في تصاعدة حدة الخلاف: هل نحن أمام حليف امريكي آخر في المنطقة؟

في تصاعدة حدة الخلاف: هل نحن أمام حليف امريكي آخر في المنطقة؟

Aug 20 2018


برجاف| تحليل أخباري- محمد حسن
هل ستكون أزمة "القس الامريكي" المعتقل في تركيا، والذي وقف يوماً بصحبة زوجته مع أطفال كوباني، القشة التي تقصم ظهر بعير العلاقات بين انقرا وواشنطن؟ . تلك العلاقة التي لم يخخف من وطأة توترها المتصاعد ،مقال الرئيس التركي في نيورك تايمز .
تبيّن وحسب ملامستنا لتاريخ الاحداث في المنطقة بان لدى انقرة لديها رغبة جامحة في ان تستثمر علاقاتها مع الولايات ،لا ان تقدم الخدمة لحليفها التاريخي في اي تطور تخص المنطقة. في ٢٠٠٣ لم تقدم الدعم للويات المتحدة بل انها حاولت أن تكون عقبة وخاصة عندما منعت من استخدام اراضيها في الحرب في العراق، وفي سوريا بدلاً ان تتشاور معها حول مستقبل سوريا استغلت الوضع وتدخلت بشكل مباشر الى شمال سوريا، وفوق هذا وذاك ترغب تركيا على ان تستفيد هي من الفوضى السوريّة.
ولا نستغرب انّ شكل مقاربة تركيا لوضعها ولعلاقاتها مع الاخريين ربما تكون سببا في تدهور حال الاقتصاد الهش في تركيا، ولكن تحت عنوان هبوط ليرة تركية، ولعل الدليل يكمن انه وبالرغم من ادعاء الفزعة القطرية بعدة مليارات بانها خففت نسبياً من سرعة هبوطها الا انّ المؤشر الكبير يكمن في صعوبة استعادة الليرة عافيتها، ما يعني انّ سبب هبوط الليرة يعود الى الاقتصاد الهش، والا ما هذه العملة التي تهبط بمجرد وجود تصريح عالي النبرة؟!.
مرت علاقات تركيا وامريكا بمراحل صعبة، ومنذ استلام العدالة والتنمية الحكم لم تستقر العلاقة ، في الحرب العراق وثم تهديد تركيا المتكرر للولايات المتحدة بإغلاق قاعدة انجرليك العسكرية التي تستخدمها قوات التحالف ، ولكن حسبما نقلت بعض وسائل الاعلام التركية خلال ازمة التأشيرات بين البلدين قبل شهور ،فإن الولايات المتحدة ربما تفكر بنقل القاعدة الى اربيل عاصمة اقليم كُردستان العراق ، ولاسيما بعد التطورات الاخيرة للخلافات بين البلدين .
قضية فتح الله غولن ،ودعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب، وازمة التأشيرات بين البلدين ، و صفقة شراء صواريخ اس 400 الروسية ،إضافة إلى اعتقال تركيا لـ 15- 20 شخصا من حملة الجنسية المزدوجة، من ضمنهم باحث في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وأخيراً قضية القس أندرو برانسون ، كلها عناوين يمكن من خلالها فهم مؤشر تصاعد الخلافات بين الدولتين التي لن يخفف منها كونهما عضوين في حلف الاطلسي ، لدرجة اقترب خطاب واشنطن الذي كان مخصصا لتوجيه لانقرة من ذلك الموجه لطهران. ولم تكن التصريحات التركية اقل حدة اذ اكدت في مجملها انها لن تخضع للتهديدات الامريكية حيث اعتبر مجلس الأمن القومي التركي ان " تصريحات وقرارات الولايات المتحدة التي تفرض شروطا تخالف الاتفاقيات الدولية بشأن مشاريع صناعات دفاعية التزمت تركيا بمسؤولياتها حولها، من شأنها أن تلحق أضرارا لا يمكن تلافيها بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين وعلاقات الثقة" ، في إشارة واضحة لعدم تخلي أنقرة عن اتفاقياتها العسكرية مع روسيا.
مجمل ما نريد قوله هنا انّ المؤشرات وغيرها تبين حدة وقوة الخط التصاعدي التي تتوجه اليه هذه الخلافات وحسبما يشير الباحث في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ستيفن كوك في مقال نشره بمجلة فورين بوليسي مؤخراً "فإن تركيا ربما تدفع ضريبة تعقيدها للحرب التي خاضتها الولايات المتحدة ضد داعش وابتزازها المستمر للولايات المتحدة بإغلاق قاعدة انجرليك من ثم قامت بالتوغل في شمال سوريا لمواجهة الأكراد"؛ والسؤال مثلما تلوح تركيا دائما بان لديها حلفاء آخرين، هل سنكون على موعد مع حليف أمريكي آخر في المنطقة؟!