عفرين ..المزيد من الانتهاكات وحالات الخطف وابتزاز المدنيين

عفرين ..المزيد من الانتهاكات وحالات الخطف وابتزاز المدنيين

Feb 23 2019

برجاف|خاص

تشهد منطقة عفرين انتهاكات يومية تطال المدنيين على يد عناصر الفصائل الإسلامية التابعة لتركيا، كعمليات السطو المسلح واختطاف الأشخاص لابتزاز عائلاتهم والمطالبة بدفع فدية مالية، وسط فوضى أمينة كبيرة منذُ إعلان الجيش التركي السيطرة عليها في 18آذار/مارس العام الماضي.

وأقدمت مجموعة مسلحة تابعة لفيلق الشام مؤخراً على سرقة صاغة وقطع ذهبية من نساء قرية باصوفان في ناحية شيراوا بريف عفرين، بعد الاعتداء عليهم بالضرب وتكبيلهم.

وقال ناشطون إن عناصر مسلحة بقيادة المدعو حمزة أبو زيد من فصيل فيلق الشام داهمت منزل عبدالكريم ناصر موسى في قرية باصوفات بتاريخ 17 شباط/فبراير الحالي، ولكنهم لم يجدوا سوى بعض النسوة بداخل المنزل، حيثُ قاموا بضربهم وتكبيلهم قبل نهب الصيغ والأساور الذهبية والتي تقدر بـ 10 ألاف دولار.
وكانت المجموعة المسلحة سرقت محلاً للمواد الغذائية في قرية باصوفان في 14 شباط/فبراير الحالي، عائد لخليل ناصر أحمد، حيثُ قدرت المسروقات بحوالي 500 ألف ليرة سورية.
وشهدت المنطقة سرقة صالة أفراح عائدة ملكيته لأحد مهجري عفرين بالقرب من ناحية شرا قبل نحو شهر، بعد تفريغ كامل محتوياته من أبواب ونوافذ وكراسي وطاولات من قبل مجموعة مسلحة، حيثُ قدرت قيمة المسروقات بأكثر من خمسة ملايين ليرة سورية، وفق ناشطين من المنطقة.

الاختطاف والابتزاز المالي:
تواصل الفصائل الإسلامية المسلحة والشرطة العسكرية التابعتان لتركيا اختطاف المدنيين من سكان عفرين بحجة عملهم مع الإدارة الذاتية سابقاً، وتطالبهم بمبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم، آخرها اختطاف الشاب رودين من محل الحلويات العائد له وسط المدينة من قبل الشرطة العسكرية التي اقتادته إلى جهة مجهولة منذُ يومين.

وكانت الشرطة العسكرية قد اختطفت 6 أشخاص بينهم نساء من شركة مياه عفرين الأسبوع الماضي، بتهمة العمل ضمن دوائر الإدارة الذاتية سابقاً.

كما اختطفت مجموعة مسلحة في 18 شباط/فبراير الجاري الشاب دوران عمر عبروش 32عاماً، من قرية الباسوطة بريف عفرين، علماً أن فصيل الحمزة تسيطر على القرية ولديها حواجز على مدخلها.

ولايزال مصير عدد من الشباب مجهولاً بعد تعرضهم للاختطاف من قبل الفصائل الإسلامية خلال الأشهر الماضية، منهم الشاب عبدالرحمن عثمان، من سكان قرية جولاقه في ناحية جنديريس بريف عفرين بعد اختطافه من قبل فصيل السلطان مراد التابع لتركيا منذُ ثمانية أشهر، رغم تقدم عائلة الشاب بشكوى لدى الشرطة العسكرية التابعة لتركيا لكن دون جدوى، حيثُ لايزال مصيره مجهولاً منذ الثاني من آب/اغسطس العام الماضي.

فوضى أمنية في عفرين:
تتواصل الفوضى الأمنية في عفرين والقرى التابعة لها وسط انفجارات متكررة تستهدف وسط المدينة، آخرها انفجار سيارة مفخخة في شارع الفيلات على الاوتستراد الغربي في 20 شباط/فبراير الجاري، ما أسفر عن استشهاد كل من الشاب جهاد عثمان البالغ من العمر 40 عاماً، وهو أب لثلاثة أطفال من سكان ناحية شيه، وفتاة تبلغ من العمر 10 سنوات، وإصابة نحو 17 آخرين وتضرر عدد من المباني جراء التفجير الذي ضرب الاوتستراد الغربي بالقرب من مشفى ديرسم.

فرض الضرائب والخلافات بين الفصائل الإسلامية:
تشهد المنطقة خلافات مستمرة بين الفصائل الإسلامية التابعة لتركيا على خلفية تقاسم المسروقات، حيثُ تستولي على المنازل والمحلات التجارية العائدة لمهجري عفرين المتواجدين في مناطق الشهباء شمال حلب.

وفرض فصيل السلطان سليمان شاه المعروف باسم "العمشات" في ناحية شيه خلال الفترة الماضية مبلغ 50 ألف ليرة سوري على سكان الناحية وسط تهديد الأهالي بالاختطاف والسجن في حال عدم دفعهم المبلغ المطلوب.

كما فرض فصيل الحمزة خلال الأسبوع الماضي في قرية جقمامق كبير في ناحية راجو مبلغ 4 آلاف ليرة سورية على كل عائلة كردية في القرية، تحت مسمى ((الحماية)) حمايتهم وعدم تعرضهم من للسرقات.

تدمير المزارات الدينية وقطع الأشجار:
شهدت المنطقة تدمير عدد من المزارات الدينية خلال الأشهر الماضية وذلك بعد حفر عناصر الفصائل الإسلامية المزارات والمواقع الأثرية بهدف البحث عن القطع الأثرية، آخرها تدمير عناصر مسلحة من فصيل الجبهة الشامية شواهد القبور في مزار الشيخ حميد في قرية قسطل جندو الايزيدية بناحية شرا، وقطع شجرة معمرة أمام المزار.

وتقوم المجموعات المسلحة بقطع آلاف الأشجار الحراجية من غابات المنطقة وأشجار الزيتون من بساتين مهجري عفرين، بهدف بيعها في أسواق إعزاز وإدلب حطباً للتدفئة.

وشكلت تركيا مجالس محلية موالية لها في المنطقة بعد سيطرتها على عفرين، وتعمل المجالس المحلية في مركز المدينة والنواحي التابعة لها على إدارة الأمور الخدمية والصحية والتعليمية دون استطاعتها الحد من الانتهاكات اليومية التي ترتكب بحق المدنيين من قبل الفصائل الإسلامية.

ويتواجد أكثر من 100 ألف مهجر قسراً من عفرين في مناطق الشهباء شمال حلب منذُ إعلان تركيا سيطرتها على المنطقة في 18آذار/مارس العام الماضي، حيثُ قامت الفصائل الإسلامية بتوطين نازحين من ريفي دمشق وحمص في منازل المهجرين والتصرف بأملاكهم لصالحهم الخاص.