتهاء. وكان القتلى خصوصاً من أنصار منظمة «مجاهدي خلق» المحظورة من قبل إيران، والتي دعمت بغداد خلال النزاع.

وأكد رافعو الشكوى، الاثنين، أن بإمكانهم التعريف عن رئيسي شخصياً، «على أنه كان ضمن لجنة أحالت آلاف المعارضين المسجونين إلى الإعدام خلال الحملة الأمنية»، وأنه كان يتولى منصب نائب المدعي العام في طهران حينذاك، وميّز نفسه ضمن اللجنة «لحماسته خصوصاً، لإصدار أحكام بإعدام السجناء».


وتم توقيف المقدّم الرئيسي للشكوى، رضا شمرياني عام 1981، وكان واحداً من أقل من 150 سجيناً من بين السجناء البالغ عددهم 5000، في المجمع الذي ضم زنزانته، الذين نجوا من حملة تطهير عام 1988، وفق الشكوى.

وجاء في الشكوى أنه «عندما سأله رئيسي عن المجموعة التي ينتمي إليها وأجاب مجاهدي خلق، تأكد الحكم بإعدامه»، مضيفة أنه ما زال لا يعرف «سبب نجاته من الموت»... بدلاً من ذلك، بقي في السجن حتى عام 1991 «حيث تعرض للتعذيب يومياً»، بحسب الشكوى.

وأما المتقدمان الآخران بالشكوى، فكانا في السجون الإيرانية عام 1988. وقالا إنهما عرفا رئيسي «عضواً في لجنة الموت»، وفق الشكوى.

وأُطلقت بالتوازي مع الشكوى القضائية، حملة دولية «للتعبير عن الغضب حيال مشاركة رئيسي في المنتدى الأممي»، والمطالبة بملاحقته قضائياً بسبب «تورطه في جرائم ماضية وحالية بموجب القانون الدولي».

وجاء في هذه العريضة أن «رئيسي كان من أبرز مرتكبي مجزرة عام 1988 التي طالت آلاف السجناء السياسيين. ويتناقض حضوره في المنتدى الأممي مع القيم الأساسية التي تدافع عنها الأمم المتحدة».


وجمعت العريضة حتى الآن أكثر من مائتي توقيع من شخصيات بارزة تشمل حائزين على «جائزة نوبل»، وقضاة ووزراء سابقين وبرلمانيين وأكاديميين وخبراء في حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

وأكدت: «نؤمن بشدة بأن الأمم المتحدة، بوصفها معقلاً لحقوق الإنسان والعدالة، يجب ألا تساوم على سمعتها عبر توجيه دعوة إلى شخص متهم بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان»، داعية الأمم المتحدة إلى «إلغاء دعوتها الموجهة إلى رئيسي فوراً».

ولدى سؤالها عن العريضة، أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «إيران دولة عضو في الأمم المتحدة، وهي بالتالي مدعوة إلى المنتدى العالمي للاجئين».

وأفاد ناطق باسم المفوضية في رسالة عبر البريد الإلكتروني بأن «إيران كانت أيضاً من أكبر الدول المستضيفة للاجئين على مدى أكثر من 40 عاماً»، مضيفاً أن «وزير الخارجية سيقود الوفد الإيراني».
المصدر: الشرق الأوسط




«جائزة ساخاروف» لمهسا أميني تُسلَّم في ظل غياب عائلتها

«جائزة ساخاروف» لمهسا أميني تُسلَّم في ظل غياب عائلتها

Dec 13 2023

سلَّم البرلمان الأوروبي، الثلاثاء، «جائزة ساخاروف» التي منحها لمهسا أميني بعد وفاتها، والتي أصبحت «رمزاً للحرية»، حسب عائلتها التي غابت عن مراسم الحفل بعدما منعتها طهران من مغادرة البلاد.

مُنحت «جائزة ساخاروف لحرية الفكر»، وهي أهم مكافأة في مجال حقوق الإنسان صادرة من الاتحاد الأوروبي، في أكتوبر (تشرين الأول)، للشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني التي توفيت عن عمر 22 عاماً في 16 سبتمبر (أيلول) 2022 بعد ثلاثة أيام من توقيفها من شرطة الأخلاق في طهران على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في «الجمهورية الإسلامية».

وأطلقت وفاتها احتجاجات واسعة مناهضة للقادة السياسيين والدينيين في إيران، وأصبحت رمزاً للنضال. وأدى قمع هذه الاحتجاجات إلى مقتل المئات كما أوقفت السلطات آلاف الأشخاص. وكانت عائلة أميني تنوي حضور حفل تسليم «جائزة ساخاروف» في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب منعها من مغادرة البلاد.

