كوباني، ولحظات النصر الكبير

كوباني، ولحظات النصر الكبير

Jan 27 2019

فاروق حجّي مصطفى
لا أعتقد أن أحداً لا يُعجب ونحن نكتب عن مدينتنا؛ فهي مدينة القيامات، ولكن القيامة الكبرى كانت في أيلول ٢٠١٤.
لا يعقل ما حدث، من كل النواحي، أُفرغت المدينة وقراها من سكانها، لم يحدث ذلك عبر التاريخ. والأمر الثاني الذي حدث، وهو بمثابة معجزة، هو كسر سايكس بيكو، وذهاب البيشمركة من باكوري كُردستان، امتزج دم الكُردستانيون. ولمرات عدة قال الرئيس: كوباني هي هولير.
والأمر الآخر والذي ترك المرارة هو آلاف الشهداء، ضحوا بدمهم لأجل تحرير مدينتنا، الله يرحمهم، وكان من بين الشهداء شهيد من البيشمركة أيضاً.
كوباني هي بمقاومتها وعنادها وإصرارها على التحرير أسست لنفسها جسور التواصل، حيث المعدات من الباكور، والبيشمركة من الباشور، وأيضاً الدعم الإغاثي.
قبل الآن، وأنا أفكر بحالة بلادنا، في لحظات تحريرها، أو لنقل في أيام "النصر الكبير" لفت نظري لشيء لم أستطع تجاوزه، زيارة أبٍ لقبر ابنه الشهيد، أتعرفون ماذا يعني أن يزور الأب قبر أبنه، هي لا تشبه زيارة الأم، لأن الأمهات وما إن تسنح لهنّ الفرصة حتى يزرن أبنائهن الشهداء.
زيارة أبٍ لقبر شهيد تعني لي الكثير، حيث يؤشر إلى وضع لم يحدث مثله.
كوباني في ذكرى نصرها، ما زالت تقاوم وتصر على البناء والسلام.
كوباني اليوم ليست كوباني الأمس، وهل يصلح أن يكون البلد في يوم عرسه الكبير مثلما يكون في حالته العادية ؟!
ألف تحية للشهداء..
ولكوباني إرادة البناء..