لاجئو مخيم باريكا بالسليمانية يكسرون مصاعب الحياة بارادتهم وعنادهم..

لاجئو مخيم باريكا بالسليمانية يكسرون مصاعب الحياة بارادتهم وعنادهم..

Aug 06 2018


برجاف | السليمانية :محمد حسن
وما ان تحل الشمس حتى تجد جمع من السيارات من القياسات الصغيرة والكبيرة تعج باب "باريكا" ليس لحضور الحفل او المشاركة في حالة الاعراس بل في لحظات بؤس ..سيارات تنقل المئات من شباب من المخيم الى مدينة السليمانية، ليكونوا جزءاً من حراك المال والاعمال اليومي من خلال عملهم في مختلف المهن اليدوية.
ولا نستغرب انّ الازمة الاقتصادية التي يشهدها اقليم كرُدستان العراق اثرت على كافة شرائح المجتمع ما لبث وتحوّل إلى ان يجدوا للاجئين السوريين فيه النصيب الكبير من هذه الازمة في لحظة تراجع فرص العمل وتدني الأجور.
حالات صعبة، وسوء ادارة اللاجئين من قبل المنظمات دفعت باللاجئين الكُرد السوريين في مخيم باريكا بمنطقة عربت في السليمانية الى الاعتماد على انفسهم لتأمين قوتهم اليومي. ورغم انه عند دخولك المخيم تواجهك لوحتين كبيرتين تحمل شعارات واسماء عدد كبير من المنظمات الدولية ودولاً لديها مشاريع لمساعدة اللاجئين داخل المخيم بيد انك تجد داخل"باريكا" قصصاً وحكايا أخرى غالبيتها موجعة.
ليس سهلاً انت كاللاجئ أن تبحث عن مصادر دخل أخرى لتأمين المتطلبات عوائلهم .فبعضهم حاول ان يجد فرصة عمل داخل مخيم سواء ببناء بعض المحال التجارية الصغيرة كالبقالة والمطاعم , او العمل في بعض المهن كالحدادة والحلاقة وغيرها .
بينما يسعى آخرون لتامين فرص عمل خارج المخيم ضمن محافظة السليمانية .
جوان حسين شاب من مدينة القامشلي اضطر نتيجة الحرب الدائرة في سوريا الى الفرار من الخدمة في الجيش السوري منذ نحو اربعة اعوام نيجة " عدم ايمانه بهذه الحرب والخطر على حياته ".
يعمل جوان حالياً في مطعم شعبي داخل السليمانية .
"في بداية مجيئي الى كرُدستان كانت الاوضاع الاقتصادية افضل بكثير , لكن نتيجة للازمة الاقتصادية تراجعت فرص العمل وتدنت الاجوار وبالكاد تكفي اجورنا الشهرية في المطعم مصاريفي بيت المؤلف من اربعة اشخاص" يقول جوان.
وتجدر الاشارة انّ قلة من اللاجئين استطاع ان يجدو بعض من فرص العمل داخل المخيم من خلال فتح محلات صغيرة خاص ببعض مهنهم، وهذا الامر ليس باليسر والهيّن
خالد شاب من كُوباني يقول خالد " احاول ان أؤمن مصاريف عائلتي من خلال عملي في هذا المحل ولكن اغلب السيارات هنا قديمة جداً وتحتاج الى وقت وجهد كبيرين وفي النهاية اقبض اجرة قليلة من اصحابها نظراً لظروفهم الميشية الصعبة ".
ومن اكثر المهن التي اشتهر بها اهالي كوباني العمل في اجهزة حفر الآبار الارتوازية .
علاء الدين الرجل الاربعيني من كوباني يملك احدى تلك الحفارات ويسرّد ل"برجاف" شقاء عمله، ويقول" اسلوب عملنا صعب وشاق نظراً لمنع السلطات المحلية لعملنا بحجة ان حفر الآبار يؤثر على المياه الجوفية , الامر الذي يدفعنا الى العمل بشكل مخالف وضمن فترة الليل فقط . بينما ننام خلال النهار " .
ولدى تجوالك في المخيم لابد ان تسمع صوت عبدو ذلك الشاب العفريني بائع البطيخ الاحمر وخاصة في الفترة الصباحية، حيث يذكرك ببائع حليب في "شيخ مقصود بحلب" يحكي بألم كبير" لدي عائلة من خمسة اشخاص اعيلهم من خلال عملي , حيث اذهب في الصباح الباكر الى سوق الخضرة واشترى كمية كافية من البطيخ وابيعها على شاحنتي الصغيرة " .
قصص وحكايا كثيرة يخبؤها مخيم "باريكا " للاجئين السوريين، وبين ثنايه تطل ارادة الحياة برأسها ولتبقى عصية على الكسر رغم الظروف الصعبة . و لسان حال الجميع يقول نأمل "العودة إلى ديارنا"! وطوي صفحة "الحرب السورية الدائرة منذ سبعة اعوام اوزارها" كما هو مكتوب على احدى جدران المخيم!