وكتبت موجان افتخاري، والدة مهسا أميني، في رسالة قرأها محامي العائلة صالح نيكبخت الذي تسلَّم الجائزة نيابةً عنها «كنت أود الحضور إلى مجلسكم الكريم لأمثّل جميع النساء في بلادي، وأُعرب عن امتناني لمنح جائزة ساخاروف». وأضافت: «للأسف حُرمنا هذه الفرصة، في انتهاك لكل المعايير القانونية والإنسانية».


ولدى حديثها عن ابنتها التي شبَّهتها بجان دارك، أكدت أن «حياتها انتُزعت ظلماً». وقالت: «أعتقد بشدة أن اسمها، إلى جانب اسم جان دارك، سيظل رمزاً للحرية». واستنكرت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، قرار النظام الإيراني منع أقارب مهسا أميني من الحضور إلى فرنسا، مشيرةً إلى أن «الطريقة التي عوملوا بها هي مثال آخر على ما يواجهه الشعب الإيراني يومياً». وأكدت أن «شجاعة المرأة الإيرانية وصمودها في نضالها من أجل العدالة والحرية وحقوق الإنسان لن يُكبحَا. ولن يمكن إسكاتهن».


كذلك، ندد أكثر من مائة عضو في البرلمان الأوروبي، في رسالة مفتوحة، بالقرار الذي يهدف، في نظرهم، إلى «إسكات» العائلة، ومنعها من «التنديد بالقمع الفاضح لحقوق النساء، وحقوق الإنسان، والحريات الأساسية من الجمهورية الإسلامية في إيران».

ومساء الاثنين، أوضح نيكبخت، أمام لجنة التطوير في البرلمان، أن عائلة مهسا أميني أبلغت السلطات الإيرانية نيتها السفر لكنها مُنعت من المغادرة في اللحظة الأخيرة.

وأضاف أن والد أميني «طلب منّي القيام بهذه الرحلة من أجل حمل رسالة حقوق الإنسان بكل قوتها».

وقال نيكبخت: «آمل ألا يموت أحد بعد الآن، بسبب عدم وضع الحجاب بشكل صحيح»، معرباً أيضاً عن أمله في ألا يواجه أي محامٍ «عواقب وخيمة بسبب دفاعه عن شخص ما».

وحكم القضاء الإيراني على هذا المحامي في أكتوبر (تشرين الأول) بالسجن لمدة عام بعد إدانته بتهمة «الدعاية» ضد الدولة، بعدما تحدث إلى وسائل إعلام عن قضية مهسا أميني.

ويأتي تسليم «جائزة ساخاروف» بعد يومين على مراسم تسليم «جائزة نوبل للسلام» التي مُنحت لنرجس محمدي، التي لم تتمكن من الذهاب إلى أوسلو لتسلم جائزتها بسبب احتجازها منذ 2021 في سجن بطهران.

ومثّلت ناشطتان إيرانيتان حركة «امرأة - حياة - حرية» في البرلمان الأوروبي، وهما أفسون نجفي التي قُتلت شقيقتها حديث، عن عمر يناهز 22 عاماً خلال مشاركتها في مظاهرة إثر وفاة أميني في سبتمبر 2022، ومرسيده شاهين كار، التي أُصيبت في عينها خلال مظاهرة مناهضة للنظام الإيراني في أكتوبر 2022.

وقالت شاهين كار، التي تعيش الآن في ألمانيا، للجنة، الاثنين: «لن أظل صامتة أبداً»، و«سأُظهر أن شعبي لا يريد نظام الجمهورية الإسلامية». والعام الماضي، مُنحت «جائزة ساخاروف» إلى «الشعب الأوكراني الشجاع» الذي يواجه الغزو الروسي.

المصدر:الشرق الأوسط




الرئيس بارزاني: من حق المكونات تقرير مصيرها نفسها بنفسها..

الرئيس بارزاني: من حق المكونات تقرير مصيرها نفسها بنفسها..

