أحمد قطمة لـ برجاف :عفرين لانتركها ،مادام هناك زيتون

أحمد قطمة لـ برجاف :عفرين لانتركها ،مادام هناك زيتون

Apr 18 2018

أحمد قطمة لـ"برجاف ":عفرين لانتركها ،مادام هناك زيتون
برجاف |رناعمر –هولير
أحمد قطمة إعلامي وناشط يعمل منذ سنوات الأزمة ،قضى أياماً صعبة بين فناء تُلقى ظلاله على دار الزيتون
عمل واجتهد لينقل معاناة الناس ،تحدى الموت والعذاب ،كان سائراً إلى وجه الشمس ،ينقل خبراً وأبناء الزيتون في المهجر وينوه على أن كارثة تحلّ بالتاريخ ،وتاريخ بني هوري .
وعند سقوط عفرين اصطبر على النزوح وسرعان ما وصل إلى كُردستان،ليكون "لاعباً من خارج القلعة " .
تم تكريمه مع زملائه من قبل مركز "حمو "للثقافة والتراث بدعم وتمويل من برجاف في هولير في الحوار أدناه يحكي قطمة سيرة الزيتون وألمه .وهنا نص الحوار :
-هل تقتنع بأن عفرين سقطت ؟
- مؤسف حقاً أنه ينبغي لنا أن نتعامل مع الواقع كما هو، نعم لقد سقطت عفرين وإلا ما كنا اليوم خارجها، لقد سقطت عفرين بيد عدو غادر، يتخذ من الدين عباءة لتنفيذ سياساته العنصرية القائمة على التتريك أو التعريب، العدو الذي يشكل تنظيم الاخوان المسلمين الحامل الرئيس لفكره المتطرف، حيث سيسعى هؤلاء الى جعل عفرين مصدر جديد يزودهم بالمتطرفين الذين باتوا بيادق لتنفيذ أحلام الدولة العثمانية الجديدة.
كيف تنظر إلى عفرين وأنت خارجها؟
-مؤسف حقاً ونحن نتابع اخبار التغيير الديموغرافي والتوطين من مناطق بريف دمشق والغوطة في قرى عفرين ومركزها ونواحيها، خاصة إن هذا يحدث في زمن الإعلام والمعلومات، لقد أثبت لنا أن المجتمع الدولي عبارة عن مصالح كبرى لدول، وهي على استعداد للتنازل عن كل القيم الإنسانية وحقوق الأفراد والجماعات عندما تتعارض مع مصالحهم، ليس لعفرين وأهلها سوى مقاومة تلك السياسات بالصبر تارة وبالعزيمة والإصرار تارة أخرى، فلقد تخلى المجتمع الدولي عنا وقرر نيابة عنا تسليم مدينتنا الى غير أهلها، والى غير انتمائها.
-أنت كإعلامي ما الدروس التي خرجت بها من الحرب على عفرين؟
- لقد كانت الدروس التي مرت بنا في عفرين قاسية للغاية، لم تنفع الصورة أو قساوة المشهد في تغيير الموقف الدولي الصامت، أدركنا أن المجتمع الدولي لا يحتاج لأدلة أو براهين عندما يريد أن ينفذ مشاريعه، و الأهم من ذلك، أننا لم نكن قد جهزنا بشكل فعلي و عملي لمواجهة العدوان، فالدخول في مواجهة مع دولة كتركيا لا يحتاج إلى قوة عسكرية، إنما كنا بحاجة الى حنكة سياسية و تقبل للآخر، و هو ما كان مفقوداً للأسف، و عليه يجب التعلم من درس عفرين، أن من يحمي منطقة جغرافية ما ليس كم السلاح الذي تحتويه او قوة عزيمة مقاتليه، انما قدرة سياسيها على امتصاص أسباب العدوان و سحبها قبل أن تصبح حجة للمعتدي في تنفيذ مآربه مع ضمان الصمت الدولي.
-ماذا كان دور الإعلام الكُردي في الحرب على عفرين؟
- افتقد الإعلام في عفرين بشكل عام قبل بدء العدوان الى الكثير من المهنية والأدوات اللوجستية، لدرجة أن الطرف التركي تمكن من قطع الاخبار من عفرين خلال الأسبوع الأول للعدوان بشكل شبه كامل، الى ان تمكننا من تجاوز ذلك بأدوات بديلة، لكنها لك تكن ناجعة ابداً في مواجهة الة العدوان الإعلامية، حيث عمل الاعلام السوري المعارض مع الاعلام التركي لتصوير الأمور كما يريدها هو، في حين عجزنا عن نقل ابسط الصور بسبب المخاطر الأمنية من جهة، وفقدان وسائل التواصل من جهة أخرى.
- هل بوسعك الحديث عن كونك ناقل للخبر ومن جهة أخرى تتألم لما يحدث لمدينتك؟
- عجزنا في كثير من الحالات عن نقل صورة الواقع من هول ما شاهدناه من جرائم مرتكبة بحق المدنيين والأهالي بشكل عام، وجعلنا ذلك ننكفئ على أنفسنا في الداخل فحسب، اكتفينا في كثير من الأيام على نقل الخبر المكتوب فقط بسبب عجزنا عن التقاط الصور والفيديوهات، لم نتصور يوماً أن تتعرض عفرين لكل تلك المشاهد المروعة، ولكننا أدركنا أن الهجوم لم يكن من تركيا فحسب، بل تشارك المجتمع الدولي مسؤولية الهجوم بصمته وعدم رغبته في إيقاف ما يحدث.
-هل ستعود إلى عفرين؟
- لم يكن خروجنا من عفرين قراراً ارادياً، لكن العودة لها ستكون كذلك بكل الأحوال، وهو مرهون بخروج الفصائل الراديكالية منها، وتسليمها الى سلطة مدينة تتبع للمدينة، وباستثناء ذلك ستبقى حلم العودة يراودنا في كل حين.