هونر سليم يفتح باب فلمه

هونر سليم يفتح باب فلمه "Lady Winsley " في كُردستان…

Nov 27 2018

برجاف|هولير-فاروق حجّي مصطفى
كانت حالة غير معتادة، أو مألوفة، من يتردد ع فاملي يعرف انّه أمر جديد وغير معتاد يحدث في فاملي، مسؤولين، وممثلوا القنصليات، نساء أجانب وكُرد، سينمائيون وممثلون ، وأصحاب الأقلام، الروائيين والممثلون. أحد الأشخاص الذين يعملون في مقهى آزاد كافييه يسأل، ماذا يجري بالقرب من صالة السينما؟
قبل دخولك إلى صالة العرض في فاملي مول، صالة "امباير"، أجتمع الكل، وتطابقت أسمائهم مع قائمة المدعويين، كان الناس سواسيّة كـ"أسنان المشط" الكل أخذ قسيمته، والكل راجع موظفوا القنصليّة والمعهد الفرنسي في أربيل، المسؤولون، والمثقفون وطلبة قسم اللغة الفرنسيّة.
قبل كل شيء، تقول لنفسك، ترى، من جمّع هذا الجمع الغفير، هونر سليم أم الفرنسيين؛ ربما الاثنين، لكن الثابت هنا انّ الكل متلهف لمعرفة جديد المخرج الكُردي الشهير هونر سليم، صاحب رواية "بندقيّة أبي"!
الكل أتوا لرؤية هونر، ومشاهدة جديده، وفلمه الجديد، بينما هونر شغوف بالمقابلات التلفزيونيّة.. كان هناك الصحافيين ووكالات انباء ومراسلوا الصحف،كُردستان٢٤،وزاغروس عربية وباس وغيرها؛ سمعت هناك من يسأل هونر بالعربي، كانت صحافيّة ذات قامة رشيقة، ترتدي طقماً أسود وقميص أبيض..بدت لي انها آتيه لأمرين، الأمرالأول لبت دعوة القنصليّة الفرنسيّة أو ربما دعوة المخرج هونر نفسه بمعنى هي ضيفة ولابد أن ترتدي زي لائق للمناسبة، مثل العيد ألا نلبس جديدنا وما هو جميل لدينا في المناسبة؟!
والأمر الثاني، كصحافيّة أدت واجب المهنة بلباقة مميزة، وهي تسأل هونر المخرج، والكُردي الذي يقول الصدق، وفي كثير من المرات يتهرّب من الأجوبة، قليل الكلام؛ ومن يدري ربما يحيلك إلى أفعاله. وهو لا يتحدث انما يترك لك فعله ليتحدث عنه والذي كان واضحاً وانت تشاهد فلمه الذي صيّغ بتقنيّة عاليّة. لا تجد نقص تقني أو فني شاب انتاجه الكبير "Lady Winsley".
و"Lady Winsley"، فلم اشتغل عليه هونر في تركيا، ولغة الفلم لغة التركيّة، مترجمة إلى الانكليزيّة، تم تصويره بالقرب من استنبول.
أراد هونر من الفلم أن يوصل رسالة، ولو انه تجنب أن يقول علناً، حيث قال ان السيناريو اتى بهذه اللغة، وقال عندما تأتيني روايّة أو القصة من آغري أو برد رش سأعمل.
تسحبك كاميرة هونر، أو لنقل يجلب لك هونر وانت جالس في مقاعد الصالة، جميلة "امباير" كراسي بلون مخملي ، وكان الحضور مخملياً أيضاً، ونقول هونر لانه أعظم من أي لقب، سفن بوسفور، وجمال استنبول، مخفيّاً في بواطن هذه المناظر قصة لشعب عمل عليه الاتراك منذ (٨٠) عاماً على امحاء هويته؛ هذا ما تم فهمه من كلام ابطال هونر، الذين هم من كبار الممثليين الكُرد والاتراك.
للوهلة الأولى تسمع نغم فارسي وسرعان ما ينقلك هونر لتشاهد رجل صاحب قامة طويلة حامل حقيبة، يخرج من سفينة وبجو هادئ غير طقطقات قدميّه ليتعرج الى المشفى حيث جثة الكاتبة التي تم قتلها بصورة شائكة وبرصاصة، ولتشاهد طابور للرجال، وهم يديرون وجوههم عندما يمرنّ النسوة، وسرعان ما تجد البطل يدخل قصر من قصور استنبول، لتستقبله امرأة تصيح مساعدييها بالجرس، وثم ينتظره رجل وفي ليكون منقذه في لحظات الاخيرة، ويزور مقر الكاتبة في جو مظلم ليسمع صوت وليخرج شخص يدعي انه صحافي، ليكتشف في الخير ان الصحافي هو ضالع بالجريمة بشكل من الاشكال، وليس بمحض الصدفة يقحم هونر جندي(عسكري) في سور الجريمة وداخلها، وعلاقة تسريبات صحفيّة، لينتهي البطل في نهاية المطاف بفتاة جميلة تحلم البطل وتأخذ القبلات لها وقع أبعد من الحب، وما ان يكتشف الجريمة والبحث عن بواطن القضية الكرديّة وعلاقة قضيتين خيوط الجريمة وامحاء هويّة الكرديّة ومواجهة البطل لخيوط ورجال الجريمة، وليُونقَذ هو ايضا من جريمة القتل الثانية ..يخلصه الشخص الذي كان في انتظاره، ليأخذ البطل طريقه نحو البوسفور، وسرعان ما يعود ليلتحق بفتاة التي احبها لأخذ القبلة، وتبدأ قصة حب انتعشت من ركام الجريمة.
كاميرا هونر، عملت بحرفيّة، وبدقة كبريتين، استطاع أن يسحبنا جميعاً ونحن كنا من الحضور، ومدعويين، لنرافق المحققين، والشخوص، وقصور استنبول، كل عوالم هونر، لمعرفة كيف تم مقتل الكاتبة، وعلاقة قضية الكُرد وتعقيداتها بقضيّة جنائية يصعب الكشف عن خيوطها. الفلم وان يتوقع أحد بأنه " بوليسي"، وربما هو أول عمل بوليسي لهونر؛ بيد ان سرعان ما تتراجع عن هذا الحكم، وانت تشاهد فقرات مدهشة وذلك من خلال الاضافة التشويقيّة، وسيرة الحب كيف انها تولد من القضيّة الجنائيّة.
صحيح انّ لهونر هويّة سينمائيّة خاصة، وان كاميرته لا تشبه كاميرا لمخرج آخر، الا انّ فيلم Lady Winsley كان أيضاً تعبير وهويّة خاصة، ليضع الناقد والمشاهد معاً في توصيف هويّة الفلم!
ودون شك إن الخبرة والتراكميّة السينمائيّة،لها دور حيث أنتج(أو أخرج) 12 فيلماً، ونال جوائز مهمّة كثيرة تضع هونر في مصاف قلة من يبلغ إليه.
تجدر الإشارة ان غالبيّة أعمال هونر تسلط الضوء على تعقيدات القضية الكُردية؛ ويبدو في الفلم الاخير أيضا أراد أن يكون كُرديّاً" حيث أراد هونر أن يعرض فلمه في كُردستان أولاً وثم في فرنسا" حسب ما قال الفرنسي المسؤول في المعهد الفرنسي بهولير.