Dec 11 2023

فاروق حجّي مصطفى
صدر بيان من قبل الرئيس مسعود بارزاني بخصوص حقوق المكونات، والذي طلب صراحةً من مكونات شعّب كُردستان أن يقرر مصيره نفسه بنفسه؛
وهذا الأمر يفتح الأفق والمقاربة الحقوقيّة من جديد للنظر إلى حقوق الإنسان كمفهومٍ شامل.
أستطراداً ..طلب الدكتور عبدالحسين شعبان منّا عندما كنّا طلاب في جامعة "أونور " كونه محاضر لمادة حقوق الإنسان-وهو بالإضافة لذلك عضو مجلس للجامعة نفسها،أن يبدي كل طالب وطالبة ملاحظة واحدة عن "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، وعلى عكس ما كان ينتظر مني الدكتور شعبان، لفت نظري إلى المادة المتعلقة بحرية التعليم وحق الأبويين باختيار لغة التعليم لأبنائهم في وقت كان أستاذنا الدكتور ينتظر مني جواباً آخر - لكوني ابن شعب يمنَع عليه ممارسة حق تقرير المصير ، وهو إن" الإعلان العالمي" يفتقر مضامينه "حق الشعوب في تقرير مصيرهم ".
اليوم وبينما كنت أقرء ما أدلى به الرئيس مسعود بارزاني، بمطالبته لعدم التدخل في شؤون المكونات في كُردستان، وإنّه من حق المكونات تقرر مصيره نفسها بنفسها؛
في الواقع، قد لا تجد زعيماً من منطقتنا يقرّ بحق تقرير المصير لمكونات الشعب في دولته؛
وحتى أنّ التفكير في هذا الأمر هو من الممنوعات حتى ولو تذكرها نظريّاً، وتذيّل طرحك بالقسم بأن قصدك من الطرح لا يؤشر إلى حد "الاستقلال"؛
فمثل هذا الطرح هو غير مألوف في الخطاب السياسي حتى لدى المعارضات؛
وتخلو دساتير المنطقة برمتها من مفردة "حق تقرير المصير"؛ مع أنّ كل الدول تشكل جزء من ميثاق الأمم المتحدة، وهذا الميثاق يضمن "حق تقرير المصير " لشعب دولة، وبالتالي يحق لكل مكون ممارسة حق تقرير المصير كونه جزء من الوجود الدستوري لهذا الشعب
وعليه فأن ما طرحه الرئيس يشكل سابقة مهمّة في تاريخ حقوق الإنسان في منطقتنا، ونحن نحيا اليوم ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وذلك لأنّ الرئيس ينظر إلى الأمر من كون حقوق الإنسان:
-لا يمكن تجزأته، وهو مفهوم كلي وشامل، بمعنى لا يمكن القول أنّ بند من البنود مناسب، وبند آخر غير مناسب؛
-وكون حقوق الإنسان لا يقتصر على حقوق الفرد، بقدر ما إنّ شرعة حقوق الإنسان، والقانون الدولي لحقوق الإنسان والذي يُعتبر إعلان الخاص لأبناء الأقليات جزء منه، يتضمن صراحة لحق تقرير المصير.
بقي القول، إنّ ما تم طرحه من قبل الرئيس مسعود بارزاني هي خطوة مهمّة نحو تشجيع حقوق الإنسان من قبل الدول ومؤسساتها التشريعية، ومنظماتها الحقوقيّة وصولاً إلى ابداء دولنا الالتزام الصريح بكل ما يتضمن القانون الدولي لحقوق الإنسان من حقوق على مستوى الفرد والجماعات.




