تسلط الضوء على حالة أطفال الايزيديين في زمن داعش

تسلط الضوء على حالة أطفال الايزيديين في زمن داعش

Nov 13 2018

شه م برهم علي، كاتبة بعمر ١٧ تصدر كتابها الأول "you are just watching" بالانكليزية.
برجاف|روهين بكر
ضجّت صالة فندق روتانا بالشخصيات المهمّة في هولير لا كي يحضروا حفل الزفاف، ولا لحفل كوكتيل؛ الكل أتو لسببين: الاول: ليهنئوا كاك برهم علي على هذا الترقي الكبير. والسبب الثاني لمباركة أبنة برهم لإنجاز كتابها الاول باللغة الانكليزيّة في وقت العجز عن تناول لغتنا وحسن استخدامها.
و" شه م برهم علي " هي أبنة الصحافي برهم علي، والذي يدير الآن "باسنيوز" الكُرديّة، وشه م فتاة بدأت للتو في ١٧ ربيعاً.
وأراد والدها أن يتوّج هذا الانتاج الكبير ويتقاسم الفرحة والنبأ مع الشخصيّات الادبيّة والاعلاميّة، وأصحاب الشأن الاجتماعي والمدني والسياسيّ، ومناضلوا الشأن العام دون تردد، فضلاً عن حضور ممثلي القنصليّات الاجنبيّة، لتوقّع للكل كاتبتنا الصغيرة كتابها الأول في حفل فريد من نوعه وذلك في فندق روتانا بهولير
ولم تقل فرحة نازخان، وهي والدة الكاتبة شه م عن فرحة والدها، وكانت الفرحة الكبيرة واضحة عندما رحبت الحضور بحفاوة، وأعربت عن سعادتها وبدت انها عاجزة عن وصف الحالة، وقالت " اتمنى لجميع الآباء ان يكون أبنائهم مصدر فخرٍلهم "

وكتاب شه م تسلط الضوء على أهم حدث عاشه الكرد في السنين الاخيرة، ولا سيما حرب داعش؛ فالكتاب الجديد من نوعه، لا تقدم التاريخ بلغة جامدة انّما تقدم صورة الحالة وتصور قصص وملاحم جرت أثناء حرب داعش على "إخوتنا الإيزيديين"، فالتاريخ بنظر شه م مختلف، عبرت عنه بشكل آخر، بصيغة أدبية، وحس وشعور إنساني عميقين.

كما لو انت بالسينما، مشهد تلو المشهد، وسيناريو الحالة، كيف حال أطفال الإيزيديين وتأثيرات الحرب على نفسياتهم وعقولهم وأفكارهم؟ كلها تجد في ثنايا صفحات شه م علي.
قالت شه م، وهي تخاطب الحضور بلغة الصدق مثقلة بالجرأة:" كتبت عن الأطفال لأنني طفلة أيضا، واختلاطي مع هؤلاء الأطفال جعلني أنظر إلى العالم بشكل مختلف، فعندما كان همّي الأكبر أن اشتري أحدث هاتف نقال أو أن أرتدي من افضل الماركات كان هؤلاء الأطفال يعانون الحرب والجوع والبرد والحر.. الآن همومهم هي همومي أيضاً"، وتابعت كاتبتنا، وفي عينها لغة أخرى، هي لغة القدر، بينما تشرح سبب نشرها لكتابها الاول بالانكليزيّة وليست الكُرديّة" سبب نشر كتابي الأول كان باللغة الإنكليزية لا الكُردية لغتي الأم، لأننا ككُرد نعلم جيداً ما جرى لإخوتنا الإيزيديين ولكن العالم كله لا يعرف، ولذا فأنا أكتب بلغتهم كي يعلموا ما جرى وما يجري إلى الآن بحقهم".
فيما جهّز والد شه مه، نفسه، ليلخص لنا المدى الطويل لفرحته، وكان شاهداً للدرب الذي سار عليه ابنته وهي في عمر الورد، حيث أشاد بجهود شه م التي عاشت مع القصص في الكتاب بكل تفاصيلها وأثرت على نفسيتها ,استطاعت أن تنجز كتابها الأول وبعمر صغير متمنية لها المزيد من النجاح والمستقبل الواعد

شه م ابنة لأب كاتب وأم إعلاميّة رفيعة المستوى وذات شهرة واسعة، ويبدو انّ للبيئة دورها، حيث قال والدها الكاتب برهم: "ورثت مني حس الكتابة وورثت من والدتها فصاحة لسانها، وأبدعت هي بالفكرة والأسلوب".
وتجدر الاشارة إنّ مردود الكتاب سيتم تقديمها إلى ابطال القصص في كتابها (حسب ما قالت شه م).