نحن الخاسر الوحيد

نحن الخاسر الوحيد

Oct 23 2018

فاروق حجّي مصطفى:
التطورات التي تحصل على مستوى الدستور، هي تطورات ليست عادية بنسبة للمجتمع المدني السوري.
فبدا أنّ كل الأطراف متفقة على تقليص هذا الحيز الذي نشأ لإستجابة حاجات الناس في ظل ماكينة الفوضى.
ومثلما تسعى روسيا لتقليص دور المجتمع المدني في عملية صناعة الدستور تسعى المعارضة والنظام معا لتقليص دور المنظمات وتزيد من مساحة وجودهما، وبهذا المعنى يتفق النظام والمعارضة معاً على تقليص دور المجتمعي في هذه العملية والتي ستكون بمثابة نقطة انعطاف في المسار السوري المنفلت من أساسها من كل النواحي.
ويبدو أن الزمن المتبقي للمبعوث الخاص لا يخدم المجتمع المدني في ظل رفض دول "استانة-سوتشي" للمجتمع المدني وحضوره في لجنة الصياغة، وسعي النظام لاحتلال ثلثي العدد من أعضاء اللجنة.
والتحليل المنطقي يفيد بأنّه ربما يتم الصفقة على حساب المجتمع المدني، مثلما حدثت الصفقة على حساب المكونات القومية بسبب مواقفها السياسية في عملية انتقاء اسماء المعارضة والنظام؛ وتكمن المخاوف بأن تتم الصفقة هذه المرة على حساب المجتمع المدني واستبداله بمستقلين لكنهم ساسة كانوا، اي اصحاب مصالح سياسية.
ومنطق العلوم السياسية يقول أنّه" ليس شرطاً أن تتفق دائما لموقف شريحة سياسية مع المصالح المجتمعية"!
بقي القول اننا، نحن المجتمع المدني، نمر في وضع صعب، خاصة في ظل الرغبة الجامحة لدى أطراف إقليمية ودولية ومحلية سورية في عدم إعطاء المجال للمجتمع المدني ليكون جزءاً من التاريخ وصناعته؛ ولعل تاريخ سوريا ما بعد الازمة يبدأ في صناعة الدستور؟
هل سيحمينا ديمستورا ويسجل موقفاً ويعيد للمجتمع المدني دوره؟ هنا مربط الفرس.