سؤال اليوم التالي:مصير العملية السياسيّة السوريّة؟

سؤال اليوم التالي:مصير العملية السياسيّة السوريّة؟

Nov 12 2023

فاروق حجّي مصطفى
بدأ العالم يفكر باليوم التالي بالنسبة لحرب غزّة، فلسطينياً على الأقل؛
في وقتٍ لا يمكن النظر إلى اليوم التالي واقتصاره فلسطينياً فقط، فما جرى كان له أبعاد إقليمية ودوليّة، وكان انخراط المجتمع الدولي واضحاً وبوسائل متنوعة ومتعددة.
إقليميًا :كان الإجتماع الطارئ للدول العربية والإسلاميّة؛
ودولياً: ثمّة جهودٌ كبيرةٌ للهدنة الانسانية على أضعف الإيمان مع بلورة أفكار أو لنسميها خارطة الطريق لبناء الاستقرار ما بعد "طوفان الأقصى"؛
والحال، إنّ أعلاه ليس بأمرٍ جديدٍ بالنسبة للمتلقي فهو ما يتم تداوله اعلامياً طوال الوقت.
بيد إنّ ما يمكن الحديث عنه هو العبرة مما جرى، وأهم العِبْر هي إنّ الدول الإقليمية( العربية، والإسلاميّة) أستطاعت تغليب التناقض الرئيسي على الثانوي، حتى لو كان نظريّاً، فلم يتطرق مسؤول دولة لذكر توزيع المسؤولية عن ما جرى؛ هذا على مستوى قمّة الرياض، أما على مستوى غزّة فلكل يوم درس وعِبْرة.
العِبرة الأهم سوريّاً هي أنّ الدول في محنة غزّة تناست خلافاتها واجتمعت، وأعتقد جازماً إنّ الدول تلك تجنبت الخلافات البينية ليس لأجل فلسطين بقدر ما إنّها صياغة نوع من التماسك على مستوى كل دولة في الجدار الاقليمي خوفاً من تداعيّات حرب غزّة وموجبات اليوم التالي؛
فالتالي هذه المرة لا يقف عند حدود انتقال حماس من كونها قوة حاكمة إلى كونها "خلايا نائمة"، أو بسط سيطرة السلطة الفلسطينية، بقدر ما إنّ الصورة المتوقعة هي شرعية الحكم، وقد يتمدد هذا التصور وهو زوال نموذج دولة إقليمية مهيمنة ودولة عربية تابعة، ويمكن اسقاط هذا الأمر على القوى المعارضة أو التنظيمات في داخل كل دولة.
سوريّاً كان واضحاً إنه تم تغليب القضية الفلسطينية على القضية الوطنيّة، وتم تأجيل كل شيء لمرحلة ما بعد "غزّة" بالرغم من صيحة السيد المبعوث الخاص في احاطته الأخيرة لتفعيل العملية السياسيّة وتجنب سوريا (والذي بحسبه إنّ الحرب وصلت لسوريا)؛
وما هو ملفت إنّ كلام السيد المبعوث صحيح موجّه للمجتمع الدولي إلا إننا كسوريين وكسوريّات لم نستطع فعل شيء قبل أن تنخرط دولتنا في صياغات ما بعد غزّة وهي في حالة هشّة.
لم نقدم أفكار خلاقّة لمكتب المبعوث الخاص من خلال غرفتنا، ولم نطرح التصور المعقول والموضوعي لتقنيات بديلة لأجل درء "اعلان فشل" للعملية السياسيّة؛
بالعموم، تبيّن، وهي بمثابة العِبرة إنّه في السنة الأخيرة مرّت على سوريا هزتين قويتين وتبيّن فيهما كم إنّ الدولة أصبحت من "الدول الفاشلة"؛
الأولى: الزلزال حيث لم تستطع الحكومة الحشد الانساني على مستوى الدول غير سبع دول؛
والثانية: حرب غزّة حيث لم تفكر الحكومة ومعها المعارضة وككل السوريين والسوريّات الانخراط لمرحلة ما بعد غزّة وسوريا بهالة دولة متمكنة وقوية وبأضعف الإيمان مستقرة؟!
وبالرغم من ذلك تتباهى قوانا السياسيّة بصورة أخرى عن نفسها!!




في المسألة السوريّة: فرص جمود العملية السياسيّة !

في المسألة السوريّة: فرص جمود العملية السياسيّة !

