أنا إبنكِ البكر يا أمّي

أنا إبنكِ البكر يا أمّي

Jan 21 2019

زوراب عزيز
...........................
أنا إبنكِ البكر يا أمّي
هل تتذكريني ..
أم الموتى لا يتذكرون أحبائهم ..
هل تعرفين صوتي
لازالت ملامحي مألوفة لديكِ ..؟؟
أاذكركِ بي
لي نُدبة على شفتي
وجرحٌ أسودٌ في قلبي ..
إصبعتي الوسطى فيها أثر كسرٍ لم يُشفى ..
صدري فيه بركان لا يهدأ
شعري مجعدٌ يلتف حول عنقي
كحبلٍ من عوسج ..
وجهي كئيب كوجه الموت
عينيّ تلمع كعين الجنّي (ركلاتُ الليل والملح)..
علامتي المميزة
دموعٌ متجمدة على الوجنتين ..
تذكرتيني يا أماه ..
قد عاملوني كأنّي الغريب العابرُ المؤقت
لم تكوني هنا لأشعر أنّي إبن هذي المدينة ..
البيت الذي كان يشعّ حناناً
بات بارداً كريح الشمال ..
لتتطمئني ...جميعهم يحبونني ..
لكنّهم يعتقدون أنّني كبرتُ
فقط أنت كنت تعرفين كيف تداعبين شعر طفلك الكبير
فقط أنت كنت تعرفين كيف اشفى من الحياة والعمر
.....
أنا الأن كمنارةٍ لم تقع في مدينة مُدمرة يا أمّاه ..
الوطن أم
بلا أم أنا يا أمّي وبلا أرضٍ تتلحفُ وجعي فأنام ..
ألن تحدّثيني يا أُمّاه ..
أم أنّي أُوقظ الضَّجيج ..؟؟؟
كيف يعاملك الله
هل اِعتذر منكِ عن الفقر والسّكري والوِلادة وعبء الحياة ..
هل يُشفق على جسدكِ النّحيل
هل يُعيد لكِ ديونكِ المُتراكمة عليه ..؟؟؟
..
سأوصي الموتى حولك يا أمّاه
بأن لا يضيفوا السُّكر للشاي
ان يزوروا حُجرتك الضّيقة كلَّ يوم
فأنتِ لا تحبّين الوحدة وتكرمين الضّيوف (الضّيوف ضيوف الله كما كنتِ تقولين)
فهل أكرمك الله يا أجمل ضيوف الله ..؟؟؟
...
سأغادر الأن يا أمّاه ..
ولكنّي هذه المرة سأعود
بباقة وردٍ صفراء
أو على كتف الأصدقاء
لا أعلم متى وكيف ..
ولكني سأعود
لأكون جارك للأبد ..