كوبانيون:غراهام أسعدنا، ورأس السنة مسار آخر..

كوبانيون:غراهام أسعدنا، ورأس السنة مسار آخر..

Dec 31 2018

برجاف|كوباني- زوزان بركل
"لا تستطيع أن تفعل شيء هنا"،" لم يعد الوضع يُطاق"،" كوبانيون سرعان ما ينسون"،" غراهام أسعدهم وانزلهم إلى الشارع، ونسوا كل شيء"، " ترامب سيخرج ببطئ، ونحن سنحيا من جديد"؛ هي جمل يرددها الكوبانيون اليوم، وخاصة بعد أن نشر عضو الكونغرس الأمريكي غراهام تغريده تفيد بـ"الإطمئنان" وخاصة اطمئنان الكُرد.
وما إن تخرج إلى خارج منزلك حتى ترجع إليه بصعوبة، ولا يتسع مكان لتصطف سيارتك، ولا بوسعك فعل شيء. الشارع مزدحم.
ويضج الشارع بالناس، والمحلات أُفرغت من تبضع الناس، وكل شيء نفذ.
في المقابل حلويات "غانم" كما لو أن القيامة، يبدو لك الكل في الشارع من الاطفال والنساء والرجال.
يقول فرزاد، معلم المدرسة، ما عشناه قبل أيام، كان صعباً، كلنا خفنا، واحترنا في أمرنا، السؤال الكبير كان: ماذا سنفعل، وإلى أين نذهب؟
قبل أسبوعين من الآن، وما لبثت وتحولت الأيام كما الكابوس، إثر الوعيد وتهديد تركيا التي لا يبخل الأتراك بإطلاقه نحونا.
يقول عمر ديبو، وهو نجار، وبعمر الجيل الخامس، بالفعل نعيش حربين، حرب القصف والإجتياح، والحرب النفسية. والأخيرة أكثر وطأة من الأولى .
ويستخدم المسؤولين الأتراك في كل خطاباتهم ونشاطاتهم اليومية اسم الكُرد ومناطقنا، والتهديد لغتهم الرئيسية والأولى في كل الخطابات.
ويشاطر أدهم عبو عمر وفرزاد ويضيف " نحن كُرد سوريا العدد الزوجي لا يبشر لنا الخير، كل خساراتنا في الأعوام ذات العدد الزوجي وننتظر ٢٠١٩".
وبالفعل كلام أدهم يساور عدداً كبيراً من الناس، حيث في ٢٠١٤ نزحنا وخلال ساعات أُفرغت كوباني من الناس، وفي ٢٠١٨ سقطت عفرين.
وتنفس الكوبانيون الصعداء وهم يتجاوزون الساعات الأخيرة من العام، ويتأملون مساراً آخر في ٢٠١٩.
والكلام الأخير الذي نُقل عن ترامب بأنّه أعاد النظر في الإنسحاب، حيث قال" داعش على وشك الإنتهاء.. وسنخرج ببطئ".
وما إن ساء وضع الكُرد بعد الإعلان المفاجئ من قبل ترامب رئيس امريكا بالإنسحاب، حتى ظهر على سطح الغالبية حالة من التشفي نحو الكُرد، وهناك الكُثر طرحوا سيناريوا "هزيمة الكُرد"، وحتى إن الكُرد أنفسهم أخطاؤوا في شكل تعاملهم مع الحدث، وكان بيان" النفير" له وقع سلبي في أوساط الناس.
ويعيش في كوباني ما يقارب ٤٠٠ ألف، وجلهم أصبح لديهم مصالح ومحاولة للاستقرار، وكوباني منذ ليلة الغدر قبل عامين، تعيش في أمانٍ مطلقٍ وبخلاف المناطق السورية الأخرى وحتى من مدن شرق الفرات أيضاً.
ولا يوجد حدث إرهابي منذ عامين عدا عن بعض الحوادث الجنائية تظهر بين حينٍ وآخر.
تجدر الإشارة إنّ الكوبانيين عاشوا مرحلتين صعبتين جداً منذ ٢٠١١، حيث في صيف ٢٠١٣ حرب الفصائل ضدهم في قرى غرب كوباني، وفي أيلول ٢٠١٤ هاجم داعش وحدثت القيامة، ومنذ ٢٠١٥ يؤسسون لأنفسهم حالة من الإستقرار في ظل التهديدات والفوضى السورية العارمة.