Oct 26 2023

فاروق حجّي مصطفى
قبل أيام تناقلت وسائل الإعلام خبر رفض سلطَنة عمّان لعقد جلسات اللجنة الدستوريّة لديها، وأوحت إلى شكل من أشكال ضمانات المجتمع الدولي للعملية، وذلك للخروج بمخرجات جديّة تساهم في عملية المصالحة الشاملة؛
وبعيداً عن تعليل سلطَنة عُمّان لأسباب رفضها، وعن إنّ أنتقال مكان انعقاد اللجنة الدستوريّة والتي أساساً لا تعكس رضى المجتمع الدولي كون إنّ إقتراح وإقرار انتقال مكان اللجنة جاء من الجامعة العربيّة؛
فإنّ العبرة لا تكمن في جمود العملية السياسيّة بقدر ما يجب استثمار هذا الجمود في عملية السلام ؛
وكون إنّ عيوب الإنتقال الديمقراطي لا تنحصر في البطء أو جمود العملية ولا بسرعتها بقدرما إنّ العيوب تكمن في مدى استثمار الفرص، وذلك لأنّه في بعض الأحيان أصحاب القرار أنفسهم يقرّون بجمود العملية السياسيّة أو تأجيل النقاش فيها إلى أجل ما، لأنّ المناخ العام قد يحتاج الى تفعيل مسار آخر للعملية عليه وفيه!
بالعموم المناخ السياسي والأمني في المنطقة وعلى المستوى العالمي لا يخدم الإنتقال الديمقراطي أو المصالحة الشاملة، ولذلك كان من المفترض مقاربة المسألة السوريّة من الداخل هذه المرة؛
والحق إنّ انخراط العملية من الداخل يضع أسساً لبناء الثقة حتى لو كان موجبات الانخراط من الداخل يحتاج إلى تقنيات أخرى وتقنية "خطوة مقابل خطوة" إحداها.
ما يجب العمل عليه الآن ومن الأهمية بمكان ان يرعاه مكتب المبعوث الخاص هو :
-بناء الثقة على مستوى المجتمع المحلي ومؤسسات الرعاية السياسيّة لهذه المجتمعات(المحليّة) والعملية السياسيّة بشكل عام والتي يسيرها المبعوث الأممي الخاص بسوريا؛
-فتح مساحات حوارية مسؤولة للبحث في القضايا الخلافيّة (استثماراً للوقت )، والمباشرة في طرح القضايا ذات الخلاف الأعمق كشكل الدولة( بسيطة ومركبة)، والنظام الحكم ، وهويّة الدولة، ومستقبل المكونات التي كانت غائبة دورها في الحياة العامة؛
-تقييم المرحلة الراهنة، والإستفادة من الإخفاقات من وجهة نظر السوريين والسوريّات ومن خلال المجتمع المدني؛
ما نريد قوله هنا، إنّ الخطوات التي ذكرناها هي قضايا قد تصبح يوماً ما ومع الزمن سبباً لانهيار العملية برمتها وليس "جمود العمليّة"، ولذلك ومع أننا نعرف التحديّات منها مسألة التمويل، فالأدوارالتي من المفترض أن يقوم بها مكتب المبعوث الخاص، بيد أنّ الخطوات الثلاثة الواردة أعلاه والبحث فيها هي ضرورة من ضرورات العملية السياسيّة، وهذه المرحلة هي فرصة للأمم المتحدة وللسوريين والسوريّات للخوض فيها، والسؤال الأبرز هو كيف بالوسع ترك مسار وتوقيفه مؤقتاً وتفعيل مسارات أخرى أو نضعها على سلم الأولويات والعمل عليها بشكل أكثر جديّة وإلحاحاً؟!.




بعد مسيرة صحفية حافلة.. رحيل الإعلامية اللبنانية جيزال خوري..

بعد مسيرة صحفية حافلة.. رحيل الإعلامية اللبنانية جيزال خوري..

Oct 15 2023


تفاجئ الجميع صباح اليوم (الأحد ) بخبر وفاة الإعلامية اللبنانية جيزال خوري عن عمر ناهز ٦٢ عاماً ، حيث كانت حياتها مليئة بالنجاحات والآلام والنضال؛
وعملت الزميلة جيزيل خوري 35 عاماً في عالم الصحافة والإعلام؛
وبرزت خوري كشخصية مؤثرة من خلال تقديمها لبرامج حوارية، في عدة قنوات تلفزيونية، منها "BBC" و"العربية" و"سكاي نيوز"؛
وحصلت الصحافية اللبنانية جيزال خوري على الاجازة في الصحافة والإعلام من الجامعة اللبنانية.

وبدأت خوري حياتها المهنية في عالم الصحافة والإعلام في قناة "LBC" اللبنانية، عام 1985، كمقدمة برامج حوارية ثقافية، وفي عام 2002 انضمت إلى مجموعة "MBC"، حيث قدمت في قناة العربية التابعة للمجموعة برامج حوارية سياسية "بالعربي" و"ستوديو بيروت"، واستمرت فيها من عام 2003 إلى 2013.

في عام 2013 انتقلت جيزال خوري إلى شبكة "BBC"، حيث قدمت برنامج "المشهد"، ومن ثم انتقلت في عام 2020 إلى قناة "سكاي نيوز عربية"، لتقدم برنامج "مع جيزال"، وبقيت فيها الى يوم وفاتها؛
وخوري هي زوجة الصحافي اللبناني والذي أغتيل في بيروت في ٢٠٠٥ سمير قصير؛
وأطلقت جيزال خوري مؤسسة سمير قصير للدفاع عن الحريّات؛
وكما تأسست جائزة "سمير قصير لحرية الصحافة" وهي الجائزة السنوية، والتي يقدمها الاتحاد الأوروبي كل سنة منذ العام 2006؛
وتجدر الاشارة إنّ جزيل خوري لم تقتصر دفاعها عن الحريات الإعلامية والثقافية في لبنان انما دافعت عن الحريّات في البلدان العربية مثل بلدان سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، إضافة إلى تقديم الدعم اللازم للصحافيين السوريين الهاربين من النظام.




