محمد بلو لـ برجاف :عفرين أكبر مماحصل لها ولأهلها ونحن عائدون

محمد بلو لـ برجاف :عفرين أكبر مماحصل لها ولأهلها ونحن عائدون

Apr 20 2018

محمد بلو لـ"برجاف ":عفرين أكبر مماحصل لها ولأهلها ونحن عائدون
برجاف |رناعمر –هولير
لم نتعرّف على محمد بلو من خلال كوردستان 24 ،ولامن خلال تصويره لأنين المسنة سينم خان
هو إسم ٌلمع مع بدايات الأزمة في البلاد .عمل واجتهد ونال .آخر محطة كانت مع كوردستان 24هو كان فاعلاً مع كارثة عفرين وناقلا ًلألمها بكاميرته وقلمه عمل مع الجميع دون تردد.
عرّف الكارثة كما هي ،عاش حتى لحظة السقوط وتواجد في كُردستان كما لو أنه في استراحة المحارب ،نال التكريم من مركز "حمو "بدعم من منظمة برجاف في هولير ويحكي بلو مسيرته الصحفية مع برجاف وسيرة المعاناة وتشرّد الأهل :
-هل تقتنع بأن عفرين سقطت ؟
-لم تسقط عفرين وإنما أسقطت عفرين ورقة التوت عن الجميع وأظهرت عري وعهر المجتمع الدولي والذي يسمي نفسه ب "الحر"! ظلماً وبهتاناً وعندما سمحت لحكومة العدالة والتنمية الإخوانية بتدمير ما يؤمن هذا الغرب بنفسه به من قيم الحرية والعدالة والإنفتاح واحترام إرادة الشعوب ... إذاً من سقط في عفرين هو الضمير والوجدان الإنساني العالمي عندما سمحت لتركيا الأردوغانية أن تقوم برفقة فصائل إسلامية وتكفيرية بارتكاب المجازر وجرائم الإبادة العرقية من قتل وخطف وسلب ونهب وتشليح ...
كما أظهرت عفرين مدى جدية القوى الكردستانية الكبرى في تقديم يد العون والحماية للكرد في الأجزاء الأخرى واستكانتها لأجنداتها الخاصة ووقوعها أسيرة لمصالحها الذاتية فقط دون التمكن من استشفاف المستقبل الذي سيتكرر ربما في مناطق أخرى بعد أن وقع الفأس براس عفرين!!!
يستحيل سقوط عفرين الزيتون وأبنائها يستميتون في العودة إليها أو البقاء فيها رغم سوداوية اللوحة القائمة حالياً في ربوع جيايي كورمينج من أعمال التشليح والإذلال والتوطين ووووو
عفرين ستنهض آجلاً أم عاجلاً مادام هناك من يعشق الزيتون وثقافة الحياة في مواجهة ثقافة الموت, تلك الثقافة التي يحاول المحتلون زرعها في ربوعها ... أنا متيقن من أن ثقافة الحياة والسلام والجمال والتعايش ستنتصر ليس في عفرين فقط وانما في كل المدن السورية.

