أينما وجدت الديمقراطية تواجد الكُرد

أينما وجدت الديمقراطية تواجد الكُرد

Mar 24 2019

الكاتب: محمد حمو
إن تقدم المحتلون خطوة نحو الديمقراطية تقدم الكُرد خطوتين.
المحتلون في كوردستان إن طبقوا الديمقراطية سيكسبون الكُرد لصفوفهم.. اي الدول المحتلة لكوردستان ستكون أقوى في حال ضموا الكُرد لصفوفهم
المثال تركيا
قبل استيلاء حزب العدالة والتنمية على السلطة كان وضع تركيا سيئاً من النواحي السياسية وإلاقتصادية والعسكرية
وعندما استولت العدالة و التنمية على الحكم في تركيا ومن برامجهم وضعوا اصلاحات لحل القضايا العالقة ومن تلك الخطط العزف على أوتار السلام مع الكُرد ومنهم السلام مع الكُرد في تركيا
التف أكثر الكُرد حول هذا الحزب والتف معهم الأتراك الغير الشوفينيين بحكم الرغبة بالسلام في بلادهم
وأيدوا ذاك الحزب وأيدوا السلام في تركيا .
عندما نادى أردوغان بالإصلاحات في تركيا توسع حزب العدالة والتنمية بشكل كبير. وجعل وضع تركيا أفضل وفي تنمية أكبر للشعب والحكومة ..
ومن تلك الخطوات:
١.تطور العلاقات بين تركيا والإتحاد الأوروبي
٢ تطور العلاقات بين تركيا ودول الجوار والمنطقة وامتدت تلك العلاقات إلى دول العالم.
٣.تحسن ملف التركي في مجال حقوق الإنسان.
٤.توافد أصحاب الرأسمالية الأتراك والكُرد من أوروبا إلى تركيا.
٥. تحسن اقتصاد العملة التركية في تلك الفترة.
٦.توجه الشركات الأجنبية العملاقة إلى تركيا
٧. تحسن الدخل الوطني للفرد في تركيا.
٨. انخفاض الهجرة من تركيا إلى اوروبا
٩. ارتفاع نسبة السياحة في تركيا.
اثرت تلك الإصلاحات في تركيا على دول الجوار التي فيها الكُرد واثرت أيضاً على إقليم كوردستان.
في عام ٢٠٠٣ التقيت مع السيد جلال طالباني بالسليمانية. تركيا كانت على أبواب الإنتخابات وجهني المام جلال قائلا: أعتقد أن علاقاتك جيدة مع مثقفي كُرد تركيا.
قل لهم عليهم أن يصوتوا في الإنتخابات لحزب العدالة والتنمية فقلت: كيف؟
فجاوبني قائلا: إن أردوغان يسعى لحل مشاكل عالقة ومنها مشكلة الكُرد في تركيا بالطرق السلمية.. وكان يقول إن هذا الطريق أسلم وخطوة مباركة من أجل الترك والكُرد وانا اعلم ان أردوغان يسعى لحل هذه القضية وهو قادر على حلها أكثر من غيره لأن حزب العدالة والتنمية له شعبية كبيرة بإمكانه أن يسد الطريق أمام الشوفينيين الترك.. ومن هذا المنطلق يجب على الكٌرد في تركيا أن يدعموا هذا المشروع
كما يدعوا حزب العمال الكوردستاني
(pkk) أنهم سيحررون كوردستان بقوة السلاح
فإن هذا الإدعاء لن يحل مشكلة تحرير كوردستان
ستكون الحلول فقط بالحوار والتفاوض معهم
وهذه فرصة بأن أردوغان يدعي بأنه سيحل قضاياها عن طريق الحوار
وهي فرصة ذهبية للشعبين الكُردي والتركي
لذلك كلما كان أردوغان قوياً سيقوى هذا المشروع.
ومن هذا المنطلق أقول لكُرد تركيا عليهم بالتصويت في الإنتخابات لصالح أردوغان في هذه الفترة
.ثم وتطورت العلاقة فيما بين تركيا وإقليم كوردستان بشكل كبير
دخلت الشركات التركية العملاقة إلى إقليم كوردستان ونفذوا مشاريع كبيرة للأهالي والحكومة. ومشاريع أخرى صغيرة لا تعد
توسعت الشراكة بين تجار تركيا وتجار إقليم كوردستان وأسسوا شركات كثيرة مشتركة..
و توسعت العلاقات بين حزب العدالة والتنمية وحزب الديمقراطي الكوردستاني باعتبار حزب الديمقراطي الكوردستاني حزب حاكم وله دور بارز في الحكومة الإتحادية العراقية..
وتم تبادل الزيارات فيما بينهم:
ومن ابرز الزيارات زيارة السيد "مسعود البارزاني" في عام 2013 إلى عاصمة الكُرد في "آمد" وتم استقباله من قبل رجب طيب أردوغان. وبحضور الفنان القومي الكبير "شفان برور" الذي كان محروماً من زيارة كوردستان تركيا منذ عشرات السنين وبحضور مئات الآلاف من الجماهير.