خالد خليفة… يموت؟؟!!

خالد خليفة… يموت؟؟!!

Oct 01 2023

فاروق حجّي مصطفى
ما هذا الخبر يا ناس، كيف مات هذا الرجل؟ ولماذا لم يقل لنا إنه سيموت؟!
قبل يومين كنت أعيد بذاكرتي مقاله المنشور قبل أسبوع أو اسبوعين في "المجلة"، وأعتقد أنه نشر مقال عن حمص أيضاً؛
وصار يكتب في "المجلة"، وهذا ما كان محل سعادة من خلال مقالاته (قلنا) سنعرف ماذا يجول في خاطر هذا "الأسد"؛
صعب أن يرحل أهم قامة من بلادي، هو ليس سوريٌ فحسب، إنما سوريُ بكل ألوان سوريا وتعددها وحامل ثقافة ناسها.
خالد ليس روائي فحسب، أنه فضاء كبير.
أحدنا يعجز عن الكتابة، وصعب أن ترثي شخص كشخص خالد خليفة بنص أو حتى مقال.
صاحب صنارة، وصانع الحدث، ويحدد المحور. أول من تناول انزلاق الاسلام السياسي في الرواية، وأول من تحدث عن "فريكة" بلغة الأدب ومن بوابة المقال؛
فكرت قبل أيام في زيارتنا لسويسرا هذه المرة أنه علينا اللقاء بخالد. أشتقنا له.
آخر لقاء لنا كان قبل أربع سنوات في بيروت. زرنا معاً معرض الكتاب الدولي في بيروت وجلسنا مطولاً.. وقتذاك كان يقيم في دمشق ويتردد إلى أوربا وبيروت
خالد..
كيف غدر بك وبنا الموت؟
كيف أستطاع الموت أن يأخذك وانت بهيئة قلعة..
خسارتك كبيرة كاك خالد. سوريا خسرت أهم قامة.
تعازيّ لمحبيك ونعزي أنفسنا..
كلنا سنموت..
لكن رحيلك موجع كحد السكين.




رحيل الروائي السورى الكبير خالد خليفة..

رحيل الروائي السورى الكبير خالد خليفة..

Oct 01 2023

برجاف|سوريا
تفاجئ الوسط الثقافي والادبي والسياسي السوريّ بالرحيل المبكّر ل" خالد خليفة" عن عمر ناهز ٥٨ عاماً؛
وخليفة هو من مواليد ريف حلب الشمال الغربي كان يتقن الكُرديّة إلى جانب لغته الأم العربيّة، وهو حائز على الاجازة في الحقوق.
وانخرط خليفة في صباه في عالم الكتابة والشعر لكنه تعمق أكثر في كتابة الروايّة والسيناريو ؛
ويعتبر خليفة أول من تطرق عن الاسلام السياسي الجهادي في الروايّة " مديح الكراهية"، ونال خالد خليفة وسام نجيب محفوظ للأدب، وهي من أرفع الأوسمة الأدبيّة في العالم العربي؛
ومن أعمال الكاتب الراحل خالد خليفة "حارس الخديعة" 1993، "دفاتر القرباط" 2000، "مديح الكراهية" 2006 التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة، "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" 2013 التي وصلت أيضًا إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر وحازت جائزة نجيب محفوظ لعام 2013، "الموت عمل شاق" 2016، و"لم يصلِّ عليهم أحد" 2019 التي أدرجت على القائمة الطويلة لجائزة البوكر.
وتجدر الاشارة أنّ خليفة ولد ١٩٦٤ ريف حلب، وهو اضافة الى كتاباته الروائية والنصوص الطويلة كتب زوايا ومقالات في الصحف والدوريات؛ وبرحيله يخسر المشهد الثقافي السوري أهم قاماته.




"ريفراندوم" تعزيزٌ للحق بتوقيع الرئيس بارزاني..