كيف تنظر إلى عفرين وأنت خارجها؟
-لم أكن أتصور يوما أنني سأخرج من عفرين والتي كانت بالنسبة لي مثل كوكب متكامل لا ينقصه شيء والآن أنا في خارجها وأتابع أخبارها من بعيد في الحقيقة أنا أتألم جدا عندما أسمع بقصص الإنتهاكات التي يمارسها الإحتلال التركي ولصوصه ضد أهلي هناك كما أشعر بقلق متزايد من قيام الإحتلال باستقدام العوائل من المناطق السورية الأخرى وتوطينها في منازلنا وقرانا وأراضينا ... ولكنني متأكد لن يلحق هؤلاء من تعلم لغة الزيتون التي يتقنها الكُرداغي فقط.
ومن جهة أخرى أنا مندهش بحق من المقاومة الـي يبديها العفرينيون المشرّدون في قرى شيراوا وروباريا والشهباء وكذلك في بلدتي نبل والزهراء عندما يصرّون على العودة إلى جبالهم وزيتونهم وبيوتهم...
-أنت كإعلامي ما الدروس التي خرجت بها من الحرب على عفرين؟
- كنت أعتقد أن التواصل مع الإعلام العالمي والحديث عن مأساة عفرين ستساعد في إحداث اختراق ما وينقذ عفرين من المآلات المأساوية نتيجة العدوان التركي وأدواته من الإسلاميين السوريين على منطقتنا الآمنة والمسالمة
وبالفعل كان لي حضور كثيف في العديد من القنوات العالمية وربما استطعنا كسب الرأي العالم في تلك الدول لصالح قضيتنا ولكن مع الأسف لم يترجم هذا التضامن إلى قرارات لصالحنا...
وتبين أن الإعلام لا يستطيع التأثير على الكبار الدوليين وقراراتهم سوى في حالة تطابق الموضوع المتداول مع مصالحهم...
-ماذا كان دور الإعلام الكُردي في الحرب على عفرين؟
في المجمل الإعلام الكُردي، وخاصة المرئي من، يمتلك الأدوات والإمكانات لأن يكون إعلاماً مؤثراً على الصعيدين المحلي والدولي إلا أن تحزبه الشديد يفقده الكثير من المصداقية وبالتالي يبقى تأثيره محدوداً جداً ومقتصر على الوضع المحلي فقط ومع الأسف أستطيع القول إن الإعلام الكُردي يعكس الواقع الكُردي السياسي المزري بكل أمراضه.
على سبيل المثال بعض القنوات الكًردية كانت تتحدث عن مأساة عفرين وكأنها تحصل في جنوب شرق آسيا وتصف ما يحصل ب "الهجوم على عفرين "دون الإشارة إلى هوية القائم بالهجوم !!
كما وأذكر أن قناة عرضت تقريراً عن التغيير الديموغرافي في عفرين وبعد انتهاء التقرير جلبت ضيفاً أتى لينسف محتوى التقرير الذي بث قبله بثواني فقط! ما هذه السياسة التحريرية؟!!! لقد ارتكبت بعض القنوات أخطاء جسيمة ولا أدري حتى إن كانت أخطاء أم سياسة تحريرية موجهة وذلك لكثرة الإلتباسات في واقعنا السياسي الكُردي!
في هذا السياق لا بد من الإشارة إلى وجود مشاريع إعلامية كُردية في الساحة وتعد بمستقبل مشرق وبدون ذكر أسماء وعناوين.
- هل بوسعك الحديث عن كونك ناقل للخبر ومن جهة أخرى تتألم لما يحدث لمدينتك؟
- ما كان يحصل لعفريننا كان مؤلماً جداً وكنت أعاني بشدة من الحالة العاطفية عندما أقوم بعملي الإعلامي ... ذات يوم كنت أتحدث على أثير راديو "آرتا إف إم" "عن تعرض قرية "دو ميليا " الجميلة والوادعة والتي زرتها قبل الحرب بأسبوع لقصف شديد من قبل الطيران التركي ومدفعيته في آن معاً محدثاً دماراً كبيراً فيها. ... وانتابتني حينها نوبة بكاء أصابتني بالاختناق إلا أنني تمكنت من ضبط نفسي لئلا أنقل رسالة ضعف للمتلقي.
كنت أخرج على شاشات التلفزة بعيون محمرة في كثير من الأحيان إذ قبل كل مداخلة كان هناك فاصل بكائي حزناً على ما يتعرض له أهلي ومدينتي من قصف وتدمير وظلم... على يد الشوفينية التركية وحلفائها من الإسلاميين السوريين.
-هل ستعود إلى عفرين؟
- حتما سأعود ولكن إلى "عفرين" التي أعرفها وتعرفني والتي أشبهها وتشبهني في كل شيء
- هل لديك إضافة؟
-كل الشكر لبرجاف على إتاحتها لهذه الفرصة لنطل من خلالها على ناسنا ونبوح بجزء مما يدور في خوالجنا ونتمنى لها التوفيق والنجاح .