31 عاماً على ارتكاب مجزرة بحق الإنسانية...

31 عاماً على ارتكاب مجزرة بحق الإنسانية... "حلبجة"

Mar 16 2019

برجاف|الحسكة- هديل سالم

في مثل هذا اليوم من عام 1988أمطرت ثماني طائرات قنابل غازية سامة على "حلبجة" المدينة الكردستانية التي تبعد 240كم إلى الشمال الشرقي عن العاصمة العراقية بغداد، كان يقطنها80 ألف شخص ليذهب ضحيتها أكثر من 5 آلاف شخص نتيجة القصف الكيماوي.

الذكرى 31 لمجزرة حلبجة وخورمال على يد الفاشي العراقي صدام حسين في السادس عشر من آذار 1988. مجزرة "حلبجة" كانت جزءاً من حملة "الأنفال" الأكثر ضراوة من القتل العمد والاختفاء القسري والإبادة بالأسلحة الكيماوية والتهجير القسري لمئات الآلاف من الكرد.

"حملة الأنفال" تسمية إطلاقها الجيش العراقي على حملته، وهي مأخوذة من اسم سورة "الأنفال" في القرآن الكريم، وتعني "نهب وسلب الكفار" بهدف طلاءها بصيغة دينية (رغم أن الكرد مسلمون) وذلك لكسب التعاطف المحلي والإقليمي وتصوير أن الصراع يأخذ طابعاً دينياً وليس قومياً. "الأنفال"هي حملة الحكومة العراقية نفذها الجيش ضد السكان والقرى الكردية.

عمليات الأنفال التي شنتها الحكومة العراقية عام 1988 فور توقف القتال على جبهات الحرب مع إيران، كانت أشرس وأعنف وأوسع حملة شنتها ضد الشعب الكردي بهدف اجتثاث جذور حركته التحررية وتغيير ديموغرافية كردستان. ولم يكن الهدف منها معاقبة الكرد بسبب وقوفهم المزعوم أو الحقيقي إلى جانب إيران في الحرب. فالحملة لم تكن إلا حلاً للحكومة العراقية لإنهاء المسألة الكردية.
ألحقت الأنفال خسائر مادية وبشرية كبيرة جداً بالشعب الكردي، حيث كان ضحيتها 182ألف شخص و إزالة آلاف القرى من الوجود.

ومازال حتى اليوم يعاني المجتمع الكردستاني من آثارها الإنسانية والاجتماعية و رغم ما أحدثته الأنفال من آلام وجروح في جسم المجتمع الكردي لكنها فشلت في إخماد شعلة مقاومته ونضاله بل استمرت لتولد الانتفاضة التي حررت أرض الآباء والأجداد لينعم شعبنا اليوم بحريته.

ويذكر أنه تم الحكم على الديكتاتور العراقي "صدام حسين" بالإعدام بعد 3 سنوات من سقوط حكمه إثر الغارات الأميركية للعراق عام 2003. كما حكم أيضاً بالإعدام على "علي حسن عبد المجيد" أبن عم صدام حسين الملقب بـ "علي الكيماوي" عام 2010 نظراً لضلوعه في تنفيذ حملة "الأنفال" الحملة المجردة من كل قيم الإنسانية.

وبذلك كانت نهاية كل ديكتاتور فاشي يرتكب جرائم ضد البشرية عموماً وضد الشعب الكردي خاصةً في الوقت الذي غض زعماء العرب والمسلمين بأنظارهم عن الجرائم التي ارتكبت بحق الكرد والحيلولة دون إدانة مرتكبيها.