Sep 25 2023

فاروق حجّي مصطفى

يوم (٢٥ أيلول) يومٌ غير عادي بالنسبة للكُرد وبالنسبة للعراقيين، أنا أسميه يوم ديمقراطي حقيقي.
بالنسبة للكُرد هو غير عادي واستثنائي لأمرين:
-الأول: إنّ الرئيس مسعود بارزاني بنفسه قادَ الإستفتاء، وأسس للكُرد تاريخاً مختلفاً ، وهو الذي أسس وثيقة تاريخية تصنّف ك"وديعة قانونية " لدى الضمير العام.
-الثاني: متعلق بأنّهم -الكُرد- كلهم شاركوا في إبداء الرأي بحق تقرير مصيرهم، وهذا نادراً ما يحدث على مستوى الدول، فكيف إذا كان الأمر مستوى الشعوب؟!؛
وبالنسبة للعراقيين فإنّ العراقيين والعراقيّات لم يشهدوا في بلدهم عبر التاريخ الحديث زعيماً يأخذ رأي ناسه بقرار يتعلق بالمصير.
ومن هنا فإنّ الإستفتاء كشف عن منسوب الديمقراطية في العراق وحكّامه؛ وتبيّن كيف إنّ الحكام الجدد تعاملوا مع الحركة الديمقراطية المجتمعيّة ( الاستفتاء)، والتي هدفها اشراك الناس بأخذ القرار؟!
وتكشف إنّ حكّام المركز يقفزون على الدستور، والتاريخ النضالي المشترك (إذا الأمر يتعلق بحق الكُرد في تقرير مصيرهم)، واستخدام القوة وعدم احترام سيادة الدولة بحكم إنّ السيادة مصدرها الشعب؛ وحتى انّهم أي الحكّام تجاوزوا مؤسسات السلطة واستخدموا القوات غير قانونية انتقاماً للديمقراطية والكُرد الذين طالما نادوا بـ"الشراكة".
في وقت واجه الرئيس بارزاني وبشجاعة، هذا التجاوز غير الدستوري واللا ديمقراطي باحثاً عن حريّة الناس؛ وهذا الحق صانه ثقافة حقوق الإنسان والباحثين عن الحريّة، إذ ردد كثيراً هارولد لاسكي بعد بركليس القول إنّ" الشجاعة هي سرّ الحريّة كلها، فكل مرةً نسكت فيها أمام الظالم إنما نرتضي فيها خسارة للحريّة (…)".
في الواقع، وبعيداً عن ما قِيل وقال، فإنّ ما جرى في ذاك اليوم لم يجرِ في تاريخ الكُرد، فإذا كان الكُرد يفتخرون بعدد ثوراتهم فإنّ ما جرى أعمق من أي ثورة، وذلك لأنّ الثورات عادةً يشاركها ويقودها الثوار أي شريحة من السكان، بيد إنّه في يوم "٢٥ أيلول" لم يبق كُرديّ إلا وذهب إلى مكان الإستفتاء وأستفتى بـ"الرغبة في الاستقلال"، وإذا كانت العِبرة في الخواتيم فإنّ ختام "ريفراندوم" كان قد لمع من خلال دلالتين:
الدلالة الأولى تاريخيّة: بمعنى الخلود.
والثانية اجتماعيّة: حيث صياغة الذاكرة لإمكانية إحداث التغيير في موازيين القوى من خلال الرهان على الإرادة العامة.
منطقيّاً، فإنّ "ريفراندوم" تعبير حق عن ممارسة الديمقراطية، وببُعديها:
-المباشر حيث: الاستفتاء.
-غير المباشر: حيث التعبير عن الإرادة من خلال المؤسسة بمعنى من خلال المفوضية الاستفتاء وعملية الفرز وإبراز النتيجة.
واذا تحدثنا أبعد من الديمقراطية فإنّ لـ"ريفراندوم" عمّقُ المشروعيّة وانتج درس آخر، والذي صاغه الرئيس بارزاني ألا وهو إنّ نضالات الشعوب وشرعيتها أقوى من شرعيّة القوانين لأن كل القوانين الدولية لحقوق الإنسان هو نتاج لنضالات الشعوب، وبالتالي هي تعزيز فكرة الشرعية وأحقية العودة إلى إرادة الناس أعطى النتيجة التاريخية وهو خلق استحقاق للحكومات المركزيّة في بغداد: تعزيز مبدأ الشراكة، ومبدأ توافق الدستور هو الحكم.
ولا نستغرب إنّ هذه النقاط الثلاثة ( أعلاه)هي الوحيدة تحافظ على اتحاد العراق وتصون استقلالها ودونها تعرّض العراق إلى فوضى وعواقبَ لا تُحمَد عقباها.
مبارك "ريفراندوم" سيدي الرئيس.




في المسألة السوريّة: سؤال الهويّة!

في المسألة السوريّة: سؤال الهويّة!

Sep 21 2023

فاروق حجّي مصطفى
برز سؤال الهويّة شيئاً فشيئاً على المسرح السوري، على مستوى المعارضة وعلى مستوى النظام أيضاً!
الهويّة التي يتبناها النظام واضحة لا تقبل غيرها: "الأمة العربية"، و"الشعب العربي السوريّ"، وحتى الجيش هو "الجيش العربيّ السوريّ"، ولا نستغرب حتى النطق بالحكم في المحاكم السوريّة "باسم الشعب العربي .."، وقبل ذلك الكتّاب الذين كانوا بالأطر النقابية والذين انضموا اليها "اتحاد الكتّاب العرب"، وهكذا
أما على مستوى المعارضة فهي انطلقت بهويّة جامعة إلا أنه سرعان ما تموضعت في هويتها الطائفيّة اضافة إلى الصبغَنة العربيّة في خطابها إلى حدٍ كبير؛ وما هو المستغرب، إنّ أصحاب الهويّات القومية والدينية "غير السائدة" وهم شركاء أطر مؤسسات المعارضة، أخفت نفسها كما لو أنّها "لم تسمع أو لم ترى!"..
إستطراداً .. فإنّ حراك السويداء أعاد المشهد ليكون حديث الساعة، خاصة بعد رفع الراية التي تخص الأهالي في السويداء!
وليس خافيّاً على أحد بإنّ للشركات راية، وللفرق الرياضية رايّات إلا عندنا نحن السوريين الراية مشكلة ومعضلة.
بيد إنّ الأمور لا تقف عند هذا الحد أي الحد الذي يرتقي إلى مستوى "المشكلة"، بقدر ما إنّ تخوين المكونات وإلصاق صفة "الانفصال" تصبح سيد الموقف.

في ٢٠٠٥، وعندما اراد العراقيون تغيير علم بلادهم صمم أحد أهم المبدعين العراقيين علم "جامع" لم يبق كاتبٌ عربيٌ إلا وعلق على ذاك العلم، وأتهموا العراقيين بـ"تقليد الصهيونية" فقط لأنّ ذاك العلم المقترح كان يحمل في أحد ألوانه "السماوي".
والحال إنّ سؤال الهويّات يُطرح ويصبح مهماً في حالة حدوث "الحروب الأهليّة"، وفي الأزمات السياسيّة لكن تصبح من القضايا الأكثر رواجاً عندما تقمع القومية السائدة في الدولة القوميات والطوائف الأخرى.
في الحقيقة لا يمكن الحديث عن علم وطني أصلاً في سورياً، ولعل السبب إنّ العلم والذي رددنا الشعارات المدرسية أمامها وحييناها، لم يكن نتاج لعقد اجتماعي سوري، وفي كل محطة من المحطات الدستوريّة السوريّة كان يُهمّش على الأقل مكون أو مكونين فضلاً عن الإلتزام بالمعايير الدولية المعروفة في عمليات "الاصلاح الدستوري"؛
ولهذا فإنّ النقاش حول التعرّف والاعتراف بالهويّات المتنوعة في سوريا بات أمراً ملحاً، ولكي نكون أكثر جديين في معالجة قضايانا، فأنّ هذه القضيّة لا يمكن النظر إليها كقضيّة مؤجلة! وبالتالي بعد الإنتهاء من صياغة الدستور تصبح من مسؤولية الحكم الجديد، البحث عن الآليات للخوض فيّ مباشرة البحث عن الحلول لـ"قضايا ذات الاشكاليّة" لأنّه عادةً تؤخذ مثل هذه الخيارات لكن حسب التجربة وعلى طرفي سوريا العراق ولبنان فإنّ حل القضايا المعلقة تصبح هي نفسها خلافاً تعرض البلاد برمته إلى الخطر، مثلاً في لبنان عدم التعامل مع ميثاق الطائف بشكل أكثر شمولاً ، وفي العراق المادة الدستوريّة (١٤٠) حول "المناطق المتنازع عليها"!
بقي القول، إنّ سؤال الهويّة يحتاج إلى جواب، وبالتالي لا يمكن الحديث عن الهويّة الجامعة دون الإعتراف بالهويّات المقموعة، ولذلك، أما آن الأوان لنعتز بتنوعنا وتعدد ثقافاتنا؟!




Pages