والقى السيد "مسعود البارزاني" خطاباً كان له تأثر اً مباشراً على الشعب الكُردي لذلك ضم صوته لصالح حزب العدالة والتنمية
تلك الإصلاحات الديمقراطية كان لهم تأثير على الكُرد السوريين
في تلك الفترة عندما كان أردوغان يدعي الإصلاحات في تركيا.. قام بعض المثقفين الكُرد في سوريا وطلبوا من الأحزاب بمطالبتهم من الأمم المتحدة لإجراء استفتاء شعبي للكُرد لرغبة انضمامهم إلى تركية من أجل تلك الإصلاحات. لأن تركيا بدأت ببعض الاصلاحات بالسماح للصحافة الكُردية وفتح فضائية كُردية عائدة للحكومة التركية وتطورت علاقته مع الإتحاد الأوروبي لانضمامها. وفي تلك الفترة كانت هناك ضغوطات من النظام السوري على المثقفين الكُرد السوريين فكانوا يعتقلون المثقفين الكُرد ويُحكَمون بمحاكم عرفية ويُتهَمون بتهم جاهزة على كل كُردي وقع في اعتقالهم في تلك الفترة وهي على انهم ينضمون إلى منظمة سياسية تسعى لإقتطاع جزء من الأراضي السورية وضمهم إلى دولة أجنبية لذلك تلك الاحكام الجائرة بحق الشباب الكُرد اجبروهم على الاقتراح على الاحزاب الكثردية لمطالبتهم من الأمم المتحدة بإجراء الاستفتاء في كُردستان سورية حتى يصوتوا للالتحاق بالدولة التركية على اساس ان الدولة التركية كانت على ابواب الإصلاحات وحل كل القضايا
وعندما تخلى أردوغان عن مشروع حزب العدالة والتنمية وابتعد الأعضاء المؤثرين الذين يعملون لتلك الإصلاحات
كالرئيس السابق "عبد الله غول" ووزير الخارجية السابق أحمد داوود أوغلو وغيرهم وتصرف كالديكتاتور للحزب والدولة
بإمكاننا أن نقول بأن الأضواء التي أشعلها حزب العدالة والتنمية بالإصلاحات في بدايتها كان أردوغان يروّج بها لجذب شعبية.. وبعد ما أصبح قوياً اطفأ تلك الأضواء بيده
وحتى أنه جعل الشعب في حلم وجعل تركيا في الظلام
واليوم تركيا تسعى جاهدة لإيجاد الحلول في الظلام التي اوقعت نفسها فيه.. ولا تدري إلى أي حفرة تقع..
ومن تلك الحفر هي حفرة عفرين التي اوقعت فيها تركية وستدفع ثمنا باهظا لخروجها
يجب على المحللين الأتراك أن يقيّموا إحتلال عفرين من الناحية السلبية والإيجابية للدولة التركية..
وكما يدعون أنهم أخرجوا منظمة إرهابية من (عفرين) فيما أنهم ادخلوا بحدود خمسين فصيلا إرهابياً مسلحاً.
في نظر أردوغان إن منظمة ب ي د هي ميليشية إرهابية
عندما استولت تلك المنظمة على عفرين أسسوا مؤسسات وحكموا (عفرين) عن طريق المؤسسات.. لا أقول بأن مؤسساتهم كانت ديمقراطية لكنهم كانوا أكثر ديمقراطية من حكومة أردوغان.. لأن قوانين احترام كل المكونات المتواجدة في "عفرين كانت مطبقة
عندما احتلت تركيا "عفرين" دمرت تلك المؤسسات وحكم مكانها حكما مافياويا لا سيادة ولا قانون في "عفرين" تحت ظل الإحتلال التركي
حتى أنهم لم يطبقوا قوانين الإحتلال فيها.. أي بدون استقرار وأمن فيها..
اليوم يتواجد أطنان من الوثائق للإنتهاكات من النهب والسرقة والقتل في حق الأهالي في "عفرين".
وتركيا لن تحلم بأن تنتهي تلك الوثائق في المحاكم الدولية.. مهما مرت الأيام سيأتي يوما ستحاسب بها تركيا على تلك الجرائم بحق البشر والشجر والحجر..
أفاد تقرير الأمم المتحدة الذي صدر يوم الخميس بتاريخ 28/2/2019 بأن الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا مسؤولة عن جرائم الحرب التي وقعت في "عفرين" والتي تخضع لنفوذ أنقرة و مقاتلي المعارضة السورية منذ نحو عام.
أصدرت جامعة أكسفورد البريطانية تقريرا بأن تركيا تحتل المرتبة الثانية عالمياً في معادلات إنعدام الثقة في الأخبار
وفي عام 2018 أصدر معهد الصحافة الدولي في تقرير إلى اقتراب عدم الثقة في أخبار حزب العدالة والتنمية إلى 95% ويقول التقرير إن تركيا تراجعت في مؤشر الصحافة الدولية إلى المرتبة 157 في